أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - دور الامبريالية العالمية في الحروب المحلية















المزيد.....


دور الامبريالية العالمية في الحروب المحلية


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 6 - 11:43
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



الحروب المحلية والنزاعات العسكرية والحروب الاقتصادية لم تنشب في عصرنا الحاضر فقط بل هي ظاهرة موضوعية تمارسها الامبريالية العالمية منذ اواخر القرن التاسع عشر، وخلال سنوات الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي والآن ضد روسيا. وأيضا بشكل خاص الآن ضد الشعوب العربية وضد ايران.

فالإمبريالية العالمية وخاصة الولايات المتحدة هي المذنب والمنسق وراسم هذه الاستراتيجية لهذا الطريق اللاإنساني المتوحش خدمة لمصالح الاحتكارات الرأسمالية وخاصة احتكارات صناعة السلاح واحتكارات الطاقة وخاصة النفط.

وفي السنوات الاخيرة تزايدت المطامع العدوانية للإمبريالية ،عندما زادت هيمنة الاحتكارات وزاد تركيز راس المال في في يد عائلات مثل آل روتشلد التي تسيطر على نصف راس المال العالمي وغيرها من العائلات من "نخبة الثلاثمائة عائلة" التي تهيمن على الاقتصاد العالمي والتي تحتل وضع سائد في الاقتصاد والسياسة والسلطة في العالم الراسمالي،والتي لها مصالح خاصة مباشرة في النزاعات والحروب المحلية حول العالم،وأكبر أمثلة على ذلك الحرب العدوانية للتحالف الرجعي العربي ضد الشعب اليمني،والمؤامرة على سوريا والتي كانت تهدف الى تقسيم سوريا الى أربع دويلات تماشيا مع رغبة وقرارات الحركة الصهيونية العالمية في مؤتمرها الذي انعقد في القدس في ثمانينيات القرن الماضي.

فتزايد المطامع العدوانية للإمبريالية العالمية وقاعدتها الأمامية في الشرق الأوسط إسرائيل عندما تزايد تركيز رأس المال، وسيطرة وهيمنة الاحتكارات وشركات صناعة السلاح، مما جعل طبقة رأس المال العالمي الإمبريالي تحتل الوضع السائد والمسيطر في الاقتصاد والسياسة، وصاحبة المصلحة المباشرة في الحروب، وأكبر مثال على ذلك ما جرى ويجري في الشرق الأوسط وغرب آسيا، وما يجري الآن من مواجهة بين الغرب الإمبريالي وروسيا في أوكرانياوتعمل الإمبريالية العالمية على دعم انظمة الاستبداد في العالم العربي اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، وأكبر مثال على ذلك دعم الولايات المتحدة للإمارات في حربها الإجرامية البربرية ضد الشعب اليمني، هذه الحرب التي يخوضها التحالف ضد اليمن بهدف السيطرة والهيمنة على اليمن من قبل الثالوث الدنس، الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ودول الخليج العربي بل الأمريكي، والتحالف الأمني بل العدواني الأخير بين دولة الاحتلال والتمييز العنصري والأبرتهايد إسرائيل والبحرين.

والآن حرب الناتو والنظام النازي في كييف ضد روسيا. فالهدف الرئيسي في السياسة الخارجية للدول الامبريالية وخاصة الولايات المتحدة هو السيطرة والهيمنة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والاعلامية والثقافية على الشعوب الاخرى، ومن هذه الاهداف وضعت استراتيجية بريجينسكي الامريكي التي تهدف الى تقسيم روسيا الى دويلات وخلق ما يسمى حلف اوروآسيا تحت هيمنة وسيطرة الولايات المتحدة.

فالإمبريالية العالمية وخاصة الولايات المتحدة ترفض اخذ الحقائق السياسية لعالمنا المعاصر، حيث اصبحت الصين دولة عظمى.. اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وترفض ان يكون لروسيا اي دور ليس فقط في اوروبا لا بل وعلى مستوى عالمي،وترفض لا بل وتحارب، اقتصاديا وسياسيا واعلاميا ايران لكي لا يكون لها اي دور في مقاومة وهيمنة الصهيونية العالمية واسرائيل على منطقة الشرق الاوسط.

ولذلك نرى الولايات المتحدة تقدم الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي لإسرائيل التي تمارس أطول احتلال عنصري شوفيني كولونيالي ضد الشعب الفلسطيني، ودعم منظمات صهيونية يمينية امريكية اوصل اليمين الصهيوني المتطرف الى السلطة في اسرائيل.

وفي النهاية هدف الحركة الصهيونية منذ نشوئها، ليس فقط الآن هو حرمان الشعب الفلسطيني من ارضه ووطنه، وتهميش وجوده والقضاء على قضيته الانسانية العادلة.

وهذه السياسات الامبريالية العالمية، والصهيونية العالمية، هي السبب في نشوء وانتشار النزاعات والحروب المحلية في مناطق مختلفة حول العالم، والآن في الشرق الاوسط واوكرانيا.

وبهدف تحقيق سياسات الهيمنة المطلقة للقطب الواحد الامريكي تسعى الولايات المتحدة ودول الناتو الى تفريغ محتوى الاستقلال الوطني للعديد من دول العالم من امريكا اللاتينية وافريقيا وآسيا لا بل واستمالة العديد من الدول الى المدار العسكري لسياستها الكونية العدوانية،ومن اجل ذلك تستخدم الامبريالية طرائق الضغط العسكري والتحكم الاقتصادي وهذا ما يجري الآن ضد لبنان بهدف ضرب وتحييد حزب النضال والمقاومة- حزب الله، وتعمل وتساند القوى الرجعية الداخلية وآخر مثل على ذلك محاولة الولايات المتحدة التدخل في انتخابات البرازيل ومساندة القوى الرجعية في لبنان، ودعم المتآمرين مع اسرائيل مثل حزب الكتائب وأمثال سمير جعجع الذي أختبأ لابسا فستان امرأة تحت أقدام ضابط اسرائيلي عندما هرب الجيش الاسرائيلي من لبنان وحينها هرب جعجع الى فرنسا وقضى هناك اكثر من عشر سنوات والآن، هو وغيره يعملون بكل الوسائل لمنع انتخاب رئيس لدولة لينان، بتنسيق مع الولايات المتحدة وسفيرتها في لبنان.

ودائما أيضا كان هناك ضوء اخضر امريكي لإسرائيل لتحقيق أهداف امريكية امبريالية صهيونية في الشرق الاوسط باستخدام لبنان. ولكن هذه الاجندة مُنيت بهزيمة كبرى على يد حزب الله.

صمود المقاومة من ايران الى سوريا الى حزب الله الى فلسطين ستؤدي الى هزيمة كبرى اخرى ليس في منطقة الشرق الاوسط لا بل وعالميا وتعاون الصين وايران مع روسيا في حربها ضد النازية في اوكرانيا سيكون بداية نهاية هيمنة القطب الواحد عالميا، وسقوط هيمنة اسرائيل في المنطقة، وسقوط الاحتلال وسقوط الايديولوجية الصهيونية العنصرية وسقوط مفاهيم وهوس الشعب المحتار.

ونلاحظ ايضا في الفترة الاخيرة تعاظم مقاومة العديد من الدول والشعوب حول العالم لسياسات النهب والقرصنة الامبريالية. ورفض العديد لا بل العشرات من الدول لسياسات القرصنة الاقتصادية الامريكية ضد روسيا اكبر مثال على ذلك. وأذكر هنا تصريح رئيس البرازيل اليساري حول سعيه للتعاون الاقتصادي مع روسيا، وكذلك الجزائر.

ان ممارسات الولايات المتحدة الامبريالية السياسية والعسكرية على مستوى عالمي تمتاز بأنها "الأقل حبا" للسلام "والأكثر طوقا الى العنف" ولذلك فهي "الأكثر اثارة للنزاعات" حسب اقوال لينين عن الامبريالية (راجع مقالة " الاشتراكية والحرب".

