|
الفصل السادس عشر والفصل السابع عشر رواية لم اشرقت ..لم رجعت
مؤيد عليوي
الحوار المتمدن-العدد: 7488 - 2023 / 1 / 11 - 21:23
المحور:
الادب والفن
الفصل السادس عشر :هيت .. وشغفه مازالت الأرض تدور وهناك متسع من الوقت، ومازالت تنبض عروق العمل والسفر في رأسي، كانت هذه كلماته التي سمعها صاحبه، وقد نزلا من سيارة الموصل في "كراج النهضة" من بغداد حتى اتخذا من "منطقة علاوي الحلة" مقصدا جديدا في سفرتهما ، حيث جسرها الكبير الجديد يتربع فوق شوارعها، كان يبحث السومري في رأسه عن محطة جديدة لنفسه وللطفل الكبير الذي يصحبه (زوو)، لتروّح عنهما بعض الشيء قبل مغادرتهم بغداد الى مدينة القاسم، كان يريد عملا خفيفا وفيه لمسة جمال، فيها هدوء الجو وسكينة المدينة الصغيرة مثل بيت صغير مملوء بالسعادة. رميا تعب سفرهما على كراسيَ أقرب مقهى لهما فيه (أنترنت)، وفتح موقع التواصل الاجتماعي الذي نادرا ما تمطر مشاعره إليه، فلم يترك عادته القديمة في لندن، بأن يتواصل مرّة في الأسبوع عبّر التواصل أحد قنوات التواصل الاجتماعي، أو عند الضرورة المُلحة من مثل اتصاله بحارث الذي كان يدير "كروب للشبيبة الديمقراطية" في "الفيس بوك"، رحبّ حارث به وبزميله المصور الشاب، فأرسل له رقم هاتفه المحمول، وقتذاك قام محمد عن كرسيه في المقهى، وقد سحب زميله مِن يده ممازحا إياه، هيا صديقي لنذهب إلى مدينة هيت، ووجهه قد تفتحت أساريره بالمرح مثل وردة تفتح وردة الباح على الندى، كأنه زقزقة عصافير الفجر، فاستأجرا سيارة تاكسي خاصة بهما، كانت عين كامرة (زوو) تصوّر حركة أعمار الشوارع والأرصفة والمنتزهات وبناء البيوت، على النقيض من خمول تلك الحركة وكسلها في الموصل خلهما، بينما كانت شهية (زوو) قد انفتحت على المشروب، فأقفلت يده على تصويره راجعة إلى حقيبته، ويخرج منها علبتي بيرة صغيرتين من وسط كيس الثلج الذي صار ماء باردا، فلم يشتريا سوى أربع علب من نوعها، سأل محمد السائق أن يأذن لهما، ومعها كلمة تفضل، ومد يده يقدم له علبته، فشكره السائق (براحتكم.. شكرا جزيلا ..آني ما أشرب)..، كان حديثهما عن السينما ونجومها، الذي اشترك به السائق، وقبل أن يصلا جسر مدينة هيت على نهر الفرات بمسافة ليست ببعيدة، اتصل محمد بحارث، ليخبره أنهما على مسافة قريبة منه، فكان الجواب من الجهة الثانية (أعطيني السائق)، وقد عاد (زوو) لكامرته يصوّر من فوق الجسر النواعير والمنتزه الجديد، وبيوت الطين التراثية التي بُنيت جنب النواعير، بوصفها إرثا متصلا بوجود نواعير هيت على الفرات التي كانت تروي الأراضي الزراعية المتصلة بمعيشة الناس وحياتهم اليومية، فلم تكن النواعير الجديدة في مكانها الزراعي القديم، بل أمست ديكورا لكازينو تقابل مقهى "شاقوفيان" من ضفة الفرات الاخرى، كانا في فرح غامر ونشوة أغدقت بكرمها عليهما، لم يكونا قد شربا كثيرا بل كان احتساء مسافر، لكن نشوة السفر ومنظر نهر الفرات كان له أثر النشوة في نفسيهما، وقتذاك حارث وصديقه مروان ينتظرهما في السوق الكبير الذي يملكه وسط هيت، والمقابل لجامع هيت وسط المدينة الغافية على كتف الفرات، كأنها عاشقة تغفو على كتف عاشقها، تشبه أغلب مدن الطين والعشق على دجلة والفرات من الشمال الى الجنوب على امتداد حضارة الرافدين ونهريها، حتى خرج لهما حارث من محلــه الكبير، وقد نزلا من سيارة الأجرة التي وقفتْ أمامه تماما، فذهبا معه إلى بيتهم الذي لا يبعد عن البساتين المُطلة على الفرات، والقريبة من الشارع الرئيسي في آن واحد، ليشعرك المكان برائحة الفلاحة والزراعة، التي بقي منها الشيء القليل.. فالممرّ الترابي بين