أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد حسين الموسوي - أيقونة تبريز طالبة الطب الآذرية الشهيدة آيلار حقي















المزيد.....

أيقونة تبريز طالبة الطب الآذرية الشهيدة آيلار حقي


محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)


الحوار المتمدن-العدد: 7481 - 2023 / 1 / 3 - 21:24
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


مظلومية آيلار حقي وأهلها.. مظلومية كل النساء والأباء والأمهات وذكراها مداداُ للثورة حتى النصر
آيلار حقي طالبة الطب الشابة الآذرية الإيرانية المغدورة ؛ وإحدى ضحايا سفاحي السلطة في إيران الملالي ، بات والدها المكلوم وعشرات المعزين في ذكرى الأربعين لوفاتها أيضا من ضحايا خامنئي وجنوده، وحال هذه الأسرة المنكوبة اليوم بين شهيدة ووالدها وأقاربها المفقودين.
الكل في إيران الملالي اليوم منكوب من شهداء حقبة الشاه ومعوقيها ومشرديها إلى شهداء ثورة 1979 ومعوقيها، إلى شهداء مجازر الإبادة الجماعية في يونيو(خرداد)، إلى شهداء ومعوقي وأرامل وأيتام ومشردي حرب الثماني سنوات، إلى شهداء مجازر الإبادة الجماعية للسجناء السياسيين سنة 1988 وتبعاتها الإجتماعية القاسية إلى شهداء الإنتفاضات وشهداء الحرب في سوريا وضحايا كورونا الإبادية بسبب خامنئي وعصاباته، وشهداء ومعوقي ومعتقلي ومفقودي الإنتفاضة الوطنية الجارية ..الكل اليوم منكوب ومكلوم وموجوع ولم يعد السواد فقط مظهرا للحزن بل خيم الحزن على القلوب والأذهان، وبات كلُ شهيدٍ اليوم شهيداً وألما لكل الإيرانيين، ولم تعد تقتصر الشهادة على الرجال في ميادين الحروب وباتت النساء اليوم في مقدمة شهداء النضال في إيران حيث تقاتل المرأة الإيرانية وهي أم الشهداء وأخت الشهداء وأرملة الشهداء وأم أبنائهم وجارة الشهداء والمعيلة من بعد الشهداء تقاتل اليوم من حدة الآلام المتراكمة، ودفاعا عن وطنها وأبنائها وإخوتها وبيتها وجيرانها وأبناء وطنها تقودها الحمية المطلقة نحوهم، فقد الآذريون والأكراد والبلوش والفرس والعرب واللر وكل الإيرانيين بناتهم وأبنائهم والكل موجوع ومكلوم.
لقد كان الإيرانيون إذا ألمت فاجعة موت يخرجون ويهتفون مواسين ومؤازرين بعضهم في مسيرة العزاء بهتافهم المعزي للقلوب: عزاءٌ عزاءٌ اليوم .. اليوم عزاءٌ اليوم، ولكن ماذا أن تعاظمت الكوارث والمصائب وانتشر الموت والدم والبغي والإغتصاب وهتك الحرمات؛ لقد عم البلاء كل أرجاء البلاد فمن يعزي من، لم يعد هناك مجال للعزاء بل للمواساة فقط والثورة هي الحل والخلاص وبعدها يأتي العزاء.
عندما تكون إنسانا ووجدانك لا غبار عليه يزداد إحساسك بالمسؤولية والألم تجاه الأخرين سواء كنت تنتمي إليهم أو لا تنتمي إنه الإحساس الآدمي الذي يقود مشاعرك نحو التفاعل مع الآخرين في آلامهم قبل أفراحهم فبالنهاية نحن جزءا من مجتمعنا البشري الأوسع وتفاعلاتنا الإنسانية واجبة من هذا المنطلق خاصة في عالم التقنية اليوم عالمٌ بلا أقنعة اليوم يتشارك فيه الكل ما لديه من معارف وأحداث وأزمات وهموم.
عصرني الألم عندما تلقيت خبر ضرب وخطف الشابة الكردية المغدورة مهسا أميني من أخيها الشاب الصغير المسكين في مخرج محطة المترو بمدينة طهران وهي ديار غربة بالنسبة لهم فهم زوار قادمين من مدينة سقز وزاد ألمي عندما كنت أتخيل ألم أخيها الصغير الذي هو بحكم الأطفال من الناحية الفسيولوجية والقانونية وهو يركض خلف سيارة عصابة الدولة المسماة بشرطة الآداب عديمة الأدب التي خطفت شقيقته، ويصل إلى مركز إعتقالها ركضا خلفها وينتظر أمام باب المركز لتخرج أخته أمامه مرة أخرى جثة هامدة منقولة إلى المستشفى ليتم تبرير جريمة قتلها هناك كما اعتاد هذا النظام الفاشي، لكن ألمي على والديها بعد وفاتها كان أشد من ألمي عليها ولولا نعمة الصبر والسكينة التي ينزلها العزيز الكريم على عباده في المحن لما احتمل أي منا مثل تلك المحن والإمتحانات.
لم تكن مهسا أميني الأولى فقد سبق أن أعدم النظام فتيات أصغر منها في الشوارع رميا بالرصاص دون الإعتبار لأدنى حقوق لهن وهو حق التعريف الشخصي لهن ولأقرانهن من الشباب الذكور بحقبة ثمانينيات القرن الماضي من حكم هؤلاء الطغاة، ولم يكن حينها لا إنترنت ولا فضائيات وتم قتلهم جميعا في ظل تعتيم إعلامي وتكتم حكومي شديد وصمت دولي، ولولا فضح المقاومة الإيرانية لتلك الجرائم لبقيت طي الكتمان، وكذلك لم تكن مهسا أميني الأخيرة فقد مات بعدها من هم أصغر منها سنا مات بنات وأطفال ونساء شباب بلوشستان لرستان وكردستان وطهران وبنات الأهواز وشيراز واراك وأصفهان وكل بقعة في إيران وكان القاسم المشترك في قتل الجميع هو القتل العمد الممنهج والإستخفاف بأرواح البشر.
لقد كان مقتل نيكا شاكرمي الطفلة ذات الـ 17 ربيعا أمرا فظيعا أيضا، إلا أن مقتل آيلار حقي كان من الجرائم البشعة المفجعة التي لا يرتكبها بشر ولا يحتملها بشر إذ لاحقها المجرمون وهي تحتمي في إحدى البنايات من جحيم القمع الدموي في المواجهات بين قوات النظام القمعية والثوار العزل، واقتادوها إلى سطح البناية وألقوها من الأعلى لتسقط على حديد تسليح بناء مزق أحشائها مخترقا بطنها إلى ظهرها والله أعلم بما فعلوا بها قبل إلقائها على هذا النحو، وعلى الأرجح أن هؤلاء المجرمون من قوات وجند خامنئي المخمورين المخدرين الذين يعطونهم أقراصا مخدرة ليتخلصوا من جبنهم في المواجهات مع الثوار فارتكاب مثل هذه الجريمة وأمثالها من الجرائم لا يمكن أن يصدر عن أشخاص طبيعيين ومن المحتمل أن يكونوا قد فعلوا جرائم كثيرة من هذا النوع وتبقى الضحايا مجهولة الهوية خاصة بعد تشويه الجثث، وتُقييد الجرائم ضد مجهول.
لم يكتفي جند خامنئي بقتل الأيقونة الآذرية طالبة الطب الشهيدة آيلار حقي والإجرام بحقها بل راح إعلامهم يزيف الحقائق ليضيع حق تلك الشهيدة المغدورة وحق أهلها، وفي مراسيم إحياء يوم الأربعين لوفاتها كانت كلمات أباها مبكية للصخر قبل القلوب، وكان جند فرعون قد أعدوا عدتهم لقمع الحشد الكبير الذي حضر تلك المراسيم منددا بفرعون وهامان وجنودهما وباغتتهم القوات القمعية واعتقلوا الأب غير مبالين بجراحه وآلامه ومعه عشرات المعزين العزل واقتادوهم إلى أماكن غير معلومة وهذا يُعد خطفا، وبذلك تزداد محنة تلك العائلة وتزداد آلام الشعب الإيراني، وهنا أستذكر قول الراحل عدنان مندريس رئيس وزراء تركيا الذي أُعدِم سنة 1961 عندما قال لجلاديه الذين استخفوا بحياته (تقتلونني ويأتي من بعدي ألف عدنان مندريس) وقد كان على حق، ويَقتِل خامنئي وجنوده المخدرين آيلار حقي وغيرها من أبناء الشعب الإيراني ويعتقلون أهلهم وذويهم، ولن تطفىء جرائمهم المشينة هذه نيران الإنتفاضة ولن تنجيهم من السقوط والمحاكمة والزوال وكل قطرة دم أُريقت بالباطل هي حبل مشنقة يُلف حول عنق الجناة حتى يوم النصر والحساب.
ساندوا الشعب الإيراني في ثورته حتى إندثار الرجعية وزوالها...
د.محمد حسين الموسوي (د.محمد الموسوي) / كاتب عراقي
مصدر:
https://women.ncr-iran.org/ar/



#محمد_حسين_الموسوي (هاشتاغ)       Mohammed_Hussein_Al-mosswi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوسطية والتسامح ثوابت البديل الديمقراطي لنظام حكم الملالي
- العنوان / قراءات في مدلولات الإنتفاضة الإيرانية في اليوم ما ...
- نساء كالأسود تتكالب عليها الضباع
- للجريمة صورة وأصل في إيران الملالي
- ما لا تقتله السلطات الإيرانية تدفعه إلى قتل نفسه
- النظام الإيراني بين مخاوف الأمس والحاضر؛ والنهاية التي لا من ...
- ملالي طهران خارج لجنة المرأة الأممية
- ماذا بعد قرار الأمم المتحدة رقم 69 بشأن حقوق الإنسان؛ وطرد ا ...
- نسوة حرائر من داخل سجن إيفين؛ ونظام الملالي يقوم بحملات خطف ...
- جرائم نظام الملالي الوحشية بحق النساء
- حقوق الإنسان في إيران بين الواقع والتهاون الدولي
- فضائح داخلية ودولية تاريخية من العيار الثقيل
- المغضوب عليهم يحكمون بغداد بقدرة قادر ؛ والملالي لا ينقصهم س ...
- يوم الطالب الإيراني يوما للنهضة العالمية
- الحجاب والمؤامرات المحاكة ضد الثورة الإيرانية
- أوراد ملحمية - الجزء الثاني
- النظام الإيراني يعاود نهج الإبادة الجماعية علانية
- الثورة الإيرانية ومستقبل العنف ضد المرأة بالشرق الأوسط 2-2
- الثورة الإيرانية ومستقبل العنف ضد المرأة بالشرق الأوسط
- الإنتفاضة الإيرانية تتمة لمسيرة النساء على طريق النهضة


المزيد.....




- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد حسين الموسوي - أيقونة تبريز طالبة الطب الآذرية الشهيدة آيلار حقي