أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - ماذا يوجد في دماغ إعلاميي الجزائر؟















المزيد.....


ماذا يوجد في دماغ إعلاميي الجزائر؟


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7485 - 2023 / 1 / 8 - 20:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يتابع ما يروجه إعلام جارتنا الشرقية، لن يستطيع تجنب مثل هذا السؤال. ولتتميمه، أضيفٍ إليه: أمخ أم عجين؟ وهذه التكملة هي الموضوع الذي سيتناوله هذا المقال، وليس الدماغ كما يمكن أن يتبادر إلى الذهن من قراءة العنوان. وبمعنى آخر، فالمقال لن يتناول إلا جزءاً من الأجزاء التي يحتويها هذا العضو الأساسي في جسم الإنسان. وبالتعريف البسيط، فالدماغ هو ما تحتويه الجمجمة، وبه عدة أعضاء، منها المخ. ولكل عضو من هذه الأعضاء وظائفه الخاصة. فالمخ، الذي يهمنا في هذا المقال، يقوم بالوظائف الإدراكية والحسية والعقلية ووظائف اللغة.
هل يقوم هذا الجزء من الدماغ بوظائفه العادية عند الإعلاميين الجزائريين وباقي أبواق النظام من نخب ومُبرْدَعين؟ هل يتيح لهم إمكانية إدراك الوضع الحقيقي لبلادهم، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا...؟ هل يدفعهم إلى التساؤل لماذا الجزائر الغنية بثرواتها الطبيعية، لا تضمن لمواطنيها أسباب الرفاهية، أو على الأقل، الوفرة في المواد الأساسية؟ ألا تحرجهم الطوابير ألا متناهية على أبسط المواد الغذائية؟ ألا يدركون أن وقوف الجزائري أو الجزائرية في طابور للحصول على قنينة غار في بلاد البترول والغاز، يشكل وصمة عار في جبين الدولة والمجتمع على حد سواء؛ ويتحمل هذا الأخير مسؤولية القبول بهذا الوضع؟ ألا يحسون بوخز الضمير، وبلادهم المصدرة للبترول والغاز، توجد بها مناطق بلا كهرباء؟ ويمكن الاسترسال في مثل هذه الأسئلة، نظرا للوضع الاجتماعي المأساوي المتناقض مع الإمكانيات المالية الهائلة التي تدخل إلى خزينة الدولة من مصادر الطاقة.
هل يحس هؤلاء المُغيَّبون من الإعلاميين والنخب (السياسية والثقافية والإعلامية والاقتصادية والرياضية وغيرها) بأوضاع الشعب الجزائري؟ أم أن الوظيفة الحسية للمخ قد تَبلَّدت وتعطلت عندهم وأصبح المخ عاجزا تماما عن أداء هذه الوظيفة، إما بفعل الشعارات الفارغة والدعايات الكاذبة التي ينامون ويستيقظون عليها، وإما بفعل القرقوبي وغيره من المخدرات القوية التي يتاجر فيها أبناء الذوات؟
ومن الطبيعي جدا أن تتعطل الوظيفة العقلية (وكذا المنطقية التي تتجسد في وظائف اللغة) بعدما تعطلت الوظيفة الإدراكية والوظيفة الحسية. لذلك، تساءلت إن كان بدماغ من يتحدثون باسم حظيرة الكبار أو نذروا أنفسهم للدفاع عنها، مخ أم عجين؛ إذ العقلاء قليلون جدا في هذه الحظيرة. نادرا ما تجد شخصا لا يوافق زملاءه في بلاطو حواري على ما يقال عن المغرب من كلام قدحي ومن أكاذيب صارخة. وهذه الندرة الإيجابية قد نجدها في الإعلام الرياضي، خصوصا هذه الأيام بمناسبة الجدل الدائر حول بطولة "الشأن"، وما تتعرض له الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من افتراءات وتهجم، وبالأخص على رئيسها السيد فوزي لقجع الذي وضع النظام الجزائري في ورطة حقيقية أمام "الكاف".
والجواب عن سؤال: "أمخ أم عجين؟" من أبسط ما يكون؛ إذ يكفي أن تقرأ لأحدهم في جريدة "الشروق" أو جريدة "النهار" أو جريدة "الجيش الجزائري" أو غيرها، وتتابع الأخبار أو البرامج التي يقدمها التلفزيون الجزائري، وتشاهد بعضا من البلاطوهات الحوارية على منصات التواصل الاجتماعي، وبالأخص اليوتيوب، لتدرك مدى وجاهة وصواب الأسئلة التي طرحتها أعلاه. فالنماذج التي يقدمها الإعلام الجزائري بكل فروعه، تجعلك تتساءل عما يوجد في دماغ هؤلاء الناس. فسواء تحدثنا عن الإعلام الرياضي أو السياسي أو الثقافي، أو أبدينا بعض الاهتمام بما ينشره الذباب الإليكتروني وأبواق النظام في منصات التواصل الاجتماعي، لن نستطيع منع أنفسنا من طرح السؤال الذي طرحناه في العنوان أعلاه.
لن أتحدث عن الغباء في الإعلام الجزائري وعند النظام وأبواقه ونخبه. فقد سبق لي أن كتبت في هذا الموضوع أكثر من مقال. سوف أكتفي اليوم ببعض الأمثلة التي تبرز المستوى الضحل والمنحط لإعلاميي وأطر حظيرة الكبار.
ألا يمكن أن نتساءل عما يوجد في دماغ رئيس اللجنة المنظمة للبطولة الإفريقية للمحليين ("الشأن")، وهو يدعي أن افتتاح ألعاب البحر الأبض المتوسط بمدينة وهران، كان أفضل من افتتاح كأس العالم 2022 بقطر؟ فمن يقول مثل هذا الكلام، لا يدرك أنه يُسفِّه نفسه أمام الرأي العام العالمي، وأساسا الرياضي منه. ويزيد من هبله، فيَعدُ الجمهور الجزائري بافتتاح خرافي لـ"الشأن" ينسي العالم في افتتاح مونديال قطر. فهل يمكن أن نعتبر هذا الشخص سويا؟ إذ لو كان كذلك لجنب بلاده الفضيحة. لقد أصبحت الجزائر أضحوكة في العالم؛ والجزائريون المُبرْدَعون هم الوحيدون الذين لا يدركون هذه الحقيقة، لكون وظائف المخ قد تعطلت عندهم.
وليس رئيس اللجنة المنظمة وحده الذي يعتبر أن افتتاح ألعاب البحر الأبض المتوسط، كان أفضل من افتتاح مونديال قطر. فهناك بلهاء كثر يرددون هذه السخافات والتفاهات في التلفزيون وفي منصات التواصل الاجتماعي، دون أن يرف لهم جفن أو يشعروا بالخجل وهم يقترفون هذه الفضائح التي تجعل بلادهم مادة للسخرية في العالم.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد؛ فالنظام في حظيرة الكبار وأبواقه والمُبرْدَعون من أفراد الشعب يرون أنفسهم الأفضل في كل شيء؛ ولا يجدون حرجا في ادعاءاتهم التي يكذبها الواقع وتفضحهم الطوابير على الحليب والزيت وغيرهما من المواد الغذائية الأساسية. ولا تعدم حظيرة الكبار من يبرر هذه الكوارث بالتحضر، ومن يبرر أكل لحم الحمير بكونه أكل الأغنياء وغير ذلك من الترهات والسفاسف، كتلك التي كانت بطلتها صوفيا بلمان، أو تلك التي روجها عارف مشاكرة لشهور أو حماقات بن سديرة والمدعو بونيف وغيرهم من أبواق النظام الفاشل على كل الأصعدة. فالدولة الجزائرية توجد في الحضيض حقوقيا وأخلاقيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا، رغم مئات المليارات من الدولارات التي تدخل إلى الخزينة من النفط والغاز. والعالم شاهد على هذه الحقيقة.
كان بودي أن أدرج مثالا آخر على حماقات بعض الإعلاميين الجزائريين الذين لم يتورعوا عن اعتبار بلادهم أحق من المغرب بحمل لقب "أسود الأطلس". وبما أن هذا المثال قد يجعل المقال يتمطط، فقد ارتأيت أن أقف عند هذا الحد على أمل أن أعود إلى هذا الموضوع لاحقا.
مكناس في 8 يناير 2023



