أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-هل بدأت الحروب الدّينيّة














المزيد.....


بدون مؤاخذة-هل بدأت الحروب الدّينيّة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7485 - 2023 / 1 / 8 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت:
وصول اليمين المتطرّف وأحزاب فاشيّة للحكم في اسرائيل ليس غريبا ولا عجيبا، فالتّربيّة الصّهيونيّة تقوم على تربية اليهود على الخوف وعدم الثّقة بأحد؛ لتبقى أيديهم على الزّناد بشكل دائم ومستمرّ، وتقوم أيضا على غرس قِيَم الإستعلاء القوميّ والعرقيّ في عقول النّاشئة، حسب مقولة "اليهود شعب الله المختار". مع التّذكير بأنّ الدّيانة اليهوديّة هي الدّيانة السّماويّة الأولى، ولم ولن يعترف أتباعها بالدّيانتين السّماويّتين اللاحقتين" المسيحيّة والإسلام".
ومعروف أيضا أنّ الحركة الصّهيونيّة رفعت شعارا دينيّا "العودة لأرض الميعاد"؛ لتجميع يهود الشّتات في فلسطين وإقامة وطن قومي لهم، واستطاعت أن تحوّل الدّين إلى قوميّة، وهذه قضيّة غير مسبوقة في التّاريخ، ومن خلال امتلاكهم وسيطرتهم على طاحونة إعلام هائلة تغطّي العالم جميعه، وبدعم لا محدود من الإمبرياليّة الرّأسماليّة، التي تتعامل مع اسرائيل كقاعدة عسكريّة متقدّمة للحفاظ على مصالحها في الشّرق الأوسط، فقد أقنعوا العالم بأنّهم مقدّسون، وهم المالكون الوحيدون للحقائق الرّبّانيّة الإلهية. وقد ساعدهم في ذلك خنوع وخضوع أنظمة عربيّة نصّبتها القوى الإستعماريّة بعد تقسيم العالم العربيّ إلى دويلات.
لكنّ السّؤال الذي يطرح نفسه حول الحكومة الإسرائيليّة الحاليّة التي يرأسها زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، والتي أفرزتها انتخابات 29 اكتوبر الماضي، وهي ائتلاف بين الليكود الذي حصل على 32 مقعدا في الكنيست، وتحالف مع أحزاب دينيّة متطرّفة" الحريديم" وحزبين فاشيّين بقيادة بن جفير وسوموريتش، وحصلت هي الأخرى مجتمعة على 32 مقعدا من مجموع 120 مقعدا، فهل جاءت هذه النّتيجة صدفة أم هي حصيلة التّربيّة المدرسيّة والتّوجيه الإعلاميّ المستمرّ منذ نشأت الحركة الصّهيونيّة وحتّى يومنا هذا؟
وإذا عدنا إلى تاريخ اسرائيل منذ نشوئها حتّى هذه المرحلة، فهل كانت الأحزاب الصّهيونيّة الحاكمة أحزابا معتدلة في يوم ما؟ وهل هناك فروق بين اليسار واليمين الصّهيونيّ؟
وللإجابة على هذا السّؤال يجدر التّذكير بأنّ حزب العمل الإسرائيليّ الذي يصنّف بأنّه من اليسار الصّهيونيّ، قد حكم اسرائيل منذ نشوئها في العام 1948 وحتّى العام 1977، فقد ارتكب هذا الحزب مذابح ضدّ الشّعب الفلسطيني في نكبة العام 1948، مثل مذابح دير ياسين، الطّنطورة، الدّوايمة وغيرها. وهو من شرّد أكثر من نصف الشّعب الفلسطينيّ "950 ألف" شخص عام 1948،-حسب إحصائيّات الأمم المتّحدة-، وهو من دمّر ومسح عن الوجود أكثر من 540 بلدة وقرية وتجمّع سكّاني فلسطينيّ، وهو من تحالف في 29 اكتوبر 1956مع بريطانيا وفرنسا في العدوان الثّلاثيّ على مصر. وهو من ارتكب مجزرة كفر قاسم في التّاريخ نفسه لتهجير الفلسطينيّين الذين بقوا في ديارهم تحت الحكم الإسرائيليّ، وهو من شنّ حرب العام 1967، واحتلّ ما تبقّى من فلسطين" الضّفّة الغربيّة بجوهرتها القدس وقطاع غزّة"، مع صحراء سيناء المصريّة ومرتفعات الجولان السّوريّة. وحزب العمل الإسرائيليّ هو من بدأ الإستيطان في الأراضي العربيّة المحتلّة عام 1967.
فماذا ستستطيع حكومة التّطرّف اليمينيّ الحاليّة بقيادة نتنياهو أن تعمله أكثر من هذا؟ وهل لو فازت أحزاب المعارضة الصّهيونيّة الحاليّة بالإنتخابات كانت ستوقف الإستيطان في الأراضي المحتلّة؟ وهل كانت ستطبّق قرارات مجلس الأمن الدّوليّ بخصوص الصّراع الذي طال أمده؟ وهل كانت ستجنح للسّلم؟ وماذا فعلت حكومة بينيت لابيد السّابقة؟
وعودة إلى حكومة التّطرّف اليميني الحاليّة، والتي قامت بسنّ قوانين جديدة ستنهي أكذوبة " اسرائيل واحة الدّيموقراطيّة في الشّرق الأوسط".
ويلاحظ أنّ الغالبيّة في المجتمع الإسرائيليّ غير راضية عن هذه الحكومة، بل تتخوّف منها، ومنهم من يدعو إلى النّزول إلى الشّارع والتّظاهر لإسقاطها.
لكنّ خطورة هذه الحكومة هي عملها الدّؤوب لاستعجال المخطّط الصّهيونيّ طويل المدى. ورضوخ نتنياهو -الذي أكثر ما يهمّه هو مصالحه الشّخصيّة- لطلبات الأحزاب الدّينيّة والقوميّة الفاشيّة التي تحالف معها، وتجلّى ذلك يوم 3 يناير الحالي عندما سمح للوزير بن جفير باقتحام المسجد الأقصى المبارك، ودعواته لبناء الهيكل على أنقاض هذا المسجد الذي يعتبر جزءا من عقيدة المسلمين، ممّا أثار مخاوف وغضب العالم جميعه، بما فيه الولايات المتّحدة الأمريكيّة حامية اسرائيل وحليفتها الأولى. وإذا ما نفّذ نتنياهو تعهّداته للأحزاب الفاشيّة، وخصوصا ما يتعلّق منها بالمسجد الأقصى، فإنّ المنطقة وغيرها ستدخل في حروب دينيّة يعرف مشعلوها متى يبدأونها، لكنّهم لا يعلمون متى ستنتهي، لكنّها بالتّأكيد ستحرق الأخضر واليابس ولن ينجو من لهيبها أحد.
8 يناير 2023



