|
ملحق وهومش المظرية الجديدة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 31 - 14:24
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
ملحق وهوامش النظرية الجديدة ( مع الفصل الأول والقسم الأول _ بصيغة جديدة ومختصرة )
الجديد ثنائي البعد والنوع بطبيعته ، مزدوج بين الحياة والزمن وبين الماضي والمستقبل والحاضر بالتزامن ، أما كيف ولماذا وغيرها من الأسئلة الجديدة ما تزال خارج الاهتمام الثقافي _ الفلسفي والعلمي خاصة .
الماضي والمستقبل أيضا الآن ، ... الحاضر يتضمن الماضي والمستقبل بالتزامن الحاضر والماضي والمستقبل متزامنة ومتسلسلة معا
( الخلاصة الجديدة ) هل يمكن أن يؤثر المستقبل على الماضي ؟ نعم بالتأكيد ، لكن بطريقة تختلف عن تأثير الماضي على المستقبل . .... الزمن بطبيعته يعاكس الحياة حيث أن المستقبل يحدث أولا ، وهو مصدر الحاضر والماضي معا . بينما الحياة بالعكس ، الماضي يبدأ أولا وهو ينتج الحاضر والمستقبل . ( هذه الفكرة الجديدة ، والصادمة عند قراءتها لأول مرة ، ناقشتها بشكل موسع ، على المستويين المنطقي والتجريبي في الكتاب الأول للنظرية ) . .... .... المستقبل هو الآن ، كيف ولماذا ؟!
1 الحدث مزدوج بطبيعته ، بين الزمن والحياة أو الفعل والفاعل . الفاعل والفعل ، يتحركان في اتجاهين متعاكسين دوما ، لكن لا نعرف بعد كيف ، ولماذا ، وغيرها من الأسئلة الجديدة _ خاصة وأن المستقبل بداية للزمن أو الوقت ... حركة الفاعل والحياة : أنت وأنا وجميع الأحياء من الحاضر إلى المستقبل . حركة الفعل والزمن : الحياة المشتركة والتاريخ من الحاضر إلى الماضي . هذه الفكرة ( الخبرة ) ، الأساسية تجاهلها ، أو اخطأها نيوتن ، واينشتاين وستيفن هوكينغ وباشلار وهايدغر وغيرهم . وما تزال ضمن غير المفكر فيه والمسكوت عنه في الثقافة العالمية الحالية ، العلم والفلسفة أيضا . يصعب تصديق ذلك ، عداك عن فهمه وتقبله ! هذه الفكرة ، ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، في أي نقطة على سطح الكرة الأرضية . 2 فكرة اينشتاين بين الغلط والابداع ؟!
التزامن ، الفكرة التي رفضها اينشتاين واعتبرها خطأ ، تقوم بها غالبية البشر اليوم عبر أدوات التواصل الاجتماعي . مثالها اليومي والمبتذل ، محادثة مباشرة _ بالصوت والصورة _ بين مجموعة أشخاص يتوزعون عبر القارات . هنا خطأ اينشتاين تجريبي ويقيني ، وصحة موقف نيوتن بالمقابل . .... فكرة اينشتاين الثانية والأخطر ، والتي تستهلكها الثقافة الشعبية بشراهة ، وتروجها هوليود وغيرها من وسائل الاعلام الشعبوية والخفيفة ، فكرة السفر في الزمن ، مع قابلية الزمن للتمدد والتقلص والعكس وغيرها من الرغبات الطفلية _ عودة الشيخ إلى صباه _ واعتبار أن سرعة حركة الزمن هي نفسها سرعة الضوء . لو كانت الفكرة صحيحة _ سرعة حركة الزمن تساوي سرعة الضوء ، أو هي نفسها _ لكان الزمن كله مرحلة واحدة تتمثل ، وتتجسد بالحاضر فقط . .... الفكرة الأكثر غرابة وتطرفا : الزمن يتقلص ويتمدد بحسب السرعة ؟! والأكثر غرابة وشذوذا ، انها مقبولة وشبه سائدة بين الفلاسفة والعلماء ! .... لكن فكرة الزمن نفسها تنطوي على مغالطة ، ومفارقة بالتزامن : الوقت مطلق وموضوعي ، ويمثل المعيار الشامل للثقافة والعلم أيضا . وبالتزامن ، الحاضر نسبي ، وهو اتفاق بين البشر لا أكثر ولا أقل . 3 المستقبل هو الآن ( الكتابة تحدث في الماضي والقراءة في المستقبل ، كيف ولماذا ؟! ) .... إدارة الوقت وموازنته بشكل صحيح ، قيمة تتضاعف كل يوم أكثر . .... للزمن أو الوقت ثلاثة أنواع ، او مراحل : 1 _ الماضي ، حدث مسبقا . 2 _ المستقبل ، لم يحدث بعد . 3 _ الحاضر ، بين الماضي والمستقبل . لا يوجد شيء اسمه زمن ، أو وقت ، خارج الأزمنة أو الأوقات الثلاثة . هذه الفكرة أكثر من رأي ، وأقل من معلومة . لو فرضنا جدلا ، وجود زمن أو وقت خارج الحاضر والماضي والمستقبل ، يتعذر اثبات ذلك تجريبا ، ومنطقيا أيضا ؟ .... أيضا للتعامل مع الوقت أو الزمن ، طرق محددة بخمسة على الأقل ، ربما تقبل الزيادة ، ولكنها غير قابلة للتكثيف والاختزال . .... بصرف النظر عن طبيعة الوقت أو الزمن ونوع العلاقة ، الحقيقية ، بينهما الوقت الإنساني هو نفسه الزمن الإنساني ، ويحدث في الحاضر فقط . 1 _ أخذ الوقت . أو شراء الوقت ، أو سرقته ، أو الحصول عليه بالاحتيال وغيرها . 2 _ منح الوقت . أو بيع الوقت ، او إهدائه ، أو التخلي عنه بأي طريقة أخرى . 3 _ مشاركة الوقت . كما يحدث في الألعاب والمباريات والعمل المشترك ، وغيرها . 4 _ استثمار الوقت . القراءة الإبداعية ، أو الكتابة ، والفهم . 5 _ هدر الوقت . القراءة أو الكتابة دون المنطق ، وتحته .... تنظيم الوقت ؟ لا أحد يجهل أهمية الوقت ، ولكن نادرا ما يكترث أحدنا بالوقت ، أو يهتم بالفعل . أعرف هذا من تجربتي الشخصية . يمكنني القول بدرجة من الثقة ، تقارب اليقين : لا يوجد كتاب في العربية ، ترجمة أو تأليفا ، عن الزمن والوقت لم اقرأه ، أو ليس عندي ولو فكرة عنه . ( طبعا بفضل مساعدة الأصدقاء والصديقات ، أتلقى النصائح الشفوية والكتابية ، مع الكتب والمخطوطات التي موضوعها الزمن والوقت ، بامتنان بالغ مع الشكر ) ومع ذلك ، أعيش بحالة فوضى مع وقتي الشخصي . بعبارة ثانية ، هدر الوقت عندي أكثر من استثمار الوقت . وهذه مشكلتي المزمنة ، لبقية حياتي كما أعتقد . كل لحظة تمر ، ليست ثمينة وعالية القيمة فقط ، بل هي مصدر القيم . ومع ذلك أفشل كل يوم ، بالعيش في الحاضر . ماذا عنك ؟ .... .... الماضي ينتج الحاضر والمستقبل معا ، هذه فكرة وخبرة مشتركة . لكن العكس صحيح أيضا ، المستقبل ينتج الحاضر والماضي أيضا . تشكل هذه الفكرة أحد المحاور ، الأساسية في النظرية الجديدة . كيف يمكن حل ذلك التناقض ؟ بدلالة الحياة ، الماضي أولا ، والحاضر مرحلة ثانية ، بينما المستقبل مرحلة ثالثة وأخيرة . والعكس بدلالة الزمن أو الوقت ، المستقبل أولا ، والحاضر ثانيا ، والماضي ثالثا وأخيرا ( وليس أولا كما هي الحياة بالفعل ) . .... بعد فهم اليوم الحالي ، مصدره ومصيره ومكوناته ، يسهل فهم الواقع المباشر والموضوعي بالتزامن . .... اليوم الحالي ثلاثي البعد بطبيعته : زمن وحياة ومكان . المكان ، أو الاحداثية ، هو نفسه ويمثل الحاضر ( المرحلة الثانية ) ، بالنسبة لمراحل الزمن أو الحياة . الحياة جاءت من الأمس إلى اليوم ، مثالها جميع الأحياء : أنت وأنا . بينما الزمن والوقت يأتي من الغد ، ومثال ذلك جميع الأحداث الزمنية .... .... كنا حوارا
الواقع : محاولة لصياغة تعريف جديد ومتكامل أعتقد أنه ...يتعذر التعريف الصحيح ، العلمي ، للواقع إلى يومنا الحالي ( 6 / 11 / 2022 ) لأنه يتطلب _ ويتوقع منه _ بالإضافة لشروط التعريف العادي للمفهوم أو المصطلح أو الحدث ، أن يحقق بعض الشروط الخاصة ، وهي ثلاثة بالحد الأدنى : 1 _ أن يتضمن الماضي كله . 2 _ أن يصف الحاضر بالفعل . 3 _ أن يتنبأ بالمستقبل . .... الماضي حدث سابقا ، وهو موجود ، ويوجد داخل الواقع والأحياء ، ويتمثل بأصغر من اصغر شيء _ هناك في البعيد الداخلي . ( يمكن إثبات حقيقة وجود الماضي في الداخل ، بدلالة فكرة أصل الفرد ) المستقبل لم يحدث بعد ، وهو يوجد خارج الواقع والأحياء ، ويتمثل بأكبر من اكبر شيء _ هناك في البعيد الخارجي . الحاضر مباشر وفوري بطبيعته ، بالإضافة إلى ذلك يمثل ، ويجسد المرحلة الثانية في الحياة أو الزمن ، وفي المكان أيضا كما أعتقد . .... مكونات الواقع الأساسية : الحياة والزمن والمكان ، بالإضافة إلى الحاضر والماضي والمستقبل . المكان ثلاثي الأبعاد وهي عكوسية بطبيعتها : الطول والعرض والارتفاع . الحياة والزمن ثلاثية الأبعاد أو المراحل ، الحاضر والماضي والمستقبل ، وهي غير عكوسية بطبيعتها . .... لا يمكن معرفة طبيعة وحدود الماضي ، أصغر من أصغر شيء . ومعرفة طبيعة وحدود المستقبل ، أكبر من أكبر شيء . وأما الحاضر فهو موضوع سجالي ، وجدلي بطبيعته . لنتذكر أنواع الحاضر : 1 _ حاضر الزمن . 2 _ حاضر الحياة . 3 _ حاضر المكان . 4 الحاضر المستمر . 5 _ الحاضر الآني . 6 _ الحاضر الشخصي . 7 _ الحاضر المشترك . 8 _ الحاضر كما تدركه الحواس . .... كمثال على الماضي يوم الأمس ، المحدد بدقة خلال 24 ساعة السابقة ، كلنا نعرفه وخبرناه ، والسؤال أين هو الآن ؟! ( يقابله يوم الغد ، المحدد بدقة أيضا بعد 24 ساعة _ لكنه احتمال بطبيعته ، بالنسبة للكائن الحي والانسان بوضوح أكبر ) . لنتأمل ثلاثة مراحل : 1 _ بعد دقيقة 2 _ بعد سنة 3 _ بعد قرن ... هي متشابهة ، ومتطابقة ، والفرق فقط في الكم ، حيث الدقيقة والسنة أجزاء من القرن . والعكس صحيح أيضا ، حيث أن القرن والسنة مضاعفات الدقيقة والثانية . بعد دقيقة يختفي الحاضر الذي يصير الأمس والماضي بالنسبة للفعل والزمن ، ويصير بالتزامن ، الغد والمستقبل بالنسبة للفاعل والحياة . بعد سنة ( أو قبل ) تتكشف الصورة بوضوح أكبر ، سنة 2021 مثلا . بعد قرن تصير الفكرة مجسدة ، وتقبل القياس والاختبار مباشرة . كمثال لنتخيل الواقع بعد أكثر من قرن : سوف نكون جميعا موتى ( الكاتب والقارئ _ة وبقية الأحياء حاليا ) ، وسيوجد جيل جديد ، لا يمكننا تخيل حياته . وجودنا الحقيقي الآن ، يماثل ويطابق وجود من سبقونا قبل قرن .. والسؤال أين هم _ن الآن ؟ الحياة محمولة في الجينات والمورثات بطرق غامضة ، لكن مؤكدة . بكلمات أخرى ، الحياة استمرارية بين الماضي والحاضر . وكل فرد يمثل النوع ( الجنس ) بشكل حقيقي وكامل ، حتى لحظة الموت . لسوء الحظ ، المستقبل ليس بذلك الوضوح ، وهو احتمال فقط ، مهما ارتفعت درجة تحققه بالفعل . الموت احتمال الحياة المفتوح والمستمر . .... .... كلمات ، كلمات
1 وحدهم الأصحاء ، يعرفون أن الصدق أسهل من الكذب الإبداعي دوما .
2 بالرغم من عيوبه ونواقصه الكثيرة ، الدوغمائية أسوأها ، لا غنى عن التصنيف الثنائي في الثقافة ، العلم والفلسفة خاصة . نمط العيش الإنساني الحالي مثلا ، بين مستويين : 1 _ الأول ، البدائي والمشترك انفعالي ، لا شعوري وغير واع بطبيعته . العيش على مستوى العتبة ، والحاجة . 2 _ الثاني ، الثانوي والمكتسب بطبيعته ، شعوري وإرادي وواع . العيش على مستوى السقف ، والثقة . .... لحسن الحظ ، يكاد لا يجهل المستويين أحد ، على المستوى النظري والفكري في الحد الأدنى . لكن المسافة بين المستويين هي المشكلة ، وحلها بالتزامن . 3 المسافة بين وجهي العملة أو المسافة بين السبب والنتيجة ... الصفر ثنائي ، ومسافة أيضا ...كيف ولماذا ؟ المسافة أو الفجوة ، بين شيئين أو فردين أو حدثين أو نقطتين ، 3 أنواع : 1 _ المسافة الإيجابية ، زيادتها أكبر ما يمكن ، مرغوبة على كل المستويات الذاتية والاجتماعية والإنسانية والثقافية معا . المسافة بين المثير والاستجابة المسافة بين لحظة الولادة ولحظة الموت المسافة بين الدال والمدلول المسافة بينك وبين الآخر وغيرها كثير بالطبع . 2 _ المسافة السلبية نقيض المسافة الإيجابية ، حيث تمثل زيادتها عن المتوسط أو العادي المرض العقلي ، وهي مكروهة على كل المستويات . المسافة بين العمر البيولوجي والعمر العقلي للفرد ، أو للمجتمع والشركة . المسافة بين القول والفعل . المسافة بين الفكر والشعور وغيرها كثير أيضا 3 _ المسافة الحيادية أو الصفرية . المسافة بين السبب والنتيجة المسافة بين الصدفة والنتيجة المسافة بين الشكل والمضمون المسافة بين الرشوة والهدية ، مع أنها برأيي تميل للإيجابية . وغيرها .... فجوة الألم مثال قوي ، جدا ، على المسافة السلبية بين موقفين أو مستويين ، تتمثل وتتجسد بالمشكلة الثلاثية للحاضر : الحاضر والمحضر والحضور . أنت هنا وعقلك هناك : فجوة الألم ، أو عدم المقدرة على العيش بالحاضر . 4 فكرة التعاقب ، الزمني أو غيره ، مركبة وتنطوي على مفارقة ومغالطة بالتزامن . المفارقة أن التعاقب مزدوج ، أو ثنائي أو متعدد بطبيعته ، بين الزمن والحياة لا فردي ولا بسيط . والمغالطة في استخدام كلمة تعاقب كمرادفة لكلمة امتداد ، والمشكلة تتكشف مع كلمة هناك ، حيث أن هناك تتضمن هنا والعكس غير صحيح . هنا للمكان ، مفردة وبسيطة بطبيعتها ، نقطة أو مركز وصفر حيادي . هناك مركبة ، وتعددية بطبيعتها ، تتضمن الحياة والزمن بالإضافة للمكان . 5 مكرر المستقبل لا يمكن أن يؤثر على الماضي ، هذا الموقف الكلاسيكي للعلم . وهو يتناقض بالكامل مع النظرية الجديدة ، ويتعذر التوفيق بينهما . المستقبل مصدر الزمن وأصله ، بعكس الحياة : محور النظرية الجديدة . الواقع ( الوجود والكون ) يتكون من الماضي والحاضر والمستقبل بالتزامن ، لا التعاقب فقط ولا الامتداد فقط . التعاقب ينطوي على مفارقة ، تعاقب الزمن عكس تعاقب الحياة بطبيعته . ( لكن لا نعرف إلى اليوم كيف ، ولماذا ... وهل المشكلة لغوية فقط أم تتجاوز اللغة والحياة نفسها ، وغيرها من الأسئلة الجديدة والمعلقة ) . بينما الامتداد بسيط ومباشر ، يقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . .... أعتقد أن الشعر والعلم من نفس الجنس ، والطبيعة ، والماهية . على العكس من الحياة والزمن ، النقيضان المطلقان . .... تستوي الأشياء بنقائضها . 6 السعادة والشقاء ... نقيضان مطلقان أيضا يمكن وضع متصل ، متدرج ، بين السعادة والشقاء ثنائي أو مليوني ... السعادة شعور طيب ، الشقاء شعور مزعج السعادة فرح ومسرة ، الشقاء حزن وهموم السعادة نجاح وفوز ، الشقاء خسارة وفشل السعادة لذة ، الشقاء ألم السعادة وصال ، الشقاء فراق السعادة صحة ، الشقاء مرض السعادة معرفة ، الشقاء جهل . يمكن تكملة هذا التصنيف ، ولكن يتعذر اختزاله . .... مشاعرك مسؤوليتك سعادتك مسؤوليتك الدلاي لاما يصافح أريك فروم ، ومحمد عضيمة يضحك ... 7 كتب محمد عضيمة : شكرا للموت ثم كتب عادل محمود : شكر للموت .... وقبلهم كتب خوسيه ساراماجو : انقطاعات الموت . أيها الموت ، لا أحد يحبك مع أنك تحب الجميع . ....
خلاصة ما سبق الماضي أولا ، الحاضر بالمرحلة الثانية ، والمستقبل أخيرا ... تلك هي دورة الحياة الظاهرة ، والتي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . لكن ، دورة الزمن أو الوقت ، تحدث بالعكس تماما : المستقبل أولا ، والحاضر بالمرحلة الثانية ، والماضي أخيرا . الماضي نتيجة وليس أولا ، بل يأتي بعد الحاضر والمستقبل معا ! هذه الخلاصة الصادمة ، والتي يتطلب فهمها مرونة عقلية كاملة ، بالتزامن مع تغيير الموقف العقلي الموروث والمشترك . ليست مهمة سهلة ، لكن لا توجد طريقة أخرى لفهم الواقع كما أعتقد . .... الواقع أو الحاضر ليس سلسلة سببية فقط ، ولا صدفة فقط . الواقع ، أيضا الحاضر ، أيضا النتيجة ، سبب وصدفة . النتيجة = سبب + صدفة . .... اليوم الحالي ، وكل يوم جديد ، يتكون من الماضي والمستقبل بالتزامن . ( او من الحياة والزمن معا ، الحياة من الماضي والزمن من المستقبل ) . .... .... مشكلة هناك _ بدلالة النظرية الجديدة ( أنت من هناك أيضا )
" كلما زاد الشك زاد الانتباه ، وكلما قل الشك قل الانتباه ، لا شك لا انتباه " .... كلمة هناك ، تنطوي على مفارقة ، ومغالطة معا . العلاقة بين هنا وهناك ، تمثل حالة سوء فهم مزمن ، بالعربية وغيرها . .... لفهم العلاقة الصحيحة ، أو غير المتناقضة ، بين هنا وهناك يلزم أولا فهم الفرق بين علاقات التناقض والعكس ، وهذه مشكلة ناقشتها سابقا ، ولم أفلح بالوصول إلى نتيجة مرضية أو لحل علمي ، أو منطقي بالحد الأدنى . ولهذا السبب أعود لمناقشتها ، بشكل متكرر .... 1 في الرياضيات والمنطق ، مختلف العلاقات تقبل التصنيف الثلاثي : علاقة المساواة والتكافؤ أو علاقات الأكبر والأصغر . لكن في الحياة والزمن ، يتعذر ذلك ، حيث الوضع مركب وأكثر تعقيدا ... بالإضافة إلى العلاقات المنطقية الثلاثة ، توجد علاقات التشابه والاختلاف وما بينهما ، وهي تقبل التجزئة والتدرج بشكل لا نهائي . .... مثال على ذلك العلاقة بين التناقض والعكس ؟ كلنا نستخدمها وكأنها مترادفة ، ومرات على أنها علاقة اختلاف أو تشابه . سأغير الصيغة ، أغلبنا ( كوني المقصود أولا بالممارسة الخطأ ) نخلط بين علاقات العكس والتناقض بشكل عشوائي . مثال التناقض الكبير والصغير . ومثال العكس اليمين واليسار . لا أعتقد أن المثال موضع خلاف أو جدل . لكن توجد مشكلة المقلوب ، وأعتقد أنه مرادف للعكس . العلاقة بين هنا وهناك أكثر تعقيدا ، وتحتاج إلى مناقشة مختلفة . ... هناك عدة أنواع ، وأكثر من ثلاثة بالتأكيد : 1 _ هناك في المكان . 2 _ هناك في الحياة . 3 _ هناك في الزمن . .... هنا بسيطة ، ومباشرة ، وشعورية وواعية بالتزامن . هنا لا تحتاج لكلمة أخرى زيادة ، على مستوى التحليل العلمي والمعرفي ، لكن في الأدب يختلف الأمر كثيرا ، خاصة في الشعر والرواية . .... هناك في المكان بسيطة أيضا ، ومباشرة ، وتمثل الحلقة المشتركة بين الفردي والاجتماعي والثقافي بالتزامن . ( في العربية على الأقل ) . لكن المشكلة هناك ( في الزمن ) ، والأكثر تعقيدا هناك في ( الحياة ) . في العربية يوجد نقص لغوي خطير ، حيث لا توجد سوى هناك في المكان أو الزمن . ( لا يوجد هناك _ في الحياة ) . تعتبر الحياة ملحقا بالزمن والوقت ، أو العكس أيضا ، وهو الأكثر استخداما ، حيث يلحق الزمن بالحياة ويعتبران واحدا ويتحركان باتجاه واحد ! 2 النظرية الجديدة تمثل خطوة جريئة ، في المجهول ، أو هي موقف عقلي يختلف عن كل ما سبق . هناك الزمنية ، موجودة في المستقبل ، في الأبد وتتحول إلى الحاضر ، ثم إلى الماضي ثالثا وأخيرا . تذكير بقصيدة رياض الصالح الحسين ( الغد يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الأمس ، وأنا بلهفة ، أنتظر الغد الجديد ) . هناك في الحياة ، نقيض هناك في الزمن . ( ربما تكون العكس أو النقيض أو بشكل يختلف بالفعل عن التشابه أيضا ) هناك في الحياة ، موجودة في الماضي والأزل ، لحظة البدء أو أصغر من اصغر شيء . وتقابل هناك في الزمن ، الأبد ولحظة النهاية ، وأكبر من أكبر شيء . مع أن الفكرة مربكة وغامضة ، أعتقد أنها جديرة بالاهتمام والتأمل . .... تصور جديد ، فكرة جريئة ، وطائشة ربما ... الأنواع الثلاثة ل هناك ، تتضمن ثلاثة أنواع من الطاقة : إيجابية وسلبية وحيادية . هناك المكان تمثل طاقة الحياد ، بينما هناك للحياة والزمن تمثلان الطاقة المزدوجة ، الثنائية بين السلبية والموجبة . .... التصور الجديد للواقع والكون : المكان هو كل شيء ... ويتضمن اكبر من اكبر شيء ( بالإضافة إلى السطح والخارج معا ) ، وأصغر من أصغر شيء ( المركز الداخلي ) ، وبالإضافة إلى الحياة والزمن . يمكن تشبيه الكون بالبالون ، ويقارب الشكل الكروي أو الاهليجي . لا شيء خارجه ، ولا شيء بمركزه أيضا . بينما الحياة والزمن ، حركة مزدوجة بين هناك الخارجية ( الزمن ) والأكبر من أي شيء ، وبين هناك الداخلية ( الحياة ) والأصغر من أصغر شيء . أو بين الأبد والأزل ، لكنها حركة مزدوجة تزامنية وتعاقبية معا . يمكن تشبيه ذلك ، بكرة مكهربة ، حيث الكرة تمثل المكان ، بينما التيار الكهربائي _ الذي يسري في الكرة ، من الجانبين الخارجي والداخلي _ يمثل الحياة والزمن معا ، بشكل تبادلي ودوري ، بين الأبد والأزل ، بشكل دوري ومتعاكس ، حيث لا بداية ولا نهاية ولا أطراف . هذا التصور ، الجديد ، سوف أناقشه لاحقا لتطويره أو لتبديله أو ( كما ارغب وأتمنى ) لاعتباره من صلب النظرية الجديدة . 3 اقتراح للصديقات والأصدقاء ، والقارئ _ة الجديد _ ة أيضا .... من ت _ يعرف لغة أجنبية ، المقارنة بين هناك الثلاثية ( الحياة والزمن والمكان ) ، والمشاركة الفعلية في هذا الحوار بالطريقة التي تناسبهن _م . مثلا ، إذا كانت الإنكليزية أو الألمانية أو الفرنسية وغيرها ، بنفس فقر اللغة العربية ( وهذا ما اعتقد أنه موجود بالفعل ، في مجال الحياة والزمن خاصة ) حيث هناك في الحياة غير موجودة ، وملحقة بالزمن فقط . أقترح بهذه الحالة على الصديق _ة ، مراسلة المعجم الحديث أو المجلات المتخصصة ( العلمية والفلسفية ) ، ولفت نظرهم بقوة إلى ذلك النقص والخلل في لغتهم مباشرة . أعتقد أنها مشكلة لغوية ، مشتركة ، ولا تقتصر على العربية وحدها . غالبا في ثقافات مثل الفرنسية أو الإنكليزية وغيرها ، بعدما يتم لفت نظر المسؤولين الثقافيين ( العلماء والفلاسفة ) إلى المشكلة ، على الأقل سيردون على المفكر الكاتب بشكل مهذب ولطيف مع الشكر . بينما في العربية ، يكون محظوظا إذا توقف الأمر عند المنع من السفر ، والتعامل معه كمشبوه عليه اثبات براءته كل يوم . المهم أقترح ، على من لديهما الرغبة والوقت والامكانية ، القيام بهذا العمل الثقافي اليوم وليس غدا . مع الشكر سلفا . .... .... ملحق فيلم مترجم ، يظهر الاسم " أدوار آلان بو " ، ويتكرر أكثر من مرة . والمقصود الشاعر والقاص " ادغار آلان بو " ملهم بودلير وبورخيس وغيرهم . ويبدو أن المترجم لم يسمع باسم الكاتب . مبدع قصيدة " الغراب " ، وغيرها . كتب بورخيس مرة : يمكنني ان أتخيل العالم بدون أمريكا ، أو بدون الصين . يمكنني أن أتخيل أشياء وأشكال عديدة واقعية أو غير واقعية . لكنني لا استطيع أن أتخيل العالم ، بدون قصيدة أدغار آلان بو : آه ، لا تنسى ، هذه الحديقة كانت مسحورة . نسيت اسم مترجم القصيدة ، وأين قرأت فكرة بورخيس ، أو متى . .... .... مشكلة العلاقة بين الماضي والمستقبل ( اقتراح حل جديد ، ومنطقي ويقبل الملاحظة والاختبار )
لمعرفة العلاقة ، الحقيقية ، بين الماضي والمستقبل أو العكس بين المستقبل والماضي ، يلزم معرفة الماضي والمستقبل والحاضر أولا . آمل في نهاية النص ، أن نصل معا القارئ _ة والكاتب إلى تصور جديد وواضح ، عن العلاقة الحقيقية بين مراحل الزمن ( أو الوقت ) الثلاثة ... تصور أولي عدم التناظر بين الماضي والمستقبل ، محور الاختلاف بين المواقف المتنوعة من الزمن ( من الفزيائيين والفلاسفة خاصة ) . الماضي داخلنا ، والمستقبل خارجنا ، والحاضر عمرنا . الماضي يتمثل باللانهاية السالبة ، والمستقبل باللانهاية الموجبة ، والحاضر يتمثل بالصفر الحيادي . ما يزال موقف نيوتن هو الأنسب ، لتوصيف العلاقة بين المراحل الثلاثة للزمن والوقت ( الحاضر والماضي والمستقبل ، والعلاقة بينهما ) لكنه يحتاج إلى عكس اتجاه الزمن . فهو يبدأ من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر ، بالعكس تماما من الحركة الموضوعية للحياة . 1 الحاضر أولا للحاضر ثمانية أنواع ، وربما أكثر في العربية وغيرها . 1 _ حاضر الزمن . 2 _ حاضر الحياة ( الحضور ) . 3 _ حاضر المكان ( المحضر ) . 4 _ الحاضر الآني . 5 _ الحاضر المستمر . 6 _ الحاضر الفردي . 7 _ الحاضر المشترك . 8 _ الحاضر كما تدركه الحواس . ناقشت سابقا أنواع الحاضر المذكورة أعلاه ، وهي منشورة على الحوار المتمدن ، واكتفي هنا بالتذكير بها . يمكن تحديد الحاضر بصورة عامة ، بشكل متكامل ، بأنه مرحلة ثانية بطبيعته ، يأتي بعد الماضي بالنسبة للحياة ، وبعد المستقبل بالنسبة للزمن . ومع أننا لا ندرك سوى الحاضر ، يمكن التأكد من حدوث الماضي والمستقبل خلال أي فترة زمنية ، دقيقة أو سنة . مثال على ذلك الدقيقة الحالية ، أو السنة وغيرها : قبل دقيقة كان الماضي ، أيضا كان المستقبل ( وهذا هو الفرق والاختلاف النوعي بين النظرية الجديدة وبين الموقف الثقافي العلمي _ السائد والمشترك ، بين مختلف المواقف المعروفة للفلاسفة أو الفيزيائيين _ من الزمن ) . بعبارة ثانية ، الحاضر يأتي من المستقبل أيضا ، وليس من الماضي فقط . مثال تطبيقي : اليوم الحالي بالنسبة للكاتب 14 / 11 / 2022 . هذا اليوم ثلاثي بطبيعته ، يتضمن يوم الحياة ويوم الزمن ويوم المكان . يوم المكان هو نفسه ، لا يتغير بمرور الزمن أو الحياة . يوم الحياة ينتقل من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل . يوم الزمن أو الوقت ينتقل من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي . .... الحاضر يمثل ، ويجسد المسافة بين الماضي والمستقبل أو العكس ، المسافة بين المستقبل والماضي . والسؤال هنا عن نوع المسافة بينهما ( المستقبل والماضي ) ، هل هي فجوة أم ذروة أم هاوية أم شكلا مختلفا عن كل تصوراتنا الحالية ؟! 2 الماضي حدث سابقا ، وهو يوجد داخلنا . داخل الحياة أو الأرض . الماضي يمثل ، ويجسد أصغر من أصغر شيء هناك في الداخل . بينما المستقبل بالعكس لم يحدث بعد ، وهو يوجد خارجنا . المستقبل يمثل ، ويجسد اكبر من اكبر شيء هناك في الخارج . .... أعتقد أن المستقبل يأتي من خارج الكون ، بينما الماضي يأتي من داخل الحياة والعالم والأرض . هذه الفكرة ، الجديدة ، تتوضح من خلال فهم أصل الفرد المزدوج دوما بين الماضي والمستقبل . 3 يمكن تصنيف المعرفة إلى مجالات : 1 _ المعرفة العلمية ، الخبرة والتجربة . 2 _ ما يمكن معرفته . 3 _ ما لا يمكن معرفته . بين المستويات الثلاثة توجد تدرجات لا نهائية بالطبع . لكن ، بوضوح وثقة يمكننا التحديد _ التقريبي طبعا _ لما نعرفه ( المعرفة العلمية مثلا ) ولما لا يمكن معرفته ، خلال هذا القرن ( طبيعة الزمن وماهيته مثلا ) . .... ملحق 1 أفكار جديدة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء
1 _ الماضي يبتعد والمستقبل يقترب ، بنفس السرعة التي تقيسها الساعة . الماضي يبتعد عن الآن _ هنا ، وعن الحاضر بشكل محدد . المستقبل يقترب من الآن _ هنا ، ومن الحاضر بشكل محدد . لكن هذه الخبرة ، التي نشعر بها ، تنطوي على مغالطة ومفارقة معا . المغالطة ، تتمثل بالموقف الثقافي العالمي الموروث ، والمشترك ، والذي يعتبر أن الحياة والزمن واحد أو في اتجاه واحد . والمفارقة تتمثل ، بأن حركتي الحياة والزمن في اتجاهين متعاكسين دوما . 2 _ يولد الانسان في الحاضر ، ويستمر في الحاضر حتى لحظة وفاته . قبل الولادة يكون الفرد موزعا بين الماضي والمستقبل ، تكون حياته ( جسده ومورثاته ) في الماضي عبر سلاسل الآباء والأجداد ، ويكون زمنه ( بقية عمره ) في المستقبل . هذه الفكرة ، الجديدة ن تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ز مثالها المباشر ، مقارنة بين ثلاثة أجيال : الجيل الحالي ، وقبل قرن سنة 1922 ، وبعد قرن سنة 2122 . الأجيال الثلاثة تتصل بالأصل المشترك ، وكل مواليد المستقبل تنطبق عليهم قاعدة الماضي المشترك . 3 _ التزامن ، الفكرة التي رفضها اينشتاين واعتبرها خطأ ، تقوم بها غالبية البشر اليوم عبر أدوات التواصل الاجتماعي . مثالها اليومي والمبتذل ، محادثة مباشرة _ بالصوت والصورة _ بين مجموعة أشخاص يتوزعون عبر القارات . 4 _ الحياة والزمن واحد أم اثنين ؟ يبدو السؤال مبتذلا ، الحياة والزمن اثنان بالطبع . لا توجد لغة أو ثقافة في العالم ، تتعامل مع الزمن والحياة على باعتبارهما واحد مثل الزمن والوقت مثلا . لكن المفارقة ، والمغالطة أيضا ، أن الممارسة الثقافية _ العلمية والفلسفية أيضا _ تعتبرهما واحدا غالبا ! يعتبر في الثقافة الحالية ، ان سهم الزمن هو نفسه سهم الحياة ، وينطلق من الماضي إلى المستقبل . الحقيقة بالعكس تماما ، والمثال النموذجي يتكشف من خلال العمر الفردي ، فهو مزدوج بين الحياة والزمن . بقية العمر زمن ، وتأتي من المستقبل إلى الحاضر ، تتناقص من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ، إلى الصفر لحظة الموت . . والعمر الحالي حياة ، يأتي من الماضي إلى الحاضر ، يتزايد من الصفر إلى العمر الكامل . .... ملحق 2 يمكن اعتبار الوقت نفسه الزمن ، بما أننا لا نستطيع التمييز بينهما بالفعل . خلال الحياة الإنسانية يكون الوقت هو نفسه الزمن ، والاختلاف ( الاحتمالي ) بينهما يتعلق حصرا بمرحلة ما قبل الحياة والانسان ، أو ما بعدها ، عدا ذلك لا يوجد فرق بين الوقت والزمن . .... ما هو اتجاه مرور الوقت ، بهذه الحالة ؟ الموقف الثقافي العالمي ، يعتبر أن مرور الوقت أو الزمن ( سهم الزمن) : يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر . هذا الموقف يتناقض مع الملاحظة والتجربة في كل لحظة ، وعبر كل حدث أو موقع فوق سطح الكرة الأرضية . ومع ذلك يستمر الجميع ، علماء وفلاسفة وغيرهم من الكتاب والمثقفين ، في اعتباره صحيحا أو مقبولا ! المفارقة ، أن ما يسمى سهم الزمن هو نفسه اتجاه الحركة الموضوعية للحياة ( التي تتمثل بتقدم العمر الفردي ، أيضا بالتعاقب بين الأجيال ) . لكن السؤال الذي يتجنبه الجميع ، على سبيل الخداع غالبا ، هل حركة الزمن ، أو الوقت ، هي نفسها الحركة الموضوعية للحياة ؟ الجواب المنطقي والتجريبي لا ، هما حركتان مختلفتان ويتعذر جمعهما . هل الحياة هي نفسها الزمن ؟ السؤال بحد ذاته يقارب الحماقة ، ولو أجاب عليه بالإيجاب طالب في المرحلتين الإعدادية أو الثانوية لأستحق الرسوب وناله بالتأكيد . لو تجرأ أحد وسأله ، الجواب العملي _ عبر الثقافة العالمية _ هو نعم الحياة والزمن واحد . يشبه الواقع الثقافي العالمي ، الحالي ، قصة ثياب الامبراطور . .... إذا كانت حركة مرور الوقت والحياة نفسها ، ومن الماضي إلى المستقبل ، من أين نشأ الفرق بين لحظة قراءتك واللحظة الحالية ؟ لا يستطع أحد الإجابة على هذا السؤال بشكل علمي ، منطقي أو تجريبي . .... ظاهرة العمر الفردي ، دليل وبرهان على المزدوجة العكسية بين حركتي الحياة والوقت أو الزمن . يولد الانسان بعمر الصفر وبقية العمر كاملة . أليست حقيقة موضوعية ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ! بعد لحظة أو ساعة من الولادة ، يتزايد العمر لحظة ثم ساعة . بالتزامن ، هذه اللحظة والساعة بالتمام نقصت من بقية العمر ، أليس ذلك واضحا ، وبديهيا !؟ كيف ينقص العمر الحالي من بقية العمر ؟ ( من يشكك بهذا السؤال ، أحدنا بالضرورة ) لكن ، من يشكك بهذا السؤال عمليا ، العالم الحالي كله أو الموقف الثقافي . السؤال نفسه بصيغة ثانية ، لكن شخصي ومحدد لك أنت : فترة قراءتك الحالية بالنسبة لك ، هل زادت إلى عمرك أم نقصت منه ؟ الجواب زادت خطأ ، والجواب نقصت خطأ أيضا . عمرك الحالي يتزايد بالطبع ، وهو يتزايد بالفعل من العمر صفر لحظة الولادة ، إلى العمر الحالي ( الكامل بنهاية العمر ) . وبقية عمرك نقصت بنفس المقدار . العمر يتزايد ، وبقية العمر تتناقص بالتزامن . هذه حقيقة ثقافية ، مشتركة بين جميع اللغات الكبرى . كيف ، ولماذا ، تتناقص بقية العمر ، بينما يتزايد العمر الحالي ؟ لأن بقية العمر زمن ، ورصيد إيجابي في المستقبل طبعا ( ليس في الماضي ولا في الحاضر ) ، يبدأ بالتناقص لحظة الولادة . والعمر الحالي حياة ، وهي تبدأ بالتزايد ،من الصفر لحظة الولادة ، إلى العمر الكامل لحظة الموت . العمر الكامل يساوي بقية العمر ، ويعاكسها بالإشارة . هذا المثال الأوضح ، والأشمل ، على الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن أو الوقت . وهو يمثل الدليل والبرهان بالتزامن . ....