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مونديال قطر وتجليات -تمغربيت-
- بعد نجاح مونديال قطر، هل ستراجع الفيفا قرارها بشأن مونديال 2 ...
- فرحة الشعب الفلسطيني بأسود الأطلس عَرَّت حقيقة تجار القضية ا ...
- هل أتاكم حديث دولة تعاقب مواطنيها بسبب تعبيرهم عن الفرح؟
- الفرحة أصبحت مغربية ولا عزاء لأعداء الفرح
- الجزائر ومونديال قطر
- الجزائر تفتقر لرجال دولة
- البَرْدَعَةُ كأسلوب للحكم في الجزائر
- الجزائر قوة ضاربة أم قوة مضروبة؟
- الجزائر: لا أمل في شفاء النظام وأبواقه من عقدة اسمها المغرب
- المُوَّاء الديمقراطي ممكن مع برلمانيين من طينة لحبيب بن الطا ...
- القمة العربية وورطة الجزائر
- الجزائر والشعور بالحرمان
- السقوط الأخلاقي للنظام الجزائري ونخبه وأبواقه
- رسالة مفتوحة إلى السيد الأمين العام للأمم المتحدة والسيد رئي ...
- ماذا يعني أن تتقاطع تقارير استخباراتية فرنسية مع توصيات دراس ...
- الجزائر تعود لديبلوماسية الشيكات وسياسة الابتزاز
- رسالة مفتوحة من مواطن مغربي إلى السيد قيس سعيد رئيس الجمهوري ...
- عقدة المغرب أحالت الإعلام الجزائري إلي مارستان للعاهات النفس ...
- رسائل بنكيران حول بلاغ وزارة الخارجية المغربية، موجه لمن؟


المزيد.....




- مصطفى شعبان بمسلسل -حكيم باشا- في رمضان
- شاهد: أصدقاء وأقارب الأسيرة الإسرائيلية آغام بيرغر يحتفلون ب ...
- حركة حماس تعترف بمقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف
- القاهرة: لا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم
- عمّان.. رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين
- حماس تنعى عددا من كبار قادتها العسكريين وفي مقدمتهم القائد ا ...
- سـوريـا: مـا هـي طـبـيـعـة الـمـرحـلـة الـجـديـدة؟
- الدولي المغربي حكيم زياش ينضم إلى نادي الدحيل متصدر الدوري ا ...
- العراق ومصر يجددان رفضهما لتهجير الفلسطينيين
- الجيش الفرنسي يسلّم آخر قاعدة له في تشاد


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - ماذا يوجد في دماغ إعلاميي الجزائر؟