البستان الكبير المتبقي والبيوت الحديثة، ترابه يشي بتلك الرائحة الطيبة للأرض التي تشبه رائحة الأراضي العراقية أينما ذهبتَ، كان الممرّ يفصل بين سياج البيوت من الطابوق، وسياج البستان من سعف النخيل، مرّوا من خلال الممر الزراعي إلى البيت الذي فتح ذراعيه لهما، وكذلك أخوة حارث وأبوه الذي ينتظرهم في غرفة استقبال الضيوف حين دلفها الجميع، فيما وصل الضفيان إلى الإستقبال وذهب حارث إلى داخل البيت ليجلب اللبن والماء، وقبل أن تنهي أمّه عملها، طلب منها أن تلقي التحية على ضيوفه من عمر أولادها، فلبستْ ربطتها الطويلة لتغطي رأسها، ولتنزلها على كتفيها فوق ثوبها الطويل، ثوب امرأة بلغت السبعين من عمرها، دخل حارث قبلها وأخبر أباه همساً أنه يريد من أمّه أن تسلّم على الضيوف، وافقه أبوه الرأي بهزة رأسه، فطرقتْ باب الإستقبال وألقتْ التحية على الحضور، ثم خصّت الضيوف (هله بيكم يمه، مية هلة ومرحبه بيكم)، وأغلقت باب الغرفة ورجعت إلى مطبخها، في حين جلس حارث بين السومري و(زوو)، على فرش أرضي تشبه فرش غرفته في بيت عمّه، وخلف ظهره الوسادة ذاتها .. ***** سألتُ أبو حارث: لماذا الحكومة لا تعمّر مدينة الموصل، أو لمَ تتركها بهذا الإهمال، ولا تعيد أهلها من خيم اللجوء، بينما تعبيد الشوارع مستمرا في محافظة الرمادي ومدنها وباقي الخدمات أفضل من الموصل؟ فأجابه : أظن ولستُ جازما، لأن محافظة الرمادي مدينة أغلبها عشائر عربية، والموصل مدنيّة، خاصة مركز الموصل أناس مدنيين أقصد توجهاتهم نحو المدنيّة والتمدن، وكان فيها خليط من قوميات مختلفة مما جعلها مدينة حقا، بمعنى أن قوة العشائر تجعل الحكومة تتحرك وتبني وليس هذا يعني خلو الرمادي من الفاسدين فجميع الفاسدين في العراق واحد، (أحزاب لا تخاف ولا تستحي)، ثانيا لقد دارت في الموصل معارك عنيفة مما سبب دمارا أكثر، وفيها أكثر من قومية وهناك مشاكل على ما أظن بسبب الأحزاب النافذة فيها، إذ في جزء منها توجد قوة عسكرية من أكراد تركيا المعارضين لحكومة بلادهم، وهي تميل للقومية الكردية واقصد الاحزاب، وهناك قوة عسكرية تركية تابعة للحكومة التركية تعمل لمصالحها طبعا، وهناك وهناك .. ثم ختم كلامه بهذه المقولة جوابا عن أسئلة محمد الذي كان يصغي السمع: ليس جميع ما يحدث تجد إجابة له، متواصلا بالترحيب بهما، الحمد الله والشكر حالنا اليوم أفضل من أيام داعش بكثير، فلا مقارنة تُذكر، المهم الآن أقترح عليكم أن تروّحوا عن أنفسكم أكثر بعد العصر على شط الفرات في كازينو النواعير الجديد، أو عند مقهى شاقوفيان القديمة، صحيح هي مقهى شعبية بسيطة لكن المكان بالناس التي فيه، وليس بالبنايات، فهذه الأحزاب الإسلاموية في هيت والرمادي، لها بنايات شاهقة وكبيرة لكن أغلب الناس لاترغب بدخولها أو قل بما معناه اصبحو غير بهم ولكن ليس العداوة بل لا أحد يرغب بانتخابهم خاصة بعد تحرير أراضينا العراقية من دنس الارهاب وداعش .. عصرا وقفتُ خارج بيت اهل حارث أنتظر خروجه في الممر الترابي، أتطلع إلى وجه ( زوو) الجميل وأتنفس الهواء النقي البارد الذي يهب على شكل نسمات من جهة البستان المتربع على شط الفرات من جهته البعيدة، ومن جهته القريبة لنا ينتهي عند باب البيت الذي أقف عنده منتظرا خروج حارث، كانت أرواحنا تتواصل أنا و(زوو) بذات النغمة وموسيقى النظر إلى النخيل وطيورها.. بذات الهمس ونحن نرقب أسراب الحمام في السماء، بعيدا عن صخب مدن أخرى في العالم، قطع تواصلنا الخفي هذا حارث بأسفه على التأخير أن أبي يوصيني بكما مع بعض تعليماته كلما خرجت من البيت.. ونحن نستمع إليه بهدوء ونستمتع بالهواء النقي من جهة