ملحق 3 لتوصيل فكرة ، أفكار ، جديدة يلزم تحقيق شرطين بالتزامن : 1 _ الأول يتعلق بالكاتب ، أو المرسل ، والرسالة . الفهم السليم ، والواضح وغير المتناقض ، للفكرة أو الخبرة ، والتعبير عنها بشكل مكثف وسلس . وهنا أعتذر سلفا ، وأعترف أن بعض الأفكار الواردة في النص ، كان من الممكن صياغتها بطرق أنسب . مع أنني أعيد تدوين الأفكار وقراءتها بعد الكتابة ، أكثر من مرة غالبا . وقد فعلت ذلك في هذا النص أيضا ، لكن مع إعادة القراءة تنفتح تساؤلات جديدة ومفاجئة ، ويعود الشك مع كل مراجعة ما يدفعني إلى الإضافة أو الحذف بشكل دوري ومتكرر . وهذه العملية لا تتوقف ، ومفتوحة بطبيعتها . لا يوجد حد ، أو عدد من المرات الكافية ، وهكذا وجدت نفسي بين خيارين أولهما التأجيل ، وتكرار المراجعة والتدقيق ، والثاني المغامرة بالنشر ، والاعتماد على القراءة المتفهمة والمتأنية . وقد اخترت كما هو واضح ، وأملي ان تكون قفزة ثقة لا قفزة طيش . 2 _ الشرط الثاني ، ويتعلق بالقارئ _ة أو المتلقي بصورة عامة . قبل توفر الرغبة والدافع والوقت الكافي ، يتعذر فهم أو تفهم فكرة جديدة . وبما أنك أكملت القراءة إلى هنا أشكرك ، وسوف أسعى لتلافى تكرار العيوب الواردة في هذا النص _ بحسب مقدرتي خلال النصوص القادمة . .... .... تحية لأحمد جان عثمان ... ( تكملة لحوار بدأ منذ حوالي عشرين سنة )
أخي وصديقي أحمد تحياتي ومحبتي .... بعض الأفكار الأساسية للنظرية : ملاحظة 1 اليوم الحالي ، والحاضر كله ، جديد وقديم بالتزامن . الحياة تأتي من الأمس والماضي ( من القديم ) ، والزمن أو الوقت بالعكس يأتي من الغد والمستقبل ( من الجديد ) . وهذا التفسير البسيط ، والسهل ، يقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء وفي أي نقطة على سطح الآراض _ وأعتقد في الكون أيضا . ما يرفعه إلى مستوى القانون العلمي ( المنطقي والتجريبي معا ) . ويمكن ملاحظة أن اليوم الحالي ، ومعه كل يوم جديد ، مزدوج بطبيعته ( أو ثلاثي بالأصح ) : يوم الحياة ويوم الزمن ويوم المكان . 1 _ يوم المكان ثابت لا يتغير . 2 _ يوم الحياة يأتي من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . 3 _ يوم الزمن والوقت يأتي من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . والملاحظة الثالثة ، كلنا نعرف أن اليوم الحالي جديد بالفعل ( كل لحظة يتغير العالم ، واثر الفراشة ) لكن لدينا شك مبرر ، بحيث يعتقد الكثيرون بالعكس : لا جديد تحت الشمس ، والعود الأبدي . اليوم الحالي جديد بالنسبة للوقت والزمن بالكامل ، وهو قديم ومكرر أو استمرارية بالنسبة للحياة والأحياء بالكامل . أيضا هذه الفكرة ، الخبرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . .... ملاحظة 2 الماضي والقديم والبداية ، بحكم العادة نعتبرها متلازمة بدون تفكير ، مقابل المستقبل والجديد والنهاية ، بينما هي علاقة عكسية مثل اليمين واليسار . بحيث يمكن أن يكون المستقبل هو القديم والبداية ، والماضي بهذه الحالة بالعكس ، هو النهاية والجديد ( عكس المستقبل بدلالة الزمن ) . ونفس الفكرة بشأن الساعة ، حيث أن اتجاه دوران الساعة ، او حركتها معكوسة أو مقلوبة . ومن الضروري عكسها لتتناسب مع حركة مرور الوقت ( بينما هي في وضعها الحالي ، تناسب الحركة الموضوعية للحياة _ بعكس الحركة التعاقبية للزمن والوقت _ التوقيت الحالي مقلوب بالفعل ) . وأنا على يقين ، أن اتجاه حركة الساعة سوف يتم عكسها في المستقبل . وربما خلال هذا القرن ؟! .... ملاحظة 3 دليل الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، وبرهانها _ بالتزامن _ يتمثل بالعمر الفردي . والمثال النموذجي ، الذي كررته إلى درجة الملل والابتذال : يولد الانسان في العمر صفر وبقية العمر الكاملة ، ويموت بالعكس ، في بقية العمر التي تناقصت للصفر ، والعمر الكامل . أعتقد أن التفسير الصحيح لتلك الفكرة _ أو الظاهرة بالأصح ، والمشتركة في كل الثقافات واللغات الحديثة ،_ والوحيد يكون باعتبار أن حركتي الزمن والحياة تتعاكسان بطبيعتهما بالنسبة للبداية والاتجاه والنهاية . ملاحظة ختامية ، العلاقة بين الماضي والمستقبل علاقة تناقض لا تعاكس ، بين الكبير والصغير ( بين أكبر من أكبر شيء وبين أصغر من اصغر شيء ) . الماضي يمثل ، ويجسد ، أصغر من اصغر شيء وهو في الداخل . المستقبل يمثل ويجسد ، أكبر من أكبر شيء وهو في الخارج . .... تلك أهم الأفكار التي تتمحور حولها النظرية الجديدة ... أعتقد أننا غالبا ، بشكل دوري ولاواع ، نعود كل يوم إلى الأمس والماضي ، بدل الانتقال بالفعل إلى الغد والمستقبل _ حيث الجديد والمجهول _ سواء أكنا نحن الأحياء من ننتقل إلى المستقبل أم كان المستقبل هو الذي يقترب . .... كل الأفكار الجديدة تتلقى المقاومة والرفض بداية ، ومع مرور الزمن ، وتعاقب الأجيال تستبدل الأفكار القديمة غير المناسبة بالجديدة والمناسبة ، بشكل تدرجي وغير ملحوظ غالبا . أسعى بكل جهدي ، لتصير أفكار النظرية الجديدة ( بعضها على الأقل ) موضع حوار ثقافي خلال حياتي ، لأنني أعتقد أنها غير مفهومة بعد . .... صديقي العزيز سوف أكون سعيدا بمشاركتك ، أو قراءتك وملاحظاتك ... سلام للعائلة الجميلة كلها ، ودنيز خاصة . .... .... هوامش وملحقات ( جديدة )
ما هو الماضي ، أيضا المستقبل ؟! محاولة تعريف جديدة ، ما تزال في مرحلة الاقتراح والحوار المفتوح ... 1 ما هو الماضي ، وأين يوجد ؟ الماضي في الداخل ، داخلنا وداخل الحياة والأرض . ( الماضي هناك في الداخل ، في البعيد الداخلي ) . ما هو المستقبل ، وأين يوجد ؟ المستقبل في الخارج ، خارجنا وخارج الحياة والأرض . ( المستقبل هناك في الخارج ، في البعيد الخارجي ) . الحياة مصدرها الماضي ، وبدايتها المؤكدة . الزمن مصدره المستقبل ، وبدايته المؤكدة . لكن ذلك ليس من السهل فهمه ، عداك عن تقبله بشكل عاطفي وتجريبي ، ومن ثم بناء الموقف العقلي ( الجديد )عليه بالفعل . 2 المشكلة لغوية في المستوى الأول . كلمة الماضي اسم واحد ، أو تسمية لعدة أشياء مختلفة بالفعل . الماضي تعني السابق . لكن السابق بالنسبة للزمن ليس هو نفسه بالنسبة للحياة ، بل يتعاكسان بطبيعتهما ، والسابق بالنسبة للمكان يختلف بدوره أيضا . الأمس ، خلال 24 ساعة السابقة ، المثال النموذجي للماضي . نفس المشكلة تتكرر مع كلمة المستقبل . المستقبل يعني اللاحق ، أو ما لم يحدث بعد . الغد ، خلال 24 ساعة القادمة ، المثال النموذجي للمستقبل . ويبقى الحاضر ، هو اللغز الأصعب والأكثر عسرا على الفهم والدراسة . .... لحسن لحظ ، لدينا في العربية ثلاثة أسماء متميزة للحاضر : حاضر الحياة : الحضور . حاضر المكان : المحضر . حاضر الزمن : الحاضر نفسه . 3 تصور وتخيل حركة الواقع المباشرة ، أو الموضوعية ، بطبيعتها صعبة . تتضاعف درجة الصعوبة عند محاولة تصور الحاضر المستمر ، خاصة . 4 مكان الحاضر بين الماضي والمستقبل ، او العكس بين المستقبل والماضي . الماضي يمثل أصغر من أصغر شيء يمكن وجوده ، أو تخيله . وأعتقد أن من المناسب ، تشبيه الماضي باللانهاية السالبة . والعكس ، يتمثل المستقبل باللانهاية الموجبة . بينهما الحاضر ، ويمثل الصفر . .... مع أنني لا أستطيع تخيل الصفر نفسه ، ولا استطيع تخيل اللانهاية طبعا . مع ذلك ، أعرف بيقين أن الصفر أكبر من اللانهاية السالبة ، ويتضمنها . والسؤال المنطقي والصعب ، كيف يمكن وجود ما هو أصغر من الصفر ؟! 5 في الطاقة الكهربائية ثلاثة أنواع ، أو اشكال : سلبية وإيجابيةة ومحايدة . يسهل فهمها بدلالة المال ، أو الرصيد الثلاثي : ( الموجب والسالب والحيادي او الصفري ) الرصيد الموجب ، يتمثل بالملكية العادية . حيث يمكن تحويله بحسب الحاجة ، أو الرغبة ، إلى أشكال مختلفة ومتنوعة ، وعتبته الصفر . بينما الرصيد السالب ، بالعكس ، سقفه الصفر . ويتمثل بالديون ، ليس أمام المدين ( شخص أم شركة وغيرها ) سوى تسديد الديون في الحالة الطبيعية . والحالة الثالثة ، أو الرصيد الحيادي ، تتمثل بالرصيد الصفري . وهي مزدوجة تأتي من أحد الجانبين : من السالب إلى الصفر ، ثم الموجب . أو بالعكس ، من الموجب إلى السالب ومرورا بالصفر . 6 المرحلة الأصعب ، في التخيل والتصور أو الفهم ، كيف أن الصفر يتضمن اللانهاية السالبة ؟! أو كيف أن يوم الأمس كمثال ، خلال 24 ساعة ، يتضمن الماضي كله ويحتويه بالفعل . بالمقارنة مع الحالة العكسية ، بين الصفر واللانهاية الموجبة ، يحدث العكس . في هذه الحالة كل شيء واضح ، المستقبل يتضمن كل ما يوجد لاحقا ، أو سوف يوجد . ..... المستقبل يتضمن الحاضر والماضي بالتزامن ، وهو الحكم النهائي على كل عمل أو فكرة أو سلوك وموقف . ما نعرفه اليوم ، بشكل مؤكد عن المستقبل ، أنه يمثل المرحلة الأولى للزمن ، أو أنه مصدر الزمن وبالعكس تماما بالنسبة للحياة ، يمثل المرحلة الثالثة والنهائية .لكن يبقى جانب لآخر ملتبس في مفهوم المستقبل ، بالنسبة للواقع والوجود والكون ، والمستقبل جديد _ ومتجدد بطبيعته ويتعذر التنبؤ به بشكل مسبق وحقيقي . ( سوف أناقش مشكلة ، فكرة ، المستقبل بدلالة النظرية الجديدة لاحقا بشكل موسع ومستقل ) . 7 النظرية الجديدة ، موقف عقلي وثقافي جديد ، تفتح صفحة مغايرة في الفكر وربما تمثل حلقة مشتركة بين العلم والفلسفة . وهي أحد احتمالين ، سوف يتكشفان بالكامل خلال هذا القرن : 1 _ فرضية نظرية وفلسفية ، حول الواقع والعلاقة بين الزمن والحياة خاصة ، غير صحيحة وتتناقض مع الملاحظة وقابلية الاختبار والتعميم . 2 _ النظرية صحيحة ، وتنسجم مع الاكتشافات اللاحقة . سوف أعتمد الاحتمال الأول ، عملا بنصيحة المفكر عبد الرحمن بدوي : تفاؤل الإرادة وتشاؤم الفكر . الحوار مفتوح .... رسالة سابقة إلى أحمد جان عثمان صديقي : توصلت خلال السنوات السابقة إلى بعض الأفكار الصادمة ، حول طبيعة الواقع وماهيته ، بدلالة العلاقة بين الحياة والزمن . أيضا حول طبيعة الزمن وماهيته ، وهل هو نفسه الوقت الذي تقيسه الساعة فقط ، أم أن للزمن وجوده السابق على الحياة والمستقل عن الثقافة واللغة ؟! ومع أنني أرجح أن الزمن نوع من الطاقة الكونية ، تقابلها طاقة الحياة وتوازن بينهما طاقة المكان ( الاحداثية ) ، لا يمكنني التأكد عبر البرهان المنطقي والتجريبي من ذلك ، وأعتبر أن للموقف المعاكس نفس نسبة الاحتمال الفعلية ، بدلالة المعايير المنطقية أيضا لا التجريبية فقط . وربما يكون السؤال الأصعب حول طبيعة الحاضر نفسه ، بين الزمن والحياة والمكان ؟ أيضا طبيعة الماضي والمستقبل ؟! وتساؤل آخر لا يقل صعوبة ، حول إمكانية وجود الزمن _ أو الحياة _ خارج المراحل الثلاثة الحاضر والماضي والمستقبل ؟! .... لغز الحاضر ، يتعلق بلغز الواقع والزمن . أعتقد أن الحاضر يمثل ، ويجسد ، المسافة بين الماضي والمستقبل . لكن السؤال الصعب ، حول ماهية الحاضر وطبيعته : هل هو فجوة أم ذروة أم هاوية أم غيرها من الأشكال الجديدة ( والمجهولة ، والتي ربما تبقى مجهولة لوقت طويل ) ؟! . .... أيضا فكرة ناقشتها بشكل تفصيلي في المخطوطات السابقة ، وهي منشورة على الحوار المتمدن ، أتمنى أن يتسع وقتك لقراءتها ونقدها تمثل خلاصة مواقف نيوتن واينشتاين وستيفن هوكينغ من الزمن ، بالإضافة إلى موقف القديس أوغستين المعروف من الزمن ، وخلاصته : ( طبعا أعرف ما هو الزمن ، لكن لو سألني أحد ما هو الزمن : سوف أكون عاجزا عن الإجابة ) . نيوتن يهمل الحاضر مقابل الماضي والمستقبل ، ويعتبر قيمته لا متناهية في الصغر ، ويمكن اهماله بدون ان يؤثر ذلك على الحسابات العلمية . اينشتاين بالعكس ، يركز الحاضر فقط ، ويهمل الماضي والمستقبل . ستيفن هوكينغ ، وقد ألف كتابا عن الزمن مترجم إلى العربية ، من قبل دار جرير المعروفة برصانتها " تاريخ موجز للزمن " . لكن موقف ستيفن هوكينغ من مشكلة الزمن الحقيقية ، طبيعته ، وحدوده ، واتجاه حركته ، هو نفس الموقف الذي يتكرر في عشرات الكتب في العربية عن الزمن ( تأليفا أو ترجمة ) ، حيث يقفز الكاتب فوق المشكلة بدل معالجتها ، او طرحها بشكل مباشر وواضح . .... نقطة أخيرة أحب أن الفت نظرك إليها ، حول اتجاه مرور الزمن أو الوقت _ وبصرف النظر عن النتيجة الحقيقية لحل مشكلة طبيعة العلاقة بين الزمن والوقت ، وهل هما واحد بالفعل أم للزمن وجوده السابق والمنفصل _ يمكن التأكد من حركة مرور الزمن ، بعكس الموقف الثقافي العالمي الحالي : تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر بالطبع . وهذا الاتجاه الصحيح ، وهو نفسه ، تمثله حركة الساعة الرملية . وهنا المفارقة ، حيث الموقف العقلي للإنسان القديم من حركة مرور الزمن ( او الوقت ) هو الصحيح والمناسب ، بينما الموقف الحالي يحتاج إلى العكس ، وهو ما اعتقد أنه سوف يحدث قبل نهاية هذا القرن . وآمل أن يكون ذلك خلال حياتي . .... تحياتي لك وللعائلة نورما ودلبر ودنيز ( وللأفراد الجدد ممن لم نلتقي بعد ) ونبقى على تواصل .... ....
كيف تحدث الأشياء ، والأحداث ، في الزمن أو الحياة ؟! ( حدث الولادة مثلا ، أو الموت )
" أعتذر عن الأخطاء الاملائية واللغوية ، التي ترد في هذا النص وغيره من النصوص الجديدة ، والتي يتركز موضوعها في الزمن والواقع والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة . ما تزال هذه النصوص في مرحلة التفكير بصوت مرتفع ، والحوار والمفتوح . باستثناء المخطوطات المكتملة " . .... ما هي العلاقة الحقيقية بين الحاضر والماضي والمستقبل ؟ مناقشة هذا السؤال ، ستكون عبر ملحق خاص . .... الفكرة الأساسية الجديدة ، التي يتضمنها هذا النص تتمثل بماهية كل من الماضي والمستقبل ، والحاضر أيضا . الماضي داخلنا ، يمكن وبسهولة التأكد من ذلك عبر مراقبة أي كائن حي بتركيز ، واهتمام حقيقي . يمكننا ملاحظة تحول الغد إلى اليوم ، ثم الأمس ( من الجانب الزمني ) ، من الخارج إلى الداخل . والعكس تماما بالنسبة للمستقبل ، المستقبل خارجنا . وهذه الفكرة ، الخبرة ، أيضا تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . والحاضر يغلفنا بشكل دائم ومستمر ، الحاضر حلقة مشتركة بين الماضي والمستقبل . المثال النموذجي على طبيعة الماضي والمستقبل ، والحاضر، يتمثل في ملاحظة ودراسة اصل الفرد . مناقشة تفصيلية للكلمات الثلاثة : الماضي والمستقبل والحاضر ، في الفصول القادمة . 1 كلنا نعرف كيف تحدث الأشياء في المكان . ( بدلالة الاحداثية ) . لكن كلنا ، لا نعرف كيف تحدث الأشياء في الزمن . والسبب الأساسي والمستمر يكمن بمغالطة الفيزيائيين أولا ، ثم الفلاسفة ، في موضوع اتجاه حركة مرور الزمن أو الوقت . المغالطة أنهم يهملون الفكرة ( حدوث الأشياء في الزمن ) ، في كتبهم ومقالاتهم ، وحتى مناقشاتهم التي موضوعها الزمن أو الوقت ! السبب لا يتعدى ، بعدما يتكرر ويتحول إلى عادة ، حدي الغفلة أو الخداع . وبعد اعلان النظرية الجديدة ، بصورة خاصة ، تنحسر الغفلة ويتضخم الخداع بالتزامن ، خلال عملية القفز فوق المشكلة الحقيقية ( طبيعة الزمن ، واتجاه حركته ، وسرعة مروره ) . مثال أحداث 11 أيلول 2011 ، أو الحرب الأكرانية الروسية وغيرها ... قبل وخلال وبعد : سنة 2010 مثلا ، كان حدث 11 أيلول في المستقبل وغير موجود . بعد سنة 2012 صار الحدث نفسه في الماضي ، وسيبقى إلى الأبد . خلال 2011 كان الحدث في الحاضر . 2 بالنسبة لجميع من ماتوا قبل 11 أيلول ، لا يوجد شيء اسمه أحداث أو تفجيرات 11 أيلول . والأمر يختلف كليا بالنسبة لما بعد الحدث ، الأحياء ومن سوف يولدون بعد ، تلك أحداث حقيقية ومنفصلة عن الموقف العقلي والثقافي _ الأخلاقي ، مثل الحرب العالمية الثانية وغيرها . مثال 2 لنتخيل حدثا عالميا ، بعد قرن من احداث 11 أيلول سنة 2122 ؟ هو غير موجود بالنسبة لنا ، جميع الأحياء ، اليوم . ( كلنا سوف نكون موتى سنة 2122 الكاتب والقارئ _ة ) . يتكشف خط الزمن ، أو سهم الزمن ، خلال المثالين وهو بالتسلسل : 1 _ المستقبل أولا ، 2 _ الحاضر مرحلة ثانية ، 3 _ الماضي أخيرا . كل حدث يبدأ ، في لحظة تقاطع الحياة مع الزمن . أي ولادة سوف تحدث خلال سنة 2122 ، لا يمكن التنبؤ بها (غير موجودة حاليا ) ، أين هي الآن في الزمن والمكان ؟ لا يمكن معرفة ذلك ، إلا يوم 11 أيلول 2122 ، وبعده . ( هذه الفكرة ، سوف أناقشها بشكل موسع وتفصيلي ، في نص خاص يتعلق بأصل الفرد ، كبديل عملي وعلمي بالتزامن عن أصل الانسان " الميتافيزيقي " أو الذي يتعذر معرفته بشكل علمي _ منطقي وتجريبي ) . 3 الحدث ، أي حدث بلا استثناء ، خماسي البعد بطبيعته . الحدث ، احداثية محددة ( أو محملة ) بالزمن والحياة بالتزامن ، وليس بأحدهما بمفرده . الحدث الرباعي خطأ اينشتاين في الثقافة العالمية ، المستمر إلى اليوم . ( مع أنه كان منجزا ثقافيا ، وعلميا ، كبيرا في وقته ) . 4 حركة مرور الحياة بالعكس ، تماما ، من حركة مرور الزمن والوقت . بكلمات أخرى ، الحركة الموضوعية للحياة ، تساوي وتعاكس الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت . تتمثل الأولى بتقدم العمر ، وتتمثل الثانية بالحركة الدورية للأيام من الغد إلى اليوم إلى الأمس ( بالعكس من الشعور والاعتقاد المشترك ) . 5 ما تزال الفكرة " كيف تحدث الأشياء في الزمن " بحاجة إلى المزيد من المناقشة ، والحوار المفتوح . .... ملحق 1 الماضي والمستقبل متشابهان ، بالمقارنة مع الحاضر ثلاثي البعد . الماضي الموضوعي حدث سابقا ، حيث التقت الحياة والزمن . المستقبل الموضوعي سيحدث لاحقا ، عندما تلتقي الحياة والزمن . الحاضر يتضمن المكان ، بالإضافة إلى الحياة والزمن . .... الحياة تأتي من الماضي إلى المستقبل . الزمن أو الوقت يأتي من المستقبل إلى الماضي . الحاضر يتضمن المراحل الثلاثة الحاضر والماضي والمستقبل ، بالتزامن . .... الماضي اسم للحياة أو للزمن . الماضي مرحلة أولى في الحياة ، ومرحلة ثالثة في الزمن . المستقبل اسم للزمن أو الحياة . المستقبل مرحلة أولى في الزمن ، ومرحلة ثالثة في الحياة . الحاضر أكثر تعقيدا ، ووضوحا ، من الماضي والمستقبل بالتزامن . بعد فهم الأنواع الثمانية ، على الأقل ، للحاضر يتكشف الواقع بشكل جديد وواضح _ منطقي وتجريبي _ بالتزامن . ( لهذه الفقرة أهمية مضاعفة ) .... سبب الصعوبة في فهم الفكرة ، المنطق الأحادي . الكائن الحي زمن وحياة معا ، بالتزامن ، ومكان أيضا . مثلا أنت وأنا ، الحياة ( المورثات والجسد ) جاءتنا من الماضي عبر سلالات الأسلاف _ بالتزامن الوقت أو الزمن ( العمر الشخصي الزمني ) جاءنا من المستقبل . .... الداخل والماضي والحياة ، أو اصغر من أصغر شيء ، هو تعددي أيضا وليس أحاديا أبدا . أصغر من أصغر شيء ثلاثي البعد أيضا : حياة وزمن ومكان . ملحق 2 الماضي والمستقبل مثل اليمين واليسار ، مزدوجة تقبل العكس بسهولة . لكن المغالطة والمفارقة معا ، تكمن في العلاقة بين الحياة والزمن وهي متعاكسة بطبيعتها ، حيث الماضي يحدث أولا بالنسبة للحياة وبدلالتها ، والعكس بالنسبة للزمن والوقت حيث يكون المستقبل هو المصدر والبداية . ( وربما تكون المشكلة لغوية فقط ؟! ) . .... الزمن والحياة والمكان أبعاد الواقع الأساسية ، وهي أولية أو أشياء . بينما الحاضر والماضي والمستقبل مراحل ، وهي ثانوية أو كلمات . والعلاقة بين المتلازمتين تمثل المشكلة اللغوية _ المشتركة بين مختلف اللغات _ وتجسدها بالتزامن . كلمة المستقبل للتذكير ، هي تسمية للمرحلة الثالثة للحياة ، وهي نفسها تسمية للمرحلة الأولى للزمن أو الوقت . والشيء نفسه بالنسبة للماضي ، فكلمة الماضي تسمية للمرحلة الأولى للحياة ، وهي نفس الكلمة ( الماضي ) تسمية للمرحلة الثالثة للزمن . .... حركة مرور الوقت أو الزمن ، هل يجهلها أحد !؟ لماذا إذن لا يسأل أو يتساءل أحد ، وخاصة الفلاسفة والعلماء ، حول نوع تلك الحركة عشوائية أم منتظمة واتجاهها ثابت أم متغير وسرعتها ( التي تقيسها الساعة ) هل هي نفس سرعة الضوء كما يزعم اينشتاين ! وغيرها من الأسئلة الجديدة ، والتي تثيرها النظرية الجديدة خاصة ؟ .... حركة الواقع : طبيعتها ومكوناتها واتجاهها ( أو اتجاهاتها ) ومصدرها ليست مجهولة فقط ، بل ما تزال خارج اهتمام الفلسفة والعلم والثقافة العامة ، العالمية والمحلية على السواء . ليس أمامي من خيار آخر ، سوى الاستمرار في عملية تحليل الواقع بدلالة العلاقة بين الحياة والزمن والمكان _ بالتزامن _ مع العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل .... بشكل شخصي ، وفردي . ( الأهم : ما هي حركة الواقع ؟! طبيعتها ومصدرها ومكوناته واتجاهها ) . .... التكيف عملية الانتقال كل فترة ، لحظة أو سنة أو قرن ، من الماضي إلى الحاضر والعكس بالتزامن ، أيضا ، الانتقال من الحاضر إلى المستقبل والعكس بالتزامن ( تقبل المرور العكسي للزمن من المستقبل إلى الماضي ) . الحركة غير المفهومة ، وغير المعترف بها أيضا إلى اليوم ، تتمثل بتقدم المستقبل ( الزمني ) إلى الحاضر . هذه بؤرة الاختلاف بين النظرية الجديدة وبين الثقافة الحالية _ السائدة ، العالمية والمحلية . .... موقف زينون الأيلي والقديس أغستين من الزمن يتقدم ، معرفيا على الموقف الثقافي العالمي الحالي ، متمثلا بالفلسفة والفيزياء . .... حركة الواقع ليست تقدمية من الخلف إلى الأمام ، وليست تراجعية من الخلف إلى الأمام . بل هي مزدوجة بالفعل ، الزمن يتراجع من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر ، بينما تتقدم الحياة بالعكس من الماضي إلى المستقبل وعبر الحاضر _ المزدوج بين الحياة والزمن بطبيعته . الحاضر حلقة مشتركة بين الماضي والمستقبل ، وبين الزمن والحياة بالتزامن ، وهو _ الحاضر لا ينفصل عن المكان . هذا التصور ، بحسب معرفتي ، صفحة جديدة في الثقافة العالمية . .... الفضاء خماسي البعد . الفضاء الرباعي : مكان _ زمن . الفضاء الخماسي : مكان _ زمن _ حياة . الحدث رباعي البعد سبب المشكلة ، وهو فرضية خاطئة . الحدث خماسي البعد يتوافق مع الخبرة ، ويقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . فكرة الفضاء الرباعي مضللة ، بالإضافة لكونها خطأ . .... المعرفة هي البدء من البداية ، أو القراءة والتفسير ، والكتابة أيضا ... لكن كيف نبدأ من البداية ؟! ببساطة لا يمكن ذلك مطلقا ، كل بداية تتصل بالأزل . البداية فكرة ، أو حلم ، او اتجاه ...لا أكثر . العلاقة بين النهاية والبداية بتعبير شيمبورسكا ، أو البداية والنهاية بتعبير نجيب محفوظ " في روايته التي تحمل نفس العنوان " ، هي المشكلة الأعمق للمعرفة . لا يمكن معرفة النهاية قبل معرفة البداية ، ليست بديهية . أيضا لا يمكن معرفة البداية بدون معرفة النهاية ؟! .... علاقة البداية والنهاية ، أو العكس النهاية والبداية ، ليست خطية ، أو في اتجاه واحد . لا يمكن البدء من البداية ، ولا يمكن البدء من النهاية أيضا . هل يعني ذلك أن كل بداية زائفة ، ولا توجد بداية حقيقية ؟! ( الصورة هي الأصل ) كتبت في أشباه العزلة ... حدث ذلك قبل حوالي 30 سنة ، بدون أن يكون لدي أي فكرة أو تصور أنني سأصل إلى هنا يوما : النظرية الجديدة ! .... المشكلة الجديدة : كيف يمكن أن يكون " أصغر من أصغر شيء " متعدد الأبعاد ، ثلاثة على الأقل : زمن وحياة ومكان ؟! بالإضافة إلى مشكلة منطقية ، ربما تحلها الأعداد التخليلية : كيف يكون الأمس اكبر من الماضي كله ؟! ....
كيف تحدث الأشياء والعلاقات بين الزمن والحياة ، بشكل خاص .... ( تكملة وخلاصة ) هل يمكن أن يكون أصغر من أصغر شيء متعدد الأبعاد ، وليس عنصرا مفردا أو بسيطا مثل الذرة أو الموجة ؟!
الفكرة السائدة حول الذرة أو الموجة ، أو الصفر ، تنطوي على مغالطة . الموقف الثقافي الحالي ، المشترك والموروث ، يعتبر أن الذرة أو الموجة عنصرا بسيطا ومفردا . بينما توجد على الأقل ثلاثة أنواع ، مختلفة نوعيا ، للنقطة أو الموجة أو الذرة أو الصفر : 1 _ ذرة المكان ، 2 _ ذرة الزمن ، 3 _ ذرة الحياة . بعبارة ثانية ، الانتقال من الموقف العقلي القديم ، الذي يتمحور حول المنطق الأحادي والفردية ، إلى الموقف العقلي التعددي _ الخماسي في الحد الأدنى يسهل عملية فهم الواقع ، والعلاقة الحقيقية بين الزمن والحياة بصورة خاصة . .... كلنا نعرف بشكل منطقي ، وعملي أيضا ، كيف تحدث الأشياء في المكان . ولكن كيف تحدث الأشياء ، الولادة والموت مثلا ، في الزمن ( الوقت ) أو في الحياة ؟! أعتقد أن حدوث الأشياء بين الحياة والزمن ، يتم بشكل جدلية عكسية دوما . لكن ، لا نعرف بعد لماذا يحدث ذلك ، وكيف ؟! وللأسف هذا السؤال ، وغيره كثير ، ما يزال خارج مجال اهتمام الثقافة العالمية . 1 خلاصة سابقة ( العلاقة بين هنا وهناك ، التشابه والاختلاف ) 1 _ بالنسبة للمكان ، هنا وهناك تشابه حقيقي . أو علاقة تبادلية ، بحيث يقتصر الاختلاف على الموقف والمنظور والمسافة . أو بين موقف الذات وموقف الآخر ، وهو تبادلي مثل اليمين واليسار . 2 _ بالنسبة للحياة ، او الزمن ، يختلف الأمر بالفعل . تتكشف الفكرة عبر مثال أصل الفرد ، أو بالمقارنة بين اصل الجد _ة ( الرابع وما قبل ) وبين الحفيد _ة ( الرابع وما بعد ) ... حيث تكون ( هناك ) ثلاثية البعد والنوع ، ظاهرة بوضوح ، مقابل هنا : _ هناك المكان ظاهرة ومباشرة ، ترتبط بالحاضر بشكل دائم ومستمر . _ هناك الحياة بالنسبة للجد _ة ، قبل مئة سنة مثلا ، تكون في الماضي بشكل مؤكد ، عبر سلاسل الأجداد غير المنتهية ( المورثات والبنية الجسدية بالكامل تنتقل إلى الفرد الحالي عبر سلاسل الأجداد ، من الماضي ) . _ وبالمقابل هناك الزمن أو الوقت بالنسبة للحفيد _ة معاكسة ، بعد مئة سنة مثلا ، تكون في المستقبل بشكل مؤكد ( العمر الزمني للفرد ، قبل ولادته يكون في المستقبل بشكل بديهي – لا في الحاضر ولا في الماضي _ بالطبع ) . تتكشف الفكرة عبر مثال تطبيقي على المواليد الجدد بعد قرن ، سنة 2122 ( عبر مقارنتهم بمواليد قبل قرن ) ، زمنهم أو أعمارهم الزمنية هي الآن في المستقبل بالطبع ، أيضا نفس السنة سيكون القارئ _ة موزعا بين الماضي والمستقبل ( الفاعل والحياة في الماضي ، والفعل والأحداث في المستقبل ) . 2 كيف أدرك زينون الاليائي مشكلة الواقع ؟! وما تزال شبه مجهولة بالنسبة لكثير من الفلاسفة والفزيائيين ... أحجيات زينون المعروفة ، تنطوي على مفارقة ، كان زينون نفسه يجهلها على أغلب الظن . الواقع خماسي البعد ، يتضمن الأبعاد الثلاثة للمكان ( الطول والعرض والارتفاع أو العمق ) بالإضافة إلى البعدين الأساسيين الزمن والحياة _ المتعاكسين بطبيعتهما . لكن لا نعرف بعد كيف ، ولماذا... وغيرها ؟! ليس الواقع رباعي البعد فقط ، كما اكتشف اينشتاين . لكن اينشتاين اكتشف نصف الحقيقية المستترة ، أو المحجوبة فقط . بدوره ، حدس زينون يتمحور حول العلاقة بين هنا وهناك . هناك ثلاثية البعد بشكل واضح ، ويمكن فهم ذلك من خلال التركيز والاهتمام الذاتي . هناك ثلاثة أنواع : ( هناك في المكان ، وهناك في الحياة ، وهناك في الزمن ) . والمفارقة أن هنا نفسها ، تعددية أيضا ، ليست مفردة أو بسيطة . هنا ثلاثة أنواع أيضا : هنا المكان ، وهنا الزمن ، وهنا الحياة . .... لكن ، ربما ما يحدث معي الآن هو نفسه _ أو شبيه لدرجة التماثل _ مع ما حدث لأينشتاين من قبل ، حين اكتشف أن للواقع بعدا رابعا هو الزمن ؟! ثم توقف عن البحث والتفكير ، عند ذلك الحد . وقبل الافتراض المسبق بأن الحياة والزمن واحد ، أو أنهما يتحركان بنفس الاتجاه والسرعة . وأعتبر المسألة محلولة ومنتهية . ربما توجد ابعاد أخرى للواقع ، سادسة وسابعة وأكثر ؟! هذه المسألة أيضا ، سوف تبقى في عهدة المستقبل والأجيال القادمة . .... بالنسبة لي ، لا استطيع التخيل أن المسألة غير محلولة ، بعدما نفهم ثنائية الحياة والزمن _ المتعاكسة بطبيعتها . الخلاصة المكررة هل يوجد فرق حقيقي بين هنا وهناك ، التشابه والاختلاف ؟! 1 _ بالنسبة للمكان ، هنا وهناك تشابه يقارب المطابقة والفرق نسبي . أو علاقة تبادلية ، بحيث يقتصر الاختلاف بينهما على الموقف والمنظور . ( بين موقف الذاتي وموقف الآخر ، وهو تبادلي بطبيعته ) . 2 _ لكن بالنسبة للحياة ، أو الزمن ، يختلف الأمر بالكامل . تتكشف الفكرة ، أنواع هناك الثلاثة ، بدلالة مثال أصل الفرد : قبل مئة سنة من الولادة مثلا ، تكون ( هناك ) الثلاثية ظاهرة بوضوح : 1 _ هناك المكان نفسها ، ترتبط بالحاضر فقط وبصورة مستمرة . 2 _ هناك الحياة ، قبل مئة سنة وأكثر من ولادة الفرد كمثال ، تكون الحياة في لماضي بشكل مؤكد عبر سلاسل الأجداد ( تتمثل بالمورثات والبنية الجسدية التي تنتقل للفرد عبر سلاسل الأجداد ، ومن الماضي بالتأكيد ) . 3 _ هناك الزمن أو الوقت ، قبل مئة سنة من ولادة الفرد وأكثر كمثال ، تكون في المستقبل بشكل مؤكد ( العمر الزمني للفرد ، قبل ولادته يكون في المستقبل بشكل بديهي _ لا في الماضي ولا في الحاضر _ تتضح الفكرة بالكامل من خلال مثال مواليد بعد قرن مثلا سنة 2122 : زمنهم وأعمارهم ( الزمنية ) هي الآن في المستقبل بالطبع ( لا في الحاضر ولا في الماضي ) وبنفس الوقت مورثاتهم أو أعمارهم ( الحية ) هي موجود الآن . أدعو القارئ _ة لتخيل أحد الأحفاد ، من أقربائه ، سنة 2122 .... هم موزعون حاليا بين الماضي والمستقبل : الأجساد أو الجانب الحي من العمر ، الحياة ، في الماضي ( ضمن المورثات ) عبر سلاسل الأجداد . بالتزامن بقية العمر الكاملة أو الجانب الزمني من العمر ، الزمن ، في المستقبل . أعتقد أن الصورة توضحت ، بشكل منطقي وتجريبي بالتزامن . .... .... هوامش وملحقات الواقع ثنائي ، مزدوج ومتعدد بالتزامن . بالتصنيف الثنائي ، الواقع مباشر أو موضوعي . الواقع المباشر يختلط مع الحاضر والمكان ، ويصعب التمييز بينها ، ويمثل المرحلة بين الزمن والحياة . الواقع الموضوعي يتضمن الواقع المباشر ، بالإضافة للحياة والزمن والمكان ، مع الأزل والأبد بالتزامن . مع أنه ناقص بالطبع ، وغير مكتمل ، أعتقد أن هذا التعريف ( الجديد ) للواقع ، يمثل إضافة حقيقية للثقافة العالمية . .... الماضي حدث سابقا ، وهو مرحلة أولى في الحياة وثالثة في الزمن أو الوقت . المستقبل لم يحدث بعد ، مرحلة ثالثة في الحياة وأولى في الزمن . بينما الحاضر مرحلة ثانية ، ومزدوجة عكسية ، في الحياة بعد الماضي وفي الزمن بعد المستقبل . الزمن والحياة والمكان أبعاد الواقع الثلاثة ، والحاضر والماضي والمستقبل تسميات لمراحلها المتعاقبة ( العكسية بين الحياة والزمن ) . .... العلاقة ثلاثة أنواع ، وأشكال لا تحصى ... 1 _ علاقة زمنية أو وقتية . 2 _ علاقة حياتية وإنسانية خاصة . 3 _ علاقة مكانية . العلاقة الزمنية كمثال ، هي الأكثر غموضا ، وما تزال شبه مجهولة . علاقة المكان واضحة ، ومباشرة . علاقة الحياة متوسطة . الفكرة ما تزال بمرحلة الحوار المفتوح ، والتفكير بصوت مسموع . .... الحياة والمكان والزمن .... المكان كل شيء ، مع ما نجهل أيضا . ( المكان أو الاحداثية تسميتان جديدتان للكون ) . الحياة مركز المكان وداخله . الزمن محيط المكان وخارجه . الخلاصة مع المتلازمة الثانية : الماضي داخل الحياة ، وبدايتها . المستقبل خارج الحياة ومحيطها . والحاضر مرحلة ثانية ، ومتعاكسة ، بالنسبة لكل من الحياة والزمن . .... المفارقة أن هنا ، هي نفسها هناك بالنسبة للزمن والحياة ، أو المكان . وهي أيضا مركبة وتعددية . المظهر البسيط ، والمفرد ( ل هنا ) على خلاف ( هناك ) زائف ، وغير حقيقي وهذا ما يتضمنه حدس زينون بالفعل حول طبيعة الحركة وأنواعها . هذه الفكرة أيضا غير مكتملة ، وتحتاج إلى المزيد من الوقت ( أو الزمن ) والاهتمام والحوار المفتوح .... .... هناك ثلاثة أنواع ... 1 _ هناك المكانية 2 _ هناك الحياتية 3 _ هناك الزمنية . أي حدث في الماضي ، أو المستقبل ، يتمثل بالثلاثة بسهولة ووضوح . لكن المشكلة في الحاضر ، عدم وضوح الحاضر وأبعاده الثلاثة الزمن والحياة والمكان . شكرا زينون ... بيني وبينك نفس المسافة الزمنية ، مع من سيحلها بالفعل ...؟! .... المشكلة التي اكتشفها زينون ما تزال بدون حل ، النظرية الجديدة أول محاولة جادة لحلها ( بشكل علمي ) ، بحسب معرفتي . زينون اكتشف المشكلة ، ولم يفهم أبعادها المختلفة والمتنوعة . تتكشف المشكلة عبر المقارنة بين هنا وهناك . هنا بسيطة ومفردة كما تبدو لأول وهلة ، وهناك مركبة ومتعددة . هنا نقطة ثلاثية تتضمن الحياة والزمن والمكان ، مثل هناك . والمشكلة زائفة ، وغير حقيقية . لكن ذلك لا يتكشف قبل حلها . .... المسافة بين لحظة الولادة وبين الأزل سلبية ، أو تخيلية . والعكس تماما ، بالنسبة للمسافة المقابلة بين لحظة الولادة والأبد . هذه الفكرة ، الخبرة ، خلاصة أيضا للنظرية الجديدة . بدون فهمها بشكل عاطفي وتجريبي معا ، يصعب فهم النظرية كما أتصور . الفهم العاطفي _ التجريبي معا ، يتضمن الخبرة . مثال على الفرق بين نوعي الفهم : النظري والفكري فقط ، أو الفهم التكاملي ، العاطفي والتجريبي بالإضافة إلى الفهم النظري .... السباحة أو قيادة السيارة . يمكن قيادة السيارة ، أو السباحة ، بدون الفهم الفكري . والعكس صحيح أيضا يمكن معرفة كل شيء نظري عن السباحة وقيادة السيارة وبدون اكتساب الخبرة العملية . الفرق بين نوعي الفهم ، ليس بسيطا وواضحا كما يبدو للوهلة الأولى . .... البداية والنهاية أو السبب والنتيجة أو الأصل والمصير ، علاقة تسلسلية بين مرحلة 1 ومرحلة 2 . وهي بالنسبة للمكان ظاهرة ، ومباشرة . لكن يختلف الأمر بالنسبة للزمن والحياة ، حيث التزامن بدل التسلسل ... الأزل والأبد مثلا ، العلاقة بينهما تزامنية وليست تسلسلية . .... علاقة التناظر بين الماضي والمستقبل ، تنطوي على مغالطة ومفارقة ... يمكن فهمها ، لكن بدلالة الحياة والزمن . وبعد فهم العلاقة العكسية بين حركتي الحياة والزمن على وجه الخصوص . بكلمات أخرى ، العلاقة بين الحياة والزمن جدلية عكسية ، بينما الماضي أو المستقبل تسميتان لمرحلة في الحياة أو الزمن . أعتقد أنني ناقشتها كفاية ، بشكل تفصيلي ومتكرر ، وممل أيضا . .... ملحق صغير وهامش
ما الذي نعرفه عن الواقع ، مقارنة مع القرن الماضي وما سبقه ؟! كيف يمكن أن يكون الماضي ، أصغر من أصغر شيء ، متعدد الأبعاد ؟! ثلاثة على الأقل : حياة وزمن ومكان .... سأناقش هذه الأسئلة ، وغيرها أيضا ، خلال الفصول القادمة . .... لنتأمل قليلا ، بوضع المعرفة خلال القرون الثلاثة السابقة ، مقارنة بمعارفنا الحالية _ المعرفة العلمية _ لهذه السنة الثانية من العقد الثاني للقرن 22 ؟! بالكاد نعرف التمييز الأولي بين الجهل والمعرفة . هل تعرف –ي الموقف الحقيقي لزوجك _ت أو اصدقائك وإخوتك منك ؟! من عشرة أعطي لنفسي القيمة التقريبية بين 2 و 4 من عشرة على الكثر . ماذا عنك ، بصدق ؟! .... العلاقة ثلاثية الأبعاد ، مكانية وزمنية وحياتية ، وما تزال شبه مجهولة . العلاقة المكانية ظاهرة ، ومفهومة بشكل مباشر للإنسان وبقية الأحياء . العلاقة الزمنية والحياة والمكان واحدة بالنسبة لبقية الأحياء ، عدا الانسان . العلاقة الزمنية مشكلة الانسان المزمنة ،... مشكلة المعرفة والوعي معا . .... تتكشف العلاقة الزمنية بين الماضي والمستقبل ، ومثلها علاقات الحياة . علاقات المكان تتمثل في الحاضر ، وبدلالة الأبعاد الثلاثة الطول والعرض والارتفاع أو العمق . .... ....
( تكملة وخلاصة ) كيف تحدث الأشياء والعلاقات بين الزمن والحياة ، بشكل خاص ....
هل يمكن أن يكون أصغر من أصغر شيء متعدد الأبعاد ، وليس عنصرا مفردا أو بسيطا مثل الذرة أو الموجة ؟! الفكرة السائدة حول الذرة أو الموجة ، أو الصفر ، تنطوي على مغالطة . الموقف الثقافي الحالي ، المشترك والموروث ، يعتبر أن الذرة أو الموجة عنصرا بسيطا ومفردا . بينما توجد على الأقل ثلاثة أنواع ، مختلفة نوعيا ، للنقطة أو الموجة أو الذرة أو الصفر : 1 _ ذرة المكان ، 2 _ ذرة الزمن ، 3 _ ذرة الحياة . بعبارة ثانية ، الانتقال من الموقف العقلي القديم ، الذي يتمحور حول المنطق الأحادي والفردية إلى الموقف العقلي التعددي _ الخماسي في الحد الأدنى ، يسهل عملية فهم الواقع ، والعلاقة الحقيقية بين الزمن والحياة بصورة خاصة . .... كلنا نعرف بشكل منطقي ، وعملي أيضا ، كيف تحدث الأشياء في المكان . ولكن كيف تحدث الأشياء ، الولادة والموت مثلا ، في الزمن ( الوقت ) أو في الحياة ؟! أعتقد أن حدوث الأشياء بين الحياة والزمن ، يتم بشكل جدلية عكسية دوما . لكن ، لا نعرف بعد لماذا يحدث ذلك ، وكيف ؟! وللأسف هذا السؤال ، وغيره كثير ، ما يزال خارج مجال اهتمام الثقافة العالمية . 1 خلاصة سابقة ( العلاقة بين هنا وهناك ، التشابه والاختلاف ) 1 _ بالنسبة للمكان ، هنا وهناك تشابه حقيقي . أو علاقة تبادلية ، بحيث يقتصر الاختلاف على الموقف والمنظور والمسافة . أو بين موقف الذات وموقف الآخر ، وهو تبادلي مثل اليمين واليسار . 2 _ بالنسبة للحياة ، او الزمن ، يختلف الأمر بالفعل . تتكشف الفكرة عبر مثال أصل الفرد ، أو بالمقارنة بين اصل الجد _ة ( الرابع وما قبل ) وبين الحفيد _ة ( الرابع وما بعد ) ... حيث تكون ( هناك ) ثلاثية البعد والنوع ، ظاهرة بوضوح ، مقابل هنا : _ هناك المكان ظاهرة ومباشرة ، ترتبط بالحاضر بشكل دائم ومستمر . _ هناك الحياة بالنسبة للجد _ة ، قبل مئة سنة مثلا ، تكون في الماضي بشكل مؤكد ، عبر سلاسل الأجداد غير المنتهية ( المورثات والبنية الجسدية بالكامل تنتقل إلى الفرد الحالي عبر سلاسل الأجداد ، من الماضي ) . _ وبالمقابل هناك الزمن أو الوقت بالنسبة للحفيد _ة معاكسة ، بعد مئة سنة مثلا ، تكون في المستقبل بشكل مؤكد ( العمر الزمني للفرد ، قبل ولادته يكون في المستقبل بشكل بديهي – لا في الحاضر ولا في الماضي _ بالطبع ) . تتكشف الفكرة عبر مثال تطبيقي على المواليد الجدد بعد قرن ، سنة 2122 ( عبر مقارنتهم بمواليد قبل قرن ) ، زمنهم أو أعمارهم الزمنية هي الآن في المستقبل بالطبع ، أيضا نفس السنة سيكون القارئ _ة موزعا بين الماضي والمستقبل ( الفاعل والحياة في الماضي ، والفعل والأحداث في المستقبل ) . 2 كيف أدرك زينون الاليائي مشكلة الواقع ؟! وما تزال شبه مجهولة بالنسبة لكثير من الفلاسفة والفزيائيين ... أحجيات زينون المعروفة ، تنطوي على مفارقة ، كان زينون نفسه يجهلها على أغلب الظن . الواقع خماسي البعد ، يتضمن الأبعاد الثلاثة للمكان ( الطول والعرض والارتفاع أو العمق ) بالإضافة إلى البعدين الأساسيين الزمن والحياة _ المتعاكسين بطبيعتهما . لكن لا نعرف بعد كيف ، ولماذا... وغيرها ؟! ليس الواقع رباعي البعد فقط ، كما اكتشف اينشتاين . لكن اينشتاين اكتشف نصف الحقيقية المستترة ، أو المحجوبة فقط . بدوره ، حدس زينون يتمحور حول العلاقة بين هنا وهناك . هناك ثلاثية البعد بشكل واضح ، ويمكن فهم ذلك من خلال التركيز والاهتمام الذاتي . هناك ثلاثة أنواع : ( هناك في المكان ، وهناك في الحياة ، وهناك في الزمن ) . والمفارقة أن هنا نفسها ، تعددية أيضا ، ليست مفردة أو بسيطة . هنا ثلاثة أنواع أيضا : هنا المكان ، وهنا الزمن ، وهنا الحياة . .... لكن ، ربما ما يحدث معي الآن هو نفسه _ أو شبيه لدرجة التماثل _ مع ما حدث لأينشتاين من قبل ، حين اكتشف أن للواقع بعدا رابعا هو الزمن ؟! ثم توقف عن البحث والتفكير ، عند ذلك الحد . وقبل الافتراض المسبق بأن الحياة والزمن واحد ، أو أنهما يتحركان بنفس الاتجاه والسرعة . وأعتبر المسألة محلولة ومنتهية . ربما توجد ابعاد أخرى للواقع ، سادسة وسابعة وأكثر ؟! هذه المسألة أيضا ، سوف تبقى في عهدة المستقبل والأجيال القادمة . .... بالنسبة لي ، لا استطيع التخيل أن المسألة غير محلولة ، بعدما نفهم ثنائية الحياة والزمن _ المتعاكسة بطبيعتها . الخلاصة المكررة هل يوجد فرق حقيقي بين هنا وهناك ، التشابه والاختلاف ؟! 1 _ بالنسبة للمكان ، هنا وهناك تشابه يقارب المطابقة والفرق نسبي . أو علاقة تبادلية ، بحيث يقتصر الاختلاف بينهما على الموقف والمنظور . ( بين موقف الذاتي وموقف الآخر ، وهو تبادلي بطبيعته ) . 2 _ لكن بالنسبة للحياة ، أو الزمن ، يختلف الأمر بالكامل . تتكشف الفكرة ، أنواع هناك الثلاثة ، بدلالة مثال أصل الفرد : قبل مئة سنة من الولادة مثلا ، تكون ( هناك ) الثلاثية ظاهرة بوضوح : 1 _ هناك المكان نفسها ، ترتبط بالحاضر فقط وبصورة مستمرة . 2 _ هناك الحياة ، قبل مئة سنة وأكثر من ولادة الفرد كمثال ، تكون الحياة في لماضي بشكل مؤكد عبر سلاسل الأجداد ( تتمثل بالمورثات والبنية الجسدية التي تنتقل للفرد عبر سلاسل الأجداد ، ومن الماضي بالتأكيد ) . 3 _ هناك الزمن أو الوقت ، قبل مئة سنة من ولادة الفرد وأكثر كمثال ، تكون في المستقبل بشكل مؤكد ( العمر الزمني للفرد ، قبل ولادته يكون في المستقبل بشكل بديهي _ لا في الماضي ولا في الحاضر _ تتضح الفكرة بالكامل من خلال مثال مواليد بعد قرن مثلا سنة 2122 : زمنهم وأعمارهم ( الزمنية ) هي الآن في المستقبل بالطبع ( لا في الحاضر ولا في الماضي ) وبنفس الوقت مورثاتهم أو أعمارهم ( الحية ) هي موجود الآن . أدعو القارئ _ة لتخيل أحد الأحفاد ، من أقربائه ، سنة 2122 .... هم موزعون حاليا بين الماضي والمستقبل : الأجساد أو الجانب الحي من العمر ، الحياة ، في الماضي ( ضمن المورثات ) عبر سلاسل الأجداد . بالتزامن بقية العمر الكاملة أو الجانب الزمني من العمر ، الزمن ، في المستقبل . أعتقد أن الصورة توضحت ، بشكل منطقي وتجريبي بالتزامن . .... .... هوامش وملحقات الواقع ثنائي ، مزدوج ومتعدد بالتزامن . بالتصنيف الثنائي ، الواقع مباشر أو موضوعي . الواقع المباشر يختلط مع الحاضر والمكان ، ويصعب التمييز بينها ، ويمثل المرحلة بين الزمن والحياة . الواقع الموضوعي يتضمن الواقع المباشر ، بالإضافة للحياة والزمن والمكان ، مع الأزل والأبد بالتزامن . مع أنه ناقص بالطبع ، وغير مكتمل ، أعتقد أن هذا التعريف ( الجديد ) للواقع ، يمثل إضافة حقيقية للثقافة العالمية . .... الماضي حدث سابقا ، وهو مرحلة أولى في الحياة وثالثة في الزمن أو الوقت . المستقبل لم يحدث بعد ، مرحلة ثالثة في الحياة وأولى في الزمن . بينما الحاضر مرحلة ثانية ، ومزدوجة عكسية ، في الحياة بعد الماضي وفي الزمن بعد المستقبل . الزمن والحياة والمكان أبعاد الواقع الثلاثة ، والحاضر والماضي والمستقبل تسميات لمراحلها المتعاقبة ( العكسية بين الحياة والزمن ) . .... العلاقة ثلاثة أنواع ، وأشكال لا تحصى ... 1 _ علاقة زمنية أو وقتية . 2 _ علاقة حياتية وإنسانية خاصة . 3 _ علاقة مكانية . العلاقة الزمنية كمثال ، هي الأكثر غموضا ، وما تزال شبه مجهولة . علاقة المكان واضحة ، ومباشرة . علاقة الحياة متوسطة . الفكرة ما تزال بمرحلة الحوار المفتوح ، والتفكير بصوت مسموع . .... الحياة والمكان والزمن .... المكان كل شيء ، مع ما نجهل أيضا . ( المكان أو الاحداثية تسميتان جديدتان للكون ) . الحياة مركز المكان وداخله . الزمن محيط المكان وخارجه . الخلاصة مع المتلازمة الثانية : الماضي داخل الحياة ، وبدايتها . المستقبل خارج الحياة ومحيطها . والحاضر مرحلة ثانية ، ومتعاكسة ، بالنسبة لكل من الحياة والزمن . .... المفارقة أن هنا ، هي نفسها هناك بالنسبة للزمن والحياة ، أو المكان . وهي أيضا مركبة وتعددية . المظهر البسيط ، والمفرد ( ل هنا ) على خلاف ( هناك ) زائف ، وغير حقيقي وهذا ما يتضمنه حدس زينون بالفعل حول طبيعة الحركة وأنواعها . هذه الفكرة أيضا غير مكتملة ، وتحتاج إلى المزيد من الوقت ( أو الزمن ) والاهتمام والحوار المفتوح .... .... هناك ثلاثة أنواع ... 1 _ هناك المكانية 2 _ هناك الحياتية 3 _ هناك الزمنية . أي حدث في الماضي ، أو المستقبل ، يتمثل بالثلاثة بسهولة ووضوح . لكن المشكلة في الحاضر ، عدم وضوح الحاضر وأبعاده الثلاثة الزمن والحياة والمكان . شكرا زينون ... بيني وبينك نفس المسافة الزمنية ، مع من سيحلها بالفعل ...؟! .... المشكلة التي اكتشفها زينون ما تزال بدون حل ، النظرية الجديدة أول محاولة جادة لحلها ( بشكل علمي ) ، بحسب معرفتي . زينون اكتشف المشكلة ، ولم يفهم أبعادها المختلفة والمتنوعة . تتكشف المشكلة عبر المقارنة بين هنا وهناك . هنا بسيطة ومفردة كما تبدو لأول وهلة ، وهناك مركبة ومتعددة . هنا نقطة ثلاثية تتضمن الحياة والزمن والمكان ، مثل هناك . والمشكلة زائفة ، وغير حقيقية . لكن ذلك لا يتكشف قبل حلها . .... المسافة بين لحظة الولادة وبين الأزل سلبية ، أو تخيلية . والعكس تماما ، بالنسبة للمسافة المقابلة بين لحظة الولادة والأبد . هذه الفكرة ، الخبرة ، خلاصة أيضا للنظرية الجديدة . بدون فهمها بشكل عاطفي وتجريبي معا ، يصعب فهم النظرية كما أتصور . الفهم العاطفي _ التجريبي معا ، يتضمن الخبرة . مثال على الفرق بين نوعي الفهم : النظري والفكري فقط ، أو الفهم التكاملي ، العاطفي والتجريبي بالإضافة إلى الفهم النظري .... السباحة أو قيادة السيارة . يمكن قيادة السيارة ، أو السباحة ، بدون الفهم الفكري . والعكس صحيح أيضا يمكن معرفة كل شيء نظري عن السباحة وقيادة السيارة وبدون اكتساب الخبرة العملية . الفرق بين نوعي الفهم ، ليس بسيطا وواضحا كما يبدو للوهلة الأولى . .... البداية والنهاية أو السبب والنتيجة أو الأصل والمصير ، علاقة تسلسلية بين مرحلة 1 ومرحلة 2 . وهي بالنسبة للمكان ظاهرة ، ومباشرة . لكن يختلف الأمر بالنسبة للزمن والحياة ، حيث التزامن بدل التسلسل ... الأزل والأبد مثلا ، العلاقة بينهما تزامنية وليست تسلسلية . .... علاقة التناظر بين الماضي والمستقبل ، تنطوي على مغالطة ومفارقة ... يمكن فهمها ، لكن بدلالة الحياة والزمن . وبعد فهم العلاقة العكسية بين حركتي الحياة والزمن على وجه الخصوص . بكلمات أخرى ، العلاقة بين الحياة والزمن جدلية عكسية ، بينما الماضي أو المستقبل تسميتان لمراحل في الحياة أو الزمن . أعتقد أنني ناقشتها كفاية ، بشكل تفصيلي ومتكرر ، وممل أيضا . ..... .....
هوامش وملحقات _ القسم الثاني خلاصة مكثفة
المستقبل أمامنا ... كيفما اتجهنا ، يبقى المستقبل أمامنا . هناك _ في البعيد الخارجي . والماضي خلفنا ... كيفما تحركنا أو اتجهنا ، يبقى الماضي خلفنا وورائنا . هناك _ في البعيد الداخلي . الماضي داخلنا والمستقبل خارجنا ، والحاضر بينهما . .... هذه الخلاصة المنطقية ، قد تكون صحيحة وحقيقية وقد تكون خطأ ، وتنطوي على مغالطة يصعب كشفها اليوم . .... المكان والزمن والحياة ، أبعاد الواقع الثلاثة ... ثلاثة أنواع أو اشكال من الطاقة . طاقة المكان محايدة أو صفرية ، عامل التوازن والاستقرار الكوني طاقة الزمن سلبية ، وتنحسر من المستقبل إلى الماضي طاقة الحياة موجبة ، وتتمدد من الماضي للمستقبل كيف ولماذا ... أسئلة بعهدة المستقبل والأجيال القادمة ؟! ....
النظرية الجديدة _ بصياغة ثانية وأوسع
الجزء الأول
1 هل تساءلت مرة ، أو سألت نفسك هذا السؤال : ما هو الواقع : طبيعته وحدوده ومكوناته ؟ أقترح عليك محاولة التفكير بالجواب الصحيح أو المنطقي ، بهدوء وتعمق لبعض الوقت ، قبل متابعة القراءة . .... الماضي والمستقبل مرحلة أولى أو ثالثة ، لا يمكن أن يكونا مرحلة ثانية . ذلك مصدر الخطأ والخلط بفهم الواقع ، والزمن خاصة . .... لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟ سؤال ستيفن هوكينغ الشهير . قد تكون المشكلة بالسؤال لغوية فقط ، وربما يكون الخطأ في الترجمة ، أو في أصل العبارة ، كما طرحها ستيفن هوكينغ في كتابه الشهير تاريخ موجز للزمن . أعتقد أن الصيغة الأنسب للسؤال : لماذا نتذكر الماضي بسهولة ، ولا يمكننا تذكر المستقبل بالمقابل ؟ 2 اليوم ، أو الدقيقة والساعة أو السنة والقرن ، ثلاثة أنواع : 1 _ يوم الزمن أو الوقت ، ينطلق من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . لكن لا نعرف بعد كيف ، ولماذا . 2 _ يوم الحياة يعاكس يوم الزمن ، وينطلق من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . هذه الفكرة ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . 3 _ يوم المكان ثابت ، يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني . ..... مثال تطبيقي اليوم الحالي كمثال ، أو غيره ، طبيعته وحدوده ومكوناته ؟ اليوم خلال كتابة هذه الكلمات ( 3 / 8 / 2022 ) : محصلة الأمس والغد ، قبل وبعد 24 ساعة ، ومثله كل يوم قادم صورة طبق الأصل . الجانب الحي لليوم ( أو مضاعفاته كالسنة والقرن أو أجزائه كالساعة والدقيقة ) يأتي من الأمس والماضي ، والجانب الزمني أو الوقتي يأتي بالعكس من الغد والمستقبل ، والجانب المكاني نفسه . هذه الفكرة الثلاثية ظاهرة ومباشرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، بأي نقطة في العالم ، وتقبل التعميم بالكون كما أعتتقد . 1 _ طبيعة اليوم 2 _ حدود اليوم 3 _ مكونات اليوم .... ( 1 ) طبيعة اليوم اليوم ، ومثله كل فترة أو مرحلة طويلة أو قصيرة ، ثلاثة أنواع : 1 _ يوم الحياة . ينطلق من الأمس إلى الغد ، عبر اليوم . يمكن للقارئ _ة اختبار الفكرة دوما ، وبلا استثناء . يتمثل يوم الحياة بالفاعل ( الإنساني ) أو غيره . 2 _ يوم الزمن أو الوقت . يتجه بعكس يوم الحياة ، من الغد إلى اليوم . ( أيضا يمكن فهم الفكرة ، واختبارها أيضا عبر التبصر الذاتي ) . 3 _ يوم المكان . يتكرر هو نفسه ، في الماضي أو الحاضر أو المستقبل . .... ( 2 ) حدود اليوم الحالي ، أو غيره أيضا ، تتمثل بالماضي ويوم الأمس بالنسبة لمصدر الجانب الحي من اليوم ، وبالعكس بالنسبة لمصدر الجانب الزمني لليوم ، حيث حدود ومصدر الوقت من المستقبل والغد . بكلمات أخرى ، توجد ثلاثة مواقف حالية من اليوم ( أي يوم ) : 1 _ الموقف الثقافي الحالي ، السائد والمشترك على مستوى العالم ، يعتبر أن حركة اليوم ( الحالي او الأمس او الغد ، هي نفسها ) : الأمس يتحول إلى اليوم واليوم يصير الغد . 2 _ الموقف الثقافي الحديث ، أفضل من يمثله الشاعر السوري رياض الصالح الحسين ، يشاركه بعض الفلاسفة والشعراء : الغد يتحول إلى اليوم واليوم يصير الأمس . 3 _ الموقف الجديد ، أو موقف النظرية الجديدة : كلا الموقفين السابقين يمثل نصف الحقيقة فقط : بالنسبة للحياة : الأمس يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الغد . بالنسبة للوقت أو الزمن ، بالعكس : الغد يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الأمس . .... ( 3 ) مكونات اليوم الزمن والحياة والمكان ، بالتزامن مع الحاضر والماضي والمستقبل ، تمثل مكونات اليوم الحالي _ وكل يوم جديد خاصة . .... تلك هي خلاصة النظرية الجديدة ، باختصار شديد . ومن المهم تذكر الظواهر ، المشكلات ، الثلاثة : 1 _ العمر . يولد الانسان بعمر الصفر ، وبقية العمر الكاملة . ويموت بالعكس ، حيث تتناقص بقية العمر للصفر ، مع اكتمال العمر . 2 _ موقع اليوم الحالي ، بالنسبة للماضي والحاضر والمستقبل ؟ يمثل اليوم الحاضر بالنسبة للأحياء ، ويمثل الماضي بالنسبة لمنن لم يولدا بعد ، ويمثل المستقبل بالنسبة للموتى . 3 _ اصل الفرد ، قبل ولادته بقرن مثلا . أقترح على القارئ _ة مقارنة بين ثلاثة أجيال : _ الجيل الحالي ، يتمثل بمواليد العام الحالي 2022 . _ الجيل الماضي ، يتمثل بمواليد العام 1922 . _ الجيل القادم ، يتمثل بمواليد العام 2122 . هذه الأفكار ، وغيرها أيضا ، ناقشتها بشكل موسع في المخطوطات السابقة وخاصة ( الكتاب الخامس ، والسادس ) . .... بالنسبة للعلاقة بين الوقت أو الزمن ، هي نفسها الكلمة ( أو المصطلح ) خلال الوجود الإنساني . ربما يكون الزمن وجد قبل الحياة والانسان ؟ ويبقى بعدهما ؟ هذه المسألة ( طبيعة الزمن ، أو الوقت ، والعلاقة الحقيقية بينهما ، غير محلولة إلى اليوم ، بحسب معلوماتي . 3 الحاضر مرحلة ثانية بطبيعته بعد الماضي ، في الحياة وعبرها ، وبعد المستقبل ، في الزمن والوقت . هذه الفكرة ، الخبرة ، ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . أيضا في كل لحظة ، يتحول الحاضر إلى ماض ومستقبل ، بالتزامن مع تحول _ الماضي والمستقبل _ إلى الحاضر . هذه الفكرة ، الأفكار ، خلاصة النظرية الجديدة ، وقد ناقشتها في المخطوطات _ الخامس والسادس _ خاصة . وناقشتها أيضا بشكل تفصيلي ، وموسع ، في نصوص عديدة منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . .... الجزء 2
حركة الواقع تشبه ألعاب الخفة ، حركة الثلاث ورقات خاصة ( يمكن فهم حركة الواقع بالفعل ، لكن مع التركيز والاهتمام المتكامل )
ثلاثة ظواهر مشتركة ، ومنفصلة بالتزامن . 1 _ الماضي الجديد . 2 _ المستقبل القديم . 3 _ الحاضر المستمر . تشترك في الحدود ، والموقع ، وتختلف في الاتجاه والاشارة . .... تتمثل الظواهر الثلاثة بالعمر الفردي ، ويمكن فهم ذلك بشكل منطقي ، وتجريبي بالتزامن ، كما سيتكشف من خلال النص . 1 الزمن الشخصي ، أو العمر الفردي ، ثلاثي البعد بطبيعته ، وبالتزامن حاضر ومستقبل وماض . ويمكن تعريفه ، وتحديده ، عبر المتلازمة الثانية مكان وزمن وحياة . والسؤال المعلق منذ عشرات القرون : كيف يحدث ذلك ؟ مع أنني ناقشت ذلك سابقا ، لكن لدي اليوم بعض الإضافة والتعديل ، وهي مهمة كما أعتقد لفهم الواقع مع البرهان المنطقي . .... تتمثل المشكلة اللغوية بعدة مستويات ، منها نقص عدد الكلمات والمصطلحات عن عدد الأشياء أو الأفكار أو المشاعر ، وأحيانا العكس ، يكون للشيء نفسه تسميات ، عديدة ، ومتنوعة مما يشوش على الفهم ( الزائد أخو الناقص ) . لكن المشكلة الأهم كما أعتقد ، تتمثل بالعلاقة بين المتلازمتين : الماضي والحاضر والمستقبل مع الحياة والمكان والزمن ، وتتعقد المسألة أكثر بعد فهم الظواهر الثلاثة : الماضي الجديد ، والمستقبل القديم والحاضر المستمر . 2 فكرة الحاضر المستمر ظاهرة ، ومباشرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . ( أدعوك لتأمل عمرك الشخصي ، بهدوء ، كمثال تطبيقي ) . الحاضر المستمر ، ربما يمثل الكون كله ، لا المجموعة الشمسية فقط . أبسط تمثيل للحاضر المستمر العمر الفردي ، بين الولادة والموت . .... الحاضر المستمر ، يجسد محور الغموض والتشويش . نحن لا نعرف سوى الحاضر . وهذه مقولة التنوير الروحي ، والتي يعتنقها عدد كبير من الفيزيائيين والفلاسفة من مختلف الثقافات واللغات ، ابرزهم أينشتاين . موقف أينشتاين من الزمن ، يختلف جذريا عن نيوتن ، حيث يركز على الحاضر ويهمل الماضي والمستقبل ، بينما فعل نيوتن العكس كما هو معروف ، ولا أعتقد أن هذه الفكرة التي ناقشتها مرات عديدة _ في المخطوطات وفي نصوص مستقلة منشورة على الحوار المتمدن _ تحتاج إلى الشرح أو البرهان ، او المراجع . .... المسافة بين لحظة ولادتك ، وبين عمرك الحالي ، تمثل الحاضر المستمر وتجسده بنفس الوقت . الحاضر المستمر مزدوج التكوين ، والاتجاه ، بين الحياة والزمن وبين الماضي والمستقبل بالتزامن . ( وهذه بؤرة اللغز ، لكن يمكن فهمها بشكل منطقي وتجريبي معا ، بدلالة الماضي الجديد ، والمستقبل القديم ) . 3 المستقبل القديم واضح ، ويمكن ملاحظته مباشرة عبر الاستبصار الذاتي . مثلا سنة 2021 ، السنة السابقة ، مرت عبر ثلاثة مراحل : 1 _ المرحلة الأولى ، سنة 2020 وما قبلها ، كانت سنة 2021 في المستقبل ( الجديد ) ، وكانت تمثل المستقبل بالفعل . 2 _ المرحلة الثانية ، تتمثل بسنة 2021 نفسها . كانت تمثل الحاضر ، وتجسده بالتزامن . 3 _ المرحلة الثالثة ، والأخيرة ربما ، بعدما تجاوزتها حركة الواقع . سنة 2021 مثال تطبيقي على المستقبل القديم ، وينطبق على كل لحظة أو سنة أو قرن . اتجاه المستقبل القديم : الغد يتحول إلى اليوم ، واليوم يتحول إلى الأمس .... أو المستقبل يتحول إلى الحاضر ، والحاضر يتحول إلى الماضي . 4 الماضي الجديد . الماضي الجديد نظير المستقبل القديم ، ويعاكسه تماما . اتجاه الماضي الجديد : الأمس يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الغد .. أو الماضي يتحول إلى الحاضر ، والحاضر يصير المستقبل . .... .... خلاصة الخلاصة العمر الفردي ، أو المسافة بين لحظة الولادة ولحظة الموت ، يتمثل عبر ثلاثة صيغ مختلفة ومشتركة بالحدود بالتزامن : 1 _ الماضي الجديد . ينطلق من الماضي إلى المستقبل . ( بين لحظة الولادة ولحظة الموت ) . 2 _ المستقبل القديم . ينطلق من المستقبل إلى الماضي . ( بين لحظة الولادة ولحظة الموت ، وبعكس اتجاه الماضي الجديد ) . 3 _ الحاضر المستمر . وهو ثنائي الاتجاه ، أو ثنائي القطب . ( حركة مزدوجة ، تبادلية وعكسية : من الحياة والماضي إلى المستقبل ... بالتزامن مع نقيضها _ الحركة العكسية من الزمن والمستقبل إلى الماضي ... ) يمكن تشبيه الحاضر المستمر ، بحركة سيارتين بالتزامن ، تتعاكسان بالإشارة والاتجاه وتتساويان بالقيمة . .... ملحق مثال جديد ، وحاسم ، للعلاقة بين الحياة والزمن : أي فرد ، أو شيء أو حدث ، عمره اليوم الحالي ( 8 / 9 / 2022 ) عشر سنوات مثلا ، يكون بشكل مؤكد قد ولد ( او نشأ أو تشكل ) سنة 2012 . وهذه الفكرة ، الخبرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . أيضا ، أي فرد ، او حدث أو شيء ، عمره اليوم عشر سنوات يعني _ وبشكل مؤكد _ أن بقية عمره قد نقصت عشر سنوات بالفعل . بعبارة ثالثة ، ظاهرة العمر المزدوج بين الحياة والزمن ، تفسر العلاقة بينهما ، الجدلية العكسية ، وتصلح كبرهان حاسم عليها أيضا _ علمي ( منطقي وتجريبي بالتزامن ) . يتزايد العمر بدلالة الحياة ، من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت . والعكس صحيح أيضا ، بالتزامن تتناقص بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ، إلى الصفر لحظة الموت . بكلمات أخرى ، العلاقة بين الحياة والزمن تتمثل ، وتتجسد ، بالعلاقة بين مستقيمين متوازيين ومتعاكسين ( لا يلتقيان ولا يقتربان ولا يبتعدان أبدا ) . .... هذه الفكرة ، الخبرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . كما تقبل التطبيق على أي فرد ، أو حدث أو شيء ، الأمر الذي يرفعها إلى مستوى القانون العلمي . مثال تطبيقي : أي شيء ، او حدث أو فرد ، عمره الحالي هو نفسه نقص من بقية عمره ، بلا زيادة أو نقصان . بعبارة ثانية ، الفرق بين البداية والنهاية ، يختلف بدلالة الزمن عنه بدلالة الحياة . بقية العمر هي الزمن أو الوقت ، نوع من الرصيد المحدد ، مع أنه احتمالي ويختلف بين فرد وآخر . بينما العمر الحالي أو الكامل هو الحياة ، أو أحد أشكال الحياة ( للنبات أو الحيوان أو الانسان ) . والعلاقة بينهما ثابتة ، جدلية عكسية ، وتتكرر بشكل دوري خلال عمر الفرد أو الشيء . بعبارة ثالثة ، بالنسبة للمكان والحياة ، الماضي يحدث أولا ، والحاضر ثانيا والمستقبل ثالثا وأخيرا . بينما يحدث العكس بالنسبة للزمن ، حيث يبدأ المستقبل أولا ، والحاضر ثانيا ، والماضي ثالثا وأخيرا . الحدث زمن وحياة ومكان بالتزامن ، ويمكن بشكل مباشر ، عبر التركيز والتبصر الذاتي تبين الاتجاه المزدوج للحدث دوما : حيث الحياة ( أو الحدث الحي والفاعل ) تتجه من الحاضر إلى الغد والمستقبل ، بالتزامن يحدث العكس بالنسبة للوقت أو الزمن ، أو الحدث الزمني والفعل يتجه من الحاضر إلى الماضي . وهذه الفكرة ، الخبرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، في أي نقطة على سطح الأرض . أعتقد أن هذه المناقشة تكفي لفهم الشخص فوق المتوسط ، بمستوى الذكاء والحساسية ، للعلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن . .... .... هوامش وملحقات _ القسم الثالث النسبية ، والحقائق الموضوعية ( بين أريك فروم واينشتاين وبرتراند رسل ، ت زكي نجيب محمود )
إلى هيثم سليمان ( لو كنا نعرف قبل عشرين سنة ..ما نعرفه اليوم ) .... فكرة الموضوعية كموقف وسلوك ، أيضا التواضع ، تنسجم مع الكذب الإيجابي ، وتتناقض مع الصدق النرجسي والسلبي بالطبع . الموضوعية ، كمقابل للذاتية ، حقيقة صعبة الفهم والتقبل ، وينكرها الكثير من البشر في الحياة اليومية والاعتيادية . ويكتفون كبديل عنها ( بالنسبوية ) ، مثالها يكشفه بوضوح كتاب برتراند راسل " الفلسفة " أو " الفلسفة بنظرة علمية " ، كما يلخصه ويقدمه مشكورا د زكي نجيب محمود سنة 1960 . .... يصعب على الطفل الصغير أن يرسم الشجرة القريبة أصغر من البناية البعيدة ، في طرف اللوحة . لأنه يعتبر أن ما يراه هو الحقيقة _ بكل لحظة _ وليس ما يعرفه ويكتسبه بالتعلم والخبرة . بينما يميز الكبار بين الأشياء كما تبدو عليه عبر النظر فقط ، وكما هي عليه في الواقع وبدلالة النظر واللمس معا . بكلمات أخرى ، لا يحتاج الكبار للتفكير والاستدلال كل لحظة ، لكي يميزوا بالفعل بين حقيقة الشيء ، وبين كيفية ظهوره بأشكال مختلفة وبحسب زوايا النظر والقرب والبعد ، وغيرها من العوامل التي تشوش المشاهدة . ويفسر ذلك بالعلاقة بين النظر واللمس ، بالإضافة للتعلم والخبرة المكتسبة . .... المثال الأهم تقدمه خبرة الرسم ، إذا يفرق الرسام بين ما يراه وبين ما يعرفه بواسطة الاستدلال والخبرة والتعلم . بينما يصعب ذلك على الطفل الصغير ، وعلى من يجهل قوانين الرسم أيضا . الموضوعية تمثل الفكرة ، كمقابل للذاتية . الطفل الصعير ذاتي فقط ، يتعلم الموضوعية مع النضج والخبرة المكتسبة . وهذا التعلم الضروري يمكن أن يستمر طوال العمر ، أغلبنا يتوقف عنه . .... أول مرة أفهم الموضوعية كفكرة وخبرة ، أو كحقيقة خارجية ، مقابلة للذاتية وعدم النضج أو نقص خبرة التعلم والمعرفة المكتسبة . الموقف الموضوعي يقابل الموقف الذاتي ، ويتضمنه أيضا . بينما العكس غير صحيح ، الموقف الذاتي أقل أهمية من الموقف الموضوعي ، لأن المعرفة الموضوعية تقبل التعميم ، بينما المعرفة الذاتية لا تقبل التعميم . أعتقد أن المشكلة لغوية ، ومنطقية أيضا . الموضوعية مرحلة تطورية عند البشر تتطلب النضج المتكامل ، العقلي والعاطفي والاجتماعي ، ويمكن إضافة النضج الروحي ربما . .... الموضوعية أيضا ، مرحلة بين النرجسية والأنانية . تتمثل بالدوغمائية كموقف وسلوك . النرجسية : أنا مقابل العالم . الدوغمائية : نحن مقابل العالم . الأنانية : مرحلة ثالثة في التطور الفردي بعد الدوغمائية ، ومع أنها عودة للذاتية : أنا مقابل أنت ، والعالم . ساعدني الكتاب على فهم الفكرة ، كما أعتقد . .... الموضوعية أيضا مرحلة تطورية ، بعد الأنانية وتتضمنها _ كما أتصور . الموضوعية مرحلتان ، أولية ( دغمائية ) وثانوية ( إبداعية بطبيعتها ) . .... النص السابق " النسبية " بين أينشتاين وبرتراند رسل ، بترجمة زكي نجيب محمود
وبعد أكثر من عشرين ساعة قراءة ... أعدت نسخ الفصل لسببين شخصي ، وثقافي مشترك . السبب الثقافي والمشترك يمكن فهمه ، بعد تكملة القراءة . وأما السبب الشخصي ، لأتأكد من فهمي الصحيح ، أو المناسب للنص .
( إن عالم الذرة الواحدة تتتابع أحداثه في وثبات مباغتة لا في اتصال تطوري بين اللاحق والسابق ، فالألكترون الذي يدور في فلك معين يقفز فجأة إلى فلك آخر ، أعني أنه لا يكون أولا في مكان ما ثم يصبح في مكان آخر . دون أن يمر في انتقاله هذا على النقط المتوسطة بين الطرفين ، وقد يبدو هذا الكلام كأنه أقرب إلى السحر لكنه هو الأمر الواقع ، اللهم إلا إذا كشفنا عما يفسر لنا هذه الظاهرة تفسيرا يتجنب مثل هذا الفرض العجيب ، ومهما يكن من أمر ، فهي ظاهرة لا تحدث إلا حيث يكون هناك الكترونات وبروتونات ، أما في المناطق الخالية منها ، فهنالك يكون التدرج والاتصال ، أعني أن كل شيء ينتقل عندئذ في طريق متصل لا وثوب فيه ولا مفاجأة ، ويجوز لنا أن نطلق على أمثال هذه المناطق كلمة " الأثير " أو " الخلاء " _ ونظرية النسبية تعنى بما يحدث في هذه المناطق ، مقابلة ذلك بما يحدث في مناطق الألكترونات والبروتونات ، فإذا غضضنا النظر عن نظرية النسبية ، كان ما نعرفه عن مناطق الأثير هو أن موجات تمر خلالها ، وأن هذه الموجات حين تكون موجات ضوئية ، فهي تسلك على نحو معين يصفه ماكسويل ( الاسم مكتوب بالإنكليزية أيضا ) في معادلة تسمى باسمه ، على أنني حين أقول كلمة ( نعرفه ) في هذا السياق فإنما أتجوز في القول ، لأننا في الحقيقة نجاوز حدود علمنا حين نتحدث عما يحدث خارج أجسادنا ، فلسنا نعلم بحق عما يحدث هناك إلا حين تصل الموجات المذكورة إلى أجسادنا ، وإذن فكل ما نعلمه عن تلك الموجات هو أنها تنشأ من أسباب معينة في طرف ، وتكون لها نتائج معينة في الطرف الآخر ، فليس من حقنا في واقع الأمر أن نتصور هذه الموجات وكأنما هي بالضرورة " في " الأثير ، وحسبنا أن ننظر إليها على أنها عمليات منظمة معلومة القوانين ، أما ما هي في حقيقتها ، فذلك ما سيظل مستعصيا على المعرفة إلى الأبد .
( توقفت عند هذه العبارة غير العلمية ، ولا المنطقية بالطبع : من الذي يمكنه القول أن هذه الفكرة ، أو المشكلة أو الموضوع ، لا يمكن فهمها _ ليس بالنسبة له _ بل للبشرية كلها وإلى الأبد !؟ أيضا لأذكر بموقف القديس أوغستين المتواضع : بالطبع اعرف الزمن ، لكن لو سألني أحد ما هو الزمن ؟ لا أعرف بماذا أجيب ) .
...نشأت نظرية النسبية من دراسة ما يحدث في المناطق التي تخلو من الألكترونات والبروتونات ، فلئن كانت دراستنا للذرة قد انتهت بنا إلى أن الانتقال يكون على وثبات لا اتصال بينها ، فقد جاءتنا النسبية بنظرية تجعل بين الطرفين طريقا متصلا ، وما تزال هاتان الوجهتان من النظر متعارضتين ، لكني أحسب أنهما سيلتقيان عما قريب ، لأني لا أرى بينهما تناقضا منطقيا ، وكل ما يتطلبه الأمر هو أن يجيء من يصل الواحدة بينهما بالأخرى . مرة ثانية لا أصدق ! ( الاختلاف بين الفيزياء الكلاسيكية بما فيها فيزياء الفلك ، وبين فيزياء الكم لا يمكن انكاره أو التقليل من شأنه وحجمه ، وهو من النوع التناقضي . في الفيزياء الكلاسيكية ، التجربة موضوعية ومنفصلة عن المجرب ( الفاعل أو المراقب ) . وفي فيزياء الكم ، التجربة بالعكس مشتركة بين المراقب أو المجرب وبين بقية عناصر التجربة _ هذا جوهر الاختلاف بين نوعي الفيزياء ، بالإضافة إلى اليقين بالنسبة للفيزياء الكلاسيكية ، وعدم اليقين ( أو عدم التحديد ) بالنسبة لفيزياء الكم . وهنا أتدخل بضفتي الشخصية ، كاتب النظرية الجديدة : المشكلة بين نوعي الفيزياء ، سببها الموقف المعكوس _ الخطأ _ من الزمن . يتجه الزمن أو الوقت من المستقبل إلى الماضي ، بعكس الحياة والأحياء ، حيث يكون اتجاه الحركة من الماضي إلى المستقبل . تكملة ثانية : على أن ما تهتم له الفلسفة في نظرية النسبية هو تحطيم الزمن الواحد الذي يشمل الكون كله ، والمكان الواحد الذي لا يطرأ عليه تغيير أو زوال ، فالنسبية تستبدل بالزمان والمكان المطلقين شيئا واحدا يمزج بينهما تسميه " الزمان _ المكان " ، ولهذا التغيير أهميته العظيمة ، لأنه يغير فكرتنا عن العالم الطبيعي من أساسها ، كما أن له _ فيما أظن _ أثرا على علم النفس ، وإنه لعبث من الفلسفة المعاصرة أن تمضي في حديثها دون أن تقف عند هذا الوضع الجديد ، وهذا ما سأحاول شرحه الآن بقدر المستطاع . الادراك الفطري وعلم الفيزياء فيما قبل نظرية النسبية كلاهما يعتقد أنه إذا حدث حادثان في مكانين مختلفين ، فلا بد أن يكون هناك جواب حاسم لهذا السؤال : هل حدث الحادثان في وقت واحد ؟ لكن تبين أن مثل هذا الاعتقاد يقوم على أساس خاطئ ، ... فافرض وجود شخصين ( أ ) و ( ب ) في نقطتين بينهما مسافة بعيدة ، لدى كل منهما مرآة وطريقة يرسل بها إشارات ضوئية إلى زميله ، فالحوادث التي تحدث للشخص ( أ ) سيكون لها بغير شك ترتيب زمني معلوم ، وكذلك الحوادث التي تحدث للشخص ( ب ) ، لكن الصعوبة تنشأ عندما نحاول ربط الترتيب الزمني عند ( أ ) بالترتيب الزمني عند ( ب ) ، فلنفترض ان ( أ ) سيرسل إشارات ضوئية إلى ( ب ) ستعكسها المرآة التي عند ( ب ) ثم تعود بعد زمن معين إلى ( أ ) ، وغذا فرضنا ان ( أ ) على الأرض وأن ( ب ) في الشمس ، كان هذا الزمن طوله 16 دقيقة ، فترانا عندئذ نقول أن الزمن الذي استغرقته الإشارة في طريقها الأول من ( أ ) إلى ( ب ) هو نصف مجموع الزمن الذي تستغرقه في ذهابها وعودتها ، غير أن الأمر ليس بهذه البساطة كلها ، لأنه متوقف على تحرك ( أ ) و ( ب ) بالنسبة أحدهما إلى الآخر ، لهذا كان كل ما يحدث للشخص ( أ ) بعد ارساله للإشارة الضوئية وقبل أن تصل عائدة إليه ، ليس هو على وجه التحديد قبل ولا بعد ولا متآن ( متزامن ) مع حادث وصول الإشارة إلى ( ب ) ، فتستحيل المقارنة بين التتابع الزمني في المكانين المختلفين . وكذلك في فكرة " المكان " وغموض معناها ، فهل تعد مدينة لندن مكانا ؟ .... ( أعتذر عن التكملة ، لا يمكنني تحمل هذه الثرثرة أكثر ...) الكتاب موجود على الشبكة الفلسفة بنظرة علمية ( تلخيص وتقديم ، الدكتور زكي نجيب محمود ) . الكتاب صدر سنة 1927 . وترجم إلى العربية سنة 1960 . ..... ملاحظة أخيرة : ناقشت بشكل تفصيلي ، وموسع ، مواقف نيوتن وأينشتاين من الزمن أو الوقت ، بشكل خاص . في نصوص عديدة ، ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ، لمن يهمه الأمر . وهذا تذكير سريع ومكثف جدا : موقف نيوتن من الزمن ، يتلخص بإهماله للحاضر ، واعتباره قيمة لا متناهية في الصغر ، تقارب الصفر ويمكن اهمالها في الحسابات . موقف أينشتاين بالعكس ، يهمل الماضي والمستقبل ويعتبر أن الحاضر يمثل الزمن الفعلي . النظرية الجديدة تتضمن كلا الموقفين ، الحاضر نسبي واتفاق اجتماعي _ ثقافي ، بينما الماضي والمستقبل موضوعيان . مثال على ذلك : اليوم الحالي ، أين يوجد بالفعل ؟ أيضا الجواب بتكثيف شديد : اليوم الحالي يمثل الحاضر ، بالنسبة للأحياء . اليوم الحالي يمثل الماضي ، بالنسبة لمن لم يولدوا بعد . اليوم الحالي يمثل المستقبل ( أو يوجد في المستقبل ) بالنسبة للموتى . اليوم الحالي ، يوم القارئ _ة . ملاحظة أخيرة : فكرة التزامن ، أكثر أخطاء أينشتاين الصريحة والمباشرة ، ومثال على التزامن ، أي حديث على شبكة النت ، بين مجموعة اشخاص يتوزعون في القارات المختلفة . بالإضافة إلى مشكلة طبيعة الزمن وماهيته ، أو الفرق بين الزمن والوقت . أيضا ناقشت الفكرة ، بشكل مفصل في نصوص سابقة ومنشورة على الحوار المتمدن ، خلال حياتنا الفعلية : الزمن والوقت والزمان واحد . لكن ، ربما يكون الزمن موجودا قبل الانسان ، وقبل الحياة أيضا ؟ هذه المسألة معلقة بين العلم والفلسفة ، وربما يتأخر حلها لقرون .
الخلاصة الجديدة بعمر 62 سنة ، وما أزال أتعلم بتجربة الصح والخطأ كما كنت في العشرين وأكثر أحيانا . ما الذي أعرفه اليوم بثقة ، أقرب لليقين من الشك ، وكنت أجهله قبل أقل من عشر سنوات ؟! بصراحة الكثير ، قبل خمس سنوات ، كنت أعتقد مثل الغالبية العظمى من البشر أن الزمن والحياة بنفس الاتجاه : من الماضي إلى المستقبل . واليوم أنا على يقين ، أن الزمن أو الوقت ( أو الزمن والوقت ) مصدرهما المستقبل وليس الماضي . سواء أكان الزمن هو نفسه الوقت فقط ، أم تبين لاحقا أن للزمن وجوده الموضوعي ، والسابق على الانسان والحياة . .... ملحق أخير أعتقد أن الفرق بين فرد وآخر ، يمكن تفسيره وفهمه ، بشكل موضوعي ودقيق ، بدلالة درجة النضج أو المستوى المعرفي _ الأخلاقي . التصنيف الرباعي للقيم ، ولدرجة النضج الفردي بالتزامن ، من الأدنى : 1 _ المستوى الأولي ، والبدائي : النرجسية . مرحة الصدق النرجسي ، وتتمثل بالنميمة والوشاية ، والثرثرة القهرية . 2 _ المستوى الثاني : الدوغمائية . مرحلة الكذب . 3 _ المستوى الثالث : الأنانية . مرحلة الصدق ، والقدرة على الاختيار بين الصدق والكذب . 4 _ المستوى الرابع : الموضوعية . مرحلة التواضع ، وانكار الفضل . ( إن من يقدم الصدقة بالسر أعظم من موسى . العهد القديم ) .
آمل أن يترجم الكتاب ثانية للعربية ، وهذه دعوتي ورجائي للمترجمين _ ات ... .... .... هوامش وملحقات القسم الرابع
أعتذر عن الارتباك الذي سيصادف القارئ _ة ، بعض فصول هذا الجزء مكرر ، وهو يتضمن ما سبقه والعكس غير صحيح . بعبارة ثانية ، هذا القسم بعد المراجعة والتدقيق ، بينما التكرار السابق يمثل النسخة الأولية للفكرة ...وهي ( كتابتي الجديدة _ ومعها النظرية الجديدة ) ما تزال بمرحلة التفكير بصوت مرتفع ، ونوع من الحوار المفتوح .
المعرفة _ نظرة من الداخل ( ما الذي نعرفه اليوم ، أنت وأنا ؟! )
ملاحظتان وهوامش 1 المعرفة النظرية ، الفكرية واللغوية ، خاصية إنسانية وميزة مكتسبة . على خلاف المعرفة المشتركة بين الأحياء ، الغريزية والبيولوجية . بمكن القول _ مع بعض الجرأة والمغامرة _ أن المعرفة الفكرية والنظرية ما تزال خاصة فردية ، ولم تتعمم على الجنس البشري بعد . مثال تطبيقي نيوتن واينشتاين ، يمثل الأول الجد قبل العشرين للقارئ _ة ، واينشتاين الجد السادس أو السابع . وما تزال معرفتنا ، بالواقع والزمن ، تدور في فلك الاثنين . بينما كان أجدادنا الحقيقيين أميين ، بغالبيتهم المطلقة . دعك عن سقراط والمعري وابن رشد وغيرهم . .... أعتقد أن معرفتنا الحالية سنة 2022 ، في العلم والفلسفة خاصة ، ما تزال في مراحلها الأولية وشبه البدائية ، وأخطاءها أكثر من صوابها . المثال الواضح الواقع أو الكون : ما هو الواقع ؟ لا أحد يعرف ، ولا أحد يكترث . والموقف الثقافي العالمي من هذه المسألة ، خبيصة وفوضى كاملة . الوقت يتقلص ويتمدد ، فكرة اينشتاين التي تستهلكها الثقافة كما تستهلك الكحول والتبغ والمخدرات ، مع نظريات التمدد الكوني والانفجار العظيم . بكلمات أخرى ، أعتقد أن وضع العالم الحالي سنة 2022 ، يشبه وضعه قبل قرن سنة 1022 حين كانت الحرب العالمية الثانية _ أكبر كارثة عرفتها البشرية _ على الأبواب بدون أن يكترث سوى قلة نادرة من الأفراد ، منهم على سبيل المثال لا الحصر كارل غوستاف يونغ عالم النفس الشهير . وأعتقد أن معرفتنا الحالية ، سوف تكون بعد قرن : سنة 2122 ، وما بعدها بحالة شبيهة لدرجة التطابق مع موقفنا من معارف وعلوم سنة 1922 . .... هامش 2 الضحك الفلسفي (الانسان _ نظرة من الداخل )
ما الانسان ؟ ما الفرد ؟ ما الحاضر ؟ بماذا يختلف الانسان عن بقية الكائنات الحية ؟ وكيف ؟ ما العلاقة بين الانسان والمجتمع والفرد ؟ وما العلاقة الحقيقية بين الشعور والفكر _ ثنائية العقل ؟
النص يدور حول هذه الأسئلة . 1 ما هو الانسان هل يوجد شيء أسمه الطبيعة البشرية ؟ هذا السؤال جدلي ، كما يعرف القارئ _ة المهتم . الوحدة التشريحية ، والفيزيولوجية للإنسان ليست موضع جدل أو خلاف ثقافي ، بعد النصف الثاني من القرن العشرين خاصة . الاختلاف الوحيد ( الحقيقي ) بين البشر ثقافي ، وشخصي ، وبيئي . بكلمات أخرى ، الفرق بين فردين ، أكبر وأعمق من جميع الفروق الأخرى الثقافية والعرقية والجنسية وغيرها . قرأت رسائل في الطبيعة البشرية ، لسبينوزا وديفيد هيوم ، أيضا موقف أريك فروم المؤيد لفكرة الطبيعة الإنسانية وفرانكل وماسلو . قرأت أيضا الموقف المضاد ، الذي يعتبر أن المشترك بين البشر يقتصر على البيولوجيا والثقافة ، ولا يوجد شيء اسمه الطبيعة البشرية يمكن تحديده بشكل موضوعي ودقيق . بصراحة ليس عندي رأي حاسم في هذا الموضوع ( وكثير من الموضوعات ) ، واختار موقف برتراند رسل من ثنائية العقل والجسد " الواحدية المحايدة " كما يترجمها د زكي نجيب محمود . .... يتمثل الانسان بالفرد الإنساني ، كطفل _ة أو رجل أو امرأة أو كمتحول جنسيا بشكل مباشر ، وواضح . ويتمثل بالمجتمع والثقافة والأخلاق ، وغيرها من النظم التي تقتصر على البشر دون غيرهم من بقية الأحياء . 2 ما هو الفرد الجواب المباشر ، العلمي والتطبيقي ، هو واحد من ثمانية مليارات انسان . الفرد بالتصنيف الثنائي : هو موقع وشخصية . يتمثل الموقع بالدور الاجتماعي والعمر البيولوجي ، وتتمثل الشخصية بدرجة النضج المتكامل والعمر العقلي . الفرد بالتصنيف الثلاثي : جانب بيولوجي ومورثات ، وجانب بيئي اجتماعي وثقافي ، وجانب شخصي وفردي . الفرد بالتصنيف الرباعي : موقع ، ودور ، وشخصية ، وموقف . هذه التصنيفات تساعد على فهم الفرد ، والانسان ، والعلاقة بينهما وهي تختلف بالطبع عن العلاقة بين الفرد والمجتمع . 3 يقاوم الفرد الإنساني التغير بطبيعته ، لأسباب متعددة لعل أهمها الحفاظ على الطاقة ، أو قانون الجهد الأدنى _ المشترك بين العلوم وخاصة بين الفيزياء وعلم النفس الاجتماعي . لكن المشكلة ، أن مقاومة الفرد للتغير الايجابي أو نحو الأفضل أقوى _ بأضعاف _ من مقاومته للتغير السلبي ونحو الأسوأ . هذه الفكرة ( المقاومة ) بحسب اطلاعي ، تمثل أحد أهم الأفكار التي درسها التحليل النفسي ، وقدرها بصورة عامة بمختلف مدارسه وشخصياته . تتكشف الفكرة ، الخبرة ، بوضوح عبر مثال " العادة الجديدة " . وهي أحد نوعين : عادة جيدة أو عادة سيئة . لا توجد حاجة للتصنيف الثلاثي أو التعددي بالنسبة للعادة ، إذ يكفي التصنيف الثنائي كما اعتقد . لكن المشكلة في صعوبة التمييز بين العادة الجيدة والعادة السيئة . مع أنه يوجد مثال صريح ، ومباشر ومشترك بين الثقافات : العادة السلبية والسيئة تتمثل بالإدمان ، على اختلاف أنواعه . بينما العادة الإيجابية والجيدة تتمثل بالهواية ، على اختلاف أنواعها . ويمكن تمييز العادة الجيدة عن السيئة بعدد من الصفات : 1 _ صعوبة التعلم والبداية ، مقابل سهولة النهاية والتوقف عنها . والعكس السلبية ، سهلة البداية وتتميز بصعوبة الإقلاع عنها . وهذه الصفة الأبرز بين نوعي العادة ، ويسهل تفسيرها . العادة السلبية ، تنزل صاحبها _ت إلى حفرة اجتماعية ، تحت المتوسط . والعادة الإيجابية بالعكس ، حيث ترفع صاحبها _ ت إلى مستوى أعلى من المتوسط الاجتماعي . 2 _ العادة الإيجابية تتوافق مع اتجاه الصحة العقلية ، المتكاملة : اليوم أفضل من الأمس واسوأ من الغد . والعادة السلبية بالعكس ، تتوافق مع اتجاه المرض العقلي : اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد . 3 _ العادة الإيجابية تنطلق ، أو تبدأ ، من التمركز الذاتي في اتجاه اللاتمركز . وهي تنسجم مع اتجاه توسيع دائرة الراحة ، لا العكس . بينما العادة السلبية بالعكس ، تتجه لزيادة التمركز وتضييق دائرة الراحة . 4 _ العادة الإيجابية تتمثل بزيادة الفجوة بين المثير والاستجابة ، بينما العادة السلبية تلغي المسافة أو تقصرها . بتعبير آخر ، العادة الإيجابية 1 مثير 2 قرار وتفكير 3 استجابة . العادة السلبية 1 مثير 2 استجابة . 5 _ يمكن إضافة العديد من الفروق بين نوعي العادة ، كمثال أخير وهام كما أعتقد . العادة الإيجابية تحقق الانسجام والتقارب بين العمر البيولوجي والعمر العقلي للفرد ، بينما العادة السلبية بالعكس ، تزيد من الفجوة بين العمر البيولوجي وبين العمر العقلي . كما أعتقد أن الفجوة بين الأقوال والأفعال ، زيادتها واتساعها تتوافقان مع العادة السلبية ، والعكس بالنسبة للعادات الإيجابية فهي تجسر الهوة والمسافة بين الأقوال والأفعال ، أيضا بين الأهداف والغايات وبين الأفعال . 4 الحاضر مركز الواقع والكون ، ولكنه غير موجود بالفعل ؟!
الحاضر حلقة مشتركة ، بين الحياة والزمن والمكان . الحاضر يمثل المرحلة الثانية للحياة ، بعد الأمس والماضي ، والمرحلة الثانية للزمن لكن بعكس الحياة ، بعد الغد والمستقبل _ ويمثل أيضا المرحلة الثانية للواقع الموضوعي ، بعد الواقع المباشر _ وكل ذلك بالتزامن . لفهم الواقع ، يلزم أولا فهم العلاقة بين الحياة والزمن أو الوقت . ويلزم ثانيا فهم العلاقة بين الأزمنة الثلاث الحاضر والماضي والمستقبل . ويلزم أيضا فهم العلاقة بين الحياة والزمن والمكان . الموضوع هام ، وما يزال خارج اهتمام الثقافة العالمية للللللأسف . .... الحاضر كمثال بين نيوتن واينشتاين : اعتبر نيوتن أن حركة الزمن تعاقبية فقط ، من الماضي إلى المستقبل ( الصحيح هو العكس من المستقبل إلى الماضي ، بعكس الحركة الموضوعية للحياة ) والحاضر حلقة مشتركة بين الماضي والمستقبل . ضمن هذا التصور ، من المنطقي اعتبار قيمة الحاضر لامتناهية في الصغر وتقارب الصفر ، ويمكن اهمالها في الحسابات بدون أن تتأثر النتيجة _ وهي فرضية نيوتن التي تستخدم إلى اليوم في العلوم والثقافة . والمفارقة أن النتيجة صحيحة ، مع أن مقدمتها خطأ . ليست قيمة الحاضر صغيرة دوما ، بل العكس وغالبا ما تكون قيمة الحاضر كبيرة ومباشرة . صحة نتيجة نيوتن ، سببها العلاقة بين حركتي الحياة والزمن ومجموعهما الحسابي ( الحقيقي ) يساوي الصفر دوما . موقف أينشتاين من الزمن ، والحاضر خاصة ، يختلف عن موقف نيوتن ، حيث أنه كان يعتبر قيمة الحاضر حقيقية وموضوعية . سبب موقف أينشتاين من الحاضر ، موقفه من الزمن ، كان يخلط بين الزمن والحاضر ويهمل الماضي والمستقبل بالفعل . كلا الموقفين يمثل نصف الجواب الصحيح فقط ، قيمة الحاضر ليست ثابتة وليست موضوعية فقط . مثال تطبيقي ومكرر : اليوم الحالي يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء جميعا . وبنفس الوقت ، يمثل الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد . كما يمثل المستقبل أيضا بالنسبة للموتى جميعا ، قبل اليوم . بسهولة يمكن استبدال اليوم الحالي ، كفترة زمنية ، بسنة أو قرن . ويبقى ، يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء . وهو يمثل موقف اينشتاين . بالعكس من موقف نيوتن ، حيث يتم استبدال اليوم الحالي باللحظة . ويصير الحاضر قيمة لا متناهية في الصغر ، وتقارب الصفر بالفعل . 5 هل يحدث العيش ، بالفعل ، في الماضي أم بالمستقبل أم في الحاضر ؟! يحدث العيش ، والحياة بمجملها ، في الأزمنة الثلاثة وبشكل متزامن ومتعاقب معا . المثال السابق عن الحاضر طبيعته ، ومدته الحقيقية ؟ موقف نيوتن يركز على الحركة الخطية للزمن أو التعاقبية ، وهو صحيح . موقف أينشتاين يركز على الحركة الأفقية أو التزامن ، وهو صحيح أيضا . قيمة الحاضر اتفاق اجتماعي _ ثقافي ، وهو تتراوح بين الصفر واللانهاية الموجبة . وربما تكون قيمة الحاضر ، الحقيقية ، وتتراوح بين اللانهايتين السالبة والموجبة . فهم طبيعة الحاضر ، ومدته ، وأنواعه شرط مسبق لفهم العلاقة بين الأزمنة الثلاثة ، وعتبة أيضا لفهم كيف يحدث العيش في الأزمنة الثلاث بالتزامن . مثال العمر ، العمر الحالي للفرد ( الكاتب _ة أو القارئ _ة ) ، هو ثلاثي البعد بالفعل ويجسد الماضي الجديد ، مع المستقبل القديم ، والحاضر المستمر بالتزامن . مثال تطبيقي الدقيقة السابقة ( 60 ثانية ) ، خلال قراءتك ، هي نفسها ثلاثة أشكال ، أو أنواع ، متساوية في القيمة والاختلاف ينحصر في الاتجاه فقط : 1 _ الماضي الجديد : يمثل حركة الفاعل والحياة : من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر . 2 _ المستقبل القديم ( بعكس الماضي الجديد ، يتساويان بالقيمة ويتعاكسان بالإشارة والاتجاه ) : يمثل حركة الفعل والزمن أو الوقت : من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر . 3 _ الحاضر المستمر : وهو ثنائي البعد ، أو مزدوج ، بين الحياة والزمن . الحاضر المستمر ، من نفس طبيعة العمر الفردي ، مزدوج بين الحياة والزمن ويتمثل بالعمر الحالي ( يتزايد العمر الحالي _ الذي يمثل الجاني الحي في العمر _ من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت ، والعكس بالنسبة لبقية العمر _ التي تمثل الجانب الزمني في العمر _ فهي تتناقص من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى الصفر لحظة الموت ) . وهذا المثال أيضا ، جدير بالاهتمام والتفكير الهادئ . .... هامش 3
مشكلة الموقف العقلي المتوتر ، بين الكاتب والقارئ _ة ..
ما هو أصغر من أصغر شيء ، وكيف يتميز عن الماضي ؟ ما هو أكبر من أكبر شيء ، وكيف يتميز عن المستقبل ؟ بماذا تختلف النظرية الجديدة عن سابقاتها ، بخصوص الأزل والأبد والحياة والزمن والمكان ، وغيرها ؟ سوف أؤجل مناقشة هذه الأسئلة ، بشكل تفصيلي إلى الفصول القادمة ، واكتفي هنا بالفرق ، النوعي ، بين النظرية الجديدة وغيرها : مثلا أصغر من أصغر شيء ، كان سابقا الذرة ، والآن الكوارك وربما توجد تسميات أصغر من كوارك لم أسمع بها بعد . لكن يوجد تشابه ، وامتداد خطي ومتصل بين الموقف العقلي السابق والحالي تجاه فكرة أصغر من أصغر شيء خاصة . حيث تعتبر بسيطة ومفردة ، بينما هي كما أعتقد مركبة بطبيعتها . بعبارة ثانية ، أصغر من اصغر شيء ، ليست فكرة بسيطة أو عنصرا منفردا ، بل متلازمة بين الزمن والحياة والمكان ، وبالتالي تقبل القسمة والتقسيم بشكل لانهائي _ نظريا على الأقل . وربما يشهد النصف الثاني من القرن الحالي ، اكتشافات جديدة وخارج التوقع ، في الاتجاهين المتعاكسين بالتزامن : أصغر من اصغر شيء ، وأكبر من أكبر شيء ، بمساعدة الذكاء الاصطناعي غالبا . نفس المناقشة ، لكن بشكل معكوس ، مزدوجة بطبيعتها بالنسبة لفكرة أكبر من اكبر شيء أو أصغر من أصغر شيء . حيث أن المشكلة لغوية في المستوى الأول ، ومنطقية وتجريبية في المستويات الثانوية ( مشكلة الوجود والكون ، والبداية والنهاية ، والسبب والنتيجة ، والحياة والزمن والمكان ) . .... صعوبة فهم النظرية الجديدة ، على فئة خاصة من القراء ، سببها الأساسي تثبيت الموقف العقلي للقارئ _ ة عند المنطق الأحادي . بينما النظرية نفسها نتيجة مباشرة للمنطق التعددي ، وتطبيقه على فكرة الزمن ، والواقع بصورة عامة . المتلازمتان الحياة والزمن والمكان ، مع الحاضر والماضي والمستقبل ، يمكن فهمهما بالتزامن فقط _ كما أتصور ... هذه الفكرة وغيرها من الأفكار الجديدة ، سوف يحكم بصحتها أو خطأها المستقبل ، والأجيال القادمة . كنت أعتقد خلال الأعوام القليلة السابقة ، أن التأخر الزمني للاعتراف بالنظرية سيكون محدودا ببضع سنوات . لكن ، وللأسف ، يبدو أنني لم أفهم قوة العطالة ، الهائلة ، التي تحكم الموقف الثقافي الحالي . .... الموقف العقلي ثلاثي البعد بطبيعته : فكر وشعور وحركة . بعبارة ثانية ، لا يمكن إعادة الموقف العقلي إلى الأحادية ، والتركيز المطلق . أيضا الموقف العقلي ثلاثي التوجه بطبيعته ، إما بقيادة الشعور أو الفكر او الحركة . مثال على الحالة الخاصة : الفكر يقود الموقف العقلي ...التفكير الإبداعي . وهو كما نعرف حالة نادرة ، على المستويين الشخصي أو المشترك . مثال على الحالة السلبية أو المرضية : العادة تقود الفكر والشعور .. الإدمان . مثال على الحالة الطبيعية أو المتوسطة : الشعور يقود الحركة والفكر .. الحياة اليومية والاعتيادية . .... المشكلة لغوية كما اعتقد ، وهي لا تقتصر على لغة محددة مثل العربية أو غيرها ، بل هي مشكلة جميع اللغات _ الحاجة للتطوير الدائم والتحديث . أصغر من اصغر شيء هو الماضي . و بالمقابل ، أكبر من أكبر شيء هو المستقبل . بينهما الحاضر ، بين الصفر واللانهاية كما أعتقد . لكن ، منطقيا ، يمكن أن يكون الحاضر بين اللانهايتين . .... الحوار مفتوح لبقية العمر النصر الذاتي عتبة السعادة ، وشرطها اللازم والكافي بالتزامن . .... ....
أصل الفرد بديل مناسب جدا لأصل الانسان .
ترددت كثيرا في إضافة هذا النص ، وأتمنى أن يكون قراري مناسبا .... هذا ما سيتضح بعد القراءة ، وخلالها لمن لن يحتمل تكملته .
العمر الفردي : طبيعته وماهيته
الماضي الموضوعي بين لحظة الولادة ، وبين الأزل . المستقبل الموضوعي بين لحظة الوفاة وبين الأبد . العمر الفردي يبدأ لحظة الولادة ، وينتهي لحظة الموت . العمر الفردي يقاس بالأعداد الطبيعية . لكن المستقبل الموضوعي ، أيضا الماضي الموضوعي ، بحاجة إلى الأعداد السالبة والكسرية ، وربما يحتاج إلى الأعداد التخيلية أيضا . .... الحاضر والماضي استمرارية حتمية ، بينما الحاضر والمستقبل استمرارية احتمالية فقط . تتكشف الفكرة ، الخبرة _ التي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم _ عبر مقارنة ثلاثة أجيال ، خلال ثلاثة قرون متعاقبة ، مثلا الحالي والسابق والقادم بالنسبة لليوم الحالي مثلا ( يوم الكتابة ) 14 / 11 / 2022 . الأحياء خلال هذا اليوم ، يتضمنون اسلافهم بصورة مؤكدة . ( الجد _ة يتضمن الحفيد _ة بشكل مؤكد ) ، لكن العكس مجرد احتمال . الحياء اليوم يتضمنون الماضي والأسلاف بالفعل ، لكن يتضمنون الأحفاد بالقوة فقط . بعض الأحياء سوف ينجبون ، وبعضهم تتوقف الحركة الموضوعية للحياة بعد موتهم مباشرة . الفكرة تستحق مناقشة أوسع ، واكثر تفصيلا .. 2
سؤال الحاضر : طبيعته وحدوده ( الحاضر أهم مراحل الزمن ، والحياة أكثر )
هل اليوم الحالي ، يوم قراءتك للنص مثلا ، يوجد في الماضي أم في المستقبل أم في الحاضر ؟ الجواب مباشر ، وحاسم ، لكنه مركب وثلاثي البعد أو نسبي : 1 _ بالنسبة للأحياء ، اليوم الحالي يمثل الحاضر ويجسده بالفعل . 2 _ بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، اليوم الحالي يوجد في الماضي . 3 _ بالنسبة للموتى ، اليوم الحالي يوجد في المستقبل . لا أعتقد ، أن الجواب أعلاه يشكل موضع خلاف بين العقلاء . ويمكن التكملة مباشرة : القرن الحالي أيضا ، يمثل الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن . ومثله اللحظة . يمكن الاستنتاج بشكل مباشر وحاسم ، أن الحاضر نسبي بطبيعته . وهنا تبرز مشكلة الزمن أو الوقت ، بشكل مباشر مع مشكلة الواقع : الزمن والوقت ، والواقع أيضا ، نسبي وموضوعي بالتزامن . .... كيف يمكن تقبل فكرة وخبرة على هذه الدرجة من الاختلاف ، إلى درجة التناقض الكامل ، مع كل ما نعرفه عن المنطق ؟! .... هل الزمن والحياة واحد أم اثنين ؟ لنتخيل هذا السؤال مطروحا ، بالفعل ، على طلاب السنة الأولى في الفلسفة أو علم النفس أو أي فع آخر . بحسب علمي ، لا توجد لغة معرفة تعتبرهما واحدا فقط . وبنفس الوقت ، الثقافة العالمية الحالية تعتبرهما واحد بشكل مضمر . وفي الحد الأدنى ، يعتبران في اتجاه واحد ، وسهم الزمن هو نفسه سهم الحياة . .... لو كنت أقرأ هذا النص ، كما هو حرفيا ، قبل سنة 2018 لما صدقت عيناي وعقلي . .... ....
ملخص النظرية الجديدة
ربما تكون النظرية الجديدة خطأ ، بالكامل . وهذا الاحتمال مؤكد ، بعد عدة قرون مثلا . تكفي مقارنة سريعة بين نظرية بطليموس حول مركزية الأرض ، ونظرية كوبرنيكوس حول مركزية الشمس لتكشف ، وتساعد على معرفة حدود الادعاء ، والجهل ، بكل فكرة جديدة أو نظرية . أطلب من القارئ _ة الصبر ، وتكملة النص ، مع محاولة التفكير بشكل يختلف عن السائد والمألوف . الجديد مغامرة ، بطبيعته . 1 تتمحور النظرية حول العلاقة ، الحقيقية ، بين الحياة والزمن .
مشكلة العلاقة بين الحياة والزمن ( أو الوقت ) ؟! يوجد ثلاثة احتمالات : 1 _ الزمن والحياة في اتجاه واحد ، وبنفس السرعة . ( وهو الموقف الثقافي العالمي الحالي ، والمستمر بعد نيوتن ) . 2 _ الزمن والحياة في اتجاهين مختلفين ، وبسرعات مختلفة . 3 _ الزمن والحياة في اتجاهين متعاكسين ، ولهما نفس السرعة . الموقف الثقافي العالمي ، خلال القرن العشرين والحالي أيضا ، يمثل الجواب الأول ، ويعتبر أن سهم الحياة هو نفسه سهم الزمن . وهو نفس الموقف الذي قام نيوتن بصياغته ، وتحديده . حيث اعتبر أن العلاقة الحقيقية بين الزمن والمكان ، المطلقان ، وأهمل العلاقة بين الزمن والحياة لأسباب تخصه وسوف تبقى مجهولة إلى الأبد . على النقيض تماما ، موقف النظرية الجديدة ، فهي تمثل الاحتمال الثالث : الزمن والحياة يتحركان في اتجاهين متعاكسين دوما ، وبنفس السرعة . سوف أهمل الاحتمال الثاني ، لأنني أعتقد أنه غير واقعي . .... الاحتمال الأول ، ويمثل الموقف الثقافي العالمي الحالي ( وضمنه موقف العلم والفلسفة خطأ صريح ، ويجب تصحيحه ) . سأكتفي بالبرهان على صحة موقف النظرية ( كدليل على خطأ الموقف الحالي والاحتمال الأول ، لأن أحدهما خطأ بالطبع _ وربما يكون الاثنان خطأ معا ، وهذه مسألة في عهدة المستقبل ) من خلال ثلاثة أمثلة ، وهي ظواهر عامة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . الظاهرة الأولى : 1 _ العمر الفردي المزدوج بين الحياة والزمن . يولد الفرد ، الإنساني وغيره ، في العمر صفر وبقية العمر الكاملة . ويموت الفرد في العمر الكامل ، وبقية العمر التي تناقصت للصفر . بعبارة ثانية ، حركة الحياة وحركة الزمن ( أو الوقت ) تتمثلان ، وتتجسدان مباشرة بالعمر الفردي ، وهي فكرة وظاهرة مشتركة بين معظم اللغات الكبرى . حركة الحياة ، وحركة الزمن ، يمكن استنتاجهما بشكل منطقي ومباشر : الحركة الموضوعية للحياة تتمثل بتقدم العمر الفردي ، من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت . والحركة التعاقبية للزمن أو الوقت تتمثل بتناقص بقية العمر ، من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى بقية العمر التي تتناقص إلى الصفر لحظة الموت . كلا الحركتين ، تقبلان الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . الحركتان متعاكستان بالاتجاه دوما ، وتتساويان بالسرعة ( لهما السرعة نفسها ، وهذه مسألة تحتاج للاهتمام والدراسة كما أعتقد ) . تجمع بين حركتي الحياة والزمن ( أو الوقت ) معادلة صفرية من الدرجة الأولى : الحياة + الزمن = الصفر أو س + ع = 0 . .... الظاهرة الثانية : اليوم الحالي ، أو اللحظة أو القرن ، يوجد في الماضي والمستقبل والحاضر بالتزامن . اليوم الحالي ، وأي فترة زمنية أخرى ، يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء . اليوم الحالي يوجد في الماضي ، بالنسبة لمن لم يولدوا بعد . اليوم الحالي يوجد في المستقبل ، بالنسبة للموتى . .... الظاهرة الثالثة : أصل الفرد ظاهرة تقبل الملاحظة ، والاختبار والتعميم بلا استثناء . السؤال ( المقتبس ) من التنوير الروحي : قبل قرن أو أكثر ، من ولادتك أين كنت ؟ الجواب الصحيح ، المنطقي والتجريبي معا : قبل ولادة الفرد بقرن أو اكثر ، يكون في وضع مزدوج بين الحياة والزمن ، وبين الماضي والمستقبل ... يكون جسده وحياته ، عبر مورثاته في أجساد الأجداد ( في الماضي ) . ويكون زمنه ووقته ، أو بقية عمره ( في المستقبل ) . تتكشف الفكرة ، الخبرة ، من خلال تخيل ولادة فرد بعد قرن سنة 2122 : هي أو هو الآن ، بين الحاضر والمستقبل بالتزامن . ( ليس في الماضي بالطبع ) حياته أو حياتها ، أو مورثاتهما هي الآن في الحاضر عبر أجساد الأجداد . وبقية عمرها ، أو عمره ، هي الآن في المستقبل منطقيا ( لا في الماضي ولا في الحاضر أيضا ) . .... الأمثلة الثلاثة ، تمثل البرهان والدليل على العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن أو الوقت . وأما العلاقة بين الزمن وبين الوقت ، وهل هما واحد ، أم اثنين : خلال الحياة الإنسانية المعروفة ، يكون الوقت والزمن واحد . لكن قبل بداية الحياة ، الإنسانية خاصة ، ربما كان الزمن موجودا ؟! هذه المسألة معلقة منذ قرون : مشكلة طبيعة الزمن وماهيته ، وهل هو نفسه الوقت الذي تقيسه الساعة فقط ، وفكرة إنسانية لا غير . أو الاحتمال الآخر ، الزمن يسبق الوقت وسيبقى بعد الانسان والحياة ؟! هذا السؤال المؤجل ، تتعذر الإجابة عنه ضمن معطيات المعرفة الحالية . وهو في عهدة المستقبل والأجيال القادمة . 2 من أفكار النظرية الجديدة ، وهي جديدة أيضا على الموقف الثقافي السائد
للحياة نوعين من الحركة : 1 _ الحركة الذاتية وتتمثل بحركة الفرد ، وهي عشوائية بطبيعتها . 2 _ الحركة التعاقبية أو الموضوعية ، وتتمثل بتقدم السن بالنسبة للفرد . وهي ثابتة ، ومشتركة بين جميع الأحياء . الحركة الذاتية تحدث في الحاضر بشكل دائم ، ومستمر من لحظة الولادة وحتى لحظة الموت . ( كيف يبقى الانسان ، وبقية الأحياء في الحاضر ، ناقشت هذا السؤال عبر نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن ) . بينما تحدث الحركة الموضوعية للحياة ، أو التعاقبية ، بين الماضي والمستقبل : تبدأ من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل . ( وهي ظاهرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) . حركة الزمن ، أو الوقت ، بعكس حركة الحياة . للزمن أيضا نوعين من الحركة : 1 _ الحركة التزامنية ، وهي تقابل الحركة الذاتية للحياة والتي تتمثل بالحركة الفردية والعشوائية بطبيعتها ، وتحدث مثلها في الحاضر أيضا ، وتتمثل بفرق التوقيت العالمي . 2 _ الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، بعكس الحركة الموضوعية أو التعاقبية للحياة ، وتبدأ من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي . الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، غير ظاهرة بشكل مباشر . ولكن يمكن استنتاجها وفهمها وبعدها ، تسهل ملاحظتها بمختلف الظواهر بلا استثناء . .... كلا من نيوتن واينشتاين أدرك نصف الواقع فقط . كان نيوتن يعتبر أن الحاضر صغير جدا ، قيمته لا متناهية في الصغر وتقارب الصفر . وهذا صحيح بالنسبة للحركة التعاقبية للزمن ، كل لحظة ينقسم الحاضر في اتجاهين : الحياة تنتقل للمستقبل ، والزمن للماضي . موقف اينشتاين بالعكس من نيوتن ، كان يعتقد أن للحاضر قيمة لا متناهية . وهذا صحيح أيضا ، بالنسبة للحركة الذاتية للحياة ، أيضا بالنسبة للحركة التزامنية للوقت . يمكننا اعتبار الحاضر اللحظة التي مرت ، أو اليوم ، أو القرن الحالي . .... الزمن ( أو الوقت ) رصيد موجب لكل كائن حي ، يبدأ بالولادة وينتهي بالموت ، ويتعاكس مع الحياة بطبيعته . أدرك شكسبير هذه الحقيقة ، وعبر عنها بشكل جميل ومكثف : أنت التقيت بما يموت وانا التقيت بما يولد . ترجمة أدونيس . .... فكرة الساعة الرملية صحيحة وغير دقيقة ، والساعة الإلكترونية بالعكس دقيقة وغير صحيحة . يجب عكس اتجاه حركة الساعة الحديثة ، فهي تقيس السرعة الموضوعية للحياة ( التعاقبية ) ، وهي بعكس حركة الزمن . .... أعتقد أن خطأ حدث في الوعي الإنساني ، خلال التطور خاصة في العلاقة مع الزمن ، وصار الواقع معكوسا ومقلوبا . والسؤال : هل يمكننا فهم ، وإصلاح ما حدث ؟! .... ما الأهم أو الأكثر أهمية : اليوم أم الأمس أم الغد ؟! تفضيل الأمس غباء . تفضيل اليوم مغامرة . والغد حقيقة . موقفي الشخصي ، أعتبر أن للغد نصف القيمة الشاملة للوجود ، وللحاضر متمثلا باليوم الحالي أو السنة ثلث القيمة ، وللأمس مع الماضي كله سدس القيمة . أيضا هذه الفكرة ، العلاقة بين اليوم والغد والأمس ، ناقشتها بشكل مفصل خلال نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . .... الخاتمة ملاحظة 1 الحدث ، تصور جديد : يوجد احتمالين للحدث 1 _ الحدث خماسي البعد ، مع الزمن والحياة بالإضافة إلى المكان بأبعاده الثلاثة الطول والعرض والارتفاع أو العمق . هذا الاحتمال ناقشته ، بشكل موسع ، في مخطوط النظرية الأول . 2 _ الحدث رباعي البعد ، لكنه ثنائي النوع : _ الحدث الزمني ، كما يقوم الافتراض الثقافي الحالي . حيث الحدث رباعي البعد ، يتضمن الزمن بالإضافة للمكان . الحدث الزمني يتحرك من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . ( لكن ، هذا التصور ينقص منه بعد الحياة ، المعاكس للزمن بطبيعته ) _ الحدث الحي يتحرك بعكس الحدث الزمني ، من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر . المثال على الحدث الثنائي ، في اللغة العربية ، ثنائية الفاعل والفعل : ينتقل الفاعل ، ويتجه كل لحظة ، من الحاضر إلى المستقبل . ينتقل الفعل ، ويتجه كل لحظة ، من الحاضر إلى الماضي . الفعل يمثل الحدث الزمني ، والفاعل يمثل الحدث الحي . مثال قراءتك لهذه الفقرة : حدث القراءة نفسه ، الزمني أو الفعل ، انتقل من الحاضر إلى الماضي . والعكس حدث بحالة وضعك الشخصي : الفاعل أو القارئ _ ة أو الحدث الحي ، انتقل من الحاضر إلى المستقبل . ( يسهل فهمها ، عندما نتصور فعل القراءة ، وانفصاله كل لحظة عن القارئ _ة ) . ملاحظة 2 الحركة التعاقبية الثنائية ، والمزدوجة بين الحياة والزمن ... الحركة التعاقبية ، أو الموضوعية ، للحياة تحدث بين الولادة والموت . وتبدأ من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . وبالعكس الحركة التعاقبية للزمن : تحدث من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر . يفهم البعض من العبارة السابقة ، أن الحركة التعاقبية للزمن ( طالما أنها تعاكس الحركة التعاقبية للحياة ) تبدأ بعكسها من الموت إلى الولادة . هذا خطأ في التفسير ، والفهم . أصل الفرد ، فكرة وخبرة ، تكشف بوضوح العلاقة العكسية بين الحركتين التعاقبيتين للزمن والحياة . حياة الفرد ، عبر مورثاته وبنيته الجسدية الكاملة ، تكون موجودة في الماضي عبر سلاسل الأجداد ( قبل الولادة بقرن وأكثر ) . وزمن نفس الفرد بالعكس ، أو بقية عمره الفعلية ، التي تتحدد بين الولادة والموت ، تكون موجودة في المستقبل ( قبل الولادة بقرن ، نفس المثال ) . مثال تطبيقي يوضح الفكرة : طفل _ة سوف يولد سنة 2222 ، اين هو أو هي الآن ؟ كل من سوف يولدون سنة 2222 ، وما بعدها ، هم الآن يتوزعون بين الحياة والزمن _ بين الماضي والمستقبل بالتزامن : 1 _ الجسد والمورثات ، في أجساد الأحياء الآن ، وهم سيكونون الأجداد بعد 200 سنة بالطبع . ( سنة 2222 يصيرون في الماضي بالتأكيد ) . 2 _ الزمن وبقية العمر الفعلي ، في المستقبل حاليا ( لا في الماضي ولا في الحاضر طبعا ) . سوف يتزايد العمر سنة 2222 لكل مولود _ة من الصفر بالنسبة للحياة ، وتتناقص بقية العمر الكاملة بالنسبة للزمن أو الوقت . بكلمات أخرى ، العمر الفردي مزدوج ، بين الحياة والزمن ، وثنائي الاتجاه بطبيعته : بقية العمر أو الزمن ( أو الوقت ) رصيد موجب للفرد قبل الولادة ، وهو يساوي ويعاكس العمر الكامل الجسدي ، حيث يلتقيان لحظة التشكل . بقية العمر الفعلية ، تساوي العمر الكامل وتعاكسه بالإشارة والاتجاه دوما . .... أعتذر عن الأخطاء اللغوية ، وعن التكرار ، ما يزال النص بنسخته الأصلية بدون مراجعة وتدقيق . حسين 30 / 12 / 2022 . .... الفصل الأول
النظرية الجديدة _ الكتاب الرابع ( المخطوط الكامل )
" لا يكفي أن نحاكم عقليا بشكل جيد . يلزم أيضا أن نعرف استخدام المعلومات بشكل ملائم ، وأحيانا تغيير وجهة نظرنا " . من كتاب الدماغ والفكر _ ثورة علوم الاستعراف تنسيق فرانسوا دورتييه ترجمة محمد الدنيا .... هذا الكتاب ، تكملة للكتاب الأول ( النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ) ، مع أنه _ كما أسعى وأرغب _ يمكن أن يقرأ بمفرده ، وبشكل مستقل عن الكتاب السابق . وهذا هو الهدف والقصد . مع أن بعض الأفكار ، والموضوعات خاصة ، مشتركة بين الاثنين . حاولت أن تكون قابلية القراءة _ لكل منهما بشكل مستقل _ متحققة وبسهولة نسبيا ، أيضا أعتقد أن القراءة المتكاملة بينهما متيسرة ، وبحسب رغبة القارئ _ة . آمل أن يساعد هذا الأسلوب على تخفيف صدمة الأفكار الجديدة ، وأن يكون وسيلة إيجابية بالفعل . واعتذر في حال حدوث العكس وفشل التواصل . .... ملاحظة أولية ( فكرة جديدة ) : الواقع بدلالة الحاضر ... الحاضر مجال زمني ، يمتد بين اللانهاية السالبة والموجبة . ( وربما الأنسب ، أو المجال الحقيقي للحاضر ، يتحدد بين الصفر واللانهاية الموجبة ، لا يمكنني تخيل الحاضر السالب مثلا ، وربما يكون ذلك متعذرا بالفعل ) الماضي يمثل اللانهاية السالبة ، ويحددها . المستقبل يمثل اللانهاية الموجبة ، ويجسدها . الحاضر ، الزمن أو الوقت ، لا يمكن أن يساوي الصفر بمفرده . أيضا الحضور ، أو الحياة ، لا يساوي الصفر بمفرده . محصلة الحياة والزمن ، كما تتمثل بالعمر الفردي ، ثابتة وتساوي الصفر . س ( الزمن ) + ع ( الحياة ) = الصفر . .... الواقع المباشر هو نفسه الحاضر . الواقع الموضوعي ، يتضمن الواقع المباشر بالإضافة إلى الماضي والمستقبل بالتزامن . .... النظرية الجديدة _ القسم الأول مقدمة جديدة " إن الحدث ( أي حدث ) بمجرد وقوعه يعتبر منتهيا ، وليس بمقدورنا على الاطلاق أن نرجع إلى الوراء لنقوم بتغييره ، وبعد ذلك تتوقف استجابتنا للحدث نفسه وتتجه إلى ذكراه في أذهاننا ، وهو شيء يمكن تغييره " . المقصود تغيير طرق الاستجابة للحدث بدلالة تفسيره بشكل إيجابي ومناسب ، لا تغيير الحدث نفسه بالطبع " . أقترح قراءة الفقرة ثانية بهدوء ، وتركيز . من كتاب ( مدخل إلى البرمجة اللغوية العصبية ) تأليف جوزيف أوكونور وجون سيمور ترجمة وتعريب : الشركة العربية _ القاهرة صادر عن دار اليمان للنشر والتوزيع . ستكون لنا عودة متكررة إلى هذه الفكرة النموذجية كما أراها ، كونها تمثل الموقف الثقافي العالمي ، لا العربي فقط ، وضمنه موقف العلم والفلسفة . وأنا أعتقد أن هذا الموقف خطأ ، أو على الأقل ناقص ويجب تكملته . ( فهو يعتبر ضمنا أن اتجاه حركة مرور الزمن ، هو نفسه حركة نمو الحياة وتطورها ، وهذا خطأ صريح يمكن ملاحظته واختباره ) وأعتقد أن التعبير المناسب والصحيح : لا يمكن عودة الحياة إلى الأمس ، ولا يمكن عودة الزمن إلى الغد . الحياة تأتي من الأمس والماضي ، والزمن من الغد والمستقبل ) . الفكرة الصحيحة والتي تتضمن السابقة ( بينما العكس غير صحيح ) : لا الزمن يعود إلى الغد ، ولا الحياة تعود إلى الأمس . بعبارة ثانية ، اليوم ( وكل يوم ) نتيجة الأمس والغد ، ومحصلتهما المشتركة بالتزامن . 1 هل الزمن فكرة ، ونوعا من النشاط العقلي مثل اللغة ، ولا شيء آخر ؟ هل يمكن أن يكون الزمن ( الوقت ) مجرد وهم ؟ أم أن العكس هو الصحيح ، حيث أن الزمن يمثل البعد الأساسي للوجود ، ومصدر الحركة الكونية_ الدورية ، والثابتة ؟ هذه الأسئلة المزمنة ، وإن تعذر الجواب عليها بشكل مقنع وعلمي لعشرات القرون ، يتعذر اهمالها أو القفز فوقها لكل من يهتم بالثقافة والمعرفة العلمية بصورة خاصة . وهذا السبب الأول الذي يدفعني إلى هذا البحث المتواصل ، والرتيب ، والشاق والشيق بالتزامن . ويتعقد المشهد أكثر ، بعد طرح نفس الأسئلة حول الحياة ، مع الإضافة : هل الحياة ظاهرة ثقافية وفكرية أم بيولوجية ومادية ، عقلية أم جسدية !؟ وما هو الاتجاه الموضوعي لحركة الحياة : من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر أم العكس ؟ أعتقد أن الجواب على السؤال الأخير فقط واضح ، وليس موضع جدل : اتجاه سهم الحياة يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر . لكن اتجاه سهم الزمن بالعكس تماما . ليبقى مصدر الحياة بالتزامن مع مصدر الزمن ، أحد الأسئلة المعلقة ، والمزمنة في عهدة المستقبل والأجيال القادمة . .... تتمثل المشكلة المشتركة _ اللغوية والثقافية _ في العلاقة بين الزمن والحياة ، أيضا بين الماضي والمستقبل . بالنسبة لعلاقة الزمن والحياة ، ما تزال في مجال غير المفكر وخارج الاهتمام الثقافي . وهذا البحث الجديد ، الأول في هذا الموضوع ، لا في الثقافة العربية وحدها ، بل في بقية الثقافات واللغات ، حيث ما تزال العلاقة بين الحياة والزمن في مجال غير المفكر فيه سواء في العربية أو غيرها . وأرجو ممن لديهم معلومة ، أو فكرة ، عن بحث آخر حول العلاقة بين الحياة والزمن ( لا العربية ، بل في أي لغة كانت ) الكتابة عنها : سواء كتعليق مباشر على النص ، أو أي نوع آخر مناسب من التعبير . على حد علمي حتى اليوم ، ما يزال الموقف الثقافي العالمي السائد من العلاقة بينهما هو التجاهل أو الانكار . وخلاصة بحثي في هذا الموضوع ، بتكثيف شديد : خمسة مراحل للعلاقة بين الحياة والزمن ، يمكن تكثيفها بأربعة _ حيث أن المرحلة الأولية والنهائية مزدوجة ، وربما تكون متناظرة أو متعاكسة ؟! مرحلة الأزل أو الماضي المطلق ، يقابلها الأبد والمستقبل المطلق . وهذه المرحلة ، المرحلتان ، يتعذر معرفتهما أو دراستهما بشكل تجريبي في الوقت الحالي على الأقل . وحتى تخيلهما نشاط صعب وشاق ، ومتعذر بالنسبة لي . المرحلة الثانية ، حيث يلتقي الحياة والزمن . وتتمثل هذه المرحلة بالعمر الفردي خاصة . المرحلة الثالثة ، بعد موت الفرد والانسان . المرحلة الرابعة ، بعد نهاية الحياة . والخامسة هي عكس الأولى . .... العلاقة بين الماضي والمستقبل على خلاف العلاقة بين الزمن والحياة ، حيث يتوهم الجميع معرفتها بسبب المغالطة الشعورية . وقد ناقشت سابقا موقف حنة أرندت في كتابها بنفس العنوان ( الماضي والمستقبل ) ، مع كتاب غاستون باشلار ( جدلية الزمن ) ، في نصوص منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . والمحزن في الموضوع ، حين يتكشف بؤس التفكير لدى كبار المفكرين _ات في القرن الماضي ، خلال محاولة الكاتب _ ة التستر على جهله شبه الكامل لموضوع بحثه . وقد ناقشت أخطاء بعض كبار الفيزيائيين أيضا في هذا الجانب ، منهم نيوتن واينشتاين وستفين هوكينغ ، أيضا في نصوص منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . 2 اليوم الحالي الأثنين 23 / 8 / 2021 ، قبل 24 ساعة كان الأحد ، وقبله السبت ... والعكس تماما بالنسبة لما يليه ...الثلاثاء 24 ، الأربعاء 25 ، .. ما هو مصدر تلك الحركة التي نعرفها ، ونخبرها ، جميعا ؟ لا أحد يعرف . لكن بدل هذه العبارة " أنا لا أعرف " البسيطة والواضحة ، الجميلة والحكيمة ( السقراطية ) ، يستبدلها الجميع _ وما يزالون _ بالتعميمات الذاتية أو ألعاب الخفة اللغوية ، وأكثرهم غرقا في هذا الوحل الثقافي في موضوع الزمن خاصة غاستون باشلار للأسف ! من كتاب جدلية الزمن : ( للزمن كثافة ، للزمن أبعاد ) . الاختلاف حول تفسير تلك الحركة ، والتي تمثل خبرتنا المشتركة ، أكبر من أي خلاف آخر معروف . وخاصة مع اعتبار أن سهم الزمن : من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر . هي تشبه خدعة الحواس ، في تجربة نخبرها حين يتحرك الباص أو القطار المجاور ، فنشعر ونعتقد أن مركبتنا هي التي تتحرك ، ثم تتكشف الحقيقة بعد تغيير المنظور . المشكلة الشعورية _ بحسب معرفتي _ ما تزال بدون حل . .... من أين يأتي اليوم ؟ من الأمس والغد بالتزامن . .... حركة الواقع _ المشكلة المعرفية المزمنة ، ما تزال مجهولة وخارج الاهتمام الثقافي العالمي !؟ نحن ندرك أن الواقع حركة وثباتا بالتزامن ، كيف يمكن تفسير ذلك ؟ حيث أننا نعرف ترتيب المستقبل الزمني ( مع أنه لم يحدث بعد ) ، كما نعرف ترتيب الماضي الزمني ، الذي حدث وتم تدوينه . هذه الأسئلة وغيرها سترافقنا طوال هذا القرن ، وبعضها ربما يبقى معلقا لقرون قادمة . .... ....
النظرية الجديدة _ نسخة ثانية مع إعادة صياغة الفصل الأول والثاني
( لا يوجد وقت غير مناسب )
العلاقة بين الحياة والزمن ( الوقت ) تتكشف عبر مفارقة العمر الفردي : مع تقدم العمر الفردي ، تتناقص بقية العمر بالتزامن ؟ وهذه المشكلة يتعذر حلها بدون تصحيح الموقف التقليدي من الزمن ، حيث يتجه سهم الزمن بعكس سهم الحياة : من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . بعبارة ثانية ، تربط بين الحياة والوقت علاقة صفرية من الدرجة الأولى : س + ع = الصفر . الحياة + الوقت = الصفر . وبعدها تبدأ مشكلات جديدة ، حول المستقبل وطبيعته ومصدره خاصة ، وعن الماضي ، والعلاقة بين المستقبل والماضي أيضا . وهي ما تزال مجهولة بشكل شبه كامل . .... ليست المشكلة اللغوية مزدوجة ، ومتعاكسة بين الحياة والزمن فقط ، بل هي أكثر تعقيدا ، وتعبر عن ذلك كلمة الجديد خاصة _ أو القديم . .... الأمس بدلالة الحياة ، حدث قبل 24 ساعة ، وقبله الماضي كله . لكن الأمس والماضي بدلالة الزمن ( الوقت ) على العكس من ذلك ، فهو يأتي من المستقبل _ ويحدث أولا وليس بالمرحلة الثالثة _ لا من الماضي بالطبع . لا أعرف كيف أو متى يمكن أن تحل المشكلة اللغوية المشتركة ، حيث التعبير مزدوج ومتعاكس دوما بين الحياة الزمن . وذلك لا يقتصر على اللغة والثقافة العربيتين . في بقية اللغات والثقافات يعتبر الزمن والحياة في اتجاه واحد ، بل يعتبران عنصرا واحدا عادة ، لا اثنين ( الزمن والحياة ) . وهذا خطأ مشترك وموروث ، لغوي ، ومنطقي ، في الثقافة العالمية السائدة _ في العلم والفلسفة خاصة . .... توجد مشكلة لغوية أخرى ، خاصة بالعربية وحدها ، تعدد التسميات الوقت أو الزمن أو الزمان ، الثلاثة كلمة واحدة وتعبير عن فكرة ، وخبرة واحدة . .... الجديد ( مصدره وطبيعته ) : أحد قضايا العلم والفلسفة المزمنة . يمثل الجديد ، أيضا القديم ، محور المشاكل اللغوية ، وهي ثلاثة : 1 _ الجديد الحي ، بدلالة الحياة ( المواليد الجدد والأجيال القادمة ) . 2 _ الجديد الزمني ، بدلالة الوقت ( الحاضر أو الزمن الحالي ) . 3 _ الجديد المكاني ، بدلالة الإحداثيات ( الظواهر الطبيعة والبيئة ) . الخلط والعشوائية في المعنى والدلالات ، تجسدها كلمة الجديد ( أو القديم ) بصورة خاصة ، في العربية وغيرها . .... مثال تطبيقي هل الحاضر ( الآن ) والحضور ( هنا ) والمحضر ( هنا أيضا ) قديم ام جديد ؟! ليس الجواب سهلا ، أو ممكنا بين أحدها . بدلالة الحياة : الماضي قديم والمستقبل جديد ، والحضور نتيجتهما ، بينهما ومحصلتهما . بدلالة الزمن العكس : الماضي جديد والمستقبل قديم ، والحاضر نتيجتهما ، بينهما ومحصلتهما . بدلالة المكان : التحت والأسفل يمثل القديم بينما الفوق والأعلى يمثل الجديد ، والمحضر نتيجتهما ، بينهما ومحصلتهما . .... .... تذكير بخلاصة النظرية يعيش الفرد الإنساني ، من ولادته حتى وفاته ، في الحاضر المستمر . هذا الشعور مشترك ، ويختبره الجميع بلا استثناء . بنفس الوقت ، ندرك جميعا ونفهم أننا كنا في الماضي ، ونعرف أيضا أن ما كان المستقبل البعيد يوما ، صار في الماضي ( أمثلة تجاوز مرحلة البكالوريا ، وانتهاء الخدمة العسكرية ، أو التخرج ، وفترة الشباب التي تصير خلفنا ، وغيرها من الأحداث السارة أو المؤلمة ) ، فكيف يمكن تفسير ذلك بشكل منطقي وتجريبي ؟! هذا السؤال المطروح على الثقافة العالمية منذ أكثر من عشرين قرنا ، ما يزال بدون جواب : ما هو الواقع ؟! لا أزعم أنني توصلت إلى الحل العلمي ، الصحيح والنهائي ، والذي يبقى صحيحا بعد قرن وأكثر _ يقبل الاختبار والتعميم _ ومتفقا عليه . لكنني أعتقد ، أن قارئ _ة هذا النص سوف يصل إلى مستوى فكري جديد بالفعل ، وهو يتقدم على البحث الفلسفي والعلمي الحاليين بدرجة واضحة . .... مشكلة الواقع تتمحور حول علاقة الحياة والزمن ، وما تزال الممارسة الثقافية العالمية _ الموروثة والحالية بالتزامن _ تقوم على اعتبار أن سهم الزمن والحياة واحد لا اثنين . وهذه مغالطة وليست مفارقة فقط . الحياة والزمن نقيضان بالكامل ، ويتمثل ذلك بالعمر الفردي . كل فترة زمنية ( لحظة أو ثانية أو ساعة أو سنة ) هي تنقص من العمر وتضاف إليه بنفس الوقت . بعبارة ثانية ، العمر يتزايد ويتناقص بالتزامن ، يتزايد بدلالة الحياة ويتناقص بدلالة الزمن . علاقة الزمن والحياة ، تتمثل بمعادلة صفرية من الدرجة الأولى : س + ع = الصفر . الزمن + الحياة = الصفر . .... المشكلة المباشرة في طبيعة الحاضر وماهيته بالدرجة الأولى ، وفي العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل بصورة عامة . الحاضر ، أو الوقت الحالي والمباشر أو الزمن ، معطى شعوري بديهي ومشترك . لكن هنا المفارقة والمغالطة معا . توجد مشكلة مزمنة ، منذ عشرات القرون ، تتمثل بطبيعة الوقت أو الزمن ، والموقف منها جدلي إلى اليوم . فريق يعتبر أن للزمن وجوده الموضوعي ، والمستقل ، وفريق مقابل يعتبر أن الزمن فكرة عقلية لا أكثر مثل اللغة والرياضيات وغيرها من النظم العقلية العديدة . مع مشكلة تتعلق بمفهوم الحاضر نفسه ، وهي أكثر تعقيدا وغموضا . لا أحد ينكر الحاضر _ الآن ، حيث نختبر وجودنا جميعا . بنفس الوقت لا يوجد أدنى اتفاق حول معنى الحاضر ، تحديده وتعريفه . .... يتمثل الحاضر بالعمر الفردي . من لحظة الولادة وحتى لحظة الموت ، يستمر الحاضر . وهو الزمن الحقيقي للفرد الإنساني ( أنت وأنا والجميع ) . لا يعني ذلك بالطبع أن الماضي والمستقبل غير حقيقيين ، بل أنهما خارج المجال الشعوري والمباشر ، وندركهما بالعقل والتفكير فقط . يتمثل الحاضر بالتاريخ أيضا ، وهو عمر الدول والحضارات . .... الحاضر يمتد بين ، أصغر من أصغر شيء وبين أكبر من أكبر شيء . ويتحدد بالمجال أو الحيز ، بين الماضي والمستقبل . الحاضر مرحلة ثانية بطبيعته ، بعد الماضي وقبل المستقبل . ( هذه الصيغة التقليدية ، وهي صحيحة لكن بدلالة الحياة ) . الحاضر مرحلة ثانية بالطبع ، لكن بعد المستقبل وقبل الماضي . ( هذه الصيغة الجديدة ، وهي بدلالة الزمن أو الوقت لا الحياة بالطبع ) . .... لم تحل مشكلة الحاضر بالطبع ، لكن تكشفت المشكلة اللغوية . الحاضر الزمني ، يتحرك بعكس الحاضر الحي ( الحضور ) ، والعكس صحيح أيضا . بعبارة ثانية ، الحاضر ( زمن ) والحضور ( حياة ) متعاكسان بطبيعتهما . وتبقى مشكلة البعد الثالث في الواقع المكان أو الاحداثية ( المحضر ) . متلازمة الواقع : مكان وزمن وحياة ، محضر وحاضر وحضور . .... نظريا الحاضر هو كل شيء . لكن ذلك ينطوي على مغالطة لغوية وفكرية ومنطقية بالتزامن . الحاضر نسبي بطبيعته ، ويتحدد بدلالة الحضور ، والعكس صحيح . تتحدد الحياة بدلالة الزمن ، ويتحدد الزمن بدلالة الحياة . الماضي والمستقبل موضوعيان بصورة عامة . باستثناء ، الماضي الجديد ، أو المستقبل القديم ، أو الواقع المباشر . .... لا أعتقد أن التعقيد والغموض ، في النص أعلاه مشكلة لغوية أو أسلوبية . الموضوع نفسه غامض ومبهم بطبيعته : الواقع والزمن ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة . .... .... عشر أسئلة عن الوقت ، وأجوبتها ، تمثل خلاصة النظرية الجديدة للزمن
1 ما الفرق بين الوقت والزمن والزمان ؟ 2 ما العلاقة بين الوقت والحياة ؟ 3 ما هو الوقت : طبيعته وماهيته ؟ 4 ما نوع حركة الوقت ، ثابتة أم متغيرة ؟ أيضا ما نوع حركة الوقت ، تعاقبية أم تزامنية ؟ 5 ما هي سرعة مرور الوقت ؟ 6 ما هو اتجاه حركة الوقت ؟ 7 ما هو مصدر الوقت ، بدايته ؟ 8 كيف ينتهي الوقت ؟ 9 ما هو مصير الوقت ، نهايته ؟ 10 هل لديك سؤال آخر عن الوقت ؟ .... هذه الأسئلة ، كنت أتمنى أن تكون نوعا من الحوار الحقيقي ، مع صديق _ة أو مع شخصية مثقفة ( صحفي _ة أو إعلامي _ة أو مهتمة بالشأن الثقافي العلمي والفلسفي خاصة . وسيبقى العرض قائما ، حتى إشعار آخر سوف أعلن عنه بوضوح على موقعي الشخصي على الفيس وعلى صفحتي في الحوار المتمدن بالتزامن . .... تذكير بالأسئلة الأساسية والمشتركة بين الحياة والزمن : السؤال الأول : العمر الفردي ، هل يتناقص أم يتزايد ؟ السؤال الثاني : اليوم الحالي وأي يوم جديد ، في الحاضر أم في الماضي أم في المستقبل ؟ السؤال الثالث : قبل ولادة الفرد بقرن ، أو أكثر ، أين يكون ؟ .... .... الفصل الأول
السؤال الأول : الفرق بين الزمن والوقت والزمان ؟ الجواب الصحيح يتضمن حل ، وتجاوز ، المفارقة والمغالطة معا .
المفارقة تتمثل بالعلاقة بين الحياة والزمن . بينما تتمثل المغالطة بفكرة السفر في الزمن ( أو الوقت أو الزمان ) . .... المفارقة _ العلاقة بين الحياة والزمن ، تتمثل بالعمر الفردي . مع الاهتمام والتركيز يمكن فهمها بشكل موضوعي ودقيق . العمر الفردي خاصة ثنائي ، مزدوج بطبيعته ، يتزايد بدلالة الحياة ويتناقص بدلالة الزمن بالتزامن . مثال حياة شخصية عاشت سبعين سنة ( او ماتت بعمر السبعين ) . العمر يبدأ لحظة الولادة من الصفر ، ... إلى السبعين حيث العمر الكامل . بقية العمر بالعكس تماما ، تتناقص من السبعين إلى الصفر ، لكن بشكل غير مرئي ( كون الزمن يأتي من المستقبل إلى الحاضر ) . كل يوم يتناقص من بقية العمر ، باستثناء اليوم الأخير . هذه العبارة بداية فيلم ( جمال أمريكي ) ، وهي توضح المفارقة . بالإضافة إلى مفارقة ثانية ، تتمثل بعدم إمكانية التعرف على الزمن أو معرفته سوى بدلالة الحياة . والعكس صحيح أيضا ، يتعذر معرفة الحياة سوى بدلالة الزمن . بينما تمثل المغالطة _ فكرة السفر في الزمن، وتجسدها أيضا . الموقف الثقافي العالمي من الزمن متناقض ، وعشوائي ، وخاصة في العربية حيث مشكلة الزمن والوقت والزمان ، بالإضافة إلى المشكلة المشتركة والتي تتمثل بطبيعة الزمن : هل الزمن موجود بالفعل ؟! ما هو الزمن ؟ هذا السؤال المزمن ، معلق منذ عشرات القرون ، وربما يبقى مفتوحا لعشرات القرون القادمة أيضا . بالمختصر ، الموقف من الزمن ( أو الوقت أو الزمان ) ثنائي وجدلي بين فريقين ، أحدهما يعتبر أن الزمن فكرة عقلية ومجردة مثل اللغة والرياضيات ، بينما يعتبر الفريق الآخر أن للزمن وجوده الموضوعي ، والمستقل مثل الكهرباء والطاقة بصورة عامة . وهذا الخلاف يتعذر حسمه بشكل موضوعي ، ضمن الإمكانيات المتوفرة والأدوات المعرفية الحالية ....وهو في عهدة المستقبل والأجيال القادمة . والآن تتكشف المغالطة " السفر في الزمن " ، وخاصة في العربية ، حيث يعتبر القسم الأكبر من المهتمين بالزمن أنه غير موجود ، مثل الروح والنفس وغيرها من المفاهيم الميتافيزيقية _ وبنفس الوقت ، ونفس الأشخاص أو غالبيتهم _ يعتقدون بإمكانية السفر في الزمن ! ( السفر في شيء غير موجود ، وهو اسم مجرد لفكرة عقلية لا أكثر ) . الجانب الثاني من المغالطة ، تعدد تسميات الفكرة أو الخبرة نفسها ( وقت أو زمن أو زمان ) . وقد اشتغلت على هذا الموضوع سابقا ، والخلاصة يوجد برهانين على أن الوقت والزمن والزمان مترادفات لكلمة واحدة ، أحدهما منطقي ، عبر المقارنة بين اللغات ، والثاني تجريبي وهو الحاسم بصرف النظر عن المقارنة السابقة ونتيجتها ، يتمحور حول مكونات ومضاعفات الزمن والوقت والزمن ( مثل الساعة والدقية والثانية ، أو اليوم والسنة والقرن ) وهي نفسها بالنسبة للكلمات الثلاثة ( الوقت والزمن والزمان ) . وهذا البرهان القطعي على أن الكلمات الثلاثة ، مترادفات واحدة لا أكثر . ويبقى التساؤل الاستنكاري أيضا : كيف يعتقد شخص عاقل ، بإمكانية السفر في شيء غير موجود ؟ والشيء بالشيء يذكر عملا بالقول المأثور ، يسأل ستيفن هوكينغ في كتابه الشهير " تاريخ موجز للزمن " : لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟ ويكرر سؤاله عدة مرات ، خلال فقرة " سهم الزمن " . وهو متيقن في الكتاب ، ان اتجاه سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل . .... أعتقد أن الفكر العالمي الحالي ، خلال القرن الماضي وحتى اليوم ثلاثاء 17 / 8 / 2021 ، ما يزال في مستوى العشوائية والتناقض الذاتي الصريح ، وخاصة العلم والفلسفة . كلنا نعرف هذه العبارات المزدوجة : 1 _ لا جديد تحت الشمس ، كل يوم تكرار للأمس والماضي ، العود الأبدي ، الاجبار على التكرار ....وغيرها . بالتزامن مع 2 _ كل لحظة يتغير العالم ، أثر الفراشة ، أنت لا يمكنك السباحة في مياه النهر مرتين ....وغيرها . .... أعتقد أن تصحيح اتجاه حركة مرور الزمن ( بصرف النظر عن نتيجة الجدل حول طبيعته ) ، من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر ، ينتج عنه بصورة تلقائية حل بعض المسائل المزمنة في الفيزياء والفلسفة . .... ملحق أفكار مبعثرة 1 الجدلية الأصعب ... التطور جيني ووراثي أم بيئي ومكتسب ؟ الجديد والطفرة من الماضي أم من المستقبل ؟! 2 إذا حددنا اليوم ، كما هو معمول به في التقويم العالمي الحالي ، يكون على حساب الأمس والغد ( الماضي والمستقبل أيضا ) وبقائهما في وضع التابع المتحول بحدود ضبابية تفتقر للدثة وللوضوح معا . والعكس صحيح أيضا ، في حالة تحديد اليوم الحالي ، أو الواقع المباشر ، بدلالة المس والغد ... أعتقد أنها مشكلة ننطلب الحل العلمي ، المنطقي والجريبي بالتزامن . .... اليوم الحالي طبيعته وحدوده ؟! في التقويم العالمي الحالي ، لا العربي فقط ، أخطاء وتناقضات تصل إلى حدود الفضيحة . اليوم الحالي الاثنين 16 / 8 / 21 ... مثال على التناقض الفظ : من جهة يعتبر 24 ساعة محددة بالأمس من قبله ، وبالغد من بعده . بالتزامن يعتبر الحاضر ومنه اليوم الحالي فترة لا متناهية بالصغر . .... ما قيمة ( كمية ) اليوم ؟! 3 هل يختلف اليوم الحالي ( الجديد _ المتجدد بطبيعته ، والقديم بالتزامن ) عن يوم الأمس وعن يوم الغد وكيف ولماذا ؟! هذه الأسئلة تكشف لا التشابه فقط ، بل التطابق التام بين الزمن والوقت والزمان . وهذا البرهان التجريبي _ العلمي اللازم والكافي ، على أن الزمن والوقت والزمان مترادفات وكلمة واحدة , ومفردة أيضا . 4 الجديد ( مصدره وطبيعته ) ... مشكلة العلم والفلسفة المزمنة . يمثل الجديد محور المشكلات اللغوية ، وهو ثلاثة الأنواع : 1 _ الجديد الحي ، بدلالة الحياة . 2 _ الجديد الزمني ن بدلالة الوقت . 3 _ الجديد المكاني ، بدلالة الأحداث والإحداثيات . الخلط والعشوائية في المعنى والدلالات ، تجسدها كلمة الجديد ( أيضا القديم ) في العربية وغيرها . .... .... الفصل الثاني _ السؤال الثاني ما العلاقة بين الحياة والزمن ، طبيعتها واتجاهها وحدودها ؟ 1 إشارة عامة ، وليست خاصة بهذا الفصل : ساعة الوقت وساعة الحياة وجهان لنفس العملة ، ويختلفان بالتزامن ؟! لنتأمل الساعة القادمة ( التي تبدأ لحظة قراءتك ) ... 60 دقيقة الحالية والمباشرة ، هي نفسها تصل إلى بقية الأحياء في هذا العالم ، والاختلاف فقط في التوقيت ( التأخير أو التقديم المتدرج بين 24 ساعة ، فرق التوقيت العالمي ) . .... فهم الفكرة أعلاه ضروري كما أعتقد ، وخاصة لفهم العلاقة بين الحياة والوقت ( الزمن ) أو الجدلية العكسية بينهما . .... لكن المفارقة بين الحياة والوقت ، تعيق الفهم والتقبل . ساعة الزمن أو الحاضر ( تتجه من الغد إلى الأمس عبر اليوم ) . بالتزامن وعلى العكس تماما : ساعة الحياة أو الحضور ( تتجه من الأمس إلى الغد عبر اليوم ) . الحضور وساعة الحياة ، يتمثلان بالمرحلة العمرية في حياة الفرد ، وهي تتدرج من الطفولة ( الولادة ) ...إلى الشيخوخة ( الموت ) . الحاضر وساعة الزمن ، معيار اصطلاحي تقيسه الساعة الحديثة بدقة تقارب الكمال ، وهي فترة موضوعية _ ومشتركة _ بين الأحياء . 2 بعبارة ثانية ، أو تناقض العلاقة بين الوقت والحياة ...
الحقيقة المزدوجة : لا الحياة تعود إلى الماضي ، ولا الوقت ( الزمن ) يعود إلى المستقبل . سوف أناقش هذه الفكرة ، بشكل مختصر في هذا النص ، وبشكل تفصيلي أكثر خلال الفصول القادمة من خلال أمثلة متنوعة . اليوم الحالي ، وكل يوم آخر ، محصلة ونتيجة للأمس والغد بالتزامن . الوقت يأتي من الغد ، مع سهم الزمن ( حركة الأحداث والأفعال ) . بالتزامن الحياة تأتي من الماضي ، مع سهم الحياة المعاكس ( حركة الأحياء ) . هذه الحركة المزدوجة بين الحياة والوقت ، ما تزال غير مفهومة بالكامل ، خاصة حركة الزمن أو الوقت . لا يمكننا التقدم بخطوة حقيقية في معرفة ذلك ، قبل حسم الجدل في طبيعة الوقت أو الزمن . خاصة إن لم يكن له وجوده الخاص والموضوعي بالفعل ، بل مجرد فكرة عقلية...فما هو مصدر الحركة الكونية إن لم يكن الزمن ؟! .... الوقت مشترك وموضوعي أكثر فأكثر ، ويتكشف بوضوح متزايد مع تقدم العمر الفردي ، يتكشف أيضا بشكل أوضح ، وأسرع مع تطور المجتمع أو الدولة في مختلف العلاقات المشتركة ، أو الثنائية أو العلاقة مع النفس . .... الوقت تقيسه الساعة بدقة شبه مطلقة . بعبارة ثانية ، الوقت هو المشترك الموضوعي ، الوحيد ، في الحياة البشرية خاصة ، حيث أنه يتساوى بين جميع الأفراد بلا استثناء . وهو يتحول إلى المعيار المشترك بمختلف العلاقات ، وفق متوالية هندسية ، لحسن الحظ ، مثاله ساعة الشطرنج ، أيضا ساعة المدرس _ة أو الطبيب _ة أو المحامي _ة وغيرهم . .... الخلاصة الفرق بين ساعة الحياة وبين ساعة الوقت ( أو الزمن ) بالاتجاه فقط ، أو في الإشارة . ساعة الحياة تتزايد بدلالة عمر الفرد ، من لحظة الولادة أو الصفر ، إلى لحظة الموت والعمر الكامل . وساعة الوقت بالعكس ، تتناقص بدلالة عمر الفرد من بقية العمر الكاملة في لحظة الولادة ، إلى الصفر في لحظة الموت . وهذه الظاهرة مشتركة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . .... العلاقة بين الوقت والحياة _ بدلالة بعض الأمثلة
1 تتكشف العلاقة المباشرة بين الحياة والوقت ، بعد تصحيح الموقف العقلي السائد والمشترك من سهم الزمن : الحياة تتجه من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . أو : سهم الحياة يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر . والزمن أو الوقت بالعكس تماما : يتجه الوقت من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . أو : سهم الزمن يبدأ من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر . لكن هذه المعرفة الجديدة ، على أهميتها ، ليست أكثر من خطوة في طريق الألف ميل نحو معرفة الواقع بشكل علمي ( منطقي وتجريبي ) : طبيعته ومكوناته وحدوده واتجاهاته ، وغيرها من الأسئلة المزمنة ... .... كيف يتحدد المجهول اليوم والمشترك ، بيننا وبين اينشتاين ونيوتن مثلا ؟ وربما يكون السؤال غير مناسب ، أو من الأفضل البدء بسؤال آخر : ما هي المعارف الجديدة ( الأفكار والخبرات ) التي سوف تكتشف خلال عشرين أو ثلاثين سنة مثلا ، بالمقارنة مع معرفتنا الحالية ، سنة 2051 ؟ نعرف اليوم أن المستقبل مصدر الزمن ، وكان هذا الأمر مجهولا بالنسبة لنيوتن واينشتاين ، ولغالبية العلماء والفلاسفة إلى اليوم 19 / 8 / 2021 للأسف ....ومن غير المعروف إلى متى يستمر هذا الوضع اللامعقول ! حيث أن الموقف الثقافي العالمي ، بما فيه العلمي والفلسفي ، ما يزال يعتبر أن سهم الزمن يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر ! لكن لا نعرف مصدر المستقبل _ ولا الماضي _ ولا نعرف سوى أنه مجهول بالكامل ، ولم يحدث بعد ! بالمثل نعرف أن الماضي مصدر الحياة ، ولكن لا نعرف مصدره ، وطبيعته وعلاقته الحقيقية بالمستقبل . .... نعرف اليوم أيضا ، أن الحركة هي الأصل لا السكون . لكن لا نعرف كيف ولماذا وإلى متى ... كيف يمكن أن تكون البداية حركة ! ؟ 2 الانتصار الذاتي نهاية الغضب . أو تخفيفه إلى الحدود المشتركة والبيولوجية . .... مفارقات مدهشة حدثت خلال كتابتي لهذه السلسة ، وخاصة بعد " 2011 سنة البوعزيزي " وهي منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ... يوميات تلك السنة العجائبية : صورة طبق الأصل _ كما خبرتها من اللاذقية _ يوما بيوم ، وساعة بساعة . لم يكن عندي أي اهتمام بالفلسفة أو بالعلم ، خارج الهندسة الكهربائية . وكان اهتمامي يتركز على الشعر وعلم النفس ، وتتمحور حياتي بكاملها إلى اليوم ( وبقية حياتي غالبا ) حول الصحة العقلية وطبيعة الزمن . 3 المنطق الكلاسيكي ، الحديث أيضا ثلاثي ، يكتفي بالبديل الثالث . البديل الأول ، الصدفة أو المرة الواحدة . البديل الثاني ، دورة السبب والنتيجة والتكرار . البديل الثالث ، أو الثالث المرفوع يتمحور حول تكافؤ الضدين . يمثل كلا من الماضي والمستقبل البديلين : 1 و 2 . ويمثل الحاضر البديل الثالث بطبيعته . لكن يبقى السؤال المزمن : ما هو الحاضر ؟ لا أحد يعرف ما هو الحاضر . وربما يبقى هذا السؤال مفتوحا إلى الأبد ؟! 4 لكن النظرية الجديدة ، رغم تعثرها ، تتقدم خطوة في المعرفة العلمية لطبيعة الواقع ، والحاضر على وجه الخصوص . ويتوضح ذلك عبر سؤال الحاضر بدلالة اليوم الحالي : هل يوجد اليوم الحالي ( الآن ، زمن القراءة ) في الماضي أم في المستقبل أم في الحاضر ؟ الجواب ثلاثي ، والحاضر نسبي بطبيعته : 1 _ اليوم الحالي ، بالنسبة للأحياء يوجد في الحاضر . 2 _ اليوم الحالي ، بالنسبة للموتى يوجد في المستقبل , 3 _ اليوم الحالي ، بالنسبة لمن لم يولدوا بعد يوجد في الماضي . .... المجهول المشترك بيننا ( جميع الأحياء اليوم 19 / 8 / 21 ..) مع كل من سبقونا ، يتمحور حول طبيعة العلاقة بين الماضي والمستقبل . لا أحد يعرف عن العلاقة بين الماضي والمستقبل أي شيء ، سوى أن الحاضر بينهما ، والماضي مصدر الحياة بينما الزمن مصدر المستقبل . لكن ما هي طبيعة العلاقة بينهما ؟ لا أحد يعرف . هل سيكون الجواب معروفا : سنة 2051 ؟ سوف ترقص عظامي طربا لو كان الجواب نعم . .... ملحق غير ضروري في المرحلة الأولى نقرأ أو نستمع على مستوى التشويق ، لنعرف كيف ستكون النهاية خاصة للأبطال والشخصيات التي تجذبنا . في المرحلة الثانوية يحدث العكس ، وأكتب هنا من واقع خبرتي الشخصية والمباشرة ..أحب المشاهدة الثانية للفيلم أكثر من الأولى ، والثالثة أكثر . يصل الأمر أحيانا إلى الخامسة وبعدها أيضا ، مثل عقل جميل ، أو بستان الكرز ، أو جمال أمريكي ، وأفلام كثيرة غيرها شاهدتها مرارا ، ولا أعرف عناوينها . أيضا القراءة ، لكن بعدد قراءات أقل عادة : اللاطمأنينة ل بيسوا ، والبحيرة ل كاواباتا ، ... فن الاصغاء لإريك فروم أعدت قراءته أكثر من خمس مرات ، ومثله فن الحب ، أيضا المجتمع السوي . الخوف إلى متى لسوزان جيفرز ، والعادات السبع للناس الأكثر فعالية ستيفن كوفي ، والرجال من المريخ والنساء من الزهرة ، أيضا فن اللامبالاة مع جزئه الثاني عن الأمل . وليس آخرها في مواجهة التعصب ريتشارد سينيت وترجمة حسن بحري . ومن الكتب التي أعدت قراءتها عدة مرات علم النفس الضمني ترجمة د عبد المجيد النشواتي ، أيضا تعديل السلوك الإنساني ترجمة جمال الخطيب كما اذكر ( سوف اصحح الخطأ ، عدا ذلك يكون الاسم صحيحا ) . .... الانتقال من التشويق ، إلى الفهم . أو القفز فوق المتناقضات ، والتحول إلى الغرق في التفاصيل . أو التعلم ، والتعود ، على حقيقة أنني لا أعرف ، وأن ذاكرتي كاذبة وتخدعني في أغلب الأحيان مثلك تماما . .... لماذا تخلو غالبية الأفلام وحتى الروايات نفسها ، من شخصيات تقرأ . شخصية ...تفتح كتابا وتقرأ رواية أو شعر ، فكر ، علم وفلسفة . أو شخصية تعاني الأرق ، فتحاول أن تجد الحل في الكتب ، عبر القراءة . لا أفهم ، وأستنكر ، لكنني أتفهم . هذا العالم الذي نعيش فيه ، مع أنه كل ما لدينا ، غير سوي وليس جميلا كما كنا نعتقد ونرغب . .... في حياة كل منا الكثير من الحلقات الفارغة . لا نعرف كيف ولماذا ، وربما ليس خطأ شخصية محددة . نفس الشيء في الرواية والفيلم ، وفي هذه الكتابة ( العلمية ) ... لا أعرف . مرات أشعر بأنني أعيش حياة شخص آخر ، ويختلف عني بالكامل . التسامح مع النفس أولا ، أعتقد أن الحب يبدأ بالاحترام ، والتقدير الذاتي المناسب أولا . نعم ...أصغر مشكلة يلزمها أحمقان . ربما قرأت العبارة ، أو سمعتها ، أو تشاركنا في صياغتها ...مع صديق _ة حب النفس فضيلة وليس أنانية أو نرجسية . الأحلام تتحقق أحيانا ، لكن أسوأ المخاوف سوف تتحقق بالتأكيد . .... .... طبيعة الزمن أو الوقت _ الفصل الثالث مع التكملة
1 حدث خطأ في الأسوب ، كما أعتقد ، حيث كان الأنسب البدء بالمثال التوضيحي ، ولهذا السبب غيرت الترتيب ... في النهاية القارئ _ة سيد النص ، بينما الكاتب مجرد خادم وأداة . .... ما هي طبيعة الوقت ( أو الزمن أو الزمان ) ؟! هذا السؤال المزمن ، مشترك بين الفلسفة والعلم والدين والتنوير الروحي والثقافة العالمية . وأعتقد أنه سوف يبقى بدون جواب علمي ، طيلة هذا القرن على الأقل . لنتخيل العالم الحالي بعد قرنين من الزمن ، يوم 22 / 8 / 2221 ؟ يوجد احتمالين فقط : الأول ، وهو المرجح بنشبة تفوق 99 ، 99 بالمئة ، يكون العالم ما يزال قائما مع بعض التطور في مختلف المجالات . الثاني ، تكون الحرب العالمية الثالثة حدثت وانتهى الأمر . 2 لا يملك الانسان غير وقته ، عمره المحدد بين الولادة والموت ، مع بعض التفاصيل الإضافية كالمال والسلطة والمعرفة وغيرها ، وهي رغم أهميتها تبقى في الدرجة الثانوية لا الأولية ، حيث العمر والوقت والباقي هوامش . بسهولة يمكن التأكد من صحة الفكرة أعلاه بشكل تجريبي ، ومباشر : أين أسلافك _ أجدادك الحقيقيين ؟! 3 يصعب فهم درجة الذكاء المنخفض ، الذي يعيش فيه الجنس البشري . .... السعادة معيار العيش الفردي بحكمة وذكاء ، وبسهولة يمكنك التأكد من ندرتها ، مباشرة وبلا استثناء . السلام معيار العيش المشترك والتعاون والشراكة ، سواء بين الأفراد أو الدول والمجتمعات ....نظرة واحدة إلى سوريا وأفغانستان وكوريا الشمالية تغني عن الشرح والتفسير . .... ما هي طبيعة الزمن ( الوقت ) ؟ لا أعرف ، ولا أحد يعرف . ( لسنا فقط أنت وانا من لا نعرف شيئا عن حقيقة الزمن وماهيته ، بل العالم كله بنفس درجة الجهل ) . 4 لنعد قليلا إلى المثال الأول ، بعد قرنين ...سنة 2221 ، وكيف ستكون . من الأسهل العودة قبل قرنين ، ...سنة 1821 . نحن الآن في منتصف المسافة تماما ، بين قرنين سابقين ولاحقين . شبه مؤكد ، حتى الأكثر حماقة بيننا ، ما كانوا ليختاروا مكان الأجداد . والعكس صحيح أيضا ، لكن بشكل احتمالي فقط . الأسلحة المكدسة على سطح الأرض لن تتلف إلا في الحرب . آمل وارجو أن أكون مخطئا . من المفيد التذكير بموقف أريك فروم ، ستينات القرن الماضي ، حيث كان متأكدا أن المعركة حتمية بين الاتحاد السوفييتي وأمريكا . دائما اذكر نفسي ، بقصور فهمنا وتفسيراتنا . ربما يبلغ العالم درجة من الحكمة ، خلال هذا القرن .... ويتخلص من أسلحة الدمار الشامل . .... المفارقة أنني أكتب من سوريا الداخل ، من قلب الجحيم نفسه حيث أعيش منذ 61 سنة . 5 الزمن أحد احتمالين : الاحتمال الأول ، طاقة كونية تشبه الكهرباء وغيرها من أنواع الطاقة . وهو مصدر الحركة الأولية ، الأزلية بالطبع . لكننا ما نزال نجهل طبيعته ، ومصدره وغيرها . مع ان معرفتنا الحالية تقدمت خطوة شديدة الأهمية بتصحيح اتجاه سهم الزمن ( من المستقبل والغد إلى الماضي والأمس ، عبر الحاضر ) . الاحتمال الثاني ، الزمن أو الوقت فكرة عقلية مثل الرياضيات واللغة . .... بصرف النظر عن طبيعة الزمن الحقيقية ، لا بد ستكتشف يوما ، يبقى من المؤكد أن اتجاه الزمن كما هو معمول به في العلم ( عكسي أو سلبي ، ويجب تغييره ) . أيضا سرعته هي التي تقيسها الساعة . بالإضافة إلى الحركة الثنائية للزمن التعاقبية والتزامنية ، وقد ناقشتها سبقا . وسوف أناقشها عبر الفصول القادمة مع الإضافة لما سبق . .... .... ( النص السابق )
1 السؤال الثالث : طبيعة الوقت أو الزمن ؟! قبل مناقشة هذا السؤال ومحاولة الإجابة عنه ، من المناسب طرح سؤال جديد حول العلاقة بين الحياة والزمن . هل يمكن الفصل بين الحياة والزمن ؟ بصرف النظر عن الجواب الصحيح ، العلمي ، والأقرب إلى الواقع . لقد فصل بينهما نيوتن أولا ، ومن بعده اينشتاين وغيره من الفيزيائيين . وأعتقد أنه السبب الأول لخطأ الموقف من الزمن ( أو الوقت ) والسائد إلى اليوم . اعتبر نيوتن أن العلاقة الحقيقية للزمن مع المكان ، لا مع الحياة . وأكمل اينشتاين نفس الخطأ ، وما يزال الموقف الثقافي العالمي يتمسك بهذا التقليد ويعتبره الحقيقة والواقع ، خاصة اتجاه سهم الزمن المعكوس . .... متلازمة المكان والزمن والحياة ، الواقع والوجود المباشر . مع أننا لا نعرف الزمن بمفرده أو الحياة بمفردها _ ولا المكان أيضا . يمكن الاستنتاج أنهما منفصلان بالفعل ، طالما أن الماضي مصدر الحياة والمستقبل مصدر الزمن . بالإضافة إلى دليل آخر ، وضع الفرد قبل ولادته بقرن مثلا : حيث يكون زمنه وحياته منفصلين بالكامل . ( تكون الحياة والمورثات في الماضي ، عبر جسدي الأم _ الأب وبقية سلالات الأسلاف ، بالمقابل يكون الزمن والعمر في المستقبل ) . .... نظريا يمكن الافتراض أن الماضي والحياة من جهة ، والمستقبل والزمن بالمقابل وجهان أساسيان للواقع الموضوعي ، والثابت ربما . بعبارة ثانية ، يمكن تمييز ثلاثة مراحل في العلاقة بين الحياة والزمن : 1 _ المرحلة الأولى قبل التقائهما . نفس المثال السابق ، الفرد قبل قرن من ولادته ( أو اكثر أو اقل ) . 2 _ المرحلة الثانية ، وهي تتمثل بالخبرة المشتركة بدلالة العمر الفردي والمزدوج بطبيعته بين الحياة والزمن . 3 _ المرحلة الثالثة ، بعد الموت . يمكن الاستنتاج بأنهما ينفصلان ، بنفس الوقت لا يمكن التأكد من ذلك . هذا التقسيم تقريبي ولا يكفي بالطبع . حيث المرحلة الأولى ، تطرح السؤال البديهي عن المرحلة السابقة . من أين يصدر الماضي والحياة ، أيضا الزمن والمستقبل ؟! نفس المناقشة بالنسبة للمرحلة الثالثة ، حيث يبرز سؤال ما بعد ؟! وهو أيضا بلا جواب ، وما يزال في مجال غير المفكر فيه ، ليس في العربية فقط بل على مستوى الثقافة العالمية . 2 موازنة الوقت حاجة فردية ، تحولت إلى ضرورة خلال هذا القرن ، وهي تشبه ميزانية الدول والشركات والأفراد أيضا . لا أعتقد أن أحدا يجهل قيمة وقته الشخصي ، باستثناء صغار الأطفال ، وحالات المرض العقلي والنفسي الحادة . بالطبع توجد فروق فردية واسعة وعميقة بالتزامن . .... علاقة الوقت والحياة تنطوي على مفارقة ، أدركها بعض الشعراء والفلاسفة ، وغيرهم من معلمي الجنس البشري منذ قرون عديدة . أكثرها وضوحا كما أعتقد ، عبارة شكسبير بترجمة أدونيس : أنت التقيت بما يموت وأنا التقيت بما يولد ( الخطاب من الحفيد _ ة إلى الجد _ة ) والعبارة متناظرة وقابلة للعكس بسهولة : أنت التقيت بما يولد وأنا التقيت بما يموت ( الخطاب المعاكس من الجد _ة إلى الحفيد _ ة ) 3 ملاحظة هامة ومتكررة النظرية الجديدة ، تعالج بعض الأفكار ( القضايا ) الكلاسيكية ، والمشتركة مثل فكرة الله والواقع والزمن _ خاصة العلاقة بين الحياة والزمن _ على سبيل المثال لا الحصر . المشكلة اللغوية تحظى باهتمام خاص ، بالإضافة إلى فكرة ثانية وجديدة ، تتمثل بالعلاقة بين الأمس والماضي ، والعلاقة بين الغد والمستقبل . .... المشكلة اللغوية تتكشف بوضوح ، من خلال بعض المفاهيم ، والمصطلحات ، مثل الجديد ، أيضا الماضي ، والمستقبل ، والحاضر . مثلا الجديد ، كلمة متعددة الأبعاد والدلالات إلى درجة التناقض . الجديد في الزمن يناقض الجديد في الحياة بالكامل ، الجديد في الزمن مصدره الغد والمستقبل حصرا ، على العكس من الجديد في الحياة ، حيث أن مصدره يقتصر على الماضي والأمس . وتتضاعف درجة تعقيد المشكلة ، مع غموضها المتزايد ، بعد الانتقال إلى الحاضر . الجديد في الحاضر يتضمن كلا النوعين : الجديد الزمني والجديد الحياتي بالتزامن . كذلك الأمر ، كلمة الماضي مثلا ، بدلالة الزمن ( أو الوقت ) تمثل المرحلة الثالثة وتجسدها . حيث يبدأ الوقت من المستقبل أولا ، والحاضر ثانيا ، والماضي والأمس ثالثا وأخيرا . وعلى النقيض بدلالة الحياة ، الماضي يمثل المرحلة الأولى في الحياة ، والثانية في الحاضر ، والثالثة والأخيرة في الغد والمستقبل . وهذه الفكرة ( المشكلة ) ناقشتها بشكل تفصيلي وموسع في المخطوط ، وفي عدد من النصوص المنشورة على صفحتي بالحوار المتمدن . .... والفكرة الثانية ، وهي أكثر تعقيدا ، تتمثل في العلاقة بين الماضي ويوم الأمس 24 ساعة السابقة . العلاقة بين يوم الغد ( 24 ساعة القادمة ) والمستقبل علاقة بسيطة ، ومفهومة وواضحة بذاتها . تشبه العلاقة بين الرقم 1 ( الموجب ) وبين اللانهاية الموجبة . بعبارة ثانية ، يمثل الغد جزءا صغيرا جدا من المستقبل . وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار التعميم بلا استثناء . لكن العلاقة المحيرة هي بين الماضي ويوم الأمس 24 ساعة السابقة . ليس الأمس جزءا من الماضي ، بل العكس هو الصحيح . بعبارة ثانية ، العلاقة بين الماضي ويوم الأمس ( 24 ساعة السابقة ) ، تشبه العلاقة بين الرقم 1 ( السالب ) وبين اللانهاية السالبة . ( _1 ) يتضمن اللانهاية السالبة وأكبر منها بالطبع . الماضي كله يوجد في الأمس ( 24 ساعة السابقة ) ، كيف ولماذا ، وغيرها من الأسئلة الجديدة والمحيرة ...سوف تبقى في عهدة الأجيال القادمة . ..... وأختم هذه الملاحظات باعتراف ، أحاول من جديد قراءة نظام الأعداد العقدية ( او التخيلية ) . لم افهمها خلال دراستي الجامعية ، ولا اليوم . .... .... ملحق خاص المفكر الفرنسي من أصل بلغاري تزفتيان تودوروف ، يعتبر أن خطأ الفلسفة الكلاسيكية _ المحوري _ والذي يتمثل في اعتبار الصراع أصل العلاقات الانسانية لا التعاون والشراكة ، كان في تركيز الفلاسفة على أصل الانسان بالتزامن مع إهمال أصل الفرد . أصل الانسان مشكلة ميتافيزيقية ، يتعذر حلها بشكل علمي ومنطقي . بينما أصل الفرد يتكرر أمام الجميع كل لحظة ويقبل الملاحظة والاختبار ، وهو في الحد الأدنى نتيجة فترة من اللذة الجنسية لا الصراع . هذه الفكرة ، كتبت عنها وناقشتها وفكرت فيها مرات ، وأعتقد أنها بنفس أهمية عبارة شكسبير ، من ناحية تأثيرها بفهمي الحالي للعلاقة بين الحياة والزمن ( الوقت ) : أنت التقيت بما يموت وأنا التقيت بما يولد . والمفارقة ، أن الكثير من المترجمين والنقاد يعترضون على ترجمة أدونيس واعتباره غير أمين للنص الأصلي ! .... ننسى دوما أن اللغة وسيلة لا أكثر ولا أقل . البعض يعتبر أن اللغة غاية بحد ذاتها ، ومعناها الحقيقي في الماضي ، وهذا الموقف الدغمائي مصدر ثابت للحذلقة والابتذال اللغويين . موقف آخر وربما الأسوأ ، يعتبر أن اللغة تجسد الواقع الحقيقي ، ولا تعبر عنه فقط أو تدل عليه . المشكلة اللغوية سبب أول ، ودائم في تعثر معرفة الواقع ، والعلاقة بين الحياة والزمن بصورة خاصة . توجد حاجة مضاعفة اليوم للإصلاح اللغوي ، على غرار الإصلاح الديني والسياسي وغيره ، على مستوى العالم وفي العربية أكثر من سواها . أعتقد أن العالم يحتاج إلى لغة جديدة وقد تكون متطورة عن الإنكليزية مثلا ، أما عن غيرها درجة الاحتمال ضعيفة وشبه خيالية . أعتذر عن تكملة هذا الموضوع ، فهو خارج مجال تخصصي وخبرتي ، وهذه رسالتي إلى المعنيين بالأمر ...عالمات وعلماء اللغة ، العربية خاصة للمساهمة في فتح حوار ثقافي وعلى مستوى العالم . مثال كلمة الجديد ( أو القديم ) ناقشته سابقا . لكن هنا يبرز سؤال جديد أوضح ، وأصعب ، يتمحور حول المرحلة قبل الأولية في العلاقة بين الحياة والزمن . قبل ولادة الفرد يكون جسده وحياته ( مورثاته ) في الماضي عبر سلاسل الأسلاف . لكن أين يوجد الأصل ؟! بالتزامن السؤال المقابل ، قبل ولادة الفرد ، يكون زمنه ووقته ( عمره ) في المستقبل . والسؤال ماذا يوجد خلف المستقبل أو قبله !؟ وسأختم بسؤال ثالث ، أعتقد أنه سيكون أحد الموضوعات الرئيسية في فلسفة النصف الثاني لهذا القرن : العلاقة بين الماضي والحياة والزمن : طبيعتها ومصدرها وحدودها ؟! بالتزامن مع السؤال المعاكس : العلاقة بين المستقبل والزمن والحياة : أيضا طبيعتها ومكوناتها وحدودها . .... خلاصة هذا الفصل ( فكرة جديدة وهامة كما اعتقد ) العلاقة بين الحياة والزمن تمر بخمس مراحل : 1 _ المرحلة الأولى . مزدوجة بطبيعتها ، حيث تتضمن الأبد والأزل بالتزامن . ويمكن اعتبارها الأخيرة أيضا . هذه المرحلة ، المزدوجة ، تتميز بالانفصال التام بين الحياة والزمن . ربما تكون سوى لحظة لا متناهية في الصغر . 2 _ المرحلة الثانية . ظهور الحياة والزمن . المرحلتين 1 و 2 لا يمكننا أن نعرف عنهما شيئا ضمن معارفنا ووسائلنا الحالية ، سوى بشكل منطقي واستنتاجي . 3 _ المرحلة الثالثة ، مرحلة الأفراد والعمر الفردي ، وهي التي نخبرها جميعا . 4 _ المرحلة الرابعة ، بعد موت الفرد . 5 _ المرحلة الخامسة ، عكس الأولى : بعد فناء العالم والحياة . لا نعرف عنها شيئا . .... لنتذكر ..." النهاية والبداية " عنوان ديوان شيمبورسكا . سدرة المنتهى أو سترة النهاية ، الحياة والزمن ولا شيء آخر .... .... النظرية الجديدة _ الفصل الرابع مع التكملة
أيضا البداية مع فقرة جديدة من كتاب " البرمجة اللغوية العصبية " ومناقشة مختزلة ومكثفة ، بما أن الأفكار الواردة ، بغالبيتها ، قد تمت مناقشتها سابقا بشكل تفصيلي وموسع : ( لا تتواجد الخبرة البشرية إلا في اللحظة الراهنة ، أما تجارب الماضي فتتواجد على شكل ذكريات وخبرات فقط ، ...، وبالنسبة لتجارب المستقبل ، فهي توجد على هيئة توقعات أو آمال أو توهمات ) . أعتقد أن فكرة هذه الفقرة ، والخبرة المتضمنة فيها مشتركة ، ويوجد اتفاق ثقافي عام ، وعالمي ، حولها يشمل العلم والفلسفة . واختلافها مع النظرية الجديدة ، يتحدد برفض الموقف السائد _ الموروث والمشترك _ الذي يعتبر أن اتجاه حركة مرور الزمن ، هي نفسها اتجاه نمو الحياة وتطورها : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . ( الجدلية العكسية بين الحياة والزمن تتمحور النظرية الجديدة ) .... بدون تصحيح الموقف العقلي من الواقع ، وفهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن _ ومن الحاضر بالدرجة الأولى _ سيبقى الموقف الثقافي ( العلمي والفلسفي خاصة ) في حالة التخبط العشوائية ، والتناقض الذاتي ، التي نعرفها في الفيزياء الحديثة ، وفي فلسفة العلم بشكل صارخ ومخجل . .... ما هي اللحظة الراهنة ؟ صيغة السؤال نفسها تعبير أحادي وخطأ عن الواقع ثلاثي البعد _ حياة وزمن ومكان _ يتعذر اختزاله إلى اثنين وإلى واحد يتضاعف الخطأ . توجد ثلاثة أنواع للحظة ، أو النقطة ، أو الذرة ، أو الصفر . ثلاثة أنواع في الحد الأدنى ، الزيادة ممكنة ومرجحة كما أعتقد ، لكن الاختزال خطأ جوهري ونكوص من العلم والمنطق إلى السحر والوهم . بعبارة ثانية ، اللحظة الراهنة تمثل أحد الأبعاد الثلاثة للوجود والواقع ، البعد الزمني أو الحاضر ، ويتمثل البعد الحياتي بالأحياء والحضور ، والبعد المكاني بالإحداثية والمحضر . .... تعبير النظرية الجديدة عن الحاضر غير مكتمل ، بسبب المشكلة اللغوية . مع أنه يتقدم خطوة ، وبوضوح شديد على الموقف الثقافي السائد . مثال مباشر ، حدث قراءتك الآن : لنتخيل مراقبا حياديا لعملية القراءة ، التي تحدث عبر ثلاثة محاور متعامدة ، الحياة والزمن متعاكسان ، ويتناصف معهما البعد المكاني عموديا أيضا . كل لحظة ، تنقسم إلى ثلاث اتجاهات : 1 _ الحياة من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر ( المباشر ) . 2 _ الوقت أو الزمن بالعكس تماما . 3 _ المكان ، يمثل عامل الاستقرار والتوازن الكوني . .... الجميع يعرف الماضي والمستقبل ، ويبقى الاختلاف حول الحاضر ؟ يتحدد الحاضر عبر الحضور فقط ( الأحياء ) . الحاضر بطبيعته نسبي ، ويمثل الأزمنة الثلاثة بنفس الوقت ، مثاله اليوم الحالي الذي يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء ، وفي الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، وفي المستقبل بالنسبة للموتى ومثله كل يوم جديد . ..... السؤال الرابع ، حول حركة مرور الوقت : اتجاهها ونوعها وطبيعتها ... هل حركة الوقت أو الزمن ، ثابتة أم متغيرة ؟ أيضا ما نوع حركة الوقت ، تعاقبية وتزامنية معا ، أم أحدهما فقط ؟ ناقشت هذه الأسئلة خلال الكتاب الأول " النظرية " ، في نصوص عديدة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . وفي هذا النص سأحاول مناقشتها ، مع بعض الإضافة ، والتوسع . .... ملاحظة هامة يمكن دراسة اتجاه حركة مرور الزمن ، وسرعة مرور الزمن ، ونوعها ، بالرغم من جهلنا لطبيعة الزمن ( الوقت ) وماهيته الحقيقية . لكن ذلك يتطلب التركيز على الموقف الثقافي المشترك والذي تمثله مراكز البحث العلمي الحديثة ، والمتفق عليه أيضا بين العلم والفلسفة ، وخلاصته التي نعتمدها كمعيار مشترك وموضوعي . يوجد مثال يوضح الفكرة ، الدراسات القائمة بشأن الفيسبوك ووسائل التواصل الحديثة بصورة عامة . بعبارة ثانية ، على الرغم من عدم فهم طبيعة الزمن أو الوقت ، والتي ربما تبقى لقرون عددية قادمة موضع جدل وخلاف في العلم والفلسفة ، مع ذلك يمكننا الاستناد على بعض التوافقات . مثل تحديد الماضي ، والمستقبل على سبيل المثال : الماضي : حدث سابقا ، وهذ التعريف المشترك بمختلف اللغات . يقابله المستقبل : لم يحدث بعد ، وهو أيضا موضع اتفاق . لكن تبقى مشكلة الجديد والقديم بصورة خاصة . حيث الجديد في الزمن قديم في الحياة والعكس صحيح . المشكلة اللغوية أكثر تعقيدا ، مما كنت أتصورها في الكتاب الأول " النظرية " . وفي هذه المناسبة أدعو علماء اللغة ، العربية خاصة ، لبحث هذه المشكلة الثقافية بدلالة الزمن . للتوصل إلى توافقات واقتراحات ، ولو بشكل أولي وبصيغة حوار مفتوح . والمثال الثاني على التوافق النسبي ، بالرغم من الجدل المزمن حول الحدود الموضوعية بين الصحة العقلية والمرض ، على المستويين الفردي والاجتماعي . لا يوجد خلاف _ حسب علمي _ حول المعيار المزدوج . اتجاه الصحة العقلية : اليوم أفضل من الأمس وأسوأ من الغد . اتجاه المرض العقلي : اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد . .... ملاحظة 2 يخلط الجميع ، إلى اليوم الحالي : الجمعة 27 / 8 / 2021 في الثقافة العالمية ( خاصة في الفلسفة والعلم ) بين حركة الحياة وحركة الزمن أو الوقت ويعتبرونها واحدة فقط ، بشكل ضمني عادة ، وصريح أحيانا . 1 _ حركة الحياة تتمثل بالنمو بعد ولادة الفرد ، وتطوره من مرحلة الطفولة إلى الكهولة ، عبر مرحلة النضج والشباب . في اتجاه واحد : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . 2 _ حركة مرور الزمن ( أو الوقت ) ، وهي تتمثل بتدفق الأحداث والأفعال أو اتجاهها الثابت ( سهم الزمن ) من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . على العكس تماما من الموقف الثقافي السائد . هذه الحركة المزدوجة ، ناقشتها مرارا في نصوص عديدة ومنشورة ، وما يزال يصعب فهمها على الكثيرين _ ات . وهذا الموقف المتكرر واللامبالي ، صار يصيبني باليأس والإحباط . .... 1 هل يمكن تخيل الكون ؟ أعتقد أن مشكلة الواقع ، تتمثل بعدم إمكانية تخيل الكون ولو بشكل غير مباشر ، أولي وتقريبي . عندما نصف الكون بأنه لا نهائي ، أو نصفه بالمطلق ، أو الأزلي ( بلا نهاية أو بداية ) ، أو المجهول ...وغيرها ، نكون فقط قد استبدلنا العبارة الصحيحة ، الواضحة والجميلة " لا أعرف " بالتعميم الذاتي والثرثرة . ونكون قد استبدلنا العلم بالحذلقة اللغوية ، والرطانة وهو الأسوأ . .... حركة مرور الزمن أو الوقت ، ونقيضها اتجاه تطور الحياة ؟ أعتقد أن قانون نيوتن الثاني للحركة : لكل فعل رد فعل ، يساويه بالقيمة ويعاكسه بالإشارة والاتجاه ، يمكن اعتباره حدسا باكرا للجدلية العكسية بين الحياة والزمن . أحدهما يمثل الفعل والمحرك الحقيقي ، بينما الثاني يمثل رد الفعل . أميل إلى الاعتقاد بأن الحركة الكونية ، الأصلية ، عكسية بطبيعتها . وتشبه حركة الباص المجاور ، بينما الباص الحقيقي ( الذي يتواجد فيه المشاهد أو المراقب ، في وضع السكون لا الحركة ) . بعبارة أوضح : ما يشعر به الانسان ، ويعتقد انه الحقيقة في حركة الأيام أو سهم الزمن الذي ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، هو خدعة حواس . بينما الحقيقة الموضوعية تتمثل بمرور الوقت من الغد والمستقبل إلى الأمس والماضي ، عبر الحاضر . بكلمات أخرى ، حركة الحياة هي رد فعل على حركة الوقت ، تساويها بالقيمة وتعاكسها بالإشارة والاتجاه . .... 2 مثال تطبيقي جديد على المشكلة اللغوية الاتجاه والمعنى والغاية ؟ الغاية خاصية الكائن الحي ، وميزة للإنسان . المعنى يتضمن الغاية ، بينما الغاية حالة خاصة من المعنى العام . الاتجاه يتضمن المعنى ، بينما المعنى حالة خاصة من الاتجاه . هل للزمن ( الوقت ) معنى وغاية ؟ أعتقد أن السؤال غير علمي ، أو غير منطقي على الأقل . هل للحياة معنى وغاية ؟ أعتقد أن السؤال ضروري ، وربما يثير اهتمام فلاسفة العلم خصوصا خلال النصف الثاني لهذا القرن ، وما بعده أكثر . هل للزمن اتجاه ؟ نفس السؤال ، هل للحياة اتجاه ؟ اتجاه الحياة على النقيض من اتجاه الزمن ، لا يوجد أحدهما بمعزل عن الثاني ....الحياة والزمن وجهان لعلمة واحدة ، لكنها مزدوجة بطبيعتها . .... الأسئلة المنطقية عن الزمن ليست نفسها عن الحياة ، مع أنهما متلازمة . .... لا يمكن معرفة الزمن قبل التقاءه بالحياة . ولا يمكن معرفة الحياة قبل التقاءها بالزمن . .... الحياة بين الصحة والمرض ، نوعية ونسبية بطبيعتها . الوقت بين الطول والقصر ، كمي وموضوعي بطبيعته . .... الحياة نسبية ، وتختلف في كل لحظة عن السابقة واللاحقة ، كما أنها تتغير بطرق ذاتية لا يمكن تحديدها مسبقا . الزمن ( الوقت ) موضوعي ، ولا فرق بين لحظة وأخرى سوى بدلالة الحياة أو المكان . تحتاج العلاقة بين الحياة والزمن خاصة إلى البحث والدراسة ، حسبي أنني فتحت هذا الباب المغلق والمنسي من الجميع . 3 تتغير الحالة العقلية باستمرار ، وهذه خبرة مشتركة ، تمثل الحقيقة البشرية ، وهي موضع اتفاق على غير العادة بين العلم والفلسفة والثقافة العامة _ المحلية والعالمية على السواء . محاولة فهم ذلك ، عبر تفسيره بالشكل الصحيح والموضوعي _ بدلالة الواقع والعلاقة بين الحياة الزمن خاصة _ ما يزال خارج الاهتمام الثقافي ، العلمي والفلسفي للأسف . الاختلاف الثابت ، والدائم ، بين اليوم والغد ( بين الحاضر والمستقبل ) يمثل السبب المشترك ، والموضوعي . على الانسان ( على كل فرد ) الاختيار المتكرر بين الحاضر والقادم ، وهذا ما يحدث بالفعل ، حيث يختار غالبيتنا وفي معظم الأحوال الحاضر على حساب القادم والمستقبل الذي لم يصل بعد . المثال الأوضح ، العادة الانفعالية السائدة لدينا ( ثرثرة ، مهدئات ، تدخين ، كحول ، ... وغيرها _ من لا يعرفها ! ) . هي تجسد تفضيل الحاضر ( الماضي عمليا ) على المستقبل بوضوح . والعكس صحيح ، وكلنا نعرفه ونخبره ولكن كحالة خاصة ومؤقتة فقط . بعبارة ثانية ، الحاضر مع أنه حالة مؤقتة ، هو بطبيعته مزدوج ، وثنائي فقط بين اتجاهين متناقضين بطبيعتهما : إلى الأمس والماضي أو بالعكس إلى الغد . .... اختيار الأمس والماضي ، وهو ما نقوم به غالبا ، يمثل اتجاه المرض العقلي النموذجي " اضطراب ثنائي القطب " التسمية الحديثة للعصاب ، وقبله الاغتراب : اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد . والعكس صحيح ، اختيار الغد والمستقبل يمثل اتجاه الصحة العقلية : اليوم أفضل من الأمس وأسوأ من الغد . تلك المعادلة المزدوجة للصحة ( أو المرض ) العقلية ، وهي تصلح كاتجاه عام ، للأفراد أو المجتمعات والدول . .... .... مقدمة الفصل الخامس
العيش على مستوى الموقع فقط ، سبب أول للمرض العقلي . الفرد ثنائي بالحد الأدنى ، موقع وشخصية . وثلاثي البعد بصوة أشمل : 1 _ البعد الأول ، الشخصية . 2 _ البعد الثاني ، المورثات . 3 _ البعد الثالث ، البيئة . بالطبع هذا التصنيف نظري وافتراضي ، وهو يشبه تصنيف الجسد إلى أعضاء متمايزة ومختلفة ، مع أنه لا يمكن الفصل بينها عادة . .... عودتي المتكررة إلى مشكلة العلاقة بين الشخصية والموقع ، أحد أسبابها النظرية الجديدة والموقف الثقافي منها ، المشبوه بالحد الأدنى . حاولت خلال السنوات العشرين الماضية ، الكتابة في موضوعات ثلاثة : الشعر والأدب بالعموم ، وعلم النفس والصحة العقلية خاصة ، وحديثا الواقع بدلالة النظرية الجديدة ، والجدلية العكسية بين الزمن والحياة . لحسن الحظ يوجد موقع الحوار المتمدن . .... مسرحية سعد الله ونوس الشهيرة " الملك هو الملك " ، مثال تطبيقي نموذجي على ثنائية الفرد أو العلاقة بين الموقع والشخصية . الحاكم العربي مثلا ، هو في موقع القائد والزعيم ( الموقع الأول ، ودور البطولة ) . وشخصيته مريض عقلي ، ونصف مجنون في أحسن حالاته . أترك للقارئ _ة تقدير الاستثناء ، إن كان يوجد استثناءات بالفعل ، في العالمين العربي والإسلامي المنكوبين . .... مقدمة للفصول الخمس السابقة
ما هو النظام الزمني ( الوقتي ) الحالي : طبيعته وحدوده ومكوناته ؟
1 لنتخيل اكتشاف الحياة الذكية في أحد الكواكب ، هذه السنة ، أو بعد قرن ، ...أو بعد مليون سنة . هذا احتمال واقعي ، وممكن ويتزايد مع التقدم العلمي والتكنولوجي ، ويقترب من التحقق أكثر فأكثر عبر كل جيل جديد . .... الحياة الذكية لا تنفصل عن اكتشاف اللغة والزمن . اللغة ما تزال في المستوى البدائي ، على النقيض من التصور السائد . بالمقارنة بين النظامين اللغوي والزمني ، يتضح مدى تخلف اللغة ( الإنكليزية أو العربية كأمثلة ) . .... لا شيء يبرر استمرار الوضع اللغوي الفوضوي ، والعشوائي بالكامل ، على مستوى العالم ، وضمن حدود اللغة القومية أو الوطنية نفسها . يشبه الأمر ، استخدام الخيول والحمير كوسيلة نقل أساسية اليوم . مع فارق واحد ، أن وضع اللغات كلها متشابه ، والاختلافات محدودة ونسبية فقط . 2 النظام الزمني الحالي عالمي ، وموحد وعلى درجة عالية من الدقة والموضوعية ، ويحتاج عاجلا إلى تصحيح اتجاه حركة مرور الزمن . بينما النظام اللغوي الحالي ، ومعه الحقوقي والسياسي ، على درجة خطيرة من العشوائية والتناقض _ تثير الشبهة والشفقة معا . بالطبع لا يشعر الغالبية بذلك . وما زال العكس هو السائد حيث التفاخر ، الغبي والبليد ، بالوضع اللغوي الحالي ، العربي خاصة ! .... القديم والجديد كمثال . القديم في الزمن جديد في الحياة ، والعكس صحيح . ناقشت هذه الفكرة ، المشكلة ، بشكل تفصيلي وموسع . وسأكتفي هنا ، بمناقشة سريعة لعلاقة العادة والحاجة مثلا : كيف يمكن التمييز ، مع المقارنة ، بين العادة والحاجة بشكل موضوعي ودقيق ؟ بدلالة الزمن ، والجدلية العكسية بين الحياة والزمن خاصة ، يمكن ذلك بشكل سهل ، مع المحافظة على الدقة والموضوعية . الحاجة تتصل بالماضي والمستقبل ، والحاضر بالطبع . بينما العادة تقتصر على الماضي والحاضر ، مع أنها تتحكم بالمستقبل _ بشكل لاشعوري غالبا _ وهذه مفارقة ومغالطة أيضا . يحتاج العالم الحالي إلى ثورة حقوقية _ ثقافية ، أو الاستمرار في تكديس المشكلات المزمنة وغير القابلة للحل كمثال مزدوج ( أسلحة التدمير الشامل وهي تتضاعف ، جيلا بعد آخر ، أيضا الموقف الثقافي العالمي من الواقع والزمن بصورة خاصة ) . 3 لنتذكر أن القرن العشرين ، تجاوز الحدود السلبية والايجابية بالتزامن . التوحش الإنساني خلال الحربين تجاوز كل الحدود ، والتوقعات . بالتزامن ، التطور العلمي والتكنولوجي تجاوز الخيال . .... الويل لنا الويل لأحفادنا أكثر إن لم تحدث ثورة معرفية ليس خلال هذا القرن فقط ، بل بسرعة . .... لنتخيل الاحتمالات الشبيهة ب تشيرنوبل : إسرائيل ، باكستان ، كوريا الشمالية ، الصين والهند و ،...و يفخر البعض بلغته ، أو بالمستوى الحالي لحقوق الانسان وغيرها . 4 ما علاقة كل ذلك بالزمن ، والنظرية الجديدة خاصة ؟ هذا البحث في الأصل حول الصحة العقلية والسعادة ، أو العكس المرض العقلي والشقاء . المشكلة المزمنة _ المشتركة والموروثة _ الجشع أو عدم الكفاية أو انشغال البال الدائم . ما تزال بدون حل منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة . .... الشقاء في العقل ، والسعادة في العقل أيضا . بوذا . .... القلق المزمن ، وانشغال البال الدائم ، مرض عقلي مشترك وموروث . يصيب الأفراد والمجتمعات على السواء . ليت الأمر فقط كذلك ، إنه وباء يشبه كورونا . لا أحد خارجه . هذه خبرتي الشخصية ، هي أكثر من رأي واعتقاد ، وأقل من معلومة . .... هذه الأفكار ( الجديدة خاصة ) سوف أناقشها خلال الفصول القادمة بشكل أوضح وأشمل . .... .... الفصل الخامس _ النص الكامل
1 " جسدك هنا في الحاضر ، وعقلك هناك في الماضي أو المستقبل " الواقع المباشر ، ثابت ومتغير بنفس الوقت . الجسم يبقى هنا في الحاضر من الولادة إلى الموت ، والعقل هناك في الماضي أو المستقبل ... لماذا ، وكيف ، والغاية ، والمعنى ...وغيرها من الأسئلة التي تتلخص جميعها بسؤال واحد ، بسيط ، ومباشر : ما هو الواقع ؟! النظرية الجديدة تقدم الجواب المنطقي ، والذي يقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . الجسم والشعور هنا في الحاضر ، بينما العقل والفكر هناك في الماضي أو المستقبل . ويبقى تحديد الأزمنة الحقيقية الثلاث : الماضي والحاضر والمستقبل ، وعلاقاتها الفعلية . .... ثلاث ملاحظات أولية : 1 _ الوقت والزمن واحد لا اثنين . هذه مشكلة في العربية ، يلزم تصحيها على المستويين الفردي والمشترك . 2 _ الحياة والزمن اثنان لا واحد . يشكلان معا جدلية عكسية ، يتعذر إرجاعها إلى الواحد . 3 _ العقل والجسد واحد واثنين بالتزامن . وهذه المشكلة ، لها حل واحد صحيح يتمثل بالثالث المرفوع . .... حركة مرور ، مع أنها غير ظاهرة للحواس ، لكن منطقيا وبشكل استنتاجي ربما تمثل الحركة الموضوعية ، والتي تتضمن مختلف أنواع الحركة ، خاصة الحركة التعاقبية والتزامنية . 2 الواقع المباشر والواقع الموضوعي ، والعلاقة بينهما ؟! الواقع المباشر ، نختبره جميعا من الولادة إلى الموت ، ويتمثل بالتقاء الزمن والحياة عبر الفرد : الحاضر الزمني والحضور الحياتي . الواقع الموضوعي ، هو الواقع المباشر بالإضافة إلى الماضي والمستقبل . .... لنتذكر ثلاثة مواقف بارزة من قضية الواقع : نيتشه : لا يوجد واقع بل تأويلات . فرويد : سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد . هايدغر : يجب تحليل الحضور ، المهم كيف يحضر الانسان في العالم . ( الثلاثة ألمان _ صدفة جميلة ) 3 اليوم الحالي _ وكل يوم _ يوجد في الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن ، وقد ناقشت هذه الفكرة مرارا ، كيف يمكن تفسري ذلك ؟! اليوم الحالي هو الحاضر بالنسبة للأحياء ، والماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، والمستقبل بالنسبة للموتى . لا يمكن تفسير هذا الأمر ، سوى باعتبار الحاضر نسبي ، ويتحدد بدلالة الانسان فقط _ أو الوعي _ عبر حالاته الثلاثة ( قبل الولادة وخلال الحياة وبعد الموت ) . فقط ( او الوعي ) . صار بالإمكان تحديد الحاضر كمجال أو حيز موضوعي ، بالإضافة إلى أنه يمثل المجال الكامل بين الماضي والمستقبل ، فهو يمثل الوجود بكامله لكن على مراحل وليس دفعة واحدة . .... يمكن تشبيه الماضي والمستقبل ، بشكل غير مباشر ، بالقطبين الشمالي والجنوبي . وعلاقتهما مع الكرة الأرضية . نعرف بشكل منطقي أن الكرة الأرضية بين القطبين ، بنفس الوقت هي تحتويهما . أعتذر عن التكملة في هذه الفكرة أو التوجه ، أو المقترح الجديد ، أشعر بالتعب والتشويش . ( ربما تكتمل هذه الأفكار لاحقا ، ...ربما يكملها قارئ _ة ...؟! ) 4 النظرية الجديدة تتضمن خلاصة التفكير العلمي في الزمن أو الوقت ، خلال القرن العشرين خاصة . وهي أفكار شعراء وفيزيائيين وفلاسفة ، منهم الثلاثة الكبار نيوتن واينشتاين وستيفن هوكينغ ، أيضا هايدغر وباشلار مع غيرهم بالطبع . ويبقى الأهم رياض الصالح الحسين وشكسبير وأنسي الحاج وشيمبورسكا ، ... لطالما أثارتني جملة أبو العلاء : إني وإن كنت الأخير زمانه ... أيضا نصف بيت الشعر الشهير إن غدا لناظره قريب . ( هدبة بن الأشرم ) .... .... الفصل الخامس _ خلاصة ما سبق
مشكلة تصور الزمن أو الوقت ... ؟ ! الطريقة التي يتصور بها الانسان الوقت ، أو الزمن ، تحدد اتجاهاته الرئيسية ، وقيمه الشخصية أيضا . على كل شخص ينتقل إلى بلاد بعيدة تغيير توقيت بلده القديم ، واستبداله بتوقيت البلاد الجديدة . مثل العملة واللغة وغيرها . 1 هذه المناقشة موجهة إلى قارئ _ة ( مراهق _ة ) بين العاشرة والعشرين . .... خلال سنة أو خمسين ، بصورة مؤكدة ، سوف يتم تصحيح اتجاه عقارب الساعة بعكسها ، ومعها تصحيح اتجاه حركة الوقت . الاحتمال الأرجح سوف يكون بعد موتي ، وليس خلال حياتي للأسف . ولو حدث العكس ، يكون العالم الحالي على درجة من النضج ، والمسؤولية المعرفية _ الأخلاقية خاصة ، وهو أمر يدعو إلى الثقة والتفاؤل . لكنني أعتقد العكس ، أن صحوة العالم ( الزمنية ) ومعها الصحوة المعرفية والأخلاقية سوف تتأخر إلى النصف الثاني لهذا القرن غالبا . 2 حركة الأيام _ الحركة التي نعرفها جميعا ، تشبه حركة الباص المجاور . حيث يشعر ويعتقد الراكب _ة ، في الباص المتوقف ، أنه بدأ يتحرك بالفعل ، بسبب الخدعة البصرية التي نخبرها جميعا بأشكال متنوعة . والفرق نسبي ، ويختلف بين شخص وآخر ، مع أن الحركة نفسها موضوعية وثابتة ، ويمكن قياسها وتحديدها بدقة ووضوح . .... الغالبية للأسف لا يفكرون ، حتى لحظة انكشاف الخدعة البصرية والشعورية ، بأن الأحاسيس والمشاعر لا تعكس الحقيقة والواقع بشكل دقيق وموضوعي ، بل تفسيراتنا الشخصية والتي تتباين _ ليس بين فرد وآخر فقط ، بل بالنسبة للشخص نفسه تختلف بحسب الحالة والمزاج الشخصية . بعبارة ثانية ، تضللنا الأحاسيس والمشاعر غالبا ، وتبعدنا عن الواقع بدرجة أعلى مما تقربنا منه وإليه . الحركة المقصودة _ هي حركة مرور الوقت الثابتة والمنتظمة _ اللحظة ، والساعة واليوم ، والقرن ، والعصر . الموقف الثقافي العالمي ، بما فيه موقف العلم والفلسفة ، يعتبر أن تلك الحركة يمثلها سهم الزمن ، وتنطلق من الماضي والأمس إلى الغد والمستقبل ، مرورا بالحاضر . وهذا الموقف خطأ ، والحقيقة هي على العكس تماما . حيث يتم الخلط بين نوعين مختلفين من الحركة _ متعاكسين _ يتمثلان بالجدلية العكسية بين الحياة والزمن ( الوقت ) . .... تتوضح الجدلية العكسية بدلالة العمر الفردي أو الشخصي ، مثلا اليوم الحالي _ وكل يوم آخر ، باستثناء الماضي _ هو شكل ومضمون أو حاضر وحضور . الحاضر يمثل الجانب الزمني ، الشكلي ، وهو يأتي من الغد والمستقبل . بينما الحضور يمثل الجانب الحي ، المضمون ، وهو يأتي من الأمس والماضي . والآن بسهولة يمكننا التأكد من الحركة المزدوجة ، والتي تتسبب بالموقف الخطأ ( الشعور والاعتقاد ) السائد والمشترك . الساعة بوضعها الحالي تقيس حركة الحياة لا الزمن . وعندما يتم عكسها ، او تصحيحها ، تتكشف حركة مرور الزمن بدقة ووضوح . 3 ما عليك سوى وشع روزنامة للعام القادم أمامك ، وتأملها بهدوء . لسنا نحن _ الحياة والأحياء _ من نتحرك من الاثنين إلى الثلاثاء ، فالأربعاء ...بل هي حركة الباص المجاور ، الزمن أو الوقت يتسرب من المستقبل والغد إلى الماضي والأمس ، عبر اليوم الحالي والحاضر . وهذه حكرة مرور الوقت ، او سهم الزمن : من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر . والعكس حركة الحياة ؟ .... عمر اليوم الحالي يشبه عمر الفرد ، الاختلاف الوحيد أن نهاية اليوم معروفة ومحددة سلفا . مثله عمر الغد ، أيضا الأمس لكن بشكل معكوس . اليوم الحالي بدأ الساعة 12 ليلا ، وسوف ينتهي خلال 24 ساعة ، بنفس التوقيت ساعة 12 ليلا . هذا متفق عليه ، والاختلاف حول الاتجاه فقط . يفترض الموقف الثقافي العالمي الحالي ، ان السبت ينتقل إلى الأحد ، ثم الاثنين ...وهكذا . لكن العكس هو الصحيح ، نحن ( الأحياء والحياة ) نبقى في اليوم الحالي والحاضر من الولادة إلى الموت . والأيام هي التي تتغير ، تأني إلينا من المستقبل ثم تعبرنا إلى الماضي . ( بسرعة ثابتة وبنفس الاتجاه ، المعاكس لاتجاه الحياة ) 4 سنة 2022 قادمة بشكل موضوعي ومطلق . فقط من يموتون هذه السنة لن تصلهم ، ومن مات قبلهم بالطبع . وهكذا هي حركة مرور الوقت كلها ( اللحظات ، والساعات ، والسنوات ، والقرون ، والعصور ) حركة ثابتة ومنتظمة وفي اتجاه واحد . .... سنة 2020 صارت خلفنا . وهي تبتعد من الأمس ( والماضي ) إلى الأمس الذي سبقه ... في اتجاه الأبعد فالأبعد . ( وهذه هي حركة مرور الوقت _ أو سهم الزمن _ من الغد والمستقبل إلى الأمس والماضي ، عبر الحاضر ، والعكس حركة الحياة والأحياء ) . 5 أعتقد أن 9 من أصل 10 قراء تحت العشرين ، يفهمون هذا النص بسهولة ويسر . ويؤسفني للغاية ، ان أبناء جيلي يصعب عليهم فهم هذه الأفكار البسيطة ، والواضحة ، مع أنها جديدة وصادمة بالفعل للعقول المتحجرة . سيحكم المستقبل على الجميع . .... .... الأرض الجديدة _ تكملة الفصل السادس
تذكير ، للقارئ _ة الجديد _ة خاصة... حدود هذه الكتابة ضمن المجال العلمي ، أو الفلسفة العلمية ، من حيث المنهج والأدوات . فهي تعتمد على المناهج العلمية الحديثة كالمقارنة والاحصاء وغيرها ، وتتمحور حول قابلية الملاحظة والاختبار والتعميم . مثال تطبيقي ، اتجاه حركة الزمن والأحداث ( سهم الزمن ) من الغد والمستقبل إلى الأمس والماضي ، عبر الحاضر ( الآن _ هنا ) . والعكس حركة نمو الحياة وتطورها ( سهم الحياة ) من الماضي والأمس إلى المستقبل والغد ، عبر الحاضر الحالي والمباشر . وكلا الحركتين ، تقبلان الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . وتكفي ملاحظة واحدة تخالف ذلك لإعادة النظر بالفكرة ، وتغيير النظرية بكاملها لو حدث ذلك . 1 المستقبل زمن قديم لا يمكن معرفته . ( الزمن ، والعمر الفردي ، يأتي من زمن مجهول في المستقبل المطلق ) الماضي حياة جديدة لا يمكن معرفتها . ( الحياة ، مع جميع الأحياء ، تأتي من حياة سابقة مجهولة المصدر ) بينهما الحاضر ( الآن _ هنا ) أو متلازمة الحاضر والحضور والمحضر ( زمن وحياة ومكان ) . والسؤال كيف يحدث ذلك ؟ هو نفسه سؤال الواقع : طبيعته وماهيته . .... المستقبل زمن قديم . ( الزمن مجهول بطبيعته : صدفة _ نتيجة ) نحن لا نعرف سوى الزمن الجديد الحاضر ، والماضي أكثر . ويمكن الاستنتاج ، منطقيا ، أن المستقبل زمن قديم . سأكتفي الآن بهذه الفكرة ( المختزلة ) ، وسأعود لمناقشتها لاحقا بشكل تفصيلي واكثر تحديدا . الماضي حياة جديدة . ( الحياة سلسلة سببية : سبب _ نتيجة ) نحن لا نعرف سوى الحياة القديمة في الحاضر ، والمستقبل أكثر . لا يمكن معرفة الحياة قبل بدايتها ، أو لحظة بدايتها . ما يمكن معرفته ، بشكل علمي ومنطقي عن الحياة ، يتحدد بعد نشوئها أو انبثاقها _ وليس قبل ذلك _ ضمن أدوات المعرفة الحالية . .... الواقع المباشر ( الحاضر والحضور والمحضر _ الزمن والحياة والمكان ) مجال خبرتنا الوحيد . وهنا تكمن المفارقة الإنسانية المشتركة ، والمعروفة منذ آلاف السنين . حيث أن الثقافة العالمية ، وضمنها الفلسفة مع صمت العلم ، ما تزال تجتر فكرة شوبنهاور عبر تكرار آلي : " الحياة فترة بين عدمين " . مع انها فكرة خاطئة جملة وتفصيلا . الحياة تأتي من الحياة والماضي ، والعمر يأتي من المستقبل والزمن . 2 الصراع على الوقت بدأ يتكشف ، ويتضاعف جيلا بعد آخر . ينشأ الصراع على الوقت مع السلطة بالتزامن _ وجهان لعملة واحدة . غالبا ، لا يشعر الآباء والأبناء بالتنافس والصراع قبل العاشرة . مع أنهما يتداخلان ، ويمتزجان في حالات كثيرة ، الصراع على الوقت يختلف عن الصراع على السلطة . فهو أقل وضوحا ، وغير مباشر بطبيعته ، حيث تخفيه اللغة والكلام ونبرة الصوت والحركات الجسدية . .... المفارقة والمغالطة معا ، أن من لا يعرفون سوى لغة القوة ، والصراع على الوقت ، هم الأشد إنكارا لأهمية الوقت والكلام . 3 الشخص البالغ الذي لا يستطيع قضاء الوقت بمفرده ، بالرغم من تقدم العمر ، يبقى في مرحلة الانكار أو الضحية . .... مع النضج ، والانتقال المتدرج للفرد من الطفالية إلى الرشد ، تتكشف مشكلة الصراع على الوقت ، كحقيقة مشتركة تتزايد باستمرار _ ولا تخلو منها علاقة إنسانية بعد مرحلة النضج . المثال الأوضح ، والمشترك : ساعة الطبيب _ ة والمحامي _ ة والمدرس _ة ، أو ساعة الشطرنج كمثال على الدقة والموضوعية . .... ملحق اللذة والفائدة : علاقة تناقض بشكل شبه دائم . اللذة تمثل الماضي _ الحاضر . الفائدة تمثل الحاضر _ المستقبل . يتعذر الجمع بينهما ، بسبب تعذر الجمع بين الحاضر والمستقبل . .... القسم الثالث _ النظرية الجديدة مقدمة الفصل السادس محاولة جديدة لتحديد الحاضر ، وتعريفه بشكل دقيق وموضوعي .. مع أننا لا نعرف الحاضر الزمني ، سوى كعنصر في متلازمة الواقع المباشر ( الحاضر والحضور والمحضر ) . ومع ذلك ، يمكن التقدم خطوة على طريق العلم والمنطق : بديهي أن الحاضر مجال أو فجوة بين الماضي والمستقبل . حيث تسلسل مراحل الحاضر ( الزمنية ) ، يبدأ من المستقبل ، وينتهي في الماضي ، مرورا عبر الحاضر المباشر أو الآن . ومراحل الحضور ( الحياة ) على النقيض ، حيث البداية من الماضي ، إلى المستقبل ، وعبر الحاضر المباشر . المحضر بدوره أو المكان والاحداثية ، يتحدد بدلالة الحاضر والحضور . .... الزمن ( أو الوقت ) مطلق ، ومجهول بطبيعته . الحياة ظاهرة للحواس مباشرة ، وهي شديدة التنوع وما تزال شبه مجهولة . المكان مرجع ، وإطار عام يمثل البعد الثالث للواقع والوجود .
1 الساعة أداة قياس الوقت الوحيدة ، الصحيحة ، ومعياره الدقيق والموضوعي . تقيس الساعة الحركة التعاقبية للوقت مباشرة وبوضوح ، أيضا تقيس الحركة التزامنية ، لكن بشكل غير مباشر . بعدما نفهم _ بالرغم من صعوبة ذلك _ أن المستقبل مصدر الوقت أو الزمن ، وليس الماضي . بعدها يصير من الممكن وبسهولة ، نسبيا ، فهم الحركة الكلية للزمن والتي تتضمن مختلف الحركات المعروفة _ أيضا تلك التي ما تزال مجهولة ، وفي عهدة المستقبل والأجيال القادمة . سرعة مرور الوقت ثابتة ، وموضوعية ، ومطلقة . ( وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) وهنا يتكشف خطأ اينشتاين الكبير ، ونتائجه الكارثية على العلم والعالم والثقافة العالمية الحالية . حين اعتبر أن الزمن ( أو الوقت ) نسبي ، ويتحرك بمختلف الاتجاهات بشكل عشوائي ، ويختلف من فرد لآخر ! الحقيقة ( التجريبية ) على النقيض من ذلك ، حيث أن سرعة مرور الساعة أو الدقيقة أو القرن أو مليارات السنين ثابتة ، وموحدة ، ومشتركة . وهذا كان موقف نيوتن بالمناسبة . .... أخطأ نيوتن في إهمال الحاضر ، واعتباره يساوي الصفر ( ضمنيا ) . حيث اكتفى بالتركيز على الماضي والمستقبل ، واعتبارهما يمثلان الزمن الحقيقي . اينشتاين فعل العكس ، حين أهمل الماضي والمستقبل ، واعتبر أن الحاضر يمثل الزمن الحقيقي ، والوحيد أيضا . ( وهي فكرة التنوير الروحي ، المشتركة مع بوذية الزن خاصة ، وعمرها حوالي ثلاثة آلاف سنة ) . .... للزمن ثلاثة أنواع ، لا يمكن الإضافة إليها ، ولا الانتقاص منها : 1 _ المستقبل ، ويشمل كل ما لم يحدث بعد . 2 _ الماضي ، ويتضمن كل ما حدث سابقا . 3 _ الحاضر ، بينهما بشكل ثابت ومطلق . هذه الحقائق الزمنية ( الوقتية ) الثلاثة تمثل المعطى الأولي ، الثابت والمشترك . خطأ الفيزيائيين الثلاثة ( نيوتن واينشتاين وستيفن هوكينغ ) أنهم تلاعبوا بها . نيوتن كان أقلهم في ذلك ، وأكثرهم رصانة . 2 كيف يمكن معرفة المجهول ، وغير المحسوس بطبيعته مثل الزمن ؟ الجواب الكلاسيكي ثلاثي : 1 _ القياس الأرسطي ( الصوري ) ، من الكل إلى الجزء . أو معرفة الجزء بدلالة الكل ، مثاله النمطي والمبتذل : كل انسان فان . سقراط انسان . سقراط فان . 2 _ الاستقراء ، من الجزء إلى الكل . وهو نقيض المنطق السابق . أو من التجربة إلى القانون . خلال القرن العشرين ، تأكد خطأ الاستقراء بفضل فلاسفة العلم كارل بوبر وبرتراند رسل على سبيل المثال ، وقبلهم ديفيد هيوم خاصة . لا يمكن الانتقال من الجزء إلى الكل ، سوى بشكل جزئي ومحدود . المثال الأبرز ، لا يمكننا تأكيد أن الشمس ستشرق غدا . ( ربما تحدث كارثة كونية ، أو تقوم القيامة كما يزعم رجال الدين ) . 3 _ الاستدلال . من الجزء إلى الجزء . أنصح القارئ _ة المهتم _ة بمراجعة كتب الدكتورة يمنى طريف الخولي . .... الفهم والمعرفة والحفظ علاقة تتام ، الحفظ أولا وفي البداية ، الفهم العام تاليا وفي المرحلة الثانية ، المعرفة أو المهارة أخيرا . توجد أربع مراحل لاكتساب مهارة جديدة ، مثل السباحة أو تعلم لغة ، أو العزف أو الرقص أو الرسم وغيرها : 1 _ المرحلة الأولية : لا مهارة في اللاوعي . 2 _ المرحلة الثانية : لا مهارة في الوعي . عبر عنها سقراط ( المعلم الأول ) : أنا لا أعرف . بعدما تحاول _ين تعلم الصينية أو الإيطالية أو العربية ، تنتبه _ين إلى عدم معرفتك لها ، وجهلك الحقيقي بها . 3 _ المرحلة الثالثة : مهارة في الوعي . السنة الأولى بقيادة السيارة ، أو التحدث باللغة الجديدة . حيث نحتاج للتركيز والانتباه والجهد . 4 _ المرحلة النهائية : مهارة في اللاوعي . تغفو على سطح الماء عندما يكون الموج ساكنا . أيضا تفتحين حديثا مع الشرود خلال قيادتك للسيارة بعد سنوات . 3 كيف يأتي أي شيء من المستقبل ، الزمن خاصة ؟! بصراحة لا أعرف . وصدمتي ليست أقل من صدمتك ، حتى اليوم . كيف يأتي أي شيء ، من جانب أو جهة : ما لم يحدث بعد ! .... أعتقد أن المشكلة اللغوية ، تمثل العقبة الأساسية والمشتركة . المثال الأوضح العلاقة بين الحياة والزمن . بدون فهم الطبيعة المزدوجة للعمر الفردي ، حيث يتناقص الزمن وتتزايد الحياة بالتزامن _ مع أن محصلتهما الثابتة تساوي الصفر دوما _ يتعذر فهم الزمن والوقت . 4 ساعة الوقت تمثل المعيار المشترك ، والموضوعي في العالم المعاصر ، بصرف النظر عن الثقافة ودرجة نمو الشخصية والظرف والبيئة وغيرها . وأهمية هذا المعيار الواحد ، والموحد ، تتضاعف من جيل إلى آخر . ساعة الحياة ، مع أنها عكس ساعة الزمن مثل وجهي العملة ، لا تصلح كمعيار بسبب طبيعة الحياة نفسها . .... لكن تبقى المشكلة _ بل بؤرة المشكلات المزمنة _ الموقف التقليدي المشترك والسائد من الواقع والزمن خاصة . ليس خطأ أحد الشعراء أو الفلاسفة أو العلماء وغيرهم ، بل هو خطأ الحدس المشترك والموروث . وربما تكون عادة تكررت بالصدفة ، مع أنه لا توجد ملاحظة واحدة أو مشاهدة تؤيده . والعكس تماما من جهة النظرة والنظرية ( الجديدة ) ، لا توجد مشاهدة واحدة تخالفها في أية نقطة على سطح الكوكب ، ومع ذلك بعد سنوات من إشهار النظرية ومناقشتها بشكل مفتوح تلقى الرفض أو التجاهل ، وكأن العالم ما يزال يعيش في القرون الوسطى ، لا في العقد الثالث من القرن 21 !؟! .... ملحق حركة مرور الوقت ( الزمن ) منفصلة عن الانسان بشكل كامل . هذه الفكرة تمثل الاختلاف الأساسي بين نيوتن واينشتاين حول الوقت . أخطأ اينشتاين وأصاب نيوتن ، في هذه النقطة أيضا . المثال البسيط ، والمشترك على ذلك حركة مرور الوقت خلال النوم ، أو الموت . أو زمن أحلام اليقظة وغيرها .... تبقى حركة مرور الوقت أو الزمن أو الساعات أو الأيام أو السنوات أو القرون والعصور نفسها ، ثابتة ، ومشتركة وفي اتجاه واحد ووحيد من الغد والمستقبل إلى الأمس والماضي ، عبر الحاضر _ المباشر ، وبنفس السرعة التي تقيسها الساعة . .... يصعب فهم درجة المقاومة العنيفة واللاشعورية غالبا ، لهذه الفكرة _ الخبرة _ البديهية والمشتركة ، والمتكررة بصرف النظر عن أي اعتبار آخر . .... .... الفصل السابع _ خاتمة الجزء الأول مع القسم 3 الفهم العالمي الحالي للزمن أو الوقت عبر مثال تطبيقي : اقتباس طويل من الكتاب الشهير " مدخل إلى البرمجة اللغوية العصبية " جوزيف أوكونر و جون سيمور دار الميمان للنشر والتوزيع ) ... الفقرة طويلة ، لكي يتمكن القارئ _ة من تشكيل صورة حقيقية عن الموقف الثقافي العالمي _ الحالي _ من الزمن : " خطوط الزمن لا يمكن أن نتواجد في أي وقت آخر إلا في الوقت الراهن ، ولكل من آلة زمن داخل جمجمته ، فإذا نام المرء توقف الزمن عنده ، وفي أحلام يقظتنا ونومنا يمكن أـن ننتقل بين الزمن الحاضر والماضي والمستقبل دون وجود أي عائق أمامنا والظاهر لنا في الزمن أنه يتناقص سريعا أو ينقضي ببطء ، وذلك لا لشيء إلا وفقا لما نفعله نحن ، فهمها كانت حقيقة الزمن فعلا ، فخبرتنا الشخصية به دائمة التغير طوال الوقت . إننا نقيس الزمن للعالم الخارجي بحسابات المسافة والحركة أو السرعة ، كما هو الحال مع المؤشر الذي يتحرك على وجه الساعة ، هذا بالنسبة للعالم الخارجي ، أما بالنسبة لعالمنا الداخلي فإننا نتساءل : كيف تتعامل عقولنا مع الزمن ؟ لا بد أن هناك طريقة ما تتعامل بها عقولنا مع الزمن ، وإلا فإننا لن نعرف أبدا ما إذا كنا قد فرغنا من شيء ما أو سنقوم بفعله ، فندور في حلقة التساؤل : هل هذا العمل يتعلق بالماضي أم بالمستقبل ؟ أما إن شعرت واهما بأنك قد خبرت حدثا مستقبليا من قبل ، فإنه شعور يصعب عبى المرء معايشته ، ولكن ما الفرق بين الطريقة التي نفكر بها في حدث ماض ، والطريقة التي نفكر بها في حدث مستقبلي . ربما يمكننا الاستدلال من المقولات العديدة المرتبطة بالزمن من قبيل : " لا يمكنني رؤية أي مستقبل أمامي " ، " إنه دائم التفكير أو التعلق بالماضي " ، " استحضار الأحداث " ، " أتطلع إلى رؤياك " ومن المحتمل أن هناك علاقة بين الرؤية والاتجاه والزمن . عليك أن تختار سلوكا بسيطا متكررا تقوم به كل يوم تقريبا ، كغسلك لأسنانك ، أو تمشيطك لشعرك ، أو غسل يديك ، أو تناول وجبة الإفطار ، أو مشاهدة التلفاز . تتذكر موقفا كنت تقوم فيه بذلك العمل منذ خمس سنوات تقريبا ، وليس من الضروري أن تحدد ذلك بدقة ، فأنت تعلم أن هذا العمل قد حدث منذ خمس سنوات ، وكل ما عليك هو أن تتظاهر بتذكرك له . تذكر الآن قيامك بنفس الفعل منذ أسبوع واحد . تأمل الآن كيف سيكون رد الفعل إذا قمت به في هذه اللحظة مباشرة ؟ وكيف سيبدو إذا قمت به بعد أسبوع واحد من الآن ؟ وكيف سيبدو إذا قمت به بعد مضي خمس سنوات ؟ ولا يهم أنك تجهل مكان توجدك وقتها ، ما عليك سوى أن تفكر في أداء ذلك النشاط . عليك الآن ان تنفذ تلك المثلة السابقة ، وربما يكون لديك فكرة ما عن كل حالة ( سواء ماضية أم حالية أو مستقبلية ) ، ومن المحتمل أن تكون لديك صورة كاملة _ أو مجرد لقطة سريعة _ لكل حالة ، ولكن إذا اختلطت صور تلك الحالات فجأة في وقت لا تكون فيه منتبها ، فكيف يمكن أن تحدد كل حالة وتنسبها إلى زمنها الصحيح ؟ قد تهتم بأن تكتشف بنفسك كيفية القيام بذلك ، وسوف نقدم لك لاحقا بعض التعميمات . ( ....) من الصعب على المرء أن يقوم بالتعميم بشأن خطوط الزمن ، بيد أن استخدامك لمعيار الموقع ( المكان ) الخاص بكل صورة يعتبر طريقة شائعة لتنظيم وترتيب صور الماضي والحاضر والمستقبل ، من المرجح أن توجد صور الماضي على يسارك ، وكلما أوغلت الصور بعدا في الزمن الماضي ابتعد مكانها عنك ، وبناء عليه فإن اعتم الصور وأبعدها زمنيا هي أبعدها مكانا عنك ، أما صور المستقبل فسوف تقع على اليمين منك ، وكلما شطحت الصورة في المستقبل بعدت عنك مكانا ، فيكون المستقبل البعيد في آخر الخط الزمني ، وبالنسبة للصور المتناثرة على كل جانب فإنه يمكنك أن تجمعها بطريقة معينة بحيث تمكنك من رؤيتها وتصنيفها بسهولة ويسر ، ويستخدم العديد من الناس النظام الصوري لتمثيل سلسلة من الذكريات على مدار الزمن ، وقد توجد بعض الفروق النميطية في الأنظمة التمثيلية الأخرى أيضا ، فقد يزداد علو الأصوات _ مثلا _ كلما اقتربت ذكراها من الزمن الحاضر ، وكذلك تكون المشاعر أقوى . ومن حسن الحظ أن هذه الطريقة التي تنظم الخط الزمني تتآلف مع تلميحات العينين ، ومع قراءة الكتب الإنكليزية ، وهو ما يفسر انتشار هذا النمط ، ثمة طرق عديدة يمكنك من خلالها تنظيم الخط الزمني الخاص بك ، وعلى الرغم من أنه لا يوجد ما يسمى بالخط الخاطئ ، إلا أن لكل خط من خطوط الزمن نتائجه وعواقبه ، فمكان وكيفية تنظيم وتخزين الخط الزمني سيؤثر على طريقة تفكير الانسان " . ماذا فهمت من هذه الفقرة ؟ ماذا يمكن الفهم من هذه الفقرة وما يشبهها ! الكاتبان يحملان الموقف الثقافي العالمي الحالي ، من الزمن أو الوقت . مع فكرة ( السفر في الزمن غالبا ) . ربما من المناسب أن أتوقف هنا . .... خطوط الزمن ! يمثل كتاب " البرمجة اللغوية العصبية " الموقف الثقافي العالمي من الزمن والوقت خلال القرن العشرين ، إلى درجة تقارب التطابق . موقف الكاتبان يشبه موقف اينشتاين وستيفن هوكينغ وغاستون باشلار ومارتن هايدغر وغيرهم من الفلاسفة والفيزيائيين من الوقت ( الزمن ) . أعرف هذا الأمر من تجربتي الشخصية ، في سنة 1998 كتبت مقالة طويلة كمساهمة في مسابقة أدبية _ فكرية موضوعها : تحرير الماضي من المستقبل تحرير المستقبل من الماضي . بالضبط ثماني كلمات ، لا أحد يعرف ماذا تعني . ومع ذلك شاركت في ( المسابقة ) ، وكان لي رأيي الخاص ، والشخصي ، ... المضحك في أحسن الأحوال . لا تخلو تلك المغامرة من الفائدة ، حيث أتذكر بوضوح وقع العبارة الشهيرة ل اينشتاين : الزمن يعد رابع في المادة . بالعودة إلى كتاب البرمجة اللغوية العصبية ، يعتبر الكاتبان أن للزمن خطوط متعددة ، وليست خطا واحدا . ويعتبران أن الخط الغربي والأمريكي يختلف عن الخط الشرقي والعربي خاصة . وخلال مناقشتهما للفكرة ( خطوط الزمن ) ، يعرضان نوعا من السرد الانشائي الأولي ، العشوائي والمتناقض بشكل صريح ومباشر . كما فعب باشلار في كتاب " جدلية الزمن " وحنة أرندت في كتاب " الماضي والمستقبل " وغالبية من كتبوا عن الزمن خلال القرن الماضي ... واعتقد أن جميع الكتب عن الزمن ، حتى اليوم الخميس 9 / 9 / 2021 لا تتعدى الثرثرة والانشاء . حيث أنها تعتبر سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر ، على النقيض من الحقيقة والواقع . أو تعتبر ان اتجاه حركة الزمن عشوائية . .... بالإضافة إلى المشكلة الخاصة بالعربية ، ثنائية الزمن والوقت ، توجد مشكلة أولية ومشتركة في مختلف الثقافات ، تتمثل بالعلاقة بين الحياة والزمن ، حيث تعتبران ( بشكل ضمني عادة ) أنهما واحد لا اثنين . أيضا مشكلة طبيعة الزمن أو الوقت : هل هو فكرة أم شيء ؟! بعبارة ثانية ، هل الوقت أو الزمن نوع من الوجود ويختلف عن الحياة والمكان ، ويمثل أحد الأبعاد الثلاثة للواقع والكون ( زمن ، وحياة ، ومكان ) ، أم أنه مجرد فكرة عقلية مثل اللغة والرياضيات ؟ هذا السؤال أساسي ، ويتعذر تجنبه أو القفز فوقه . لكن ، للأسف هذا ما فعله _ ويفعله _ جميع الكتاب الذين قرأت لهم عن الزمن ( أو الوقت ) . مشكلة طبيعة الزمن وماهيته ، قفز فوقها ستيفن هوكينغ وقبله اينشتاين وغيرهم ، وهذا خطأ علمي ومنطقي يتعذر تبريره . كلا الاحتمالين _ الزمن فكرة أو شيء _ وارد بنفس درجة إمكانية التحقق ، وربما يستمر الجدل حول هذه القضية ( المزمنة ) طوال هذا القرن !؟ .... أعتقد أن للزمن ، أو الوقت ،وجوده الموضوعي ، وهو يمثل البعد الأول في الواقع والكون بالتزامن مع متلازمة المكان والحياة _ والزمن . هذا الموقف _ الاعتقاد ، هو نوعا من الحل الشخصي للمشكلة . وهو لا ينفي إمكانية الموقف الآخر _ النقيض . بكل الأحوال ، المستقبل والأجيال القادمة ، يحكم بهذه المسألة وغيرها . .... لحسن الحظ توجد ثلاثة أمثلة ( أفكار ) توضح قضية الزمن للقارئ _ة متوسط درجة الذكاء والحساسية ، وبصرف النظر عن الجدل حول طبيعته وماهيته : 1 _ اليوم الحالي ( المباشر ) يمثل الحاضر والماضي والمستقبل معا . ( اليوم الحالي يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء ، والمستقبل بالنسبة للموتى ، والماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ) . 2 _ العمر الفردي مزدوج بطبيعته : بقية العمر تتناقص مع لحظة الولادة من العمر الكامل إلى الصفر ، بالتزامن ، مع تزايد العمر الحالي من الصفر إلى العمر الكامل لحظة الموت . 3 _ أصل الفرد مزدوج أيضا ، الحياة ( الجسد والمورثات ) من الماضي عبر سلاسل الأسلاف ، بالتزامن الزمن ( العمر والوقت ) من المستقبل . .... الجدل حول طبيعة الزمن ( فكرة أم شيء ) ، يشبه الجدل الكلاسيكي حول العقل والجسد ، أو الفكر والدماغ . رغبتي وتوقعي في اتجاه واحد ، حول هذه المسألة ، اعتقد أنها ستشهد نقلة كبرى خلال النصف الثاني لهذا القرن عبر ولادة " علم الزمن " . .... .... الجزء الثاني
الفصل الثامن مع التكملة النظرية الجديدة _ الجزء الثاني
تذكير سريع بخلاصة ما سبق : 1 _ الزمن والوقت واحد لا اثنين . هنا تبرز مشكلة المعنى والفكر الجديد ، حيث يتعلق المعنى بالحاضر والمستقبل أكثر من الماضي . ساعة الوقت ومضاعفاتها ( اليوم أو السنة أو القرن ) ، أو أجزائها ( الدقيقة والثانية وأجزاء الثانية ) هي نفسها للزمن أو الوقت . وهذا البرهان ، الحاسم ، على أن الزمن والوقت واحد لا اثنين . من المرجح أنه في الماضي كان الزمن والوقت اثنان ( بحسب للهجات أو اللغات القديمة ) ، لكن في اليوم الحالي ، وفي المستقبل أكثر هما تسميتان لشيء واحد ، مفرد الزمن أو الوقت ( ما يزال موضوع جدل من حيث طبيعته وماهيته ، وربما لوقت طويل ) . 2 _ للوقت ثلاثة أنواع : الماضي والحاضر والمستقبل . لا يمكن اختزالها إلى اثنين أو واحد ، ولا يمكن الإضافة عليها أيضا . 3 _ ترتيب مراحل الوقت أو أنواعه ثابت ، ولا يتغير مطلقا ، الاختلاف فقط في الاتجاه . حيث أن الموقف التقليدي يعتبر أن سهم الزمن : من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر . بينما النظرية الجديدة تعتبر العكس تماما ، اتجاه مرور الوقت ، يبدأ من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . والاتجاه السابق ( العكسي ) من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر هو اتجاه نمو الحياة وتطورها . 4 _ العلاقة بين الحياة والزمن عكسية بطبيعتها . المثال ، أو البرهان الحاسم على ذلك يتمثل بالعمر الفردي ، حيث يتزايد بدلالة الحياة ويتناقص بدلالة الزمن بالتزامن . 5 _ اليوم الحالي ، يمثل الأزمنة الثلاثة بالتزامن : حيث يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء ، والمستقبل بالنسبة للموتى ، والماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد . وهذه الأفكار الخمس ، الجديدة ، تمثل المحور الأساسي للنظرية . ....
1 لا أحد يفخر بما انجزه بالفعل . يتفاخر الانسان بما يفشل في إنجازه ( فقط ) . هذا بحكم تجربتي في الكتابة ، وفي القراءة والحوار أكثر . .... أعرف ان النظرية الجديدة ، تمثل خطوة حقيقية وجديدة بالكامل في فهم الواقع بدلالة العلاقة بين الحياة والزمن . أعرف أكثر ، أنها ماتزال خطوة ناقصة ومتعثرة جدا ، وربما ينتهي العمر قبل أن أتمكن من إنجازها بشكل متكامل بالفعل . .... الواقع الموضوعي يتضمن الواقع المباشر ، بالإضافة إلى الماضي والمستقبل . الواقع المباشر يمثله ، ويجسده ، اليوم الحالي ( المباشر ) . اليوم الحالي يوجد في الأزمنة الثلاثة بالتزامن : يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء ، والمستقبل بالنسبة للموتى ، والماضي بالنسبة لمن يولدوا بعد . كيف يمكن تفسير ذلك ، بشك لعلمي ومنطقي ؟! اليوم الحالي بعد الماضي ، وقبل المستقبل ، بالتزامن . لكن ، في كل لحظة يتغير العالم بالفعل . التكرار ، والعود الأبدي ، ولا جديد تحت الشمس ، فكرة خاطئة . فكرة موروثة ومشتركة ويجب التحرر منها . ( تشبه الأرض المسطحة والثابتة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم ) .... الواقع ، المباشر والموضوعي ، بين الماضي والمستقبل . لكن الماضي ينطوي على مفارقة ومغالطة معا . ( المستقبل ينطوي على مفارقة فقط ) الماضي كله موجود في الأمس المباشر ( خلال 24 ساعة السابقة ) . بعبارة ثانية ، الأمس يتضمن الماضي كله ، والعكس غير صحيح . ( علاقة الجزء والكل ، الماضي جزء من الأمس والعكس غير صحيح ، يسهل فهمها بعد تذكر أن الماضي والأمس يمثلان الأعداد السالبة بينما يمثل المستقبل ، والغد بالطبع الأعداد الموجبة ) . بعبارة ثالثة ، الأمس يتضمن الماضي كله ، بالإضافة إلى الماضي الجديد . بينما يمثل الغد الجزء والمستقبل الكل ، وهي علاقة واضحة ومباشرة . 2 مثال بارز على الإنجاز " الوصول إلى التسعين بثقة " ... نجيب محفوظ وسعيد عقل وادونيس . .... ربما أفشل في الوصول إلى التسعين ، أو حتى السبعين . مثلك تماما ، ربما هي كل ما لدي ... .... الموت يربط بين الحياة والزمن ، بطريقة ( طرق ) ما تزال مجهولة . لدى النظرية الجديدة ما تقدمه بوضوح ، وثقة ، في هذا الموضوع . تبدأ الحياة الفردية ( انت وانا والجميع ) بشكل ثنائي ، مزدوج ، وعكسي : 1 _ الحياة ، او العمر الفردي ، تبدأ من الصفر إلى العمر الكامل . 2 _ الزمن ، أو بقية العمر ، يبدأ من العمر الكامل ويتناقص إلى الصفر . لا يمكن حل هذه المسألة ، إلا بعد فهم العلاقة العكسية بين الحياة والزمن . س + ع = الصفر . أو الزمن + الحياة = الصفر . وقد ناقشت هذه العلاقة مرارا بشكل تفصيلي ، وموسع ، في نصوص عديدة منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . .... الفكرة الثالثة الجديدة " أصل الفرد " : لنتأمل شخصية سوف تولد بعد قرن سنة 2121 ... هو أو هي الآن في وضع مزدوج ، وغريب بالفعل : 1 _ حياتهما ، الجسد والمورثات ، موجودة الآن ( قبل قرن أو مليارات السنين ) في الماضي عبر سلاسل الأبوين . بالتزامن 2 _ زمنهما ، عمرهما ، في المستقبل المجهول بطبيعته . .... لنتخيل قارئ _ة لهذا النص سنة 2121 ( أو بعد سنة أو مليون ، لو قيض لهذا النص ان يكون مقروءا ! ) . لنتخيل الآن العكس ، كتابة سنة 1921 تتحدث عن الزمن ، بشكل واقعي وتجريبي ( لو وجدت ، مثلا بشأن الجدل بين الزمن أو الوقت : هل هو مجرد فكرة عقلية أم أن له وجوده الموضوعي والمستقل مثل الكهرباء والمغناطيسية مثلا ، مع انهما خارج مجال الحواس ، نعرفهما بآثارهما فقط ومع ذلك لا يشك أحد بوجودهما الواقعي والموضوعي ) . ملحق 1 لكل منا جحيمه ، وفردوسه بنفس اللحظة ... لو قرأت حياتي في رواية لما صدقتها ، سوف تكون النهاية أغرب من الخيال . ملحق 2 لا يمكن أن يعرف الانسان ، بنفس درجة الدقة والموضوعية ، ماذا يريد وماذا لا يريد . شخصيا اعتقد أنني في وضع ثنائي القطب ... أعرف وبدقة ، ماذا أريد في القراءة والكتابة . واعرف بنفس درجة الدقة والوضوح ، ما لا اريده في الصداقة والعلاقات العاطفية . وأعتقد أن الغالبية في هذا الوضع الثنائي _ باستثناء أقلية صغيرة حيث يركز القسم الأول منهم على الغايات والجودة ، بينما يركز الفريق المقابل على العواقب والتكلفة . ملحق 3 اتجاه حركة الحياة من الداخل إلى الخارج ، عبر الحاضر المباشر . اتجاه حركة الزمن او الوقت بالعكس ، من الخارج إلى الداخل ، عبر الحاضر . أعتقد أن معيار من الداخل إلى الخارج ، والعكس ، ربما يكون أنسب من المعيار السابق من الماضي إلى المستقبل ( سهم الحياة ) ، وبالعكس ( سهم الزمن ) من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر بالطبع . .... .... تكملة الفصل 1 نظرية الجشتالت أحد مصادر النظرية الجديدة الأساسية ، وهي تحمل مشكلاتها المزمنة أيضا . " الكل أكبر من مجموع أجزائه " هو التعريف الأبرز للجشتالت . لكن كيف يمكن فهم ذلك وتقبله بالفعل كحقيقة ، لا كمعلومة فقط ؟! تذكر مشكلة الجشتالت بالصدفة ، والطفرة أكثر ، وتتصل بهما على أكثر من مستوى . مشكلة شبيهة ، تتعلق بالنظرية الجديدة فقط " كيف يكون الأمس أكبر من الماضي كله " ؟! يمكن تكثيف الأسئلة السابقة بكلمة ( الجديد ) . ما هو الجديد : طبيعته ومكوناته ومصدره ؟ الجواب الحقيقي ، والبسيط : لا أحد يعرف كيف ينبثق الجديد إلى اليوم . الفهم التقليدي الموروث ، والمشترك ، يعتبر أن القديم مصدر الجديد . لكن بسهولة يتبين قصور ذلك الفهم وخطأه ، خاصة بعد معرفة وفهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . حيث أن الزمن جديد يأتي من المستقبل المجهول بطبيعته بينما الحياة قديمة ، وتتجدد بطرق ما تزال شبه مجهولة . .... التصور التقليدي ، للواقع السائد والمشترك بين العلم والفلسفة : أن حركة الواقع تضم الحياة والزمن معا ، بشكل مفرد ، وهي تنطلق من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر . التصور الجديد يختلف بالكامل : الحياة والزمن نقيضان في الحركة والاتجاه ، الحياة تنطلق من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر بالفعل ، لكن اتجاه حركة الزمن بالعكس تماما . وهذه ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . 2 التفكير من خارج الصندوق ليست فكرة جديدة ، كانت تسمى قديما بالإبداع مقابل التكرار أو التقليد . هذا موقف شخصي واعتقاد ، اكثر من رأي وأقل من معلومة . 3 مفارقة الوقت ( الزمن ) ، تتمثل في اتجاهين متعاكسين : القريب الذي يقترب ( الغد ) يكبر ، بينما القريب الذي يبتعد ( الأمس ) يصغر . بعبارة ثانية ، الماضي يتناقص والمستقبل يتزايد ، بينما الغد واليوم والأمس كميات ثابتة . الغد مفارقة ، بينما الأمس يتضمن مغالطة ومفارقة بالتزامن . العلاقة بين المستقبل والماضي تختلف عن علاقة الغد والأمس . .... الأمس والغد بينهما اليوم الحالي ، الثلاثة تمثل كميات محددة مسبقا ، بشكل موضوعي ، ودقيق ( 24 ساعة ) . الماضي والمستقبل بينهما الحاضر ، وهي مصطلحات ( مقادير ) غير محددة بطبيعتها . الأمس القريب الذي يبتعد ويصغر ، والغد القريب الذي يقترب ويكبر . هي مفارقة ، حيث أنهما ثابتان . على خلاف الماضي والمستقبل ، المستقبل أكبر من أكبر شيء والماضي أصغر من أصغر شيء . أو المستقبل لانهاية موجبة ، بينما الماضي لانهاية سالبة وبينهما الحاضر غير المحدود بطبيعته ، وهو يمتد بين اللانهايتين السالبة والموجبة . ( ربما يمكنا تمثيل الحاضر بالصفر المطلق ، هذه الفكرة جديدة ، وتحتاج إلى إعادة تفكير مع التركيز والتأمل ) . لا أعرف كيف يمكن تفسير هذه الأفكار / الخبرات الجديدة ، مع أنني حاولت إعادة قراءة الأعداد التخيلية ، بهدف المساعدة على الفهم والشرح أيضا ، ولم أتمكن من فهمها . أعتذر . 4 ثلاثة في واحد _ الماضي الجديد والمستقبل القديم والحاضر ؟! يمكن ملاحظة الماضي الجديد مباشرة ، مع الانتباه والتركيز . الأسبوع الحالي مثلا ، جزء منه ما يزال في المستقبل ، والباقي هو الماضي الجديد . الماضي الجديد يتزايد ، نحن الآن في سنة 2021 وبعد عام تكون سنة 2022 معنا او بدوننا ، الأحياء منا مع المواليد الجدد يعيشون في الماضي الجديد ويخبرونه بالفعل ، مع بقية الأحياء ، بعدما كان موجودا بالقوة فقط من قبل ( وهو يشمل المستقبل بمجمله ، حيث أنه سوف يصير ماضيا عبر حركة الزمن القادم كله ) . لماذا يحدث ذلك وكيف ؟! هذا سؤال الواقع ( المزمن ) ، ما يزال بلا جواب وربما لزمن يطول . لكن النظرية الجديدة تتقدم خطوة بالفعل وهي تختلف عن كل ما سبق . الماضي الجديد والمستقبل القديم والحاضر ، ثلاث تسميات لنفس الحيز أو الفترة الزمنية المباشرة . وهي _ أو هو ، مزيج بين الأزمن الثلاثة الأساسية بالتزامن . يمتد الحاضر بين اللانهاية السالبة والموجبة ، وهو اصطلاحي يمكن تشبيهه بالجانب الصوتي من الكلمة ( الدال ) . كما يمكن أن يتمثل بلحظة لامتناهية في الصغر أو بمليارات السنين ، وبصورة عامة يتمثل الحاضر بالعمر واليوم الحالي ( المباشر ) ، وهو جزء لا يتجزأ من متلازمة الحاضر والحضور والمحضر ( زمن وحياة ومكان _ ثلاثة في واحد ) . ..... ملحق يمكن تصنيف مستويات العقل بشكل ثلاثي : 1 _ التحسس الأولي . خاصية النبات التي يتميز بها عن الجماد . مستوى أولي ، ومشترك بين مختلف أشكال الحياة . 2 _ الادراك ، أو المستوى الحيواني . مشترك بين الانسان والحيوان . 3 _ الوعي . خاصية الانسان اللغوية والثقافية . .... الوعي يتضمن الادراك ، بينما العكس غير صحيح . بالمثل كما تتضمن مرحلة المراهقة الطفولة ، والعكس غير صحيح . .... .... الفصل التاسع _ النظرية الجديدة النص الكامل
1 المغالطة الشعورية يشعر الانسان ويعتقد أن الحق معه غالبا . في الحالة الخاصة ، الحدية ، يدرك الانسان خطأ الشعور والحواس . بعد مرحلة النضج والموضوعية . .... العقل والجسد اثنان أم واحد ؟ السؤال نفسه خطأ ، التعبير عن الفرد ( او الفردية ) بشكل ثنائي فقط حالة خاصة ومؤقتة ( شاذة ) . بعد نقل العبارة إلى مستوى جديد ، الشعور والفكر تتضح الصورة أكثر . الفكر نظام لغوي _ ثقافي ، يقتصر على الانسان . بينما الشعور، الادراك ، نظام بيولوجي مشترك بين بقية الأحياء . 2 ما هي العلاقة بين الماضي والمستقبل ؟ لا أحد يعرف الجواب الصحيح ( بالفعل ، إلى اليوم 15 / 9 / 2921 ) . .... ما هو الحاضر ؟ لا أعرف ( الجواب الصحيح أيضا ) . الحاضر نسبي بطبيعته ، اليوم الحالي مثلا يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء ، والماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، والمستقبل بالنسبة للموتى . .... ما هو الزمن ( الوقت ) ؟ هل هو مجرد فكرة عقلية ، أم أن له وجوده الموضوعي والمستقل ؟ لا أحد يعرف ، وربما يستمر جهلنا طويلا جدا ، وليس هذا القرن فقط ! 3 كلنا نعرف خدعة الحواس ، والشعور الخاطئ . .... أوضح أمثلة المغالطة الشعورية ، تتمثل بحركة الباص المجاور . نشعر ونعتقد أننا بدأنا نتحرك ، ثم نتفاجأ بأن شعورنا واعتقادنا خطأ . لكن هذه الخبرة لا نعممها ، على خلاف بقية الأحاسيس العشوائية . هنا الفارق النوعي بين المعرفة العلمية ( الموضوعية ، والمنطقية ، والتجريبية ) ، وبين المعرفة الشعورية ( الاجتماعية ) الجدلية بطبيعتها . 4 يشعر الانسان ، ويعتقد ، أنه يتقدم من الماضي إلى الحاضر ثم المستقبل . هذه المغالطة الشعورية المشتركة والموروثة ، ومن الضروري تفكيكها . وهي مصدر الحدس الخاطئ والمشترك أيضا ، بأن سهم الزمن ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . بينما هو بالعكس . .... الصورة هي الأصل . .... ثلاثة في واحد ، الكلمة والصورة والفعل ... الصورة والفعل والكلمة . 5 مشكلة الزمن تتلخص بالعلاقة بين الماضي والمستقبل ، مع طبيعة الحاضر وحدوده . ما تزال العلاقة بين الأزمنة الثلاثة ، ترتيبها واتجاهها خاصة ، غير محسومة : الموقف التقليدي الموروث ، والمشترك ، يعتبر أن سهم الزمن يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر . لكن ، المشكلة الأكبر تتمثل بالعلاقة بين الحياة والزمن ؟! سهم الزمن عكس سهم الحياة ، وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . مشكلة أخرى أيضا ، تتعلق بالعلاقة الحقيقية بين الأزمنة الثلاثة ، خاصة العلاقة بين الماضي والمستقبل . هل توجد علاقة مباشرة بين الماضي والمستقبل ، هل يمكن أن يتصلا ، بدون الحاضر ووساطته ؟! هذا السؤال تجنبه نيوتن _ وما يزال موقف التجنب هو السائد _ من قبل الفيزيائيين والفلاسفة وغيرهم من جماعة الثقافة والفكر . أعتقد أن الجواب لا يمكن أن يتصل الماضي والمستقبل بشكل مباشر ، وعلى افتراض أن ذلك كان ممكنا بشكل نظري ، يبقى وجود البشر والوعي عبر التقاء الزمن والحياة معا ، وليس عبر احدهما بمفرده . بعبارة ثانية ، لا يمكن ان يتصل الماضي والمستقبل ، بشكل مباشر وبدون وساطة الحاضر ، سواء بالنسبة للزمن أم للحياة . .... الماضي والمستقبل لا يوجدا سوى عبر الحاضر ، وبدلالته . الحاضر يمثل المرحلة الثانية ، والثانوية أيضا ، للحياة والزمن . بينما يختلف الوضع ، ينعكس ، بالنسبة للماضي والمستقبل . حيث أن الماضي بداية الحياة والحاضر وسطها والمستقبل نهايتها ، والعكس تماما بالنسبة للزمن ، بدايته من المستقبل والحاضر وسطه ، وينتهي بالماضي . .... ليس من السهل فهم هذه الأفكار الجديدة ، والمختلفة ، لكن جميع الملاحظات تؤيدها بلا استثناء . .... .... الفصل التاسع _ العلاقة بين الحياة والزمن
العلاقة بين الماضي والمستقبل غير مباشرة بطبيعتها ، مثل وجهي العملة الواحدة . وهي ما تزال مجهولة ، بشكل شبه كامل ، كما كانت بالنسبة ل نيوتن واينشتاين وغيرهما على سبيل المثال . يمثل الحاضر مادة العملة ، أو سمكها ، بحيث يتعذر الجمع بينهما ، أو اختزال أحد الأبعاد الثلاثة ، إلى واحد أو اثنين . وهذا الموضوع " العلاقة بين الماضي والمستقبل " سأحاول مناقشته بطرق متنوعة نظرا لطبيعته المختلفة ، خلال هذا البحث .
1 العلاقة بين الحياة والزمن ، ما تزال شبه مجهولة أيضا ؟! وهذا الأمر يصعب تصديقه ، عداك عن تقبله وفهمه ودراسته ، أو محاولة تفسيره . الشعر والفلسفة استثناء بطبيعتهما . أنت التقيت بما يموت وأنا التقيت بما يولد عبارة شكسبير بترجمة أدونيس . كل مرة كتبتها ، أو حتى تذكرتها ، أفهمها بطريقة مختلفة عن سابقاتها . العبارة تمثل الاهتمام المبكر ( جدا ) بالعلاقة بين الحياة والزمن ، وتجسده . أكثر من ذلك ، هي تبرز الجدلية العكسية بينهما بوضوح ، وخاصة بدلالة العلاقة بين الجد_ ة والحفيد _ ة . وهذا الموضوع يستحق البحث بشكل مستقل ، حيث أن العلاقة العكسية بينهما ( الزمن والحياة ) وخاصة بدلالة العلاقة التبادلية بين الجد _ة والحفيد _ة ، ما تزال تنطوي على الكثير جدا من الغموض والتشويق معا . كما أنهما تشكلان لغز الوجود ، وربما الكون كله . .... الوقت لك . أو خذ الوقت الكافي . لا يوجد وقت يكفي . . . وغيرها من العبارات ، التي نستخدمها جميعا بلا وعي ، وبدون اهتمام غالبا . ساعة الوقت وساعة الحياة معا ، ( وقت أو زمن لا فرق ) .... ملحق 1 البديل الأول الغرق في التفاصيل . البديل الثاني القفز فوق المتناقضات . يعيش الانسان غالبا بين هذين المستويين ، داخل حقلة اضرب أو اهرب . وحتى بالنسبة لمن يحالفهما الحظ ، بالانتقال إلى المرحلة الموضوعية التي تتجسد بالبديل الثالث والتعددية . يتكرر النكوص إلى حلقة البديلين 1 و 2 ، طوال الحياة وفي مختلف مراحل العمر . خلال فترة النوم ، أيضا في الحالات الانفعالية المختلفة . .... ملحق 2 المثال ، البرهان الحاسم ، الذي يجسد العلاقة بين الزمن والحياة يتمثل بالعمر الفردي ( والحاضر بصورة عامة ) : لنتخيل الفرد الإنساني ، أو غيره ، حين يموت بعمر ثلاثة أيام ( أم مئة سنة )... لحظة الولادة يكون عمره ( حياته ) صفرا ، بالتزامن تكون بقية عمره كاملة ( زمنه أو وقته ) . والعكس لحظة موته ، حيث تصير بقية عمره صفرا ( زمنه ) ، بالتزامن مع اكتمال حياته . التفسير المنطقي والوحيد لذلك ، يكون بدلالة العمر المزدوج بين الحياة والزمن : تتزايد الحياة بالتزامن مع تناقص الزمن ، والعكس صحيح أيضا . بعبارة ثانية ، العمر الفردي يتزايد ويتناقص بالتزامن . تبدأ الحياة بالتزايد من الصفر إلى الاكتمال ، على العكس من بقية العمر التي تبدأ بالتناقص مع لحظة الولادة من العمر الكامل إلى الصفر . المثال نفسه ، يوضح العلاقة الحقيقية بين ساعة الحياة وساعة الزمن ، حيث تتساويان بالقيمة المطلقة ، وتختلفان بالإشارة ( الاتجاه ) في كل لحظة . ملحق 3 ننسى كثيرا أن الحاضر أو اليوم مرحلة ثانية ، حيث توجد معها المرحلة الأولى والثالثة بالتزامن ؟ وهذا هو لغز الواقع والوجود : اليوم يتضمن الأمس والغد معا . لكن تبرز مشكلة المصدر المزدوج حول الأمس والغد : من أين وإلى أين ؟ أعتقد أن حل هذه المسألة ، يحتاج إلى تعاون العلم والفلسفة بالإضافة إلى التفكير المزدوج من خارج الصندوق وداخله بالتزامن . ملحق 4 أعتقد أن الفلسفة العلمية خاصة ، ما يزال لديها ما تضيفه بالفعل . لا يكفي الحاضر والمستقبل لتفسير الواقع ، ولا الماضي بالطبع . .... ملحق 5 طبيعة الواقع وماهيته . في البداية ظننت نفسي توصلت إلى حل اللغز حول طبيعة الواقع بشكل كامل ، وحقيقي . والآن ، أفهم بوضوح ( مع الكثير من الحرج ) ...أنها مجرد خطوة صغيرة ، على طريق الألف ميل لمعرفة الواقع بالفعل . مع ذلك ، اعتقد أن الواقع هو اليوم والأمس والغد بالتزامن ... لكن يبقى السؤال : كيف يحدث ذلك ، وإلى متى يستمر ، وغيرها من الأسئلة الجديدة _ المتجددة ... .... ....
مقدمة الفصل العاشر _ كيف نفكر ( بدلالة الزمن مثلا ) ؟!
المنهج الجديد كل لحظة يتغير العالم ، أم لا جديد تحت الشمس ؟! هذا السؤال المعلق منذ عشرات القرون ، بين العلم والفلسفة والفنون والموسيقا والآداب والشعر خاصة ، لا أزعم التوصل إلى الجواب الحقيقي ، النهائي والحاسم عليه . مع ذلك ، أعتقد أن النظرية الجديدة تتقدم خطوة حقيقية ومتكاملة ، في طريق المعرفة العلمية ، وبدأت تتكشف بوضوح يتزايد من سنة لأخرى . .... من ينظر إلى النجوم ،... أو إلى مياه نهر جارية أو الغابة ، أو الصحراء ، أو إلى أي شيء أو فكرة ، يتحدد ما يراه بالاعتقاد الشخصي مسبقا ، بالإضافة إلى العلاقة بين العين والدماغ وبقية الجملة العصبية ، وبين المشهد ( أو الموضوع ) الذي يتركز عليه الاهتمام والنظر . بكلمات أخرى ، موقف الفرد من الزمن ( الوقت ) يتضمن المعتقدات والقيم والمعايير الشخصية ، ويشبه الموقف الشخصي من الله والوجود والكون ، إلى درجة تقارب التطابق . توجد ثلاثة مجالات أو مستويات أو منظورات : 1 _ موقف الايمان بوجود إله ( حالة خاصة ) . 2 _ موقف الايمان بعدم وجود إله ( حالة خاصة ) . 3 _ موقف ... بين الشك واليقين ، بحسب الظروف ( موقف الأغلبية ) نفس الشيء ينطبق على الموقف من الوقت ( الزمن ) ، حيث توجد ثلاث منظورات أيضا : 1 _ الموقف العلمي ( الكلاسيكي ) : ( سهم الزمن ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر ) 2 _ الموقف الحديث : ( خطوط الزمن عشوائية ، وليس لها اتجاه ثابت ومحدد ) . 3 _ الموقف العدمي ، إنكار الماضي والمستقبل : ( موقف الغالبية ، ومعه موقف التنوير الروحي ) . 4 _ الموقف الجديد ، أو النظرية الجديدة : ( سهم الزمن ينطلق من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ، وهو نقيض سهم الحياة الذي ينطلق من الماضي إلى المستقبل ) . .... الجدل الحقيقي بين الحياة والزمن ، والجدل الزائف كل ما عدا ذلك من أشكال الجدل السابقة ، مثل الجدل الماركسي أو الهيغلي وغيره . بعد فهم العلاقة الجدلية ، العكسية ، بين الحياة والزمن ( س + ع = 0 ) ، تتكشف طبيعة الجديد وماهيته ( مصدره ، ومكوناته ، وحدوه ، واتجاهه ) . ....
