|
الملك عبد الله الثاني: والخطوط الحمر بخصوص الوصاية الهاشمية والأمن القومي الأردني
علي ابوحبله
الحوار المتمدن-العدد: 7480 - 2023 / 1 / 2 - 12:13
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
المحامي علي ابوحبله تحظى الرعاية والوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس المحتلة، بأهمية خاصة وكبيرة لدى الهاشميين، إذ لطالما أكد جلالة الملك عبدا لله الثاني أن القدس من الخطوط الحمراء التي لا يمكن خضوعها لأي مساومة هذا ما تحدث عنه الملك عبد الله الثاني في مقابلة شهيرة مع محطة السي إن إن مدتها 15 دقيقة وتثير الجدل حول فحوى ومضمون ألمقابله على الصعيد الداخلي الأردني والصعيد العربي والإقليمي والدولي لقد حرص جلالة الملك عبد الله الثاني على أن يضع الخطوط الحمراء تحتهما بحيث لن يسمح بتجاوزهما وهما ، أي اعتداء أو تقويض للوصاية الهاشمية في القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وذلك الخط الأحمر الأول، والخط الأحمر الثاني هو أن تقوم الحكومة الإسرائيلية الجديدة بأي عملية ترانسفير للفلسطينيين عبر الأردن أو إليه أو اتباع سياسات وممارسات تجعل الأردن وطنا بديلا. هذا وبثت قناة "سي إن إن" الأمريكية، مقابلة مع جلالة الملك عبدا لله الثاني الاسبوع الماضي ، كانت قد أجرتها قبل نحو أسبوعين، ضمن تقرير لتسليط الضوء على موقع عمّد السيد المسيح (المغطس)، وجهود الأردن لتطوير المنطقة المجاورة للموقع. وركز العاهل الأردني في المقابلة، التي تم تصويرها في منطقة المغطس، على جهود حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية الوجود المسيحي بمنطقة الشرق الأوسط، ومكانة القدس كمدينة تجمع ولا تفرق، إضافة إلى مساعي المملكة لحماية موقع المغطس وتطوير المنطقة المجاورة له. وأكد جلالة الملك أن المغطس له أهمية بالغة للأردن، وهو من منظور تاريخي ديني، يعد واحدا من أقدس ثلاثة أماكن للديانة المسيحية.وشدد على أن الموقع يروي قصة أوائل اللاجئين إلى الأردن، المسيح عيسى عليه السلام، وهي قصة تمتد إلى موجات اللجوء التي شهدناها في عصرنا هذا، مضيفا "هنا كانت البدايات، وهذه رواية تحكي قصة الأردن عبر الزمان". وقال الملك في المقابلة: "إننا حريصون على الحفاظ على موقع المغطس لقرون قادمة، باعتباره واحدا من مواقع اليونسكو للتراث العالمي التي يجب علينا حمايتها". وأضاف أن ما سيحدث في المنطقة المجاورة للمغطس سيدعم هذا الموقع التاريخي المهم، إذ سيتم إنشاء متحف لتسليط الضوء على تاريخ المسيحية، وحدائق للزهور والأعشاب والنباتات القديمة من المنطقة، ومراكز تدريب لمختلف الكنائس. وبين الملك عبد الله أن الموقع له مكانة مهمة للجميع، ويؤمه الزوار من المسلمين والمسيحيين، ما يعزز الروابط بين المسيحية والإسلام، ويحافظ على الإرث المسيحي التاريخي في الأردن. وردا على سؤال حول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، والإشارة التي تضمنها إلى القدس، جدد الملك التأكيد على أن المدينة المقدسة يجب أن تكون مدينة تجمعنا، محذرا من محاولات استغلالها من المتطرفين لإذكاء الصراع والعنف. وتابع: "نحن الأوصياء على المقدسات المسيحية كما الإسلامية في القدس، وما يقلقني هو وجود تحديات تواجه الكنائس بسبب السياسات المفروضة على الأرض، وإذا ما استمر استغلال القدس لأغراض سياسية، يمكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة". وفي رده على سؤال عن المخاطر التي