محموديعقوب
الحوار المتمدن-العدد: 1702 - 2006 / 10 / 13 - 05:21
المحور:
الادب والفن
=1 =
ألى
الشاعر المغترب خلدون جاويد
ياشاعري الكبير
لاتأتي على ذكر الغربة..
أومض وحسب,
اومضْ يانجمي القطبي,
فالسماء الفسيحة واحدة,
أومضْ من عليائَك.. من تلك الرفعةِ
فمن جنوبي الموحش,يمكن أن أراك كل ليلة صافية,
وحتى خلال السحب والغمام,
بريقك النيزكي يتوهج في صدري
أومضْ وحسب..
ان سناك يمسح عتمات الوحشة القاسية,
وحشة الغربة في الوطن.
************************************************** ***
أنت.."دراكولا" ياأخي..
ينبغي أن تغرز اسنانك في عروق الرقبة,وأنت تعانق ضحيتك عناقاً دموياً..تمتص دماءه وتنفث فيه سمومك..
فينفرط من بين يديك مصاص دم جديد!..
هذا عندكم في الغرب يا "دراكولا" , أما في هذا الشرق الشاسع بالسحر والنعم السابغة والمتلفع بالأسرار والالغاز.. في هذا الشرق , يكفي أن تشنف مسامع الانسان وتهز مشاعره بشيء من النثر وقليل من الشعر حتى تنحت منه أمهر مصاص دم جديد.
العجيب يا "دراكولا" ان عابد الدم هذا يعتقد انه ماضٍ الى الفردوس!..
ولأجل ذلك يدخر دماً على دم..
ياللغثيان.. اي فردوس دموي هذا!!..
************************************************** *****
النشيد الوطني
تطوع الشاعر لكتابة النشيد الوطني..
الشاعر تحدى اللغة والخيال..
والشاعر تحدى الشعر والجمال..
حتى صاغ نشيداً يمور بحب الوطن..وحين اشتهر وسمعه الجميع.. هرعت أليه الطوائف واقتلعت منه مبتغاها.. فهذا الشطر لتلك الطائفة وذاك العجز لهذه الطائفة.. وصارت المقدمة عند اولئك والخاتمة عند هؤلاء..
وحين تمزق النشيد, أظلمت الدنيا في وجه الشاعر ورفعت صحفه وجفت اقلامه, وتيبست حنجرته وقبل ان يموت الشاعر خرّ وحيه ميتاً!..
انكفأ الشاعر مهموماً يائساً.. ولكن في صباح يوم جديد سمع طرقاً على بابه, وحين فتح الباب طل عليه وجه امرأة فقيرة لوحتها الشمس ,
واحالت لون عبائتها السوداء الى اخضر مزرق , تطوف في الشوارع والازقة , تبيع مكانس الخوصِ بأبخس الاثمان ..
بعد ان تطلع الشاعر في وجهها, صاح :يا إلهي .. لقد هبط علي وحي اخر !.. وعاد راكضاً ليكتب اناشيدا جديدة.
************************************************** ********
شجرة الموز
تتفقون كثيراً معي من ان حكمة السكوت القديمة اهترأت ..الى اقصى حدٍ اهترأت تلك الحكمة التي قدستها وقتا كافيا واحترمتها طويلا .
لم يعد السكوت من ذهب بعد ان تلظى جسدي بسعيره , منذ ان حدث الذي حدث , امام عيوني وعيونكم لشجرة الموز ..
كانت وتكون و سوف تكون ازهى واجمل الاشجار ,تنتصب كحورية بحر ,يسقط الفن مسحوراًامام فتنتها وزمرد اوراقها وكهرمان عثوقها ..
بحبة من روحه ,ونقطة من نوره ,انبتها الله في قلب كوكبه الاخضر.نمت وترعرعت من اول التاريخ دوحتها ,وتفرق الكوثر عن يمينها
وشمالها ..هذا فراتٌ عذبٌ ,وهذا دجلةُ اعذبُ .يسيلان لحناً موكبياً هادراً,يغسل غبار الهم والتعب من اخاديد الجباه .تشبُ سامقةً, وضاربةً
في السماوات السحيقة .يكاد الله ان يرفع لها سماءاً ثامنةً تسع شموخها العظيم !.. تجثو عند اقدامها السباع ..سباع ودودةٌ كالشجر,
وضاريةٌكالموت ,ما امتدت مخالبها يوماً لتنهش لحم غيرها .. تذود وتغفو بفيئها السمين ..
شجرة الموز هذه تعودت العواصف والانواء تمرق خلالها كل حين .ويوم امس ..طوحت بها عاصفة تسحب ذيولا من رياح غريبة ..
راحت تهز الشجرة هزاً عنيفاً وتميل بها الى كل الجهات ..لكنها لم تنحنِِ ولم تنكسر .حتى اذا ما انجلت العاصفة ..انتثر شمل السباع ,
تفرقت وتباعدت عنها ,وغمر السكوت مرابعها .. وتركت وحيدة تكابد الشقاء !.. وحيدة انتهكتها القرود ..قرود من كل الاجناس
الخسيسه ,بوجوه موهتها الدناءة ,يلتصق عليها لعابها المقيت . سرقت موزها ,ومزقت اوراقها الجميلة, وغمرتها بالدم والصديد,
واثخنتها بالجراح والقروح من الطول الى الطول ,وفرشتها مأدبة للئام, دون ان ترعوي في العبث بها .
وحيدة ,لا آزرٌ يشد ازرها الا الكبرياء ووهج الحياة الصاعد في نسغها من روح الله ..
وحيدة وسط تأجج النيران ولسعها الحارق ,مسبية حلت شعرها ,وتقرحت جفونها ,تأن انيناً خافتا وعميقاً ,يصدع ابواب القلوب .
في اتون هذا العذاب الاسود ,وتلاطم الامواج ,تهيج شجرة الموز دهشتي وعجبي حين تنظر هذه الشجرة من علوها الى الارض
نظرة تعود بعدها هادئه تماماً ,تعب انفاسا عميقة ,وتسترخي اوصالها ,وتدب السعادة في روحها ثم تطلق قهقهات ضحك من الاعماق ,
وذلك حين تبصر القرود تتحارب فوق فروعها ,وسادرة في عراكها وشجارها,فيسقط بعضها من ذلك العلو الشاهق محطماًملتصقاً
بالارض مثل قشور الموز الخالية ..
#محموديعقوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