أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الشمعونية بين الجد والحفيد














المزيد.....


الشمعونية بين الجد والحفيد


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 6 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظام التفاهة
الشمعونية بين الجد والحفيد

بين الاستقلال والحرب الأهلية أفرزت النخبة السياسية عدداً من رجالات الدولة من ذوات "الجودة العالية"، ثم بدأ الانحدار بطيئاً، وبلغ سرعة قياسية في مرحلة الوصاية ووصل إلى حضيضه مع العهد العوني فصح فيه القول إنه عهد التفاهة بامتياز، بحسب تعريف آلان دونو مؤلف كتاب نظام التفاهة. يستند الحكم هذا على معياري النزاهة والكفاءة في إدارة الشأن العام.
لم يخل عهد رئاسي في لبنان، ولا نظام في العالم من فساد إداري أو مالي مرده إلى خلل أخلاقي في النزاهة، لكن الأخطر هو الفساد السياسي ومرده، بالدرجة الأولى، إلى خلل في الكفاءة.
إرث الأوائل من الكفاءات ضخم لم ينتقل كله إلى الأحفاد. قليله استمر في عدد ضئيل من الورثة، وجله ضاع على منعطفات الزمن. بعضهم ورث الزعامة والوجاهة ولم يرث الحنكة ولا الثقافة ولا فنون المناورة والمراوغة، وبعضهم فاز بمقعده السياسي في النيابة أو الوزارة بعلامة استلحاق وكثيرون تخلفوا عن الركب وطوى النسيان سيرتهم وسيرة أجدادهم، وكثيرون خسروا السباق مع رموز التشبيح الميليشيوي أو حاولوا تقليدهم فانطبق عليهم مثل الغراب وطير الحجل.
الرئيس كميل شمعون من جيل المؤسسين، إنجازات ضخمة في التنمية وخطأ فادح في السياسة. هل كان من الضروري أن يُستحضر الإسم ويؤتى بوريث؟ ديغول لم يرثه أحد واستمرت فرنسا ولو بقامات أقل شأناً، وكذلك عبد الناصر وابراهيم لنكولن وغاندي. لم يدرك سياسيو لبنان أن الجينات الوراثية لم تعد المصدر لتحصيل الكفاءة، فمعايير الأمية باتت مختلفة. الأمي اليوم هو من لا يواكب مكتشفات العصر ولم يستفد من علومه. شهادة الطب العام لم تعد صالحة لممارسة الطب، وصار الأبناء يعلمون آباءهم طريقة تشغيل هاتفهم الخلوي.
الحفيد عرف تاريخ جده بالتواتر، وصار برلمانياً بشق النفس، حسب قوله. ليست الإنجازات التنموية ما منحت جده لقب بطرك المسيحيين بل أخطاؤه السياسية بحق الدولة، فهو ساهم في ترسيخ مصطلح الوطن القومي المسيحي بل أن يستبدله بوطن التنوع. هذا اللقب كسبه لأن اللبناني إن لم يكن شمعونياً في أيامه فهو إما "خائن أو سوري أو بولشفي" بحسب تعبير جورج نقاش في جريدة الأوريان.
شمعونيو آخر زمن لا يميزون بين المأثرة والخطيئة. الرئيس كان فتى العروبة الأغر يوم ترشح لرئاسة الجمهورية، وخصم القومية العربية الأكبر أيام عبد الناصر، وداعية الوحدة الفورية مع سوريا بعد انفجار الحرب الأهلية. خصمه المحلي والوطني في السياسة، كمال جنبلاط، على مسار معاكس تماماً، راح يستقبل عبد الناصر في سوريا بعد الوحدة، لكنه رفض الدخول في "السجن العربي الكبير" حين عرض عليه حافظ الأسد وحدة البلدين. الخلف الرئاسي، فؤاد شهاب، رأى في زيارة سوريا نوعاً من الإذعان اللبناني، لكنه تقابل مع عبد الناصر كرئيسين داخل خيمة على حدود الدولتين. أين المأثرة وأين الخطيئة؟
الحفيد يمضي اليوم وراء المطالبة بحياد لبنان ويجهل من كان البادئ في التأسيس لخرق هذا المبدأ. بدل أن يكون الرئيس شمعون راعياً للتنوع اللبناني، غرق في لجته، وبدل أن يرشد الجمهور المتنوع، من موقعه كرئيس فوق الصراعات، إلى نقطة الالتقاء حول الدولة والدستور والمواطنية حشر الرئاسة في النزاعات ودشن الانحياز إلى محور دولي وإقليمي ضد آخر، وفي أيامه حصلت أول عملية استدراج لقوة خارجية ضد أبناء الوطن.
مقياس الكفاءة السياسية في لبنان اليوم مرتبط بمدى المساهمة في إعادة بناء الوطن والدولة. الحصول عليه رهن بقراءة صحيحة للتاريخ وبنقد قاس لأخطاء الماضي، ولا سيما لتجربة الحرب الأهلية.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقاً هذا رئيسكم؟
- فن المماحكة(3)
- إذا المفتي أزبد وأرعد فمن يُفتي؟(2)
- نظام التفاهة (1)
- ليس بقانون الأحوال الشخصية تبنى الدولة
- ثقافة الخيارات الإلزامية
- طاولة حوار أم وقت مستقطع لاستئناف الحرب؟
- أسوأ الرؤساء وأفضلهم
- إما النقد الذاتي إما لغة الحرب؟
- السلاح ليس سبباً للأزمة ولا مدخلاً لحلها
- كلام صريح مع حزب الله ومع خصومه(1)
- ماذا بعد الكوميديا البرلمانية الهزلية؟
- العيد الوطني أم عيد الاستقلال؟
- صراع سياسي أم بين حضارتين وثقافتين؟
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(2)
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(1)
- رئيس توافقي أم تعطيل توافقي؟
- نواب الثورة : دعسة ناقصة
- تعطيل ما بعد الترسيم ليس كما قبله
- القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات


المزيد.....




- الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
- مقتل نحو 30 شخصا بحادث -مروع- بين حافلة ركاب وشاحنة في البرا ...
- السفارة الروسية في البرتغال: السفارة البرتغالية في كييف تضرر ...
- النرويج تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم ماغديبورغ
- مصر.. السيسي يكشف حجم الأموال التي تحتاج الدولة في السنة إلى ...
- رئيس الوزراء الإسباني يجدد دعوته للاعتراف بدولة فلسطين
- -كتائب القسام- تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري
- السلطات في شرق ليبيا تدعو لإخلاء المنازل القريبة من مجاري ال ...
- علامة غير عادية لأمراض القلب والأوعية الدموية
- دراسة جديدة تظهر قدرة الحليب الخام على نقل فيروسات الإنفلونز ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الشمعونية بين الجد والحفيد