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المضحك المبكي-تقبّل الله الطّاعات
- المضحك المبكي- بين الطّبلة والعصا
- قصّة مزرعة أبي مرزوق بعيدة عن المنطق
- المضحك المبكي: دعونا ننتبه ونفكّر
- المضحك المبكي-زمن الخراب
- المضحك المبكي- كبار ومتفوّقون ولكن...
- المضحك المبكي-يتستّرون بالدّين
- ولله في خلقه شؤون
- بدون مؤاخذة-عندما يعيد التّاريخ نفسه
- قصّة القطّة سمّورة والرّفق بالحيوان
- المضحك المبكي- زمن الشّقلبة
- بدون مؤاخذة- لا بواكي للفلسطينيين
- المضحك المبكي-الإرهاب العربيّ الإسلاميّ
- بدون مؤاخذة-في يوم المعلم ومدى الظّلم اللاحق بالمعلّمين
- المضحك المبكي
- المضحك المبكي- عندما......
- المضحك المبكي-انتصارات
- المضحك المبكي-صُمٌّ بُكْمٌ
- قصة-اضراب الجميلات- والتربية الخاطئة
- المضحك المبكي-الفاشية تكشف عن وجهها


المزيد.....




- الملك سلمان يصدر أمرا بشأن قواعد إجراء التسويات مع مرتكبي جر ...
- الصين تبني أكبر مركز قيادة عسكري في العالم يفوق البنتاغون بع ...
- ِشريك موميكا حارق القرآن يعلق بعد مقتل الأخير
- وزارة الدفاع التركية تعلن فصل 3 ضباط -تأديب وانضباط- و5 ضباط ...
- عباس يهنئ الشرع بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية العربية السوري ...
- التلفزيون المصري عن صورة السيسي بصحيفة إسرائيلية: تهديد لا ي ...
- -واتساب-: شركة تجسس إسرائيلية استهدفت مستخدمين
- ترودو: جاهزون للرد في حال إصرار واشنطن على تنفيذ قرارها بزيا ...
- الأمن العراقي ينشر تفاصيل القبض على قتلة محمد باقر الصدر
- البوندستاغ الألماني يرفض مشروع قانون لتشديد سياسة الهجرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-هل بدأت الحروب الدّينيّة