أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - العصيان الفكري ورقة أخيرة مع عائلة مبارك















المزيد.....

العصيان الفكري ورقة أخيرة مع عائلة مبارك


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1702 - 2006 / 10 / 13 - 10:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فجأة وكأنه توارد خواطر بين المثقفين المصريين وبلا سابق ترتيب.. تطالع مقالاتهم.. حوارتهم على مختلف القنوات الفضائية.. نقاشاتهم مع بعضهم البعض.. فتجد حالة واحدة هيمنت على الجميع في لحظة واحدة.. اليأس! مبارك وعائلته ماضون بثقة متناهية.. وبلا هوادة.. في إتمام خطتهم لا للاستيلاء على مصر.. فقد استولوا عليها أصلا منذ ربع قرن.. من وراء ظهر شعبها الذاهل تحت وطأة الحرمان من كل شيء.. وإنما لإتمام إجراءات (حصر ملكية مصر عن بكرة أبيها) في يد العائلة، التوريث التوريث التوريث.. كم (قرفنا) من أنفسنا ونحن نلوك كل لحظة هذا المصطلح المهين! منذ سنوات ونحن على هذا الحال.. لا مبارك مات وورثه ابنه وقضي الأمر.. ولا يئس الرجل وابنه وعائلته من إمكانية تحقق حلمهم.. بسبب (الضجيج) الذي ملأ به مثقفو مصر أجواء البلد والعالم حول رفض التوريث.. ولا نجح هؤلاء المثقفون البؤساء في إثارة شعبهم الذاهل ضد خطة توريثهم كالشاة.. من يد الراعي العجوز إلى يد ابنه الراعي مفتول العضلات.. ولا نجحوا في هز مخطط مبارك.. ولا فضوا أيديهم من لعبة القط والفأر المملة مع عائلة مبارك ولا أي شيء يحدث.. سوى أن استمر الطرفان في خطهما المتوازيين منذ سنوات.. مبارك وعائلته يخطو كل يوم خطوة جديدة نحو تضمين هذا البلد في قائمة ممتلكات.. يرتب أبٌ عجوز مشرف على الرحيل ترتيباته من أجل تركها للعيال لضمان مستقبلهم.. والمثقفون المصريون يلهثون رفضا للتوريث، حالة شلل وعجز طالت.. لا عبرة فيها للصلابة ولا للاستمرار! في ظل ظاهرة غريبة هي ظاهرة (الحرية المتاحة) لكل من يريد أن يسب ويلعن التوريث.. ثأرا لكرامته كإنسان وُلد حرا ويفترض ألا يوّرث.. مناخ عجيب من حرية الكتابة والتعبير فيما يختص بهذا الأمر.. وكأن لسان حال العائلة يَخرج للجميع حاملا رسالة:( عايزين تكتبوا يا كلاب؟ اكتبوا ياكلاب.. اكتبوا ما شئتم وسنفعل ما نشاء!).. لكن الأيام الأخيرة استطاع فيها فريق المثقفين المصريين- وعلى غير ترتيب مسبق- التقدم خطوة.. كانت حتمية إذا نظرنا إلى المقدمات.. هي (خطوة اليأس)!.. تتابع ما كتبوا أو ما قالوا فتجد الواحد منهم يفض يده على طريقة ( أوكيه.. توريث توريث.. بس خلصونا)! على قناة دريم كان الصحفي عادل حمودة ضيفا يتحدث عن الصحافة المستقلة وضجيجها حول التغيير.. ضمن ما كان يتحدث عنه.. قال:" مفيش قوى اجتماعية ورا الصحفيين والـُكتّاب.. مفيش أحزاب.. مفيش طلاب.. سطر واحد مما يكتبه المصريون يُسقط حكومات برّه- مش السطر نفسه- إنما القوة الاجتماعية اللي وراه"، الراجل يئس! وعلى قناة الجزيرة مباشر انصرف مثقفو مصر يتحدثون ويحللون ويقولون الكلام الكثير عن (ذكرى اغتيال السادات).. خلاص.. فضوا أيديهم من مبارك وما إلى ذلك! في الوقت نفسه كان جمال مبارك في برنامج وجهة نظر على التليفزيون المصري يتحدث عن (أحلامه لمستقبل الوطن تحت راية الفكر الشاب)! طبعا المسكوت عنه في هذا الأمر هو أنكم فقط ما عليكم إلا انتظار من أصبحت الكرة في ملعبه.. عزرائيل! عزرائيل الذي يعاند المصريين عائلة وشعبا ومثقفين! لكن الحقيقة أن المثقفين المصريين ليسوا وحدهم من كان حتى وقت قريب (يشكو) من التوريث.. جمال مبارك نفسه اشتكى مر الشكوى من (نفس العلة)! فمنذ فترة قال لفضائية لبنانية عندما سئل عن التوريث:" أطلع أمريكا يقولوا توريث.. أكون في حملة انتخابات الرئيس يقولوا توريث.. أطلع أتحدث عن قضايا الإصلاح يقولوا توريث.. مطلعش أتكلم يقولوا اختفي.. أطلع أتكلم عن