تواجه الوجود المسيحي بالمنطقة، أكد الملك أن في الأردن وفي القدس أقدم مجتمع عربي مسيحي في العالم، "وهم هنا منذ ألفي عام، وعلى مدى الأعوام الماضية، بتنا نلاحظ أنهم كمجتمع يتعرضون لضغوطات، وبالتالي فإن أعدادهم في تناقص، وهذا باعتقادي ناقوس خطر لنا جميعا". وفي معرض إجابته عن سؤال حول مخاوف اندلاع انتفاضة ثالثة، أوضح الملك عبد الله قائلا: "لا بد أن نشعر بالقلق حيال قيام انتفاضة جديدة، وإن حصل ذلك، فإنه قد يؤدي إلى انهيار كامل، وهذا أمر لن يكون في صالح الإسرائيليين ولا الفلسطينيين"، مبينا أن "الجميع في المنطقة قلقون للغاية، ومنهم موجودون في إسرائيل ويتفقون على ضرورة الحيلولة دون حصول ذلك". وردا على سؤال بخصوص عودة بنيامين نتنياهو للسلطة، وما وصفه معلقون أردنيون بأنه أسوأ كابوس بالنسبة للأردن، قال الملك: إن للإسرائيليين الحق باختيار من يقودهم، وسنعمل مع الجميع طالما أننا سنتمكن من جمع كل الأطراف معا، فنحن على استعداد للمضي قدما. وهنا لا بد للمتابعين والمحللين التوقف عند تصريحات الملك عبد الله الثاني حين قال بأن الأردن يرفع “كلا” لتغيير الأمر الواقع في القدس وكلا للتهجير وكلا للوطن البديل، مشيرا في ذلك الخطاب الشهير (أي الملك) إلى أن الأردن فيه دولة وشعب وقوات مسلحة أردنية، بالمعنى أن رسالة التحذير قد اختلطت بموقف عسكري هنا لأول مرة، ويبدو واضحا أن القوى الاردنيه بمختلف توجهاتها تنظر بعين الخطورة في مسألة التشكيل اليميني الإسرائيلي الوزاري المتطرف وتداعياتها على الأردن وعلى الثوابت والخطوط الحمراء الأردنية حيث الاحتمالات والسيناريوهات هي ما يشغل الكل الأردني وجميعهم في اصطفاف واحد مع تصريحات الملك عبد الله الثاني وهو ما يحاول المحللين قراءته بموضوعيه وقراءة ما بين أسطر لقاء المغطس الملكي مع مراسلة سي إن إن. بكل حال يقفز ملف القدس ليتصدر أولوية المشهد الأردني في ظل حملة ملموسة من الصحافة الإسرائيلية والعبرية تستهدف الأردن هذه المرة والمصالح الأردنية حيث مقالات بالجملة ظهرت مع نهاية الأسبوع الحالي تندد بالوصاية الهاشمية لا بل بعضها يحرض على التدخل لتقويض الوصاية الهاشمية وهنا تبرز أهمية وملامح ومخاطر المرحلة التي برزت فيما بين أسطر المقالات الإسرائيلية مما يعكس أزمة مبكرة جدا جدا في العلاقات ما بين الأردن وحكومة نتنياهو الجديدة، رغم أن الملك ضمن تصريحه لسي إن إن إشارة أو ملاحظة لها علاقة بأن الجميع ناضج على أمل أن يتصرف نتنياهو في هذا السياق بالنضج المطلوب. لكن نتنياهو على الأرجح لن يفعل ولا يستطيع ممارسة النضج بحكم توليفة وتركيبة طاقمه الوزاري وبالتالي قد يعود مشهد العلاقات الأردنية الإسرائيلية إلى تلك الجزئية التي طرحها وزير الإعلام الأردني الأسبق الذي لديه صلات ومعلومات أيضا، الدكتور محمد المومني، بعنوان أن لدى الأردن أوراقا سيستخدمها في حال بروز أي ممارسات من حكومة إسرائيل الجديدة تمس بمصالح الأردن وخطوطه الحمراء وتمس أمنه القومي الخطوط الحمراء لجلالة الملك عبد الله الثاني واضحة تماما للعيان وهي الوصاية الهاشمية على الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس وأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أبناء الضفة الغربية باتجاه الأردن، والواضح أن من بين تلك الأوراق الآن وفقا لبعض القراءات التذكير بأن ثمة قوات مسلحة وثمة استعدادا أردنيا للذهاب إلى الحرب حتى، في حال المساس بهذين الثابتين الكبيرين.