البستان يهب نسمة بعد نسمة، كنا نحْسّ بذرات كل نسمة هواء، ثم أخذتنا أقدامنا دون كلام، أنظرُ إلى (زوو) وينظر إلي، فـنختار ذات الموقف سويا بصمت كأننا رجل واحد نمشي مع صديقي حارث، مررنا بالشوارع التي تؤدي إلى "مقهى شاقوفيان"، كانت الناس تستعد لفتح محلاتها بعد العصر ومنها ما فُتحتْ عصرا، كان (زوو) كعادته أخذ يشغل الكاميرا، أبصرتُ قبة الجامع وزخرفتها الزرقاء الكبيرة، التي كانت تشبه قليلا زخرفة قبة مرقد القاسم الزرقاء القديمة، لكنها لم تكن تشبهها تماما فالنقش يختلف بعض الشيء، أكمل (زوو) تصويره لقبّة الجامع وأغلق كامرته ساعة رحنا ندخل محل حارث في طريقنا الى المقهى القديمة الذي كلّم عامل محله، ثم مشينا لنمرّ على مرتضى أبن أستاذ رسمي رحومي الكاتب والقاص، كما أخبرنا حارث بعد خروجنا من محله، إن مرتضى يريد الذهاب معنا إلى المقهى، وعلينا أن نمرّ عليه، فأخذنا الشارعُ الترابي الذي يؤدي إلى بيتهم غير البعيد عن المقهى، حيث يشير حارث إلينا بتساؤله، هل ترى هذا البيت الكبير وتلك النخلات الباسقات داخله، هذه النخلات شاهدات على تدمير ما كان هنا من بيت عظيم قبل هذا البيت الكبير، بيت القاص والكاتب رسمي رحومي، الذي توفي بعيدا عن بيته وعن هيت والفرات وشاقوفيان، توفي في مدينة الحلة، فلم تقصر الناسُ معه في مدينة الحلة ،من صحبه ورفاقه وزملائه الأدباء، لكن تصوّر إن رجلا لم يعتد المبيت خارج بيته طوال ستين سنة، تصوّر كيف حاله وهو يغادر مدينته مع أسرته الكبيرة، لأنه لا يستطيع العيش في مكان يحكمه داعش، نظر(زوو) إلي نظرتُ ( زوو) وعلامة الاستفهام على وجهنا نحن الاثنين فقط، تكلمنا في لحظة واحدة نسأل حارث: أين هو البيت؟! لا توجد سوى ثلاثة نخلات مرتفعة جدا عن الأنقاض التي تحتها من بقايا الحجارة والطابوق؟! : (هنا كان بيت الأستاذ رسمي رحومي الهيتي، لقد نسفه داعش بالديناميت لأنهم سمعوا به أنه مثقف ويحب العراق)، بينما مازال مرتضى ومروان وبقية وإخوته بين بغداد والحلة حيث سكن أسرتهم، يواصلون الحياة والعمل من أجل لقمة عيش حلال والتعليم ...، مشينا بعض الخطوات على الطريق الترابي المار من جانب بيت الأستاذ رسمي، ما هي إلا مسافة قصيرة عنه،حتى حطت رحال آلامنا في "مقهى شاقوفيان"، كان رباح أبو فهد وعمر وأحمد بانتظارنا فيها، ومرتى ومروان ابني الاتساذ رسمي أيضا الذين وصلا لتوهما من بغداد في زيارة لهيت مدينتهما كان حارث على علم بها، شغل (زوو) كامرته من جديد حين شعرتُ بأنه نسي تشغيلها في تلك المواقف الإنسانية عند بيت الأستاذ رسمي، وطريقة حارث في سرد الحكاية بذاك الخيال، شغلّها ونظر إلي مبتسما، قلتُ في سري له( أرجو أن تواصل تواصلك معي، ربما نحتاجه في قادم الأيام)، لقد (زوو)شغل كامرته التي أخفتْ معظم ملامح وجهه الجميل، وقد وصله كلامي وإحساسي ورجائي إياه هذه المرة أيضا، فأبعد الكامرة وبإشارة من رأسه أجابني بالموافقة، كان حديث الشباب الجالسين في "شاقوفيان" عن مشاريع صغيرة ونشاط رياضي وثقافي يختص بـ"الشبيبة الديمقراطية " في مدينة هيت، ثم بادرتُ بالحديث إلى الشباب، هل تعلمون لمَ (زوو) معي طوال هذه المدة في العراق، لأن وجه (زوو) الجميل ونفسه الطيّبة وشخصيته الهادئة، تذكرني باستقرار نفوس الناس في أوربا، الوجه علامة لراحة النفس، ونادرا مع الأسف أن أجد في العراق هذه العلامة، وهدوء الشخصية من الثقافة الإنسانية التي تحتمل تقبل الآخر، أما الطّيبة فهي موجودة في جميع العراقيين، لكن مع تعب النفوس بسبب المتطرفين هنا وهناك وكثرة فساد الساسة، لابد أن نسبح في الفرات الآن حتما، ضحك البعض وتمازح الآخر،بينما رفض آخرون فكرة السباحة لأنها خطرة في هذه المنطقة من الفرات، كان هديره يشير إلى سرعة جريانه.. رنّ هاتفي الجوال بموسيقاه الهادئة التي تناغمت مع موسيقى الفرات الهادرة بعشق مدن الطين، فتحتُ الخط بينما تناول رباح أطراف الحديث عن حرية التعبير وقبول الآخر..