ففي احشاء الامبريالية بالذات وُلدت حربان عالميتان ومئات الحروب المحلية والنزاعات العسكرية. والآن الدعم الاقتصادي والعسكري والمالي من الولايات المتحدة وحلف الناتو للنظام النازي في كييف ضد روسيا قد يؤدي الى كارثة عسكرية نووية على مستوى عامي.

لذلك هناك رسالة انسانية عالمية، على الاحزاب اليسارية وخاصة الاحزاب الشيوعية التسلح بالتحليل اللينيني للرأسمالية في مرحلتها الامبريالية، ووضع برنامج واسع ومدروس للنضال ضد سيطرة الاحتكارات والاستعمار الجديد وهيمنة القطب الامريكي الواحد، وضد الاضطهاد القومي، وضد الامبريالية ومختلف اشكال ظهورها في الواقع.

فالإمبريالية التي تسببت في جريمة حربين عالميتين، لم تتخلى ابدا عن الحروب المحلية التي لعبت في الماضي دور مفجر للحريق العالمي.

والآن الولايات المتحدة وحلف الناتو في حربهم ضد روسيا في اوكرانيا قد يفجروا حريق على مستوى عالمي. الوقائع التاريخية تشهد على أن الامبريالية تستخدم الحروب المحلية كحلقة هامة في السياسة الاستيلائية للولايات المتحدة وحلف الناتو واسرائيل على مستوى عالمي.

وما نُشر في وسائل الاعلام الاسرائيلي في الفترة الاخيرة بأن اسرائيل قدمت الدعم السياسي والعسكري لأكثر الأنظمة الرجعية حول العالم لأكبر مثل على ذلك. وهنا أذكر دور الولايات المتحدة واسرائيل في الانقلاب ضد باتريس لو مومبا اول رئيس وزراء انتخبه الشعب الكونغولي ديمقراطيا. فهذا الثالوث الدنس يعمل بكل الوسائل الاقتصادية والسياسية والعسكرية ضد اي نظام شعبي ديمقراطي تقدمي حول العالم. (يتبع)



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتراف بالقضية العادلة للشعب الفلسطيني- طريق الخلاص لشعوب ...
- اهمية التعمق في دراسة الفلسفة الماركسية خاصة في الوضع الراهن
- من اجل ممارسة النظرية الماركسية على ارض الواقع: -مضاءة بنور ...
- تشي جيفارا: الرجل الذي تصرف حسب معتقداته وظل وفيا لكل ما آمن ...
- في ذكرى ثورة أكتوبر: نشاط الجماهير الثوري والخلاق أهم وسائل ...
- الفقر نتيجة موضوعية لحكم الطغمة الامبريالية
- الولايات المتحدة والكيل بمكيالين
- الثورة التي أحدثت انقلابًا في إدراك ووعي البشرية جمعاء
- حول الانتخابات ونظرية المعرفة في المادية الجدلية
- التصاقنا واتصالنا بالجماهير الشعبية مفتاح نجاحنا في الانتخاب ...
- النضال الاقتصادي الاجتماعي أساس تحرر القوى العاملة
- المادية التاريخية تزودنا بمنهج وتطبيق للتفسير التاريخي الصحي ...
- الفكر الماركسي يُحفز جماهير الشعب الواسعة للقيام بأعمال نضال ...
- حول انتهاكات حقوق الانسان من قبل إسرائيل والولايات المتحدة
- التطور التاريخي يقوم على اسس اقتصادية تحدد طابع النظام السيا ...
- أهمية توحيد البروليتارية في طبقة متلاحمة
- حول أهمية صياغة الفلسفة الثورية والدفاع عنها
- الولايات المتحدة مرادف مشؤوم للإرهاب الدولي
- الماركسية هي السلاح الفكري لمقاومة عولمة القهر والعدوان الام ...
- الحرب على النازية


المزيد.....




- خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
- الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
- م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل ...
- غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف ...
- النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ ...
- أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل ...
- احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
- فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر ...
- نقطة نظام النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - دور الامبريالية العالمية في الحروب المحلية