#علي_ابوحبله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إسرائيل قوة احتلال نافذة على الأرض وستقاطع محكمة العدل والقر
...
-
التطبيع المحتمل بين السعودية وإسرائيل: -المنافع- والمخاطر
-
نودع عاما ونستقبل عاما جديد ولسان حالنا يقول - إِنَّ اللَّهَ
...
-
تركيا وسوريا على طريق التطبيع للعلاقات بينهما بعد احد عشر عا
...
-
الاستيطان ؟؟؟؟؟؟ غير شرعي ؟؟؟؟؟؟ ومخالف للقانون الدولي ؟؟ وت
...
-
قراءة في تصريحات محمد اشتيه بشأن الوضع الاقتصادي والتنمية وا
...
-
متطلبات محدده - للسعودية قبل التطبيع مع إسرائيل فهل يقبلها ن
...
-
الإرهاب الصهيوني حالة استعماريه مستمرة من بن غوريون إلى بن غ
...
-
مفهوم الاحتلال.. القوي ضمن مفهوم تدميري لكل البشرية
-
التعايش الإسلامي المسيحي في فلسطين علاقات تاريخيه مميزه
-
مطلوب إخضاع إسرائيل للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة
-
حل الدولتين لم يعد قائم في ظل برنامج حكومة اليمين الفاشي برئ
...
-
ما جدوى التنسيق مع إسرائيل في ظل ممارساتها وخرقها الفاضح للق
...
-
الأردن في دائرة الاستهداف
-
مطلوب استراتجيه وطنيه وقرارات موضع التنفيذ لمواجهة الفاشية ا
...
-
وعي الأردنيين كفيل بإفشال المخططات التي تستهدف أمن الأردن
-
حق التعبير السلمي لا يبرر الاعتداء على أرواح المواطنين والمم
...
-
اليوم العالمي للغة العربية
-
الإرهاب الاستيطاني في تزايد وباضطراد وسيرتد السحر على الساحر
-
في ذكرى يوم المعلم الفلسطيني عطاء وتضحيات
المزيد.....
-
طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة للحصول على 800 دينار شه
...
-
طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة للحصول على 800 دينار شه
...
-
هل أنصف القرآن المرأة وظلمها رجال الدين؟
-
-لا تفقدوني-.. لحظة إنقاذ امرأة تبلغ 100 عام من حرائق الغابا
...
-
في مصر: الحكم على الفنانة منى فاروق بالسجن 3 سنوات
-
الداخلية: الأدلة أثبتت براءة الضابط المتهم باغتصاب فتاة قاصر
...
-
-لا تحرروني، سأتولى الأمر بنفسي-، عرض غنائي مسرحي يروي معانا
...
-
بمناسبة شهر رمضان 2025.. حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في
...
-
دراسة تزعم.. الانفصال العاطفي يضر بالرجال أكثر من النساء
-
بيان مشترك: مخاوف من غياب “عدالة الإبلاغ” في جرائم العنف ضد
...
المزيد.....
-
جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي
/ الصديق كبوري
-
إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل
/ إيمان كاسي موسى
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
الناجيات باجنحة منكسرة
/ خالد تعلو القائدي
-
بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê
/ ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي
/ محمد الحنفي
-
ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر
/ فتحى سيد فرج
-
المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟
/ مريم نجمه
-
مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد
...
/ محمد الإحسايني
المزيد.....
|