، استأذنتُ ووقفتُ على بعد خطوة منهم وأقرب إلى شط الفرات، كان عمي أبو علي على الهاتف : - نعم عمي أبو علي تفضل . - خيرك تأخرت، أين أنت الان ؟ - أسف تأخرت لأني ذهبتُ إلى مدينة هيت، غدا أمرّ عليكم. - تمام براحتك، تصل بالسلامة، في أمان الله. - مع السلامة وفي الامان . قال عمر، تريد السفر غدا؟ لدينا حملة بناء مدرسة (واحلى سفرة في حملة البناء هذه)، ونحتاج اثنين من العمال، أنت وصديقك معنا، ضحكنا من طريقة دعوته، قال حارث مشاكسا إياه، حتى في دعوتك مشاكسا، نظر إلي (زوو) وقد أوقف حركة يده وأطفأ كامرته، هل هو الشخص ذاته الذي جمع التبرعات من أجل بناء مدرسة في مدينة القاسم التابعة لمركز مدينة الحلة؟ أدركتُ أن ثمة أسئلة في نفسه عن شخصية رسمي لكن أي رسمي منهما؟ لا أعلم، لذا انتظرتُ أن يسأل هو، فأجبته بعد سؤاله، بلا.. ثمة شخصين بذات الاسم، لكن الناس ذاتها بذات الطيبة العراقية، وكل على دربه في خدمة الشعب، رسمي الزعيجي يبني مدارس من تبرعات الناس في مدينة القاسم، ورسمي الهيتي يكتب قصصا قصيرة فينير الدرب ومثلهما هناك وهنا الكثير، لم أكن منتبها إلى تشابه المدينتين لو لا السؤال.. حيث لا فندق هنا كما لا يوجد فندق في مدنية القاسم وهي صفة كرم العشائر والناس في المدينتين أيضا، وذات الجلسة التي أحبّها على الأرض في غرفتي كانت في بيت حارث، وذات الفرش، كما إن أحاديث الناس الجالسين في المقهى لا تختلف عن أحاديث الناس في النجف أو الموصل، لم يكن ثمة رضا للناس على الأحزاب الحاكمة من كل نوع وشكل ورائحة، بل كان السخط بادٍ على الوجوه وهي تتحدث عن البطالة وعن تسلط السلاح من هذا وذاك عليهم، ومن هنا ومن هناك، تماما كسخط أبي كوكب وأبي قيس في مدينة القاسم، أو سخط مصطفى الكهربائي في النجف، أو سخط الناس المكتوم والمعلن في الموصل عن مخيمات اللجوء على أرض الوطن، تنبهت لأحاديث جديدة دون أن أشارك بها، فيما كان (زوو) مشترك بالحديث ومنطلق به، من خلال اللهجة العراقية مع الشباب عن مبادرة رسمي الزعيجي في جمع التبرعات لبناء المدارس التي هدمتها وزارة التربية وتركتها في محافظة بابل، وقد نجح رسمي القاسمي في مبادرته وأعاد بناء "مدرسة موسى بن نصير"ـ حين كان (زوو) في اول زيارة لمدينة القاسم وقتها . بينما كنا أنا ورباح نجلس على كنبة واحدة، لندخن من أركيلة واحدة، ووجهنا يعانق شط الفرات، كنت أستمع للناس وأنا أعب الدخان وأنفخه، وعيناي ترنو صوب الجسر، الذي يمد أحدى ذراعيه إلى ضفة، والأخرى تمسك بالضفة الثانية، كأنه رجل واقف وسط الفرات المُبالغ بالحياة وهو يندفع بقوة الحياة ليمنح الأرض بركته، ناولت الأركيلة إلى رباح.. وقد سألته : - هل من الممكن أن تخرج الناس هنا في تظاهرات لتطالب بحقوقها التي تتكلم عنها الآن في هذا الوقت او بعد سنة تقريبا ؟ - كلا..اتهامات السلطة والاحازب الحاكمة من الشمال الى الجنوب لكل مَن يخرج بالتظاهرات، جاهزة وهذا مِن تجربة تظاهرات 2011 وما بعدها في مختلف المحافظات العراقية، أضف أن المناطق التي تحررت من دنس داعش، مازالت تعاني الخلل الامني البسيط لكنها تعد خطرة في منظور السلطة، فأية حركة تنم عن تظاهرات هنا أو هناك، يُخاف منها أن يعود داعش مستغلا الاوضاع أو أن تكون الناس في التظاهرات صيدا سهلا للأتهامات بالارهاب والاعتقال ...
