أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - آخر خيارات عباس



آخر خيارات عباس


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1700 - 2006 / 10 / 11 - 08:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا تملك السلطة الفلسطينية، أكانت رئاسة أم حكومة، من القوانين الدستورية ما يسمح لها بحل دستوري للأزمة التي تعصف بها، وكأن القوانين الدستورية التي تعمل بموجبها لا تصلح إلا لإنتاج، وإعادة إنتاج، أزمات ينمو بها، وفيها، الميل لدي المتصارعين إلى السعي في حلها بوسائل وطرائق غير دستورية.

إذا كان النظام السياسي الفلسطيني "رئاسيا" فإنَّ عجزه الدستوري عن حل المجلس التشريعي، وعن إقالة حكومة "حماس"، وإقامة "حكومة طوارئ" من ثمَّ، يُفْقِده كثيرا من الخواص الجوهرية للنظام الرئاسي، فرئيس السلطة محمود عباس، وبحسب فهم وتفسير "حماس" لسلطاته وصلاحياته الدستورية، لا يملك الحق في حل الحكومة، أو المجلس التشريعي، ولا الحق في إقامة حكومة طوارئ، فـ "الطوارئ" حالة يمكن أن يعلنها الرئيس عباس، وتدوم شهرا، على أن تستمر حكومة "حماس" في عملها. حتى الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة تستلزم اتفاقا بين الرئيس عباس والحكومة.

أما إذا كان النظام السياسي الفلسطيني "برلمانيا" فإنَّ عجزه الدستوري عن جعل الحكومة البرلمانية مقرِّرة في الشأن السياسي العام كمثل التفاوض السياسي مع إسرائيل يُفْقِده كثيرا من خواص النظام البرلماني.

ومع أن أمر التفاوض السياسي، باسم الشعب الفلسطيني، مع إسرائيل هو من اختصاص وصلاحيات منظمة التحرير الفلسطينية ورئاسة السلطة الفلسطينية، بحسب قوانين دستورية، وبحسب تَوافق سياسي فلسطيني، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل واللجنة الرباعية الدولية يصرُّون على معاملة حكومة "حماس" على أنها الممثِّل السياسي الأعلى للفلسطينيين، وينبغي لها، بالتالي، أن تلبي الشروط والمطالب الدولية التي لبتها من قبل المنظمة ورئاسة السلطة. وهم بموقفهم هذا لا يبرِّرون حصارهم المالي والاقتصادي والسياسي للسلطة الفلسطينية والفلسطينيين فحسب، وإنما يسعون إلى تعريض الفلسطينيين مع قضيتهم القومية إلى تجربة "الفوضى البناءة"، التي تبدأ وتستمر بالاقتتال والحرب الأهلية.

الرئيس محمود عباس عرف حتى الآن كيف يسعى لحلول مع "حماس"، حركةً وحكومةً، تلبي شروط إنهاء الحصار المالي والاقتصادي والسياسي الدولي الذي تتعرض له السلطة والفلسطينيون، وتنأي، في الوقت نفسه، بالفلسطينيين عن مخاطر الحرب الأهلية، التي أكد أن اجتنابها هو المبدأ الذي بموجبه يأخذ بهذا الخيار أو ذاك.

وإذا كان من سؤال سياسي كبير يستبد بتفكير الرئيس عباس فهذا السؤال إنما هو الآتي: كيف ينتهي الحصار الدولي من غير أن تؤدي وسائل وطرائق إنهائه إلى حرب أهلية.. وكيف يُدرأ عن الفلسطينيين خطر الحرب الأهلية من غير أن تؤدي وسائل وطرائق درئه إلى استمرار وتشديد الحصار الدولي؟ وكل إجابة فكَّر فيها الرئيس عباس، أو حاولها، حتى الآن، إنما أظهرت وأكدت أنه ما زال بين المطرقة والسندان.

الحاجة إلى بذل مزيد من الجهود من أجل إقامة حكومة ائتلافية تضم "حماس" و"فتح" في المقام الأول، وتملك برنامجا سياسيا يسمح بإنهاء الحصار الدولي، لم تنتفِ بعد. وكذلك الحاجة إلى حكومة انتقالية، تؤيدها "حماس" و"فتح" من غير أن تشاركا فيها، وتملك من الخواص السياسية ما يمكِّنها من إنهاء الحصار الدولي. إن "حماس" لم تُبدِ اعتراضا على تفويض أمر التفاوض السياسي مع إسرائيل إلى المنظمة والرئاسة، ويمكنها أن تقف الموقف ذاته من الحكومة الانتقالية المقترَحة في سعيها إلى إنهاء الحصار الدولي.

أما إذا فشلت كل خيارات الحل تلك، وظلت "حماس" على رفضها التخلي عن موقعها في السلطة التنفيذية والتحوُّل من ثمَّ إلى قوة معارضة كبرى في داخل المجلس التشريعي، فإن الرئيس عباس يمكنه، وينبغي له، عندئذٍ، أن يقترح الحل الذي يراه مناسبا، وأن يدعو إلى استفتاء شعبي يدلي عبره الفلسطينيون برأيهم في الحل المقترَح، فإذا لم يحظَ بقبول الغالبية الشعبية استقال، وإذا حظي امتلك من "القوة فوق الدستورية" ما يمكِّنه من حل الأزمة بما يجنِّب الفلسطينيين خطر الحرب الأهلية وينهي، في الوقت ذاته، الحصار الدولي.

الرئيس عباس لا بد له، عندما يتأكد أن الفلسطينيين يوشكون أن يقعوا بين مطرقة الحصار الدولي وسندان الحرب الأهلية، من أن يخاطب الشعب قائلا: هذا هو الحل الذي اقترِح، فإما أن تقبلوه، عبر استفتاء شعبي، وإما أن ترفضوه.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة -الإفقار الاقتصادي- للمواطن!
- حلٌّ يتحدى الفلسطينيين على الأخذ به!
- وزن -الكلمة-
- مشاعر الكراهية للآخر..
- كل قيادة سُلْطة ولكن ليس كل سُلْطة قيادة!
- -الهزيمة- التي يحتاج إليها الفلسطينيون!
- قرار العرب إعادة -الملف- إلى مجلس الأمن!
- التبديد الاقتصادي عبر النساء!
- -النسبية- في القرآن كما شرحها الدكتور النجار!
- الحرب -الإلهية-!
- الميزان الفلسطيني المفقود!
- -حزب الله- ينتقل إلى الهجوم!
- مرض -التسليم بما هو في حاجة إلى إثبات-!
- جدل الاعتراف بإسرائيل!
- ثنائية -الإيمان والعقل- لدى البابا!
- الخطأ والاعتذار!
- -الفَرْد- و-السياسة-!
- -العصر الوسيط- يُبعث حيا!
- الفرصة التي يتيحها ضعف أولمرت!
- في -النسبية-


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - آخر خيارات عباس