الإصلاح السياسي يقولوا تحدث عن قضايا لا دخل له فيها.. مطلعش في الصحافة يقولوا فيه غموض"! لا حول ولا قوة إلا بالله.. حتى أنت تشكو من التوريث؟! لكن هذه الأيام يختلف الأمر.. كف جمال عن الشكوى وكذلك بدأ الـُكتاب الدخول في مرحلة (اللاشكوى).. في معظم صحف مصر كانت هناك تلك الحالة من (التسليم أو شبه التسليم) بأننا جميعا.. فشلة! وحتى هؤلاء المصريون الحالمون المقيمون خارج مصر والذين تصوروا في لحظة أن (حراكا سياسيا) قد انبثق في مصر ليغير عهدها بعد طول سنين.. يئسوا! في مقاله كتب الزميل صاحب الكلمة الدافئة الحانية على مصر فرانسوا باسيلي وعلى صفحات جريدة القدس- التي طالما تحملت منا أحلامنا الكبيرة وتحليقنا بين سحب التغيير.. التي لا تمر أبدا على سماء مصر.. ومع ذلك نستمر في إنهاك الجريدة بأحلامنا- كتب داعيا الجميع إلى نفض أيديهم من حكاية التغيير وخلافه! وحملت كلماته المحملة بالحزن رغبة في الكف عن نطح رأس (تيس التوريث)! والعمل على تنصيب مبارك ملكا رسميا للبلاد وجمال وليا للعهد حتى نتفرغ لأمور أخرى! اختفى الحديث الحالم عن حث الشعب على (العصيان المدني) وكفت برامج الإذاعات والقنوات الفضائية (غير المصرية طبعا) عن مناقشة موضوع (مبارك ونغله)! ولم يعد هناك ذلك (البريق) لهؤلاء المثقفين المصريين الذين طالما عرف عنهم (تفرغهم) لرفض التوريث وتكريسهم أيامهم ولياليهم من أجل رفع اليد بتلك ال (لا للتوريث.. باطل!) تستضيفهم قنوات الجزيرة والعربية والحرة لا ليتحدثوا عن هذه ال (لا).. وإنما للحديث عن العراق وإيران والصومال! لكن.. (خطوة اليأس) هذه يفسرها البعض الذي يجبر نفسه على تجرع (التفاؤل) كدواء مُر لهذه العلة وذاك السقم.. بأنها (الهدوء الذي يسبق العاصفة).. يا له من دواء بالفعل مُر! أو.. لعله (هدوء المفلسين)! إنما قد يكون اليأس مقدمة لرفع الورقة الأخيرة في لعبة مبارك ومثقفي مصر.. ورقة (العصيان الفكري).. إعلان التوقف نهائيا عن الحديث في مسألة التوريث.. فقد اتضح أننا تاريخيا غير قادرين على تفعيل (عصيان مدني) شعبا ونخبا.. فهو يحتاج إلى (شعب يستجيب) و(تنظيم يقود) وما إلى ذلك من أشياء عجائبية تستعصي على الحالة المصرية! فتاريخيا هذا النوع من الشعوب لا يعيش على أرض مصر لأن تربتها غير صالحة لنمو أي (نبتة تمرد).. وهذا النوع من التنظيمات يحتاج إلى قيادات (انقرضت) من تربة مصر! أما العصيان الفكري فهو والله في متناول اليد!.. لا يحتاج إلى شعب قد يخذلك ولا إلى تنظيم قد تشرق الشمس من الغرب قبل أن ينشأ مثله في مصر.. لا يحتاج إلا إلى الاعتذار عن أوهامنا السابقة عن(تغيير احنا مش قدّه)وبعد الاعتذار.. خلينا نحلم على قدّنا، أحلامنا الغابرة.... وداعا!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قنوات الأغاني وقنوات الإعلانات
- جمال النووي
- الأندلس حلم الحرية التائه
- زيارة إلى موريتانيا:الأولى.. والأخيرة
- يا لبؤس البشر بين التيجان والعمائم
- دلائل علمية في دراسة رؤساء الدول العربية
- المغرب بعيون مصرية
- رحيل نجيب محفوظ ليس صدمة: الصدمة أن مبدعين يرحلون ولا يولد غ ...
- الطبقة الوسطى المصرية وأحلامها المبتورة
- بين نوعين من النضال ضد أمركة العالم
- لماذا أحبه المصريون: بين نصر الله وغيره هناك فرق
- وطن عربي جديد بدلا من شرق أوسط جديد
- الانكسار في عيون المصري له حل: المقاومة لإسقاط الدولة هي الح ...
- الفرحة الآثمة مرتين
- الفضائيات تعود لقتيلها المعتاد
- مقاومة حزب الله لفتت النظر إليهما: الموقف المتهكم من الجيش ا ...
- خطابات نصر الله تسكن القاهرة
- ريموت كنترول 4
- ما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا
- ثروة الثري العربي وثروة بيل غيتس


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - العصيان الفكري ورقة أخيرة مع عائلة مبارك