الفصل السابع عشر--- القاسم المدينة .. وديانا ----- وصل محمد السومري وصديقه إلى مدينة أبيه، والتي مازالت ترتدي بياض الفرح وهي تعلن مسرّاتها قبل أيام شهر محرم، دخل بيت عمّه الذي رحبّ بهما عند باب البيت، ليدخلا إلى غرفة محمد المنفردة عن البيت، بما يشبه عزف منفرد لموسيقار عالمي، أخرج محمد مفتاحها من جيبه في قلادة يدوية خاصة بمفاتيحه، كان عليها صورة أنكيدو من أحد الوجهين وفي الوجه الثاني كانت صورة عشتار، فتح باب غرفته وألقى بالحقيبة على الأرض، انبهر (زوو) من تصميمها، جلس على فرشها، ثم انتبه إلى اللوحات الصغيرة التشكيلية الصغيرة التي تجسد نضال ومعاناة أبناء الشعب العراقي في مراحل سابقة منذ ثورة العشرين والملكية العراقية إلى التظاهرات المطلبية المستمرة لما بعد 2003، قام وقلّب بعضها وهي مركونة على الجدار في زاوية الغرفة، وبينما هو يرفع هذه اللوحة بين يديه يتفرّس بها ويعيدها، ويتناول الأخرى، كان صاحبه يشغل التبريد ويعيد ترتيب غرفته، ليوفر مساحة جديدة لفراش (زوو)، وقتذاك قدّم أبو علي الماء البارد إليهما ومازال وافقا يرحب بهما ويتردد صدى بهجته في الغرفة، ثم ذهب إلى داخل بيته وجاء بفراش قطني ووسادة للنوم، قام أبن أخيه وتناولها سوية وضع الوسادة مكانها فوق الفراش القطني، ثم طلب من عمّه أن يجلس معهما..جلس الجميع ومهّد محمد لموضوع خطوبته من نرجس، أدرك عمّه مجرى حديثه حيث أنتهى بطلب يدها منه في خجل لم يسبق أن مرّ به، باركه عمّه على خطوته هذه، وأستأذن أبن أخيه وصاحبه، في بعض الوقت لكي يسألها، ويخبر أمّها أيضا ليفرّحها بفرحه، قام من جلسته يحثّ الخطى إلى خارج الغرفة، لامستْ قدميه عتبة باب الغرفة ورجع لجلوسه، فزجره محمد دون شعور منه بكلمة ( لمَ رجعتَ) تسمّر عمّه أبو علي مكانه متفاجأ من نبرة أبن أخيه الحادّة معه هذه المرّة غير المسبوقة، قام محمد وقد أخرج سيجارة وأشعل ندمه معها، خرج من الجلسة وأجوائها، ووقف بباب الغرفة حيث الفضاء الواسع..، ثم رجع وأعتذر من عمّه عما بدرَ منه، موضحا أن ما حدث منه بسبب لهفته على نرجس لأنه يحبها، وخوفه مِن رفضها، ولسبب آخر هو تعبه من السفر الطويل في الأيام الماضية، بينما (زوو) كان أكثر مفاجأة من أبي علي، فلم يسبق له أن رأى محمد السومري بحدّة المزاج هذه، جلس محمد ووجهه إلى الأرض أمام عمّه الذي استوعب موقفه فعذره، موضحا سبب رجعوه له - أردتُ أن أتأكد من حبك لها، أم أنك تريد الزواج فقط، فالرجل الذي يحب زوجته غير الرجل يتزوج من أجل الزواج فقط، إلا أن موقفك هذا يدلّ على أنك تحبّها حبّا جمّا، ولكن لم أتوقع منك ردّة فعل كهذه، المهم لقد عفوتُ عنك لأنك لم تقصدها معي، ولأنّ نرجس أبنتي الوحيدة كما تعلم، ثم سكتَ عمّه فقام هو مِن مكانه وقبّل عمّه الذي قرر أن يذهب ويسأل أبنته، تاركا محمد لقلق غرفته، ينتقل بعينيه بين (زوو) وهو يصوّر قلقه وحركته، بينما هو غير مبال بتسجيل الفيديو، ينظر إلى طريق عمّه علّه يرجع من داخل البيت، وفي داخله تأنيب ضميره، لمَ قسوتُ مع عمي هكذا؟! لم أكن معه أو مع غيره بهذه الحدة من الطبع، كان صوت (زوو) يحدثه وله صدى في واقع الغرفة، لقد تغيّرتَ يا محمد، كنتَ تبحث عن جواب في نفسك وعقلك ونسيت أني صديقك معك، أرجوك أن تنتبه لتصرفاتك، كان(زوو) يحدثه وهو يصوره، ثم أوقف الكاميرا، وقد فتح تسجيله لصاحبه لـيريه نفـسه، الذي عاد وجلس إلى مكانه عندما أخبره (زوو) أن عمّه قادم، ليرى بشاشة وجهه وهو يبارك له : (على الخير والبركة، لقد وافقتْ وكنتُ أتوقع موافقتها، لكن الذي أخّرني عمتك، التي كانت تصلي فانتظرتها تُكمل فرضها، لكي أكلمها وهي تحدث نرجس، فأنت تعلم بحياء البنات في هكذا مواقف). قام (زوو) يرقص جذلا بينهما، وقد سحبهما الى وسط الغرفة، على أنغام موسيقى شرقية مصرية من هاتفه المحمول، فكان صوت الموسيقى عاليا بينما يرقص هو(سأنطلق من جديد في الحياة، فنرجس طيبة واحترمها وأحبها، ولها معزّة خاصة في قلبي، سننطلق معا بتحدٍ جديد في الحياة) كان قلب محمد ينبض بكلماته هذه في سره، فيما كان أبو علي قد أخذ يصفق فقط، تاركا الرقص لمحمد وصديقه، كان يصفق وفي ذهنه صورة أبي محمد، وفي داخله(خير يا دنيا، ليفرح عزيز وزوجته في آخرتهما أخيرا، محمد صار رجلا ويريد الزواج من نرجس أبنتي)، التفتَ محمد إلى عمّه وقبّله وشكره ورجاه أن يأتي بعمته أم علي، ليشكرها ويسلّم عليها، كان (زوو) قد أطفأ الموسيقى، ووجهه محمرا على بياض بشرته، حينما عدما جاءت عمّة السومري دونما أن ينادياها زوجها : ( على الخير والبركة محمد الله يتم بالتمام ان شاءا لله ويسعدكم)،ٌم التفت الى (زوو)، (إشلونك خاله، مية هله ومرحبا بيك، أنت عزيز علينه مثل محمد) ثم ذهبتْ هي مع زوجها .. قام السومري من مكان جلوسه من الفرش الارضي الى صاحبه وشكره على مجيئه معه وتحمّل المتاعب، ليجيبه عفوا لم أقدم لك الكثير أنا الذي أشكرك لقد ربحنا الكثير من عملنا في هذين الشهرين، - هل تعلم كم صار رصيدك الممالي معي؟ ـ لا أعرف ، أتركه بعدين.. قفز محمد السومري من جانب صديقه عندما خرج عمه وزوجته من الغرفة ، إلى فرشه الخاص كأنه يقفز للغوص في أعماق النهر، صار قريبا من حقيبته البنية المحمرة، فأخرج منها "دفتره السومري"، وبدأ يدوّن لحظات خطوبته من نرجس، بكل كلمة وحرف ومشاعر وإحساس موقف مرّ به، كان (زوو) ينتظر صاحبه أن يكمل الكتابة، لكنه انشغل عنه أكثر بالتدوين والكتابة على نحو سريع، حتى مدّ ظهره على الأرض وقد فقد وعيه، ثم نهض بجذعه من على الأرض، ظل جالسا لبرهة بعدها هز رأسه وهو ينظر لصاحبه وقد جلس عنده، سوى له جلوسه، ثم ناوله الماء قبل أن يطلبه، شكره محمد وقد أخذ نفسا عميقا، ثم وقف على قدميه وخرج إلى المغسلة التي بباب غرفته، حاول أن يسأله صديقه ( زوو) عمّا حدث معه، بينما هو قد أنهى فرك يديه بالمنشفة، وهو يكرر شكره الجزيل مع مصافحته، أحسّ صديقه(زوو) بشحنة كهربائية بين يديهما سحب يده بسرعة وهزها في الهواء، وقال: محمد في يدك شحنة كهرباء قوية ؟! أجابه لا تخف القاعدة الفيزيائية البسيطة التي تعرفها، بعد دعك الأجسام تتولد شحنات كهربائية وهذا كثير ما يحصل معي في العراق، ربما حرارة الجو العالية تساعد على هذا، أو أن جسمي يحتفظ ببعض الشحنات المتولدة من جهازي العصبي، ففي جسم الإنسان أيضا حركة من الإلكترونات أصغر وحدة في الذرة المكوّنة للخلية الحية، وأكثرها حركة لـتدخل في تفاعلات كيميائية وفيزيائية داخل الجسم الحي،عندها صارا هما الاثنان في جوف الغرفة،إذ اخبره (زوو) أنها تشبه صعقة كهربائية قوية، أجابه السومري : - هي شحنة قوية بالنسبة لجسمك، وعادية لبقية الأجسام .. ***** عاد إلى دفتر يومياته السومري يتفقده، كانت ثمة صفحات كثيرة مكتوبة، فيها ما يخص ديانا، حتى أخبرته قبل مدة وهو في العراق، إنها تريده أن يظل صديقا لها، في آخر اتصال لها معه، الذي جرى بعد اتصاله الذي لم تجب عنه وهو في النجف، منذ ترك لندن ولم تكن في المطار كعادتها لتودعه بقبلتها العطشانة، لكن ما جذب انتباهه فيما دوّنه عن مستقبله قبل أن يفقد وعيه في غرفته، (أنت الوحيد الذي ستظل عشتار تحميه سواء بقيت أنكيدو أو صرتَ غيره، عليك أن تختار الآن أما لندن وتبقى فيها، أو العراق وتبقى فيه، ستكون هناك ثورة في قادم الأيام، يسبقها ظلم كثير على الشعب، فهل تقبل أن يُقتل الشباب بمَن هم أصغر سنا من ( زوو) بكثير؟