كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 6 - 20:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ذكرى رحيل ʺبن عليʺ و دخول تونس في نفق الثورة المضادة يوم 14 جانفي2011، نَذْكر الصادقين من معاصري ثورتنا الفريدة ممّن آمنوا حقّا بمعنى ثورة الياسمين: ثورة البياض على السّواد، ثورة النّور على الظلام، ثورة الحق على الباطل.
من اولئك المؤمنين بالثورة الحقّة من رحلوا و في قلوبهم غُصّة أن لم يروا أهدافها تتحقق بعد رحيل رأس النظام، بل رأوا الفساد يستشري و العدالة تترنّح و اليأس يستفحل و ينتشر حتى صارت النّاس تترحّم على دولة الفساد زمن بن علي...
رحلت ميّة الجريبي، المناضلة الصّلبة، بسرطان فتّت جسدها النحيل، و بقي أثر استقامتها و ثباتها على الحق حيّا في النفوس.
رحل شكري بلعيد برصاصات خرّبت رأسه و بقيت كلماته الصادحة بالأمل تتردّد في الآفاق لتشحذ القلوب و الهِمم.
و رحل كثيرون و هم يدعون لتونس بالنّجاة من براثن أهل المكر و الخِدع...
و بقيت تونس لنحو عشر سنين ما بين بين أخذ و ردّ و جذب و شدّ إلى أن ارتقى سدّة الحكم فيها رجل وحيد بلا حزب و لا دعاية و لا مال و لا جاه و لا سلاح، زاده و زوّاده في طريق الحكم: الزّهد في اللّذائذ الفانية و الإخلاص لراية الحق.
اختاره الشّعب فجُنّ جنون النُّخب و إذا بهم كمن مسّه مسّ...تراهم يتصايحون في السرّ و في العلن: و ماذا بالضبط يريد؟؟؟
و كيف يُقصينا؟؟
أما من شيء يُعطينا؟! ألا يُطعمنا كأسلافه،،، ألا يسقينا...!
إلى متى سيحكم لوحده؟ ألن يُشركنا حقّا في الأمر؟! هذا و الله لعب!! هذا هو اللعب بالدولة...يا للفضيحة...ما هكذا يكون الحكم! ما هكذا تُدار الدُّول!!
منافقون...
يعلمون أنه صادق و نزيه و مجتهد و مجاهد شرس في خدمة الشعب و الدولة و لكنهم يكرهون قول كلمة الحق.
خائفون، مرتعبون...
لقد سحب البساط من تحتهم جميعا فكيف لا يُجن جنونهم و كلّهم، بلحم هذا الوطن، كان يقتات و يرتزق!
لقد وضع وجودهم على المحك لذلك أقسموا أن يحاربوه بكلّ الطُّرق: بالسخرية و الاستهزاء و بالمخططات المجرمة في الظُّلَم..
توحّدوا ضدّه و لم يتوحّدوا من أجل الوطن... لذلك خابوا و هو من صمد.
لن ييأسوا، إنّهم أهل الطمع...
مازالوا سيُقاتلونه، لأجل ذلك القصر، و إن بلغ الدّم الرُّكب.
و لكن قيس سعيد قد دخل التاريخ من بابه النّاصع، و هو بعدُ حيّ، فإن نالوا جسده كما يُخطّطون له اليوم فلسوف يُهدونه قَدَرًا ليس في بهائه قَدَر و لسوف يُسكنه التاريخ في مقام لم يسبقه إليه، من حكّام عصره، أحد.
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