أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - في عُمق آلجحيم، انبَجَسَتْ حُبَيْبَةٌ منْ زُلالٍ..رأيتُها..














المزيد.....

في عُمق آلجحيم، انبَجَسَتْ حُبَيْبَةٌ منْ زُلالٍ..رأيتُها..


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7488 - 2023 / 1 / 11 - 17:58
المحور: الادب والفن
    


عَيْنـَايَ في وَهَجِ آلظَّهِيرَةِ بُرْتُقَالٌ أدْهَمُ
تَقْتـَـاتُ شَهْقَتَــهُ الأَخِيــرَةَ غَيْمَــةٌ
رَاحَتْ تُكَفـِّنُ بآلبَياضِ
مَزَازَةً عَسَلِيةً و تُبَشِّرُ
أَفْيـَــاؤُهـَـا و تُبَاشِــــرُ،
عَيْنـَايَ في وَهَجِ الظَّهِيـرَةِ مُزْنَــةٌ
تـَـرْوَى مِنَ النَّــوْمِ الْحَلِيــــمِ
د ِثـَــارَهـَـا وغِرَاسَهَـا فَتُسَنْبِــلُ
شُطْـــآنُهَا زَرْعا بَهِيّا رَائِقَا
أشْطاؤُهُ دَهْمَـــاءُ مِثْلُ ظَهِيرَةٍ
حَبَّاتُهَــــــا
مِنْ بُرْتُقـالٍ
يَـقْـبَــــــــلُ
وَ يُقَبـِّــــــلُ

كان رأسي طافيا في مكان ما لا أذكر منه شيئا..في العاشرة رأيتُني في جُنَينة خضراء دهماء زرقاء شاهقة،أو قبل ذلك بقليل،أو بعده..شعرتُ برغبة مُلحة أن أظل قابعا مقبلا مدبرا كارًّا فارًّا حيا حيويا جامدا جبارا ماردا صائلا جائلا قابعا في تلك اللحَيْظة لُحَيْظتي، كما عرفتُني أول هنهية في رحم والدتي أظل أكونُ..لِمَ التشنج؟لِمَ العَجلة؟لمَ التسرع نحو آلخروج إلى مروق آلعبور في عتو آلأقدار لمَ اللهفة لمعرفة ما يروج لا يروج وراء عصي آلأكَمات؟لأركنْ هنا في هنيهتي آلراهنة ناشدا ظالتي منتشيا بالبكاء بالحُداء بالرواء بالعناء بالشقاء بالبهاء عاريا كالسماء بلا دخان بلا وُريقات توت تدثر فسائلي بلا سحب من يَحموم أو سُخام.لأركض لأنتفضْ لأطِرْ كما الحساسين كما الفَراشات كما آلنمل آلجافلُ يدور لايزال كما آلنحل العاصف المدوي المزمجر لأصرخْ ملء حَنجرتي..آآآآه ه..أموتُ غدا..لا يهم..ستكون ذاكرتي الصغيرة قد مَحتْ ما سيأتي من خرف من عته من حنق من شبق من فُتق من ذرق من رتق من غرق في أقبية قاتمة تتكدس فيها ركامات الأعمار تباعا في شرك كوابيس أمنيات لا معنى لها..سأكونُني..
ثم إنهم زعموا..أنْتَ لَمْ تَرَ شيئًا بعدُ..صَدَقوا، لكن، في عمق آلجحيم الذي رُمِيتُ فيه، انبجستْ حُبَيْبَةُ منْ زُلالٍ..رأيتُها..تلك آلأقَيْحاتُ آلنافرات مازلن هنا في سويداء بآبئي يتذكّرن آنتشائي بإبصاري وآعْتِصَاري لحيظاتِ آبِقَة في غفلة عن زُمَيْنٍ هاذٍ بوسوسات المُحَرّمات..كان انتشاؤُكَ، يا عمريَ آلآبق، فكرا لي..فَرَحُكَ، زهوُكَ آغْتَالَا بِدَايَتِي لِيغُوصَ كُلُّ شيء في صَدْرِ شيخوختي آلشائكة، فلا أنْبسُ لا أتحرّكُ..أتَذْكُرُ عبق البهاء الذي كان ذات يوم هنا ساكنا في مُقلتَيَّ..خُطواتكَ السريعة المُتحفِّزَة، والجَبينُ الذابلُ والنظرات الشاردةُ وَوجهُكَ آلباسم المتألق يتضرجُ حَياءً..و..آهَـات تَتْرَى تتناسلُ تتكاثرُ..ما أفعلُ بهذا كله؟؟أَأَنْساهُ يا هسهسات تداعت إلى خلد مسامعي من رحاب آلبراري آلحِسان؟؟أيها الزمن الجائرُ..رُوَيْدَكَ مهلا..!!..لن أنسى كُنّا صامتيْن يتكلمُ التوقُ بلسانِ هَمْسِنَا؟؟لن أنسَى أنني كنتُ أفكرُ لا أقدرُ على إيقاظ الخلائق الجميلة التي كنتُ أعلمُ جيدا أنها كانتْ تسكنُ روحكَ؟؟الميزاج..التوق..الحب..الود.. العطف..العاطفة..ولعبة الصمت الدائم..كُنا نُحَدِّقُ في ذواتنا..في الفَراشاتِ الزاهيات تَعيشُ أويقاتها القصيرة في سُطوع تنصرفُ..في صَدَى كركرات الأطفال تُعَانِقُ زنابقَ الجُلنارِ..في الوجوه التي نعرفها والتي لا نعرفها..في كل السحنات التي أتحسسها وتتحسسها معي نجس وجيب صلف التكتكات سوية نتيقن من حتمية النهايات نكمل الطريق نعاني لا نبصر لا ننظر لا نبالي..في كل الاتجاهات تخطو خطواتنا الرعناء.. نبحثُ،كنا مازلنا،عن شيء يعكس خوفنا رعبنا هواجسنا وسوسات مشاعرَنا الدفينةَ.. كل ذلك كان في صمْتٍ في ريبة في حُبور..في هوس في جنون..فهل أنسى ذلكَ الصمت؟؟تلك اللحظات الخرساء وأكتفي الآنَ بسطوة الزمن المُمْطِرِ حجارةً وجليدا.. وأغْرَقُ في لُجَجِ الفُتور هنا في مَهامهي وحيدا حبيسَ وحدة شريدة؟؟أليس لي حق الذكرى؟أم تراني عصارة وَيْنٍ مَخْمُورٍ يَزْدَرِدُهُ زَمَنٌ عاثرُ؟؟قل لي يا مَطَرُ..ياصخرُ أيها آلصلد آلمتحجرُ..أأكمل آلطريق أنصرفُ أم أظلُّ واجما خسيفا في آلفلوات تالفا متسمرا أتَحَسَّرُ؟؟
ثم أنا لم أختر شيئا..هم آختاروا كل شيء..مسقط رأسي..اسمي حياتي عجزي شيبتي تجاعيد السنين كلها والمكان الذي أكون فيه والذي لا أكون..اختاروا كينونتي المنبتة المترنحة المترددة..عَمَلي آلمرتبك..تقاعدي المتنمل..خَرفي آلمزمن.. عطالتي آلآسنة..يوم مماتي وهواجسي..وتلك روما من بعيد لاحت تحترق من جديد ونيرون يجأر سحقا للمجد والماجدين..تاريخ الصناديد لن يجدي شيئا..وأنت..يا عمري الباقي يا أيها آلجَلَدُ،ها أنت ترحل الآن وغدا وفي كل آن، تسحق آثار الوشم في غيابات سلافتي المهروقة..يا صانع الأحلام في بلاد آلأسقام، هلا جدت بحلم أحشوه لفافتي أشهق روحي لا أزفرها أبدا أبقي تباريحها حبيسة البوح واللابوح..يا غدق الجراح العصية، سحي عليّ بسرك العصي،إني أريد أن أرتاح من وجدي ومن ومْضي وأفقأ ما تبقى في مقلتيّ من رُؤى عقيمة كنت رأيتها ذات شغف بالاحياء والحياة أطمسها لئلا يذوب وهم الحنين في عيني من جديد مثل دوائر ماء..دوائر مغلقة.. مجرد نقط سوداء مشرعة على فراغ..هُووو..هَااااا..Hooha..أراها..في محاق بياض ينفجر كالسديم..فقالوا..أنْتَ لَمْ تَرَ شيئًا بعدُ، صدقوا، لكن،في عمق آلجحيم الذي رُمِيَتْ فيه بآبئي، انبجستْ حُبَيْبَةُ منْ زُلالٍ..رأيتُها..وكان مجرد رؤيتها متجلية صافية رقراقة منعشة كااااف لأعيش وأستمر في كينونة مطلق آلحياة...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هَاااا الْعَاااارْ خُو نَكَّاااارْ
- غَيْبُوبَة
- مِيفِيسْتُوفِيليسْ
- فُقَاعَة
- رَيْثَمَا
- وعلى آلمتضرر آلبحث عن مُسببات ضرره
- وِرْدُ آلْحَيَاةِ
- وَآلْحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ
- حَلَازِينُ
- نَسِيَ آلطِّينُ سَاعَةً أَنَّهُ طينٌ
- أَضْغَاثُ آلْخَيَال
- لَا يَهُمُّ بَعْدَ ذَلِكَ أَيُّ شَيْء
- لَقَدْ أُخْرِجْتُ مِنَ آلْجَنَّة
- اُذْكُرُونِي كَبِدَايَة
- تجَاعيدُ آلقِفار
- تَاقَنْسُوسْتْ نَتْمَازِيغْتْ
- بُقَعٌ زَرْقَاءُ تَالِفَة
- تَاشُورْتْ
- قَارِعَة
- دْوَايْرْ الزمان


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - في عُمق آلجحيم، انبَجَسَتْ حُبَيْبَةٌ منْ زُلالٍ..رأيتُها..