أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الحركات الاجتماعية في العراق والجزيرة العربية (الزنج والقرامطة والبابكية) (2)














المزيد.....


الحركات الاجتماعية في العراق والجزيرة العربية (الزنج والقرامطة والبابكية) (2)


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 7 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد حفل القرن الثالث الهجري بانتفاضات جماهيرية وحركات ثورية في العراق وبعض مناطق من الجزيرة العربية في دولة الخلافة العباسية وقد شارك فيها فئات اجتماعية واسعة من الكادحين والمستعبدين والمستضعفين ولاسيما من الفلاحين الأرقاء والعبيد من مختلف الأقوام والشعوب التي كان يتألف منها المجتمع العربي الإسلامي وكان الدافع الاجتماعي هو المحرك لمعظم هذه الانتفاضات التي شهدها القرن الثالث الهجري والتي امتد بعضها إلى القرن الرابع الهجري ومن هذه النماذج ثورة الزنج وثورة القرامطة والثورة البابكية وقد كانت هذه الانتفاضات من الشدة بحيث هددت النظم الاجتماعية لدولة الخلافة العباسية ... بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي ألهبت روح التمرد والثورة فكانت ثورة البابكين في جبال قرطاج على حدود أذربيجان ثم ثورة الزنج في مدينة البصرة ثم تبعتها حركة القرامطة في سواد الكوفة في العراق وقد استمرت ما يقارب القرن من الزمن فشملت العراق وسوريا والبحرين.
إن هذه الظاهرة لم تحدث عفوياً وإنما كان يكمن وراء ظهورها أسباب وعوامل هي التي فجرتها فكانت للآثار والظواهر التي كان يتبعها ويستعملها النظام سواء في الدولة الأموية أو في الدولة العباسية .. ففي الدولة الأموية كان يمتاز بالاقتصاد الزراعي – التجاري وكانت العلاقات الإنتاجية ذات طابع استثماري إقطاعي وعمالة وفلاحية من العبيد الأرقاء وكانت ملكية الأرض تعود للسلطة الحاكمة.
إن الآثار التي أفرزت ظاهرة التمرد والثورة امتدت بشكل تراكمي من القرنين الهجريين الأولين حتى بلغ امتداده الكمي الذي حول التمرد والتذمر وفجر الثورة في الثالث الهجري في تلك الظاهرة التي تمتاز بالعلاقات الإنتاجية الإقطاعية التي كان وقودها الرق والعبيد كانت بدايتها في بلاد الشام ثم انتقلت إلى العراق التي كانت تعاني مرحلة انحدار وتناقض حاد بين الأحرار فيما بينهم وبين الأحرار والعبيد من ناحية أخرى وكانت السلطة الحاكمة طرفاً مباشراً في عملية الإنتاج الزراعي بصفتها المالك الأكبر للأرض والمستثمر الإقطاعي الأكبر مما ترك آثاراً سلبية في تطور العلاقات الإنتاجية الإقطاعية والتناقض والصراع مع القوى المنتجة العاملة في الأراضي الزراعية .. إن وجود السلطة الحاكمة كقوة إقطاعية بصفتها إقطاعية وسياسية تمتلك القوة والسلطة ترهق في استغلالها (الفلاحين والشغيلة الزراعيين من العبيد الأرقاء) ومن ناحية أخرى فرضت المزيد من الضرائب وسوء الجباية على الأحرار من الإقطاعيين وأصناف نموها وحيويتها مما دفع إلى التخلي عن العمل في الأراضي الزراعية والهجرة والعمل في المدن أو إلى البطالة وقد تزامن مع تلك الظروف ازدهار التجارة في العصر العباسي الأول الذي أدى إلى زيادة الأرباح في المنتوجات الزراعية مما دفع رجال السلطة من الإقطاعيين وكذلك الملاكين الزراعيين الكبار إلى استملاك الأراضي من صغار الملاكين الزراعيين أما بالمصادرة أو لقاء مبلغ زهيد مما دفع أولئك إلى ترك الأراضي وحرمانهم من زراعتها فأصبحوا فقراء معدمين .. كما دفع كثير من مالكي الأراضي إلى الهرب من وطأة الضرائب وقسوة الجباة إلى دفعهم إلى تسجيل أراضيهم في ديوان الخراج بأسماء بعض رجال السلطة كمالك أصلي إلا أن هذه العملية كانت تنتهي أخيراً أن تصبح الأرض ملكاً للفئة الحاكمة وأن يصبح الفلاحون الأصليون فقراء وعمال كادحين يعاملون كما يعامل العبد والرق مما اضطرهم إلى ترك أراضيهم والهجرة إلى المدن للعمل كعتالين من أجل توفير لقمة العيش .. هذه هي السمات العامة لمجتمع دولة الخلافة العباسية بمختلف أقاليمه وشعوبها إلا أن هنالك خصائص محلية كان ينفرد بها هذا الإقليم عن الإقليم الآخر ولذلك كانت تختلف الانتفاضات والثورات عن الأخرى في القرن الثالث الهجري تبعاً لاختلاف تلك الخصائص المحلية بالرغم من اتفاقها جميعاً من حيث أسبابها وعواملها ودوافعها الاجتماعية.

يتبع ...



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاصصة الحزبية ونظام الحكم في العراق
- الاستثمار والعوائق والمعرقلات التي تمنع عمله في العراق
- نتائج الانتخابات أفرزت حكومة صدرية سلبت منها وليس انتزعت أكث ...
- عملية خاطئة يجب التصدي لها ومحاسبة الوزير عنها
- الأزمات المتكررة وعدم تجاوزها طبيعة من طبائع النظام الذي لا ...
- الفساد الإداري في العراق أسبابه ونشأته ومعالجته
- الواقع يكشف الحقيقة وليس التهديد والترهيب
- أهمية القاعدة التنظيمية السياسية في سلوك وعملية الأحزاب السي ...
- هكذا وبكل بساطة يعود العراق إلى مربع الصفر
- العراق المستباح وشعبه المذبوح يرزح تحت كابوسين الفساد الإدار ...
- التهديد والترهيب أصبحت عادة وأسلوب للسياسيين في إكمام الأفوا ...
- ميناء الفاو معادلة وتعويض عن نفط العراق
- ماذا يعني تضمن قانون جرائم المعلوماتية عبارة المس بالرموز ال ...
- مصداقية كلام الإنسان والتزامه ووعوده تكشف شخصيته إذا كان صاد ...
- الطبيعة والتطبع
- إن أكثرية أسباب الطلاق تعود للظروف الاقتصادية السيئة
- المطلوب من الدولة العراقية اعتماد مفهوم التنمية من أجل توفير ...
- أهمية القطاع الخاص في تنمية وبناء الاقتصاد العراقي
- بمناسبة يوم الأقليات العالمي
- الإطار التنسيقي وظاهرة الفساد الإداري


المزيد.....




- شاهد.. -غابة راقصة- تدعوك لإطلاق العنان لمخيلتك في دبي
- بعد مكاسب الجيش في الخرطوم.. هل تحسم معركة الفاشر مآل الحرب؟ ...
- هواية رونالدو وشركاه .. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
- أكثر من 20 مرتزقا أمريكيا في عداد المفقودين بأوكرانيا
- باكستان قلقة من الأسلحة الأمريكية المتروكة في أفغانستان وتحذ ...
- وزير الدفاع السوري يتفقد ثكنات الجيش بصحبة وفد عسكري تركي (ص ...
- تركيا.. شاورما تنقذ حياة -مسافر الانتحار- (صور)
- من أمام منزل السنوار.. تحضيرات إطلاق سراح 3 رهائن إسرائيليين ...
- سوريا.. من هم القادة العسكريون الذين شاركوا الشرع -خطاب النص ...
- وارسو.. اجتماع وزاري أوروبي لبحث الهجرة والأمن الداخلي وترحي ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الحركات الاجتماعية في العراق والجزيرة العربية (الزنج والقرامطة والبابكية) (2)