صحة الشعب أخطر من أن تترك للبيروقراط

سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1702 - 2006 / 10 / 13 - 10:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

تأهبت للكتابة عن "الثلاثية النووية" – بتجلياتها الكورية الشمالية، والإيرانية ، والمصرية- بعد ان جمعت كمية هائلة من المعلومات والبيانات، لكننى نحيت جانباً هذه الكومة الضخمة من الأوراق وقررت تأجيل الكتابة عن الموضوع النووى.
والسبب هو أننى تلقيت رسالة من العالم الجليل والأكاديمى المرموق الدكتور محمود خيال الأستاذ بكلية الطب يدعونى فيها للحضور والمشاركة فى الاجتماع التمهيدى الهادف إلى تأسيس مجموعة من المهتمين بشئون صحة المواطن المصرى والراغبين فى الدفاع عنها والارتقاء بمستوى تقديم الخدمات الصحة للمواطنين.
ولم يكتف الدكتور محمود خيال بتوجيه الدعوة بل أسهب فى شرح دوافع تأسيس هذه الجماعة فقال:
"لعله من المجدى فى هذه المرحلة الاشارة إلى أن ممارسة تقديم الخدمات الصحية لم تعد بحال من الأحوال كما كانت عليه فى الأزمنة السابقة، فمع التقدم العلمى الحديث، أصبحت المسألة خاضعة لقواعد صارمة لا تحتمل العبث أو التساهل. كما تحولت الممارسة من كونها مجرد اتباع والتزام بأراء الأساتذة وما جاء فى بعض الكتب إلى ملاحقة أساسية لاخر وأفضل ما وصل إليه العلم ووصلت إليه البحوث العلمية مع القدرة على قراءتها وتحليلها وهو ما يعرف فى الممارسة الطبية بالطب المبنى على الدليل (Evidence Based Medicine) وبالتوازى فقد تطورت أيضاً مفاهيم وأبعاد الممارسات الصيدلية والتمريض وكل ما يتعلق بتقديم الخدمات الصحية.
ونظرا لما يبدو من قصور فى بعض القواعد والأنظمة والأجهزة الرقابية على جبهات مختلفة فى هذا المجال حيث يلاحظ أن معظم الجهود تتوجه إلى الدفاع عن أخطاء مقدم الخدمة مع ندرة فى الاهتمام بمحاسبته، هذا بالاضافة إلى ما يتميز به شعب مصر من نسبة عالية من الأمية الكتابية والثقافية بما لا يتيح له كثيراً من الاحتمالات للتعرف على حقوقه الصحية. ولا يتسع المكان هنا لسرد كافة أسباب القصور وعلى أية حال فقد رأينا أن من واجبنا كمواطنين أن ندافع عن حقوقنا، وأن نرفع الأمر إلى القضاء كلما توافرت الأركان الصحيحة لذلك، وان نفعل ما فى وسعنا من أجل التوعية الصحية أملين أن نكون فى النهاية داعمين حقيقيين لحركة الاصلاح الصحى فى مصر. ولا يخفى على أحد أن المسألة متشعبة وغير واضحة المعالم بالقدر الكافى فى الوقت الراهن إلا ان ذلك لا يدعو إلا إلى المزيد من التكاتف والتواصل بين كل فئات المجتمع من الحقوقيين والأطباء والإعلاميين والعاملين فى مجال التأمين وكل من له علاقة بصحة المواطن.
وإذا كانت الجمعية تهدف فى النهاية إلى تحسين الأداء فى المجال الصحى ففيما يلى بعض النقاط التى تدخل فى إطار اهتمامات الجمعية:
1- دعم توعية مقدمى الخدمات الصحية بواجباتهم المهنية.
2- دعم توعية المواطنين بحقوقهم الصحية.
3- ترسيخ مفاهيم أخلاقيات المهن الصحية وتقنينها.
4- تبنى الدفاع عن المتضررين من سوء بعض الممارسات ورفع الأمر إلى القضاء كلما اقتضت الظروف".
***
انتهت رسالة الدكتور محمود خيال والواضح منها أن المطلوب إذن إنشاء جمعية تتيح للمواطن المصرى الغلبان التعرف على "حقوقه" الصحية التى يتم اغتيالها جهاراً ونهاراً وبصلف لا مثيل له كل يوم.
والتأكيد على هذه الحقوق ليس بهدف العلم فقط وإنما يهدف المحاسبة ورفع الأمر إلى القضاء كلما توافرت الأركان الصحيحة لذلك.
وهذان الأمران هما البعد الغائب فى قضية الاصلاح الصحى التى يكثر الحديث عنها هذه الأيام. فبدون مشاركة ايجابية من الناس العاديين – مثلى ومثلك – ستظل مسألة الاصلاح الصحى تدور فى إطار – إن لم نقل دهاليز – قطاع ضئيل من النخبة، بعيداً عن ملايين المواطنين أصحاب المصلحة الحقيقية فى هذا الاصلاح المنشود.
وهذا لا ينطبق على قطاع الصحة فقط، بل ينطبق على جميع القطاعات، حيث يجب أن نساند إنشاء جمعيات ومنظمات أهلية للدفاع عن حقوق المستهلك وكافة حقوق "المواطن".
ولهذا فأننى إذ أنشر دعوة الجمعية المصرية لدعم الحقوق الصحية التى ستعقد اجتماعها التأسيسي بمقر نقابة الأطباء بدار الحكمة بشارع القصر العينى بالقاهرة فى العاشرة من صباح السبت الموافق 4 نوفمبر 2006، أهيب بكل من يعنيه الأمر دعم هذا الجهد التطوعى الايجابى الذى لا يقتصر على النواحى الطبية بل يشمل نواحى اقتصادية واجتماعية وثقافية عديدة.
كما أهيب بالدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة دعم هذه الجمعية الوليدة التى يمكن أن تكون – هى ومثيلاتها – ظهيراً قوياً لجهوده الرامية إلى الاصلاح الصحى، بل يمكن أيضاً أن تعيد توجيه بوصلة خطة الاصلاح .. وتوجيهها إلى آفاق رحبة أبعد مما يمكن أن يصل إليه خيال البيروقراطيين وحساباتهم الضيقة.

#سعد_هجرس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات