أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جريس الهامس - خيانة حزيران 1967 - 8















المزيد.....

خيانة حزيران 1967 - 8


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1700 - 2006 / 10 / 11 - 09:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تتمة ما نشرناه في حزيران الفائت على هذا المنبر الحر الذي حالت الأحداث الخطيرة التي تعرض لها الوطن في المشرق العربي ومازال دون استكمالها
لابد لي بهذا الصدد إلا أن أحييّ الضابط الوطني السوري الشجاع اللواء – أديب الأمير – الذي كان أحد قادة جبهة الجولان في هذه الحرب والشاهد الصادق على بعض مجرياتها . وأشكره على مقاله الذي نشر على موقع
- أخبار الشرق _ بتاريخ : 27 / حزيران / 2006 – تحت عنوان – هل كان يمكن تجنب الهزيمة عام 1967 –
- الذي كان الشهادة الأولى من قائد عسكري ميداني سوري عاش مع أصحاب القرار في القيادة العسكرية في القاهرة ودمشق . وفي الميدان في القاطع الجنوبي من جبهة الجولان .
- وبما أن مضمون شهادته الهامة تتطابق ضمنا مع ما نشرناه في الحلقات السابقة صراحة أو قراءة بين السطور وفق الظروف المعروفة التي تحيط بأحرار شعبنا في هذا الزمن الردئ . فلا بد لنا من اختزال بعض المقاطع الهامة من مقاله الطويل
- كان هذا الضابط المسوْول الأول عن الجبهة السورية في القيادة العربية الموحدة في القاهرة التي كان يقودها الفريق أول علي عامر وكان المرحوم اللواء عبد المنعم رياض رئيساّ لأركانها ...
- الذي يهمنا من المقال الشطر المتعلق بالجبهة السورية بعد استدعائه إلى دمشق فوراّ على أول طائرة قادمة من القاهرة بتاريخ 29 أيار 67 أي قبل أسبوع فقط من الحرب ...وهذا أهم ما جاء في المقال :
- ( حطّت الطائرة في الساعات الأولى من صباح 29 / 5 في مطار المزة وتوجهت فوراّ إلى القيادة ... وفي اليوم التالي حضرت اجتماعاّ لعرض الخطة الهجومية السورية في حال أطلقت إسرائيل قواتها على الجبهة المصرية . حضر الإجتماع اللواء السويداني – رئيس الأركان – وكان من مستجدي دورتي في الكلية العسكرية وقد صدّق على الخطة كما عرضها اللواء عبد الرزاق الدردري . رئيس شعبة العمليات .-... ووضع السويداني بموافقة حافظ الأسد طبعاّ إسما سرياّ للخطّة كلمة ( نصر ) – تم قال : لقد اعترضت على التسمية فدعاني اللواء السويداني إلى مكتبه للمناقشة وتبعته خاصة وأنني لاأعلم لماذا استدعيت لسورية وماذا ينتظرني من مهام ؟؟ أثديت في مكتبه .. مخاوفي الكبيرة – معللة عسكرياّ – من إمكانية نجاح هذه الخطة وهاهي بعض الأسباب :
- - إن مسرح العمليات غير محضر للقيام بأية عملية هجومية , لا طرق ولا مرابض ولا قواعد إنطلاق للقوات المهاجمة الأمر الذي يتطلب لإتمامه فترة زمنية طويلة , أسابيع , وليس ساعات – كما ادعى –
- - إن القوات المكلفة بالهجوم لاتتمتع بأي كفاءة عسكرية . وكان عمودها الفقري اللواء 80 احتياطي الذي جمعت عناصره على عجل وبعضها لم يستلم سلاحه وذخيرته بعد . بل إن الكثير من عناصره لايزال باللباس المدني . وهو لم يستدع للتدريب منذ وقت طويل .
- - كانت الوسائط القتالية الأخرى الضرورية للقتال الهجومي الذي يعتمد على الحركة شبه معدومة ....
- - لم يكن لدى قوات الهجوم أي وسائط قيادة واتصال تقريباّ . كما أن القيادة العامة لاتملك مثل هذه الوسائط لتأمين سيطرة مركزية على القوات المشتركة في الهجوم .
- - لم ينظم أي تعاون بين القوات المهاجمة وبين وحدات الدفاع المتمركزة في قطاع هجومها ...
- كان اللواء السويداني في وضع حرج جداّ ولم يستطع الدخول في نقاش جاد حول الملاحظات التي أبديتها . وهنا أسقط في يده وأطلعني – كما قال – على سر كبير لايعلم به أحد وعزاه إلى الرئيس عبد الناصر في اجتماعه مع المسوْولين السوريين الكبار ... ومفاده : إن الحرب لن تقوم وسنكسب المعركة دون قتال – وادّعى إن هذا الإجتماع كان منذ يومين ...
- لم أصدق هذه الرواية ولكنني لاأستطيع تكذيبه وجهاّ لوجه, ولكنني رجوته ألا يصل هذا الكلام إلى القوات بأي شكل من الإشكال .....خاصة وإنني لم أوافقه على هذا التقييم مع عبد الناصر . وإن قرار الحرب هو قرار إسرائيلي وليس قرارنا بعد الاّن ..)
- ثم شرح الوضع في الجبهة التي عين رئيساّ لأركان مجموعة الألوية 36 بقيادة العميد سعيد طيان التي كانت تسيطر على القاطع الجنوبي من الجبهة الذي لم تستطع قوات العدو الإقتراب منه بفضل صمود ومبادرة القادة والمقاتلين في هذا القاطع كما سنرى ...
- ثم تابع اللواء أديب الأمير قوله : ( لم أستغرب معالجة أمور بهذا القدر من الأهمية بمثل هذه السطحية والإرتباك وسوء التقدير وأنا أعلم أن الأمر في القطاع المدني لايختلف كثيراّ إن لم يكن أسوأ بكثير . لكن القوات المسلحة كانت تعاني من عيوب هامة ..تمنعها من الجاهزية العالية للقتال وأركز على ثلاثة منها :
- 1- كانت القوات المسلحة مهتمة بكل الأمور الداخلية ما عدا الجاهزية للقتال . – وكان الصراع على السلطة الهم اليومي للقادة ليس فقط على المستوى الأعلى , بل كان حديث الساعة حتى على مستوى المقاتل العادي .
- 2- إن تشكيل القوات وتمركزها واختيار عناصرها وتسليحهم لم يكن بغرض المواجهة مع العدو , فهذا اّخر اهتمامات المسوْولين ..
- 3- أبعدت الأكثرية الساحقة من الكفاءات القيادية من مراكز القيادة وسلمت إلى قادة موالين غير مؤهلين وأحياناّ أغبياء وغالباّ مكروهين الأمر الذي خلق هوّة كبيرة بين القيادات والمقاتلين ...
- هل من المستغرب إذاّ أن نجد لدى بعض الضباط من مجموعة الألوية شعوراّ بالشماتة عندما اخترقت القوات الإسرائيلية خطوط الجبهة في شمال الجولان ..؟ وهذا ماذكرته في تقريري عن الحرب دون ذكر أسماء ..الذي رفعته إلى القيادة العامة .. بعد انتهاء الحرب )
- ثم يحدثنا اللواء الأمير عن القاطع الجنوبي من الجبهة الذي كان رئيساّ لأركان الألوية 35 المقاتلة فيه ويقول : ( لم تصطدم مجموعة الألوية 35 مباشرة مع العدو, ولكنها كانت جاهزة لصد أي هجوم ينطلق من القاطع الجنوبي للجبهة جنوب بحيرة طبريا, وبالفعل فقد لوحظ مساء التاسع من حزيران_ بعد اختراق جبهتنا من القاطع الشمالي صباحاّ – تجمعات كبيرة متزايدة – قبالتنا - فاتخذنا قراراّ بتدميرها أو على الأقل منعها من متابعة التجمع الذي بدا لنا موْشراّ على هجوم يوْمن في حال نجاحه تطويق القوات السورية ... وذلك بالتلاقي مع الإختراق الذي حصل شمالاّ .. . فوجئت باتصال قرب منتصف الليل وكان على الطرف الاّخر العقيد عبد الكريم الجندي رئيس المخابرات العامة . وكان ينتقد تصرفنا في القصف المدفعي – لمواقع العدو وتجمعاته = ويزعم أنه كان من المفترض أن نستأذن القيادة في ذلك , إلا أ نني رفضت هذا المبدأ مذكراّ إن العدو أصبح في ديارنا ولا يعقل أن نراه يحضر لتطويقنا ونحن ننتظر إذن القيادة للإشتباك معه . ثم استنكرت تدخله في أمر عسكري ليس من اختصاصه – وهو لايملك مثل هذا الحق . حينئذ قال بأنه يتكلم من مكتب وزير الدفاع , واستلم اللواء حافظ الأسد الهاتف وحاول أن يبرّد من ثورتي بالإدعاء بأن العقيد الجندي يتحدث با عتبار أن هناك حديثاّ عن وقف لإطلاق النار وقد يتم في الساعة الثالثة من فجر هذا اليوم العاشر من حزيران .. وأجبته بأننا ننفذ الأوامر حين تلقيها وأن توجيه اللوم والإنتقاد بسبب اشتباكنا مع العدو وهو في أرضنا أمر لايمكن قبوله ... استمرت المعركة في القطاع الشمالي والأوسط حتى ظهيرة اليوم العاشر من حزيران وفي القطاع الجنوبي تابعنا معركة المدفعية والرماية المباشرة على جبهة العدو الذي كان يحضر لاختراق خطوط دفاعنا في القطاع الجنوبي ... واعترف الكتاب الإسرائيليون – فيما بعد – بأن رمي مدفعيتنا وسائر أسلحتنا المباشر في هذا القاطع قد شتت قواتهم المتجمعة جنوب بحيرة طبريا وألغى قرار الهجوم هذا .. ) ثم ختم مقاله بشرح ميداني موجز لوضع الجبهة التي وصفها ب ( لم تكن هناك خطة تحصين متكاملة تشمل كل قطاعات الجبهة ...- كما لم تكن القيادة الميدانية للجبهة تمارس سيطرتها على القوات المدافعة وقوات الهجوم المعاكس التي كان من المفروض أن تشن هجومها المعاكس على العدو المخترق .. ولم يكن أي تنسيق بين المدافعين واللواء 70 المدرع الذي كان يقوده المقدم عزت جديد والذي يعتبر العمود الفقري للهجوم المعاكس ... كما شرح الوضع النفسي للمقاتلين بعد سقوط الجبهتين المصرية والأردنية وإعلان عبد الناصر مسوْوليته عن الهزيمة واستقالته وفي الخاتمة قال : ( كان إعلان سقوط القنيطرة قبيل ظهيرة اليوم العاشر من حزيران سبباّ هاماّ أفقد كل مدافع على كامل قطاع الجبهة أي أمل في جدوى وفاعلية صموده . وبالتالي فقد تخلخل الدفاع بالإنسحابات الكيفية حتى انهار .... لاأريد أن أعلق كثيراّ على سقوط القنيطرة – أو إعلان سقوطها – لأن تبرير السقوط أو إعلانه لا يزال ملتبساّ وخاضعاّ لتفسيرات واجتهادات لاتنتهي .. ورغم مرور 39 عاماّ . فإن أي إيضاح لم يصدر كما لم تنشر أية وثيقة ... وكأن الأمر لايتعدّى انقطاع التيار الكهربائي عن حي فقير يقبع بعيداّ في ريف دمشق _ انتهى ) نكرر شكرنا للواء السابق أديب الأمير _ ونتابع الفصول التالية لهذه الخيانة السافرة التي ما زالت اّثارها المدمرة مستمرة حتي اليوم يورثها النظام الأسدي لشعبنا المستعبد والمضطهد جيلاّ بعد جيل .... أما وثائقها فقد أحرقها المتاّمرون كما جاء في مذكرات الوطني الكبير المرحوم أكرم الحوراني – الجزء 4 ص 3545 على الأرجح . أما إعلان سقوط مدينة القنيطرة قبل سقوطها الفعلي بأكثر من أربع وعشرين ساعة . وإعطاء أمر للجيش في الجبهة بالإنسحاب الكيفي وفرار قائد الجبهة المخزي ومنع اللواء المدرع 70 من القيام بالهجوم المعاكس وأمره بالإنسحاب إلى دمشق بحجة حماية الثورة والنظام التقدمي كلها أمور سبق لنا بحثها في الحلقات السابقة ....سنتابع اعتكاف حافظ الأسد في مطار المزة والأحداث اللاحقة وصولا إلىمن قبض ثمن تسليم الجولان دون قتال . في الحلقات القادمة .



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء إلى الوطنيّين الديمقراطييّن العلوييّن في سورية ؟ 3
- نداء إلى الوطنيين الديمقراطيّين العلوييّن في سورية ؟ 2
- نداء إلى الوطنييّن الديمقراطييّن العلوييّن في سورية ..؟ 1 -
- الحجّاج , والديكتاتور الصغير .. والكوانين .. ؟ 2
- الحجّاج . والديكتاتور الصغير والكوانين .. ؟ 1 -
- المتاجرة بالشهداء والأسرى .. وأخذ لبنان رهينة ؟
- هوفو شافيز .. أهلا بك في سورية الشعب لا في قصور الطغاة - 2
- هوفو شافيز .. أهلاّ بك في سورية الشعب لافي قصور الطغاة . -1. ...
- أحلام الطغاة .. وحصاد المعركة
- الرقص على الأشلاء وتزوير التاريخ ...؟
- دعوا صلاح الدين مستقيماّ في ضريحه .ولاتشوهوا ثورات الشعوب ال ...
- تحية وإكبار وانتصار لشعب لبنان العظيم
- صراع الاّلهة ..على أشلاء لبنان الذبيح
- إلى متى يدفع لبنان ضريبة حروب الاّخرين على أرضه .. ؟
- وطن مستباح بين الصهاينة اليهود والصهاينة العرب .
- خيانة حزيران 1967 - 7 ... لئلا يشلّ أعداء الوطن والإنسان ذاك ...
- وداعا نخلة النيل الخالدة .. نبيل الهلالي
- خيانة حزيران 1967 .. اليوم الأسود - 6
- خيانة حزيران 1967 .. اليوم الأسود - 5
- خيانة حزيران 1967 - 4


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جريس الهامس - خيانة حزيران 1967 - 8