، والسلام ختام)، وهو مازال جالسا بين يدي دفتره يتأمل وضعه الجديد، فالمواقف التي مرّ بها كانت الكلمات صادقة معه، ثم أخذه التفكير ( ماذا أختار؟ وماذا أفعل ؟ رنّ في رأسه صوت مصطفى الكهربائي وظهرتْ لنفسه صورة مصطفى في لقاءهما عند مرقد الامام علي: (نحن جيل جديد سنغير تاريخ العراق، وأنت مرتاح في لندن...)، حزم شجاعته وأخرج هاتفه المحمول واتصل على رئيسة تحرير الجريدة : - الو مساء الخير - مساء الخير - لقد خطبتُ ابنة عمي وسأتزوج في العراق وأسكن هنا، لذا أرجو قبول استقالتي ودفع كافة مستحقاتي عندكم في الجريدة. - مبارك لك ولكن قرار الاستقالة ألا تراه غريبا بعض الشيء ؟! - أشكركِ الشكر الجزيل لكنه قراري الشخصي و أرجو أن تحترميه . - نحن نحترم قرارك لكن نعتز بكَ كثيرا، وطبعا ستأتي إلى لندن عن قريب، فأرجو أن تمر على الجريدة . - سآتيك حتما، أنت صديقة وإنسانة نبيلة، وتناصرين حق تقرير المصير للشعوب دون وصاية مِن الدول الكبرى، وقبل أن أنسى، أرجو أن تقومي بتكليف صحفيّ ليدير الصفحة مكاني، و اعتزازا بكِ سيكون عملي معكِ مباشرة كصحفي حر ولست موظفا في الجريدة، فكم تدفعي لي على الموضوع الواحد ؟ . - تمام ، تمام ، سأدفع ما يرضيك، أبق على تواصل معنا، وأتمنى لك حياة زوجية سعيدة . - شكرا جزيلا ، مع السلامة . - مع السلامة . نظر إلى (زوو) وهو يحادثه صديقي لقد سمعت اتصالي مع رئيسة تحرير الجريدة بلندن، ما رأيك هل تبقى لنعمل سويا أم ستذهب مع الذي سيحلّ مكاني في الجريدة؟ فأجابه صديقه : تقصد أن نستمر بعملنا مع الفضائيات وبعض الصحف العالمية التي سترسل لها مقالاتك مستقبلا؟ طبعا معك ولا يوجد أفضل من العمل الحر معك، رفع محمد إبهامه مؤكدا إعجابه والفرح والسرور يقفز من عينيه، ثم أخبره (زوو) عليك أن تستلم أموالك من عملنا لشهرين، وافقه محمد بكلمة طيب متى برأيك، ضرب صاحبه موعدا بقوله، غدا نذهب إلى أي مصرف نستطيع فيه استعمال (الماستر كارت) الدولي ونسحب أموالك وتستلمها.. أخبره محمد وددتُ أن أقول لك بانتظارنا سفرة قريبة إلى لندن، كي أبيع شقتي، أجابه صديقه بسؤال الشاك : هل تنوي حقا الاستقرار في العراق نهائيا؟ إذا كنت تود بيع الشقة فأنا من سيشتريها منك، أدفع لك هنا وعقدها يكون هناك، ثم بحثا في الإنترنيت عن أسعار الشقق بلندن.. فوجدا أسعارا مختلفة، طلب منه (زوو) أن يعرضها مع مواصفاتها وما سيبقى فيها من أثاث، مع السعر الذي يريده مقارنة بغيرها من الشقق في الشارع ذاتها حيث هي، أن يعرضها في سوق الانترنت لتحديد سعرها الصحيح . أكمل محمد عرض شقته للبيع إلكترونيا، واحتضن وسادته وألقى بنفسه على فراشه وعيناه في سقف الغرفة حيث عيدان القصب المصفوفة بشكلها الفني، وهو يضحك، مَن كان يتصور أنني سأستقر في العراق؟!