اهلا بالموت

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7489 - 2023 / 1 / 12 - 00:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

قلت لها .. اشعر ان اجلي قرب وسوف اودع الحياة .. ردت بعصبية .. ماذا تقول انت في ريعان الشباب ؟ .. قلت لها عن اي شباب تتحدثين لقد استهلكت ايامنا بالمنغصات والامراض التي تهدم الجسد .. ثم اردفت بالكلام .. مالك تخافين من ذكر الموت .. ولماذا هذا الرعب المزروع في داخلنا من الموت ؟ .. الموت مجرد مرحلة انتقالية من حياة الى حياة اخرى اكثر ارتياحا واستقرارا إلى عالم لا زيف فيه حيث تبدو كلُّ الحقائق ماثلةً أمام العين، وهو ارتقاء لمرحلة أقوى وأشد حياة من الحياة الدنيوية المادية. والتخلص من قيود الدنيا وأسرها، لعالم القرب من الله تعالى . في ثقافتنا ان الخوف من الموت هو ظلمة القبر وعذابه وتصوير كأن الموت عذاب وليس راحة .. الموت انتقال من مرحلة الى مرحلة اكثر واعمق شمولية الى عالم سرمدي حين الارواح تسبح في ذلك العالم دون الام ولامشاكل كما يحصل في الدنيا . واما فناء الجسد فنحن نعيش بدنيتنا في ارواحنا والجسد مجرد وعاء للروح يفنى كما تفنى الكثير من الاشياء في الحياة .. لاتخشون الموت .. الموت للفقراء راحة وللاغنياء عذاب لانهم نسوا حصة الفقير واستلذوا باموالهم بالحياة ومباهجها .. والموت يحرمهم هذا الامتياز بل ومعها تكون العقوبة اشد .. الله كتب على نفسه الرحمة وهو الرؤوف الرحيم .. الواحد منا حين يزور المقابر يكره الدنيا ومافيها لانه يعرف ان مصيره الموت .. هذا الكلام ليس من كلام الدين انه يقين توصلت له ان الموت راحة .. وجمال الراحة ان الارواح تتحرر من قيد الجسد .. نحن نتألم من امراضنا .. نتألم من سلوكيات بعض البشر نتألم حين لاتتوفر متطلبات الحياة الكريمة بسبب الناهبون لاموال الناس .. استعد للموت بصفاء نية .. هذه ليس دعوة للموت .. ولكن اقول للبعض عيش بشرف ودع غيرك يعيش بكرامة . لكي تتلقى رضا الله .. ثم اختتمت حديثي معها .. انا ارحب بفكرة الموت . ماذا جنينا من حياتنا ؟.. كلها ازمات وصراعات وحروب ومجاعة وامراض وكل هذا ونحن نتمسك بالحياة .. اي حياة هذه التي نعيشها ؟ . من منا لم يتألم كل يوم .. من منا عانى كم مرة وراى الموت بأم عينيه وهو يصارع الالم .. اليوم وجدت ابني يصارع المرض وهو في سن المراهقة .. كل التحاليل والفحوصات والاجهزة الطبية لم تستطيع الوقوف على علته .. ابن الواحد والعشرون عاما يتمنى الموت لانه لايتحمل ارهاصات المرض غير المعروفة فيه .. اي حياة نعيشها . ويأتي شخص ويضع الامو في غير نصابها .. ويقول هذه هي الحياة .. اقول له لاخير فيها . مرحبا لك ايها الموت فأنا في انتظارك .

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات