|
بين صاحب القضية وعمال المياومة
عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)
الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 6 - 16:51
المحور:
القضية الفلسطينية
هناك فرق شاسع بين صاحب البيت وعامل المياومة فصاحب البيت يسعى للانتهاء من البناء لأنه يسعى للإقامة به كهدف رئيسي في حياته وهو عادة ما يكون ابرز الاهداف الشخصية وبالتالي فهو يرى البيت دائما امام عينيه يكبر ولا يراه الا صورة واحدة مكتملة كحلم يعمل ليل نهار للانتهاء منه والاحتفال بنصره حين ينتقل للعيش هناك ويصبح الحلم حقيقة وعلى العكس منه يسعى عمال المياومة الى اطالة عمر العمل اليومي وعدم الانتهاء من أي شيء لان انتهائهم من بناء البيت يعني الجلوس بلا عمل. هذه الحكاية تنطبق على حالنا الذي اراده لنا الاحتلال ان يكون فجعل لكل منا عملا يوميا لا ينتهي فنفرح منفردين وتضيع الحلم الحقيقي فالفلسطينيون في بلاد الشتات يسعى كل منهم لأهداف لا علاقة لها بالآخر في البلد الاخر او البيت الاخر فغالبيتهم اليوم يبحث عن بلد ثالث غير الوطن البعيد ووطن اللجوء ففي لبنان غير سوريا وفي سوريا غير الاردن وفي الاردن غير حال اللاجئين داخل الوطن وهم انواع البعض في مخيمات القدس يحملون الهوية الزرقاء كمخيم شعفاط والاخرين في مخيم الشجاعية حكاية الحصار والبحث عن قارب للنجاة الفردية لتنتهي المحاولة عرقا او تيها لا ينتهي والاخرون في الضفة يقاتلون حتى الرمق الاخير كما هو الحال في جنين واخرهم اصحاب القرى غير المعترف بها كالنقب وغيره وفي المثلث عليك ان لا تطيل قدميك حتى لا تجدهما خارج البيت بسبب التضييق المتواصل في البناء والمخططات الهيكلية والموازنات وما الى ذلك. في غزة هناك من يعد العدة ضد الاحتلال وهناك من يعد العدة للسباحة عكس الوطن هروبا من ظلم وظلام الاحتلال وهناك من ينتظر وهناك من يجد بهم جميعا عبئا عليه فلا يتمنى ان يعود لهم او ان يعودوا اليه والعكس صحيح وفي الضفة هناك من يموت مقاتلا وهناك من يبكي على دمه كذبا وهناك من لا يتقن سوى بيانات التضامن والشجب والاستنكار ويدعو لمزيد من موت الاخرين وهو لا يحتمل البرد في مكتبه ولا يعرف برد ليل المقاتلين ولا ينام ليله الا وقد اطمئن على شخير ابناءه في فراشهم الدافيء وعلى ابناء الاخرين ان يموتوا ليظل الدفء لأبنائه الى ما شاء الله فهم من يتعلم ويحصد والاخرين يزرعون دمهم ليحصد ابنائه مالا وفيرا ولا ينتهي والايمان حين يصل الى الاقصى يصبح للبيت رب يحميه شعار المتعبين المرتجفين وفي الجليل والمثلث والنقب هناك من امتهن القتال ضد الجريمة بكل سبل الكلام الناعم دون ان يحمل عصا على كتفيه ويقف في الناس اماما يمشي على الارض ليقاتل الجريمة واهلها بنفسه إماما للناس أمامهم لا إماما للناس من فوقهم فيهزجون بكل حناجرهم عند الانتخابات ويغيبون خلف منابر الكلام بعدها حتى تعود من جديد فيعودون يلوحون بقبضاتهم وحناجرهم كمن يقاتل الريح وحين يحين موعد القتال الحقيقي يتحصنون على منابرهم حتى يتوحدوا بها. في كل بيت وحي ومخيم ومدينة عامل مياومة او مقاول عمال كل ما يحتاجه هو ان لا تنتهي مقاولته ولا تنتهي الاعمال اليومية ليبقى له عمله ولتبقى القضية حية ومعها كل اعمال التجزئة اليومية والعمل اليومي وعمال المياومة وبدلاتهم وما يجنيه من مال وفير لا ينتهي وعلى صاحب البيت القضية " الشعب " ان يشكو امره الى الله بعد ان بات المقاول الرئيسي لا يسمع ولا يرى ولا يستطيع الحركة. ان عدم استعادة الشعب لقضيته واحد موحدا صاحبا حقيقيا لقضية واحدة موحدة سوف لن يجدي وسوف لن ترتفع اعمدة البيت عن الارض ابدا ما دام حفر الخنادق للاختباء من الريح لا للقتال هي مهنة كل مقاول وعلى المقاوم ان يمتهن الموت مادام المقاول يجد دائما خنادقه ليختبئ بها لا ليصل الى الاعداء يقاتلهم كما حال غزة. دولة الاحتلال التي يقاتلها الابطال ويهادنها التجار ويهرب من امامها مقاولي العمال قامت ولا زالت على كذبة كبيرة صنعوا منها حكاية وقضية حتى بات العالم يصدقهم ويبدو انه يقترب من تكذيبنا ان ظل حالنا على هذا الحال ونحن غير قادرين على توحيد و رسم ضورة واحدة لقضية واحدة تبدأ من اول حجر لمغتصب اقيم على ارضنا مرورا بمع المصلين الشباب اليوم من الوصول للأقصى يوم الجمعة ومسيحيي غزة من الوصول الى بيت لحم في عيد الميلاد ومقتل شاب باكورة للموت في هذا العام 2023 في عبلين في الداخل المحتل لنبدأ التعداد عن عدد الشهداء هنا وعدد المقتولين باسم الجريمة هناك وعدد المغادرين من هنا وعدد البيوت المهدومة والدونمات المصادرة والحواجز ونقاط التفتيش والاغلاقات وتعكير صفو حياة كل فلسطيني وليس انتهاء بتحدب كرامة وايمان كل انسان في العالم بزيارة الارهابي بن غفير الى الاقصى الذي بات اسمه اليوم في اعلامهم جبل الهيكل وبالتالي فإما ان يحمل الفلسطينيون صلبانهم وعلى اكتافهم موحدين ويتبعوا قضيتهم الواحدة الموحدة بهدف التحرير والحرية فلا امل يرجى ابدا اذا ظللنا نعمل كل بمقاولته ودوامه اليومي الرسمي مع حقه بالعطل الرسمية وغير الرسمية بما في ذلك التزويغ اثناء الدوام.
#عدنان_الصباح (هاشتاغ)
ADNAN_ALSABBAH#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ترامب رئيسا لحكومة الإحتلال
-
علينا أن نعود للقراءة سوياُ
-
الفاشية الصهيونية وتفجير الذات
-
الإحتلال يصنع نهايته بيديه
-
مونديال السياسة 2024
-
بن غفير زعيم دولة الاحتلال القادم
-
بماذا سيأتي المخاض الفلسطيني
-
نحو برنامج سياسي مقاوم وموحِد للجميع
-
الكتيبة والعرين وغياب الفصائل
-
عُدي التميمي درس المطارِد الجمعي
-
الوحدة الفلسطينية مسرح الكوميديا المتجول
-
وحدة الساحات وإنقسام الصالونات
-
ليسقط حل الدولتين
-
أيها الرئيس لماذا غادرت المنصة
-
تمزيق السلطة الى سلطات
-
حين يصير الإنقسام صنعة
-
الهدف إيران لا مشروعها النووي
-
يوم الإثنين الأسود
-
دولتان ... ولكن أين وكيف؟
-
لا ترضى بالهم فهو لن يرضاك
المزيد.....
-
قبل عودته إلى بيروت.. نشر لقطات للسفير الإيراني في لبنان الم
...
-
اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم شعفاط في القدس
-
دمار واسع في منطقة النبطية جراء الغارات الإسرائيلية
-
بلينكن يزور أوروبا لإجراء محادثات عاجلة بشأن أوكرانيا بعد ان
...
-
الحمل في زمن الحرب: معاناة مضاعفة للنازحات في مراكز الإيواء
...
-
واشنطن بوست: ترامب قد يحبط خطط حظر تيك توك في الولايات المتح
...
-
صحيفة تشيكية تنقل أخبارا سيئة للغرب بشأن أوكرانيا
-
إسقاط 13 مسيرة أوكرانية في أجواء مقاطعتي بيلغورود وبريانسك
-
محلل إسرائيلي: تأخر إنهاء الحرب في لبنان سيسمح لحزب الله باس
...
-
أكسيوس: ترامب يخطط لتنفيذ نصائح ماسك بشأن الحكومة
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|