، هز رأسه (زوو) موافقا رأي صاحبه، مجاريا إياه في حواره مع نفسه بصوت مسموع، نعم فالعراق خير مكان بحلوه ومرّه، كما تردد أنت أحيانا، لقد بدأتُ أعتاد على طباعكم أحسّ أنني أغادر الطفولة التي كنت أعيشها، حتى ملامحي الطفولية الملائكية، بدأتْ تتغير، بدأتُ أدرك أن أتحمل المسؤولية مثلك تجاه الإنسان في كل مكان، بأن أرفض ظلم أي إنسان أعرفه أو لا أعرفه، في هذا الكوكب، وهذا بفضل صداقتك وصدقك معي، لكن أود أن أسألك ما الذي حدث معك وأنت تكتب فأنا أعلم أنك لستَ بمريض، بل صحتك أفضل مني وبنية جسدك أقوى؟! ولا أعرف لماذا كنتُ أريد أن أحدثك حينما كنت تكتب، مع عدم وجود موضوع محدد للمناقشة، ربما كان إحساسي أن أنتبه لك، أو ربما التواصل الذي بيننا ؟ لا أعلم ؟ أجابه محمد - يا صديقي، إنها لحظة تبديل خارطتي من لندن إلى بغداد، تغيير في داخلي من العيش هناك إلى العيش هنا، والتغير الذي لحظته وأشرتَ أنت له قبل قليل، والواقع كانت هذه الرغبة في نفسي منذ آخر خمس سنوات لي في أوربا ولندن، خاصة بعد وفاة أمي وأبي في حادثة سيارة نقل السياح الشهيرة في لندن، لذا لم أكن أرغب بالزواج هناك، وحتى إنني لم أكن أخطط للزواج من نرجس مسبقا، كان (زوو) يواصله الحديث، بسؤاله : - وهل الدفتر الذي تكتب فيه له علاقة بالأمر؟! - له علاقة بداخلي أكثر مما له علاقة بالدفتر او الذي فيه من كتابة، لقد قرأتُ كثيرا عن هذا الأمر في الثلاث سنوات الأخيرة، في الحضارات القديمة وفي علم النفس والفلسفات المختلفة، لاشيء أكثر مِن أن لا تقاوم إذا كانت بيدك المقاومة، ستمر لحظة مثل ومض البرق ولا تستغرق أكثرمن لحظة، لكن تأثيرها يظل مدى ربع ساعة تقريبا كما حدث معي اليوم أمامك، ويتم فيها الإخبار عن أشياء تخصّ المرء الذي تحدث معه، فقد سبق وكنتُ قرأتُ عنها، وعن حالات أقل حدة منها، من مثل أن تسمع الصوت أو ترى بعض الرؤى، علما أنها لم تحصل معي إلا هذه المرة التي كنت أدون فيها ولا أحد يعلم بهذا الأمر إلا أنت فقط، فيما كانت عيناه إلى (زوو) الذي وافقه نظرته تلك بعدم إفشاء سره ، - نريد نعيش اللحظة في حفل خطوبتك، ألا نحتفل؟ - قبل الاحتفال .. ما دمتَ بدأت مقتنعا بالتغيير هنا، هلا بدأتَ به أنت، ولا أريدك أن تعتبره تدخلٌ في خصوصياتك الشخصية، هل تلاحظ أن بسبب حرارة صيف العراق، صار شعرك طويل أكثر؟ - نعم سأجعله أقصر بكثير، سأجعله إلى مستوى رقبتي أو ربما أقصر، كان محمد السومري يستمع لصاحبه وهو يتصل بعلي أبن عمه أخِ نرجس خطيبته، حيث يعمل في بغداد ضابطا .
#مؤيد_عليوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفصل الرابع عشر والفصل الخامس عشر راوية لم اشرقت ..لم رجعت
-
الفصل الثاني عشر والفصل الثالث عشر رواية لم اشرقت ..لم رجعت
-
الفصل العاشر والحادي عشر رواية لم اشرقت .. لم رجعت
-
الفصل الثامن والتاسع رواية -لم اشرقت ..لم رجعت -
-
الفصل السادس والسابع رواية لم اشرقت ..لم رجعت
-
رواية لِمَ اشرقتَ ..لِمَ رجعت َ!!
-
الفصل الرابع والخامس رواية لم اشرقت ..لم رجعت
-
الفصل الثاني والثالث رواية لم اشرقت ..لم رجعت
-
التميع والتطبيع
-
شعر كزار حنتوش ومرجعية الجمال في قصيدته - قصائد رسمية - إنمو
...
-
أخرُ عشاءٍ للشاعر تأبط شرا في بغداد
-
تقنية السارد بين الراوي العليم والرواي الثانوي في رواية -رما
...
-
أخرُ عشاءٍ لتأبط شرا في بغداد
-
في 2021
-
قصة قصيرة - ضوءٌ منتفض -
-
جماليات إيقاع التقابل في -تحوّلات- / الشاعر عبد المنعم القري
...
-
سقوط
-
سيرة نضال نجفيّة في قصيدة -خطى على ضفاف- *
-
فنيّة اليوميات ولغتها في ولهِ الشاعر عمر السراي
-
فنيّة القافية عند الشاعر د. وليد جاسم الزبيدي / ديوان -أناشي
...
المزيد.....
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|