حسن الشامي
الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 6 - 08:06
المحور:
الادب والفن
المنبت السيئ تصلحه يد الإنسان
بجده تنبت الأشجار
بعرقه يجد السقيا
ودوما هو حامل الأعباء
خرج باحثا عن ينبوع يفيض
أعياه البحث
كل الينابيع ضنينة
الزهرة تذوي
والشجرة تجف ببطء
بحث على غير جدوى
ضيع الوقت وما أصاب شيئا
هي عيشة من لا يهتدي
ويظل يهيم على وجهه
بلا مرفأ يأوي إليه
يجلس وحيدا
والوحدة له خير أنيس
يفكر فيما ألت إليه حاله
فتذهب نفسه حسرات
" اللهم هذا ملكك
أنت المدبر
ماذا أقول
أنت ملاذي
في هذه الحيرة الداجية!! "
ثم يقوم..
ثم يعود..
حيث يهيم..
" ألا نهاية لذلك ؟!!
ألا مغيث ؟!! "
جلس مرة فجاشت في نفسه الآمال
إنها أكسير الحياة
قال : " عسى تنفرج الغمة
عسى أهتدي
وإني مازلت في أول الحياة!!! "
وجاب الطرقات
واحدة.. واحدة..
مرة يغلب عليه صوت الملاك
ومرة يغويه قوا الشيطان
" أيتها الحياة.. ارحميني !! "
لقد أصبح كهلا
وهو في ميعة الصبا !!
جاب الطرقات .. لم ييأس
حتى اهتدى إلي المرفأ
كانوا هناك..
على الأرض يجلسون
يشيع بينهم ضوء واهن
يبعث على الارتياح
" من أنتم ؟! من تكونون ؟! "
وهفت نفسه إلى المعرفة !!
نظروا إليه مليا
تفحصوه جيدا
التعب قد أضناه
وتغضنت قسمات وجهه
قالوا له في صمت :
" قد يكون هناك وقت مناسب
ولكن لم يحن بعد..
تكون التربة قد صلحت
والينابيع قد جادت
فتخضر الشجرة
وتزهر الثمار
عندئذ تجني..... "
#حسن_الشامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