1 لنتأمل قليلا ، في حالة السمكة وهي تتخبط لحظة اصطدامها بالشبكة ، أو العصفور ، وغيرهما . يمكن التمييز بين نوعين من الحركة ، حتى السلوك العقلي ، أو الاستجابة الانفعالية لدى الحيوان أو الانسان : 1 _ مستوى الذعر . 2 _ مستوى اللعب ، أو السلوك الطبيعي والروتيني . .... لا شيء تحت موقف أو سلوك الذعر ، أو أدنى منه . بينما فوق مستوى اللعب العمل والتعلم والاصغاء وغيرها ، ومستوى الابداع يمثل الذروة . العمل واللعب أو الهواية والاحتراف : اللعب ، والعمل أكثر ، ثنائي البعد بطبيعته حيث أنه يدمج بين الوقت والجهد . بينما العمل مرحلة ثانية ، وثانوية تلي اللعب وتتضمنه . كما يتضمن الشباب الطفولة والمراهقة ، والعكس غير صحيح . بعبارة ثانية ، العمل يتضمن الوقت الكافي والجهد اللازم _ نظريا _ بينما يقتصر اللعب على الحد الأدنى من الجهد خاصة . حالة الذعر تمثل القاع المشترك للسلوك الحيواني والإنساني ، حيث يختلط الوقت والجهد بشكل عشوائي . حالة الابداع ما تزال لغزا في العلم والثقافة والحياة بصورة عامة . .... يحتاج التفكير العلمي ( المنطقي والتجريبي ) إلى موضوع للتفكير أولا ، مع بقية الشروط العقلية والمعروفة مثل الاهتمام والصبر والمهارة . لماذا لا يفكر الانسان في الزمن ( الوقت ) رغم أهميته ؟ السؤال متبجح ، ومتحذلق ، أعتذر . لماذا لا يهتم الانسان بالزمن ليس كفكرة فقط ، بل حتى كميزة وملكية شخصية بالفعل ، مع أنها الأغلى ، والأهم ( العمر الفردي ) ؟ ما يزال السؤال أقرب إلى الفذلكة ، والنخبوية ، اعتذر ثانية . لماذا لا يقرأ ( ولا يهتم ب ) السوريون وغيرهم ، الكتابة عن الزمن ؟ الجواب المباشر شخصي ، وهو خاص بالكاتب _ة . لكن الجواب الموضوعي محزن ، ويدعو إلى اليأس . .... بفضل نيوتن _ وتعريفه المعتمد في الثقافة العالمية إلى اليوم ( سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل ) _ وبعده اينشتاين وضع تعريف الزمن بأنه البعد الرابع للمادة ، وقبلهم القديس أوغستين وتأملاته : من لا يعرف الزمن ! مثلك ، ومثل الجميع أنا أيضا أعرف الزمن ، لكن لو سألني أحد ما هو الزمن ؟ لوقفت عاجزا عن الرد ، والكلام . بفضل ذلك الاهتمام بالزمن ، وخاصة الشعر والشعراء _ يمكن التفكير فيه اليوم بالنسبة للشخصية المتوسطة بدرجة الحساسية والذكاء . مثلا بعد قراءة رياض الصالح الحسين : الغد يتحول إلى اليوم واليوم يصير الأمس وانا بلهفة أنتظر الغد الجديد . أيضا شكسبير بترجمة أدونيس : أنت التقيت بما يموت وأنا التقيت بما يولد وغيرهم الكثر من الشعراء والفلاسفة . .... أثارت هذه التساؤلات قراءتي الحالية في كتاب ( كيف نفكر ) تأليف جون دوي ، ت محمد علي حرفوش . مع انه مكتوب منذ أكثر من قرن ، وما يزال قابلا للقراءة كأنه كتب هذه السنة 2021 . " لا نقوم بمقاربة أي مشكلة بعقل ساذج أو بكر ، فنحن نقاربها بصيغ من الفهم مكتسبة وقائمة على العادة ، مع مخزون محدد من المعاني المتطورة قبلا ، أو على الأقل من تجارب يتم استنباط المعاني منها ص 145 " . 2 المشكلة المزمنة في النظرية الجديدة ، الموقف من الواقع والكون . بالنسبة للزمن والحياة والعلاقة بينهما ، أغلب الأفكار الواردة مباشرة ، وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . لكن ، تبقى مشكلة الواقع ، والكون خاصة درجة ثانية . ما هو الكون ، طبيعته ، وشكله ، وأبعاده ، وحدوده ؟! يمكن تقديم جواب أولي ، وعام ، بين ثلاث احتمالات : 1 _ الكون نظام مغلق . 2 _ الكون نظام مفتوح . 3 _ الكون نظام ثالث ، يتعذر معرفته ضمن وسائل العلم الحالية . .... الكون ، تصور جديد بدلالة الحياة والزمن : الحياة أصغر من أصغر شيء ، تنطلق من الماضي إلى المستقبل والزمن . الزمن اكبر من أكبر شيء ، يتجه من المستقبل إلى الماضي والحياة ، عبر الحاضر . .... لا يمكن تصور أصغر من اصغر شيء . ولا نقيضه اكبر من اكبر شيء . بالإضافة إلى مشكلة أخرى تتعلق بتصور الكون ، حيث لا يمكن تصور خارج الكون أو حدوده ، او بدايته أو نهايته . لكن بطريقة التصغير ، يمكن حلحلة ( تقديم حل مؤقت ) المشكلة . . . يتضمن الكون حوالي مئة مليار مجرة ، حسب التقديرات الحالية ... يمكننا أن نرمز لكل مليار مجرة بنقطة ، ثم نضع تلك المئة نقطة ( مليار مجرة ) ضمن كرة أو دائرة . لنتخيل أن الكرة من الزجاج الشفاف عديم اللون ، وهي تمثل الزمن ، بالمقابل مركزها ( الوهمي طبعا ) يمثل الحياة . هذه الصورة المصغرة جدا ، جدا ، والأولية ، أعتمدها في تخيل العلاقة بين الزمن والحياة ، والكون بصورة عامة . .... الآن صار لدينا بعض الصيغ الجديدة ، والمتلازمة أيضا : الماضي والحياة والقديم وأصغر من أصغر شيء ( مركز الكرة _ الكون ) . أيضا ، المستقبل والزمن والجديد وأكبر من اكبر شيء ( محيط الكرة _ الكون ) . المشكلة في هذا التصور الجديد ، تتمثل بوجود مجهولين أساسيين ومزمنين : الأزل والأبد . الأزل ( الماضي والحياة والقديم واصغر من اصغر شيء _ اللانهاية السالبة ) . الأبد ( المستقبل والزمن والجديد واكبر من اكبر شيء _ اللانهاية الموجبة ) . تعترضنا مشكلة جديدة أيضا في هذا النموذج تتمثل بالصفر ، وكيف يمكن تخيل ما هو أصغر من الصفر واكبر من اللانهاية السالبة بالتزامن ؟! ربما يفيد مثال الرصيد الإيجابي والسلبي ، والصفر بينهما ، في تقريب الصورة . أعتقد أن هذا التصور ( الجديد ) ، يقبل التكملة ...والحوار المفتوح ؟! 3 ما هو المستقبل ؟ بالنسبة للإنسان السؤال ميتافيزيقي . ( مستقبل الانسان ) وبالنسبة للفرد ، السؤال بسيط ومباشر إلى حد الابتذال : المستقبل يمتد بين الحاضر ( اليوم الحالي ) وبين لحظة الموت . والماضي بالمثل ، ميتافيزيقي بالنسبة للإنسان ، ومبتذل بالنسبة للفرد . ما هو الحاضر ؟ بالنسبة للإنسان ، وللفرد اكثر ، الجواب بسيط وواضح نظريا ، بين الماضي والمستقبل . ملحق كررت السؤال نفسه لعشرات ، وربما مئات ، من أصدقاء ومعارف : هل رأيت أو سمعت الناس يتكلمون مع أي شخص أو عنه في حضوره ، كما يتكلمون عنه في غيابه ؟ .... لماذا إذن تعتقد _ين أنهم سيفعلون العكس معك ! ..... الفصل العاشر
يتضمن هذا الفصل بعض الأفكار الجديدة ، والتي ما تزال بمرحلة الاعداد والحوار المفتوح ، والبحث . بالإضافة إلى الأفكار المقترحة سابقا ، والمتكررة ، خاصة الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، حيث أنني أعيد التفكير فيها من خلال عرضها بصيغ متنوعة ، أيضا بهدف تذكير القارئ _ة الجديد _ة خاصة بها . 1 الماضي والمستقبل والحاضر متزامنة أو متلازمة ، مفردة ، تتضمن ثلاثة عناصر أو أبعاد توجد معا بالتزامن وليس بشكل منفصل ومفرد أبدا . توجد متلازمات عديدة مشابهة ، مثل الماضي والقديم والحياة ، أو المستقبل والجديد والزمن . هي متلازمات أيضا ، لا وجود لأحدها بشكل فردي ومستقل . أعتقد أن المتلازمة الخاصة ، الأكثر أهمية ، هي بين الحياة والزمن . .... متلازمة الحياة والزمن والمكان هي الأصل ، بلا شبيه يمكن مقارنتهما . هذه الأفكار جديدة ونظرية بطبيعتها ، ومن خلال الحوار والبحث ربما تتطور وتتكامل أو تنحسر وتستبدل أو تتلاشى في الماضي . 2 متلازمتا الماضي والحياة والقديم ، والمستقبل والزمن والجديد ، بينهما الحاضر أو المرحلة المتوسطة . يمكن تمثيل الحاضر _ وحركة الزمن _ بأحد شكلين : خطي أو كروي، وفي الحالتين ( التصورين ) يكون مرحلة ثانية وثانوية بطبيعته . 1 _ الحاضر الخطي مزدوج : ( الحاضر بدلالة الزمن أو الوقت ) ، هو الفجوة أو المجال بين المستقبل الذي يبدأ أولا ، وبين الماضي الذي يمثل المرحلة الثالثة والأخيرة . ( والعكس بدلالة الحياة أو الحضور ) ، نفس الفجوة أو المجال _ لكن بالعكس تماما _ حيث يبدأ الماضي أولا ، والمستقبل يمثل المرحلة الثالثة والأخيرة . وهذه الفكرة ناقشتها عبر نصوص عديدة ، ومنشورة على صفحتي بالحوار المتمدن . 2 _ الحاضر الكروي ، هو مجال بين الماضي أو اللانهاية السلبية وبين المستقبل واللانهاية الموجبة . ( تحتاج الفكرة إلى مزيد من الاهتمام والبحث ) .... عند هذا المستوى تتكشف مشكلة اللغة بشكل عام ، لا العربية وحدها . نشأت اللغة ( اللغات ) في مرحلة سابقة ، وأقل تطورا من اليوم . والمشكلة اللغوية ، في العربية وغيرها ، تحتاج إلى حل ( إضافة أو حذف أو تكملة ) لكي تتناسب مع المعلومات والمعارف الجديدة ، حول الواقع ، والعلاقة بين الحياة والزمن بصورة خاصة . 3 الواقع بين الحركة والسكون ؟! توجد ثلاثة احتمالات : 1 _ الكون يتوسع . 2 _ الكون يتقلص . 3 _ الكون متوازن ، وثابت بالحجم والابعاد والحدود . لا يوجد احتمال آخر ، رابع أو غيره . الاحتمالان الأول والثاني ، يمكن اختبارهما بشكل علمي _ دقيق وموضوعي . بالإضافة إلى الاختبار المنطقي والمتاح لكل من يفكر . يبقى الاحتمال الثالث ، وأعتقد أنه الصحيح ، الحركة الكونية دورانية ومتوازنة ، وثابتة . .... الواقع ثلاثي البعد ، وثلاثي الحركة بالتزامن . حركة الحياة والزمن ، جدلية عكسية تقبل الملاحظة ( غير المباشرة ) مع قابلية الاختبار والتعميم بلا استثناء . الخطأ الأساسي ، الموروث والمشترك والسائد في الثقافة العالمية طوال القرن الماضي وحتى اليوم ، يتمثل بافتراض أن حركة الحياة والزمن متطابقة وفي اتجاه واحد ! بينما هي جدلية عكسية بطبيعتها . 4 حركة الحياة والزمن ( تصور جديد ) ... حركة الحياة من الأمس إلى اليوم الحالي . ( ظاهرة تقبل الملاحظة والتعميم بلا استثناء ) حركة الوقت من الغد إلى اليوم الحالي . ( ظاهرة أيضا تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ) يمكن تعميم تلك الحركة المزدوجة ، ومضاعفتها : الحياة من الأمس والماضي إلى اليوم الحالي والحاضر ، وحركة الزمن من الغد والمستقبل إلى اليوم الحالي والمباشر . هذه الحركة المزدوجة ، والعكسية ، بين الحياة والوقت يمكن تفسيرها بطريقتين : 1 _ حركة خطية : من الماضي إلى الحاضر ( الحياة ) ، وبالعكس من المستقبل إلى الحاضر ( الوقت ) . 2 _ حركة كروية : من الخارج إلى الداخل ، عبر الحاضر ( الوقت ) ، والعكس من الداخل إلى الخارج ( الحياة ) . ربما تكون فرضية ( الداخل _ الخارج ، والعكس ) ، تتلاءم مع المشاهدات والخبرة المشتركة أكثر من الحركة الخطية . وربما يكون هذا التفكير خطأ بمجمله ، وقائم على مغالطة شعورية وذاتية ، لا على أساس واقعي وموضوعي . ( إن غدا لناظره قريب ... المستقبل يحكم على الجميع ، بحياد جليدي ) .... ملحق 1 الحب والوقت وضرورة تحقيق التجانس _ توحيد المعايير ... الزمن معيار الحب ، الدقيق ، والموضوعي ، والأخير بالتزامن . مع من نحب ، ومع الأشياء التي نحبها ، نعطي الوقت بلا حساب . والعكس صحيح ، نتجنب هدر ثانية واحدة أو لحظة في ما لا نحب . والسؤال العاجل والهام معا : كيف يمكن تحقيق التجانس في الساعة واليوم ، والعمر كله ...؟! .... موازنة الوقت أكثر أهمية من موازنة المال ، والجهد . هذا اعتقاد شخصي ، أكثر من رأي وأقل من معلومة . ملحق 2
الكلام المناسب مع الشخص المناسب وفي التوقيت المناسب ...أمل وغاية لا يمكن أن تتحقق بالفعل ، المعرفة العلمية أيضا ، تتمثل في الاقتراب المتزايد من الحقيقة والواقع كما هو عليه ، لا كما تحرفه مخاوفنا ورغباتنا وتشوهه بشكل لاواعي غالبا ، بحسب رأي أريك فروم . .... .... الجزء الثالث _ النظرية الجديدة
مقدمة مشتركة بين الفصلين 11 و 12 مشكلة التقمص بوصفها ميزة ( نظرية ) ...
بعد نقل فكرة التقمص ، من المجال الديني إلى ساحة الملاحظة والاختبار ، أو بعد إخراجها من المجال الغيبي بالفعل ، يختلف الموضوع والظاهرة . ... الفرد الإنساني ابن الماضي وأبو ( أم ) المستقبل . .... الماضي ملك عام ومشترك للجميع ، الأحياء الآن ، أيضا لكل من سوف يولدون في المستقبل وبلا استثناء . لكن المستقبل نخبوي بطبيعته ، ونوعا من الإنجاز الفردي ، يبلغه قلة نادرة من البشر ، والحاضر بينهما . .... مثال 1 لنفترض قبل الف سنة ، سنة 1021 ، هي ملك الآن ، لكل إنسان خاصة ، ولكل كائن حي بنفس الوقت . على العكس بعد الف سنة 3021 ، لن يبلغها من الأحياء اليوم 26 / 9 2021 أكثر من بضعة أفراد . أقل من عدد أصابع اليدين ، وربما أقل من أصابع اليد الواحدة لا في العربية فقط بل في العالك كله . .... مثال 2 الحاضر : بعضنا أنجب ، وسلالة الأحفاد يحملون مورثاتهم الشخصية . بدورهم سوف ينقلونها لأحفاد جدد ، ... وهكذا . السؤال عن الدور الفردي ، والحاضر خاصة ، في انتاج وصياغة المورثات وتحديدها . من المرجح أن الشخصية ذات البشرة البيضاء ، تعطي مورثات بيضاء . والعكس بالنسبة للبشرة السوداء ، أو الصفراء وغيرها . وتلك المورثات تنتقل من الأجداد إلى الأحفاد عبر الأبوين ، والسؤال المزمن والمحير : ما الذي تضيفه الأم ، أو الأب ، وما الذي يقدران على إضافته أو تغييره ؟ مورثات الطول والقصر ولون البشرة والعينين ثابتة ، بشكل شبه تام . لكن ماذا عن شخصية قامت بتحويل اللون الأبيض مثلا ، إلى اسمر أو حنطي ، من خلال حمامات الشمس الطويلة والمدروسة مع غيرها من الوسائل الجديدة : هل تنتقل مورثاتها اللونية ( الجديدة والفردية ) إلى الأجيال القادمة ؟! هذا السؤال وغيره من الأسئلة المشابهة ، يقبل الوجهان المتناقضان ، يشبه شخصا وجد مبلغا من النقود أكثر ألف دولار مثلا ... هل يحوله المبلغ إلى شخصي غني ؟ والشخص الذي فقدها هل يتحول إلى فقير ! الحاضر بطبيعته لغز . لكن ولحسن الحظ ، حصل تقدم حقيقي في معرفة الحاضر والواقع . .... الحاضر ثلاثة أنواع ، أو ابعاد ، مثله الماضي والمستقبل . حاضر الزمن ، وحاضر الحياة ، وحاضر المكان . حاضر الزمن يمثل بؤرة الغموض ، فهو يشبه اسم البلد واسم عاصمته نفسها ( تونس ) مثلا . على خلاف حاضر الحياة ، وحاضر المكان ، حيث يختلف اسم العاصمة عن اسم البلد : بيروت ولبنان ، أو القاهرة ومصر ، أو الشام وسوريا . حاضر الزمن : حاضر . حاضر الحياة : حضور . حاضر المكان : محضر . حركة الحضور ( الحياة ) : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الآن ( اليوم الحالي والمباشر ) . على النقيض من حركة الحاضر ( الزمن ) : من المستقبل إلى الماضي ، عبر الآن . حركة المحضر ( المكان ) دورانية ومتوازنة ، ويمكن القول عنها ثابتة . .... المشكلة في الحركة بين الزمن والحياة ( الحركة التعاقبية للزمن من المستقبل إلى الماضي ، وبالعكس الحركة الموضوعية للحياة من الماضي إلى المستقبل ) ، وهي تشبه حركة الباص المجاور . نحن لا نشعر بحركة الحياة ، فقط نشهر بحركة الزمن وندركها ، لكن بشكل عكسي دائما . .... المشكلة المعرفية المزمنة ، والمشتركة بين العلم والفلسفة ، في الخلط بين التفكير والشعور . الشعور ظاهرة فيزيولوجية ، موروثة ومشتركة بين الأحياء ومباشرة بطبعتيها . الفكر ظاهرة لغوية وثقافية ، اجتماعية وفردية بالتزامن لكنها غير مباشرة . والمشكلة الأكبر ، لا يمكن الفصل بين الشعور والفكر ، مع أن ذلك ضرورة معرفية وثقافية . .... الفصل 11
من كتاب " كيف نفكر " ، ورد ذكره سابقا : ( الكثير ، إن لم نقل الغالبية ، من المعلمين سيصابون بالدهشة إذا ما أخبروا ، في خاتمة المطاف ، عن كمية الزمن التي أمضوها في الكلام بالمقارنة مع أي تلميذ ) . كمية الزمن ، أو الدقائق أو الساعات ، يستخدمها الجميع بشكل لاواعي . والمفارقة تكمن في التعامل المتناقض ، من حيث اعتبارها كمية محددة بدقة وموضوعية _ بنفس الوقت _ اعتبار الزمن أو الوقت عشوائي ، ونسبي . كيف يمكن تفسير هذا الموقف السائد _ والمشترك _ في الثقافة العالمية ، وبلا استثناء ؟! المشكلة في اللغة أولا ، لا العربية فقط . وربما لن يكون الحل الصحيح ، والمتكامل ، إلا بعد ظهور لغة جديدة . وقد تكون تطويرا للإنكليزية _ وهو الاحتمال الأرجح ، خلال هذا القرن أو القرن القادم على أبعد تقدير . 1 ما هو الجديد : طبيعته ، ومكوناته ، وحدوده ، واتجاهه ؟ بوضع التقابل التقليدي بين الجديد والقديم ، تتشوه المسألة بالكامل ، ويتعذر بعدها التقدم ، ولو خطوة واحدة في اتجاه الحل الصحيح والمتكامل . .... لنتأمل فكرة المطر والغيم ، وهي جدلية سائدة ومبتذلة . الغيم سبب المطر ، والمطر نتيجة الغيم . لكنها جدلية تشبه الدجاجة والبيضة ، تتكشف بعد استبدالها بالمطر والبحر . هل البحر ( المحيطات ) مصدر المطر أم العكس ؟ وحدهم الحمقى يعرفون الجواب . .... المشكلة في اللغة ونظام التفكير المشترك ، بالتزامن . الجديد والزمن والمستقبل وأكبر من أكبر شيء وهناك ( الخارج ) قطب ، وفي المقابل قطب ثان : القديم والحياة والماضي واصغر من اصغر شيء وهناك ( الداخل ) . 2 يمكن التمييز بين جديد الحياة ، وبين جديد الزمن . لا خلاف على تمثيل الجد _ة للقديم ، مقابل تمثيل الحفيد _ة للجديد . .... جديد الزمن مجهول بطبيعته . بينما جديد الحياة ، يمكن توقعه _ مع زيادة احتمال التحقق والدقة _ من خلال الاهتمام والدراسة العلمية . .... الجديد الداخلي والجديد الخارجي ، بالمثل القديم الداخلي والخارجي ... الجديد الداخلي والخارجي معا هو الزمن . والقديم الداخلي والخارجي معا هو الحياة . بدون كشف العلاقة بين الحياة والزمن ، وفهمها ، يتعذر فهم الجديد بشكل دقيق وموضوعي . 3 كان المقترح الجديد للفصل السابق ، حول الماضي والمستقبل ... الماضي داخلنا والمستقبل خارجنا . الماضي أصغر من أصغر شيء ، والمستقبل أكبر من أكبر شيء . .... المجال بين الصفر واللانهاية السالبة مشكلة مزمنة ، مشتركة بين الثقافة والفلسفة والعلم خاصة الرياضيات ، وهي مشكلة النظرية الجديدة أيضا . يتعذر تخيل لا شيء فقط ، بل فضاء كامل سلبي يعاكس نظيره الإيجابي بين الصفر واللانهاية الموجبة . فهم الصفر مشكلة بحد ذاتها ، وتتضاعف الصعوبة والمشقة في محاولة تخيل مجال ( أعداد ، وأشياء ، أكبر من اللانهاية السالبة وأصغر من الصفر بالتزامن ) ! هذه المشكلة دفعتني لمراجعة الأنظمة العددية ، خاصة الأعداد التخيلية . لكنني لم أفهمها بصراحة . ربما نوفق يوما ( الكاتب والقارئ _ة ، بمساعدة ، في توضيح هذه المشكلة ) ... ربما . .... ملحق تكملة الفقرة الأولى المقتبسة من كتاب كيف نفكر : الكثير ، إن لم نقل الغالبية من المعلمين سيصابون بالدهشة إذا ما ابلغوا في خاتمة المطاف عن كمية الزمن التي أمضوها في الكلام بالمقارنة مع أي تلميذ . يتم حصر محادثة الأطفال في الغالب في الإجابة عن الأسئلة في عبارات مختصرة ، وفي جمل فردية غير مترابطة . فالإسهاب والشرح متروكان للمدرس ، الذي غالبا ما يقبل أي إلماحة إلى الجواب من جانب التلميذ ، ومن ثم يقوم بالتوسع في ما يفترض أن الطفل قصده . وقد تترك عادات الخطاب المتقطع والمتشظي التي تم تعزيزها حتميا بهذه الوسيلة تأثيرا فكريا هداما . مع الشكر للمترجم الأستاذ محمد علي حرفوش . .... .... لعبة ذهنية ، ربما تكون ملائمة ، كما أتصور ، للقارئ _ة والكاتب أولا...
أتابع مسلسل " رجال ماديسون " بشغف وحماسة ، وقد تجاوزت المنتصف بقليل . واليوم أنتبه فجأة إلى الموسيقا ، مع الغناء ...روعة ، سحر . كنت أحاول توفير الوقت ، على حساب الموسيقا والغناء ، خلال الحلقات السابقة . بشكل لا واعي طبعا ، ما أن ينتهي الكلام والحوار ، أسارع لإطفاء الجهاز بشكل لاشعوري وبدون أدنى انتباه . آمل أن لا تكون قراءة هذه الكتابة ، تشبه متابعتي السابقة للدراما والأدب والقراءة والتلقي بصورة عامة . ما أزال ذلك القارئ السيء ، والكاتب المبتدئ غالبا ... ولا أعرف إلى متى ؟! كثيرا ما أشعر بالحرج ، بعد نشر المادة بيوم وأكثر . أفكر ، إذا كنت كاتبها أشعر بالتعب والشديد والملل خلال قراءتها ثانية ، كيف بالقارئ _ ة الجديد _ة خاصة ! تقديم سيء أعرف وأعترف ... 1 لنتخيل هذا النص الذي أمامك ، لكن مترجم ... ونحن الآن القارئ _ والكاتب بعد قرن ، ويقرأ شبيهك بشكل مباشر : في هذا اليوم 25 / 9 / 2121 الجميل ، قدم _ت لك صديقك_ ت هذا النص ، المنشور في مجلة فلسفية . تطور مفهوم الزمن خلال قرن بدلالة النظرية الجديدة . .... ما الذي نعرفه عن الزمن أكثر من اينشتاين وستيفن هوكينغ وغيرهما ؟ من المناسب معالجة هذا السؤال بشكل عكسي ، عبر تحليل ما نجهله عن الزمن أولا ، بالإضافة إلى المجالات الخلافية والجدلية . يوجد اتفاق اليوم غير مسبوق ، بين العلم والفلسفة والثقافة العالمية على الأزمنة الحقيقة الثلاثة ، غير القابلة للاختصار ولا للزيادة : الماضي والحاضر والمستقبل . ويبقى الخلاف حول الاتجاه ، والبداية والنهاية . الماضي داخلنا ، أو خلفنا ، وقد حدث بالفعل . وهو يبتعد في الماضي الأبعد فالأبعد ، بنفس السرعة التي تقيسها الساعة . بالمقابل المستقبل خارجنا ، أو أمامنا ، وهو موجود بالقوة فقط . ويقترب بنفس السرعة التي تقيسها الساعة بالمقابل . والحاضر بؤرة المشكلة ، مع أننا لا نعرف إلى اليوم طبيعته وحدوده . لكن حصل تقدم فعلي بفهم مكوناته ، وطبيعته الاصطلاحية . الحاضر مجال بين الصفر واللانهاية الموجبة ، بالتزامن هو مجال ( أو فجوة ) يفصل بين الماضي والمستقبل . اتجاه حركة الزمن ، يمكن استنتاجها بشكل موضوعي ودقيق ، مع سرعتها أيضا في الاتجاهين ( من المستقبل إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى الماضي ) ، فهي تنطلق من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . والأهم هو الحاضر ، تحديده بشكل موضوعي ودقيق ؟ يتمثل الحاضر بالنسبة للفرد ، بالعمر الفردي . وهو يتراوح بين لحظة الولادة ولحظة الموت . والحاضر بالنسبة للإنسان يتمثل بالتاريخ ، والتاريخ الإنساني خاصة . يمكن فهم طبيعة الحاضر ، ومرونته ودقته بالتزامن ، من خلال مثال اليوم الحالي ( المباشر ) . ما هو الزمن الحقيقي لليوم الحالي ؟ الجواب الموضوعي والدقيق ( والتجريبي بالتزامن ) ثلاثي : اليوم الحالي يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء . ويمثل الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد . ويمثل المستقبل بالنسبة للموتى . ما الذي يمكن استنتاجه من هذه الحقيقة المدهشة ( حقيقة اليوم الحالي ) ؟ الحاضر مجال بين الصفر واللانهاية الموجبة ، وهذا الجواب يمثل محصلة موقف كل من نيوتن واينشتاين ، بعد تكملتهما إلى الحدود القصوى . حيث كان موقف نيوتن من الحاضر ، انه فترة لامتناهية في الصغر ويمكن اهماله ، كان تركيزه على الحاضر ( الزمن أو الوقت ) . وهذا صحيح نسبيا وخطأ بالتزامن . بينما موقف اينشتاين كان على العكس يركز على الحضور ( الحياة ) ، حيث يعتبر أن الحاضر يمثل المسافة بين المشاهد والحدث ( أو بين الذات والموضوع ) . .... ما يزال الاختلاف حول سهم الزمن ، هل يبدأ من الماضي إلى المستقبل أم العكس ، بين فريقين يعتبر أحدهما أن الزمن مجرد فكرة عقلية مثل الرياضيات واللغة ، بالعكس من الفريق الآخر الذي يعتبر أن الزمن يجسد البعد الثاني للوجود بين المكان والحياة ( الوعي ) . .... 2 هامش ومؤخرة عملية استبدال القديم والجديد بالبعيد والقريب ، بشكل تبادلي خاصة ، تكشف بعض الأبعاد الغامضة سواء في القديم أو الجديد ( البعيد أو القريب ) . مثال تطبيقي : الماضي والمستقبل يمثلان القديم والجديد ، بصورة عامة . لكنهما يمثلان البعيد والقريب بطريقة مختلفة كليا ، الماضي والمستقبل كلاهما بعيد ( او في البعيد ) ، بينما يتمثل القريب بالحاضر فقط . وهنا تتضاعف الدهشة والحماسة في موضوع الزمن ( الوقت ) ، الذي رافق الأسلاف وسيرافق الأحفاد ويرافقنا الآن على شكل نصف الوجود ( الأول أو الثاني ) ، لا فرق بين الحياة والزمن ، سوى أنهما يتعاكسان بالمطلق . وتجمع بينهما معادلة صفرية من الدرجة الأولى : س + ع = الصفر . الحياة + الزمن = الصفر . .... كلمات حاضر ، راهن ، مباشر ، حالي ، الآن ، صريح وغيرها ، هي تسميات لفكرة ( خبرة ) واحدة ومفردة مع أنها مشتركة بالنسبة للجميع ، وهذه بؤرة السحر والغموض واللغز المزمن للزمن أو الوقت . .... 3 المشكلة المزمنة تتمثل بطبيعة الأزمنة الثلاثة : ما هو الماضي : طبيعته ، وحدوده ، مع بدايته ونهايته بالطبع ؟! ونفس السؤال نفسه يتكرر بالنسبة للمستقبل وللحاضر ؟! .... .... الفصل 12 ( مع التكملة )
هذا النص مهدى إلى الصديق رامي طويل ... أحد أبرز الروائيين السوريين الجدد ، بمناسبة صدور روايته الثالثة " قبعة بيتهوفن " ، والتي أقرأها للمرة الثانية ، وأرغب بالكتابة عنها . 1 بالمناسبة ، نتحاور رامي وأنا عالواتس حول الزمن ، وموقفه يمثل الموقف الثقافي العربي والعالمي معا ، باعتبار أن اتجاه حركة الزمن غير محددة . وبصراحة أسعى لتوريطه ، مع غيره أيضا من الصديقات والأصدقاء ، في الحوار المباشر حول الزمن أو الوقت : طبيعته ، وحركته ، واتجاهه وسرعة حركته . .... المشكلة الأولية ، لغوية . في العربية الزمن والوقت والزمان واحد ، مترادفات لا أكثر ولا أقل . وقد ناقشت هذه الفكرة بشكل تفصيلي ، ومطول ، عبر نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . المشكلة اللغوية الأخطر والأكثر تعقيدا ، وهي مشتركة في مختلف اللغات _ العربية وغيرها _ العلاقة بين الحياة والزمن . لكنها للأسف ما تزال في مجال المسكوت عنه . أيضا ناقشتها سابقا ، وليس لدي ما أضيفه سوى محاولة جديدة لتوضيح المشكلة اللغوية بدلالتها ، وتتلازم معها المشكلة الفكرية والمنطقية بالطبع ، لكن المشكلة اللغوية مباشرة وعاجلة . .... يتساءل ستيفن هوكينغ في كتابه الشهير " تاريخ موجز للزمن " عدة مرات ، ويكرر السؤال حرفيا : ( لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟ ) . هنا المشكلة لم تعد لغوية فقط ، بل مشكلة منطق ما قبل علمي ( السؤال غير منطقي ، فالمستقبل لم يتحقق بعد ) . المنطق السحري بصراحة ووضوح ، وقد تبناه اينشتاين في موقفه من الزمن والحاضر خاصة ، وفرويد شاركه أيضا _ في المغالطة الشعورية _ حيث كان يعتبر أن الزمن نسبي ويختلف ، ليس بين فرد وآخر فقط ، بل بالنسبة للفرد نفسه لأن الأوقات الطيبة نشعر بها قصيرة عكس الأوقات الصعبة والطويلة ! والاثنان ( فرويد واينشتاين ) يكرران المثال نفسه : وأنت ذاهب _ة لموعد غرامي تكون حركة الزمن سريعة ، والعكس وأنت في حالة انتظار يكون الوقت بطيئا وطويلا ( الاثنان يعتبران أن الشعور الفردي معيار صحيح لتحديد الزمن بشكل موضوعي ، وتعريفه أيضا ) ! .... محزن ، مقلق ، مخيف ، ويدعو إلى اليأس : الفكر العالمي الحديث .... في موقفه من الواقع ، والزمن خاصة . 2 أنت التقيت بما يموت وأنا التقيت بما يولد ( شكسبير بترجمة أدونيس ) . شكسبير يخاطب القارئ _ة الجديد _ة ( في المستقبل طبعا ) . توضح العبارة ، بشكل حقيقي ، ثنائية الحياة والزمن ( أو الوقت ) . .... صحيح لا أحد يعرف ما هو الزمن ( طبيعته وماهيته ) ، وربما يستمر جهلنا لطبيعة الزمن لقرون عديدة قادمة . لكن ، لنعد قليلا إلى نيوتن ، لقد قدم أكمل صياغة معروفة إلى الآن للزمن أو الوقت ، من خلال مفهوم ( سهم الزمن ) : ينطلق سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . لكنه أخطأ في نقطيتين : الاتجاه ، والموقف من الحاضر . اتجاه سهم الزمن بالعكس من اتجاه سهم الحياة ، وهذه حقيقة موضوعية وشاملة في أي نقطة على سطح الأرض . وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا شروط . اتجاه سهم الزمن من المستقبل إلى الماضي ، والعكس اتجاه سهم الحياة . ( مثالها الأوضح والأشمل العمر الفردي ، حيث يتناقص العمر بدلالة الزمن ويتزايد بدلالة الحياة بكل لحظة أو فترة وبنفس الكمية والمقدار ) الخطأ الثاني لنيوتن في موضوع الزمن ، موقفه من الحاضر . لقد اعتبر أن الحاضر فترة لامتناهية في الصغر ، بين الماضي والمستقبل ، ويمكن اهمالها دون أن يؤثر ذلك على الحسابات العلمية . الحاضر مجال ، وفترة ، تمتد بين الصفر واللانهاية الموجبة . بعبارة ثانية ، الحاضر ( الزمني ) نسبي ويتحدد من خلال الحياة والأحياء . حيث يمكن اعتبار العمر الفردي هو الحاضر ، أو التاريخ الإنساني ، او أي فترة زمنية لا على التعيين . ( هذه الفكرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، خاصة بدلالة اليوم الحالي ، أو الشهر أو السنة أو القرن أو بدلالة أجزاء اليوم ) مع أنني أرجح ، أن هذه الصياغة ما تزال ناقصة ، لأنها تعتمد على سهم الحياة وتتجاهل سهم الزمن ( كونه يأتي من المستقبل ، وهذه فكرة صعبة بطبيعتها ) وأعتقد أن الحوار المفتوح طريقنا النموذجي للفهم العلمي المتكامل والصحيح . 3 ما هو الزمن ؟ ما هي الحياة ؟ لا أعتقد أنه سؤال ميتافيزيقي ، بل العكس تماما . أعتقد أنه سؤال ، تأخر طرحه بسبب الأفكار الخاطئة ، السهلة خاصة . مثل السفر في الزمن ! فكرة " السفر في الزمن " تشبه فكرة الخلود ، أو عودة الشيخ إلى صباه ، وغيرها من الرغبات المستحيلة _ والخيالية بطبيعتها . .... تذكير ببعض الحقائق الأساسية : الماضي والأمس خلفنا ، أو داخلنا طالما نحن ما نزال أحياء . المستقبل والغد أمامنا ، أو خارجنا طالما نحن أحياء . الحاضر يتحدد بدلالة أبعاده الثلاثة ( الحياة ، والزمن ، والمكان ) . الماضي أو الأمس ثلاثة أنواع : 1 _ ماضي الزمن ، يتمثل بما ينقص من بقية العمر . 2 _ ماضي الحياة ، يتمثل بتقدم العمر . 3 _ ماضي المكان ، ويمثل البعد الثالث في الواقع والوجود . العلاقة بين الحياة والزمن ، تتمثل بمعادلة صفرية من الدرجة الأولى : س + ع = الصفر . الحياة + الزمن = الصفر . .... .... جملة اعتراضية موجهة إلى القارئ _ة غير المؤهل علميا ، لا الدارس ، وغير المطلع جيدا على أحد المجالات العلمية البحتة كالفيزياء والرياضيات أو الهندسة . لا شيء اسمه فكر علمي أو تفكير علمي ، بشكل منفصل ويمكن تعلمه بشكل سريع من الكتب أو من خلال دورات علمية وثقافية . بالطبع توجد مستويات متعددة ، ومختلفة للفكر والتفكير أيضا ليس بين فرد وآخر فقط ، حتى بالنسبة لنفس الشخص يختلف نوع التفكير بين فترة وأخرى وبين مراحل العمر المتدرجة ، أو بحسب الظروف والأحوال المتغيرة بطبيعتها . ومع ذلك الفكر العلمي ، أو التفكير ، يختلف عن مهارات الحفظ والتلقين التي يتم تعليمها في المدارس والجامعات . في الثقافة العامة ، والسمعية خاصة ، يوصف ذلك النوع الجديد من التفكير ب ( التفكير المجرد أو التجريدي ) . بصراحة لا أفهمه بشكل حقيقي حتى اليوم ، وهو يشبه صفة المثقف _ة . من هو الشخص المثقف ! أو كيف يمكن الفصل بين شخص مثقف وآخر غير مثقف ؟ ربما الكتاب ، أو الكتابة والقراءة الفارق الوحيد بينهما ، لكني غير متأكد ، وغير مقتنع . .... ما هو المنهج العلمي ؟ أعتقد أن المنهج العلمي أسطورة فقط لا غير . بدون شك توجد تقنيات ووسائل علمية ، في الدراسة والاختبار والاحصاء وغيرها . لكنها تختلف بين مجال وآخر ، مثلا الفيزياء والكيمياء ، أو الفيزياء والرياضيات ، أو الرياضيات والفلسفة .... ما نوع العلاقة الحقيقية بينها ، وهل توجد حدود واضحة وفاصلة بين الفيزياء والكمياء أو الفلسفة ؟ بالطبع لا توجد حدود واضحة ، كالتي نعرفها بين الأفراد والدول . 2 الرأي والاعتقاد والايمان ، ثلاثة لا يمكن اختصارها إلى واحد ، أو اثنين سوى في حالة المرض العقلي . هي تدرجات بين الثقة والشك بأي فكرة ، أو ذكرى ، أو موقف . نموذجها فكرة الله ، أو تصور سبب أول ومصدر كلي ومطلق للوجود . لا يمكن قبولها ، أو رفضها ، بشكل عقلي ومنطقي . وهنا تبرز مشكلة الدين ، أو التدين . أعتقد أنها تناقض فكرة الله أكثر مما توافقها . هل العلم ، أو الموقف العلمي ، يتناقض مع فكرة الله أم يؤيدها ؟ أعتقد أن العلم محايد غالبا بين الموقفين المتناقضين ، أو يتوزع بنسبة خمسة مقابل خمسة . يتعذر علي تقبل أن الصدفة وحدها مصدر الوجود . بنفس درجة الصعوبة ، أجد المنطق السببي . بعبارة ثانية ، الوجود ، أو الحاضر أو النتيجة ، محصلة الصدفة والسبب بالتزامن . بعبارة ثالثة ، الحياة سببية ، مصدرها الماضي . والزمن صدفة ، مصدره المستقبل . وهذه ( الحقيقة ) تنسف الموقف الثنائي التقليدي ، بين الالحاد والايمان من جذوره ، كما أعتقد ، وتتطلب المرونة الفكرية والعاطفية ، عبر الانتقال إلى موقف عقلي منفتح بشكل متكامل . .... العلاقة بين الفكر ( العلمي ) أو التفكير العلمي ، وبين بقية أشكال التفكير ما قبل العلمي ، هي علاقة تتام ، لا اختلاف ولا تشابه . أو ، التفكير العلمي ، أيضا الفكر العلمي ، يتضمن مختلف أنواع التفكير السابقة والأولية بطبيعتها ، بينما العكس غير صحيح . والشبه بينهما يماثل العلاقة بين الطفولة والشباب ، حيث يتضمن الشباب الطفولة بالطبع ، والعكس غير صحيح . ولا أعتقد أن هذه الفكرة ( الظاهرة ) تحتاج إلى براهين وأدلة . .... ميزة التفكير العلمي المرونة والتكامل ، ويتمحور حول المعيار الموضوعي والمحايد بطبيعته . ( هذه الميزة غير موجودة في موضوع الزمن أو الوقت ، ومن المتعذر توفرها خلال هذا القرن كما اعتقد ) . على مستوى التفكير العلمي ، يصير الرأي والاعتقاد والايمان واحد فقط . أقترح على القارئ _ة محاولة التفكير بعكس قناعته الحقيقية ، محاولة ؟ مثلا الأرض الثابتة والمسطحة ، مقابل الأرض الكروية والمتحركة ، أو غيرها.... لنتذكر أن العلماء والفلاسفة ، هم رواد الفكر الانتحاري أو التفكير الانتحاري ( رفض تغيير الموقف ، القناعة والرأي ، مهما كان الثمن ) . 3 الفكرة التي تتمحور حولها النظرية الجديدة ، ليست جديدة فقط بل غريبة ، مختلفة ومغايرة للمألوف والمشترك ، وصادمة : المستقبل بداية الزمن ، كيف يكون المستقبل بداية لأي شيء ! لنتذكر رياض الصالح الحسين ، ولنتخيل حين كتب : الغد يتحول إلى اليوم واليوم يصير الأمس وأنا بلهفة أنتظر الغد الجديد . الموقف الذي توصل إليه رياض قبل حولي خمسين سنة ، يصعب فهمه إلى اليوم من قبل أساتذة في العلوم والفلسفة . كيف يكون المستقبل بداية والماضي نهاية ؟! ليس عندي جواب ، لا أعرف ببساطة . أعتقد أن المشكلة لغوية ، وليست مقتصرة على العربية وحدها . لكنها تتجاوز المستوى اللغوي أيضا ، هي مشكلة العقل والمنطق الإنساني . 4 للتذكير أيضا ، بمراجع النظرية الجديدة ، وهي تشمل ثقافة القرن العشرين بلا استثناء ... البحث عن الزمن المفقود هاجس مارسيل بروست المزمن ، الغضب والعنف وساعة وليم فوكنر ، حيث تحول اهتمامه بالساعة والوقت إلى نوع من الهوس ، النهاية والبداية عند شيمبورسكا ، والعكس عند نجيب محفوظ البداية والنهاية . للتذكير أيضا ، تتضمن النظرية الجديدة الموقف الإنساني من الزمن بمختلف مستوياته وأنواعه ، فهي تتضمن على سبيل المثال مواقف الفيزيائيين الثلاثة نيوتن وأينشتاين وستيفن هوكينغ ( وتكملها أيضا ) ، كما تتضمن أفكار هايدغر وباشلار ، وغيرهما . ويبقى الفضل الأكبر للمحل النفسي والمفكر الشهير أريك فروم . فكرة " القطيعة المعرفية " عند غاستون باشلار ، إحدى أهم مراجع النظرية . وتنسجم معها ، بعد تكملة فكرة القطيعة . .... مشكلة الكلمات المشتركة ، خاصة الماضي والحاضر والمستقبل ، يمكن تشبيهها بأحد الصفوف الدراسية ، حيث يحمل الأستاذ أكثر من اسم ، بنفس الوقت يحمل التلاميذ أسماء متعددة . وأكثر من ذلك أيضا ، يوجد اسم يتداوله الجميع كاسم شخصي واسم للآخر أيضا . مع ذلك ، لا بد من وضع بعض الحدود ، ليتسنى الفهم والوضوح للكاتب والقارئ _ة : يوجد اختلاف جذري بين الماضي والمستقبل ، ليسا متناقضين ولا شبيهين ، العلاقة بينهما تختلف عن أي شيء آخر نعرفه . مع ذلك هما متناظران في اللغة ، ومختلفان في الواقع ( علاقة غير ثابتة وغير مفهومة ، وغير واضحة بالطبع ) . لكن الحقيقة التي يفهمها طفل _ة في العاشرة : أن الأمس والماضي حدث من قبل ، ولا يمكن أن يعود . على خلاف ذلك المستقبل ، والغد ، لم يحدث بعد . هذه المشكلة التي وقع فيها ستيفن هوكينغ خاصة ، وغيره من القراء . الماضي حدث سابقا _ الماضي بمستوياته وأنواعه الثلاثة : ماضي الحياة وماضي الزمن وماضي المكان _ وهو لا يمكن أن يتكرر ثانية . بالمقابل ، المستقبل لم يحدث بعد ، وهو موجود بالقوة فقط . .... .... ساعة الزمن وساعة الحياة _ مؤخرة الفصل 12
1 ساعة الزمن وساعة الحياة تتعاكسان بشكل ثابت ، وموضوعي ومستمر . هذه الفكرة ، ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . بعبارة ثانية ، مرحلة الحياة وفترة الزمن : ساعة أو دقيقة وأجزائها ، أو يوم وسنة ومضاعفاتها تتساويان بالقيمة المطلقة وتتعاكسان بالإشارة . .... ما عليك سوى ضبط ساعتك الآن ، وملاحظة الساعة القادمة : هي تنقص من بقية عمرك ، وتضاف إلى عمرك الحالي بالتزامن . كيف يمكن تفسير هذه الظاهرة ، بشكل منطقي وتجريبي ؟ الحياة والزمن اثنان ، خطان متوازيان ويتعاكسان دوما . الحياة من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . والزمن من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . 2 توجد عدة أفكار جديدة ، وأساسية لفهم النظرية الجديدة ، ولفهم الواقع بالتزامن ( لازمة وكافية ) . 1 _ الزمن والوقت واحد ، مفرد . أيضا الزمان . من الأخطاء الشائعة اعتبارها ثلاثة أو اثنين . 2 _ الزمن والحياة اثنان ، لا يمكن دمجهما أو جمعهما في واحد . من الأخطاء الشائعة اعتبارهما واحد ، وأنهما في اتجاه واحد أيضا . 3 _ للزمن ثلاثة أنواع ( أو مراحل أو أشكال ) ، والأنسب مراحل : _ الماضي ، وهو حدث بالفعل . يوجد بالأثر فقط . _ الحاضر الآن ، هنا وهناك ( المزدوجة ) في الماضي والمستقبل . يوجد بالفعل فقط . _ المستقبل ، لم يحدث بعد . يوجد بالقوة فقط . هذه الأزمنة الثلاثة ، من الخطأ اختزالها إلى واحد أو اثنين . ( وهو ما فعله اينشتاين ، بشكل ضمني من خلال إهماله للماضي والمستقبل ، وحصر تركيزه على الحاضر الحي أو الحضور فقط ) . من الخطأ أيضا اختزالها إلى اثنين . ( وهو ما قام به نيوتن ، حيث أهمل الحاضر واعتبره فترة لا متناهية في الصغر ، ويمكن إهمالها ) . والخطأ الثالث الشائع أيضا ، الإضافة إلى الأزمنة الثلاثة . ( وهو ما يفعله نقاد الأدب والفلاسفة وغيرهم من المثقفين والكتاب ، وخاصة غاستون باشلار ، حيث اعتبر أن " للزمن ابعاد ، للزمن كثافة " تلك عبارته الشهيرة ! 4 _ الفكرة الرابعة ، في الحياة الماضي يحدث أولا ، والمستقبل ثالثا وأخيرا . في الزمن المستقبل يحدث أولا ، والماضي ثالثا وأخيرا . هذه الفكرة هي الأصعب ، والأكثر خطورة ، وهي تكشف المشكلة اللغوية بوضوح ليس في العربية فقط ، أيضا في مختلف الثقافات واللغات بلا استثناء . وهذا خطأ مشترك ، وموروث ، ومن الضروري تصحيحه على مستوى العالم ، وليس بشكل محلي وخاص فقط . .... سأكتفي الآن بهذه الأفكار الأربعة ، ومشروعي القادم وضع الأفكار الجديدة ، أيضا المستحدثة أو التي قمت بتطويرها ، في نص مستقل أو كتاب . .... ملحق 1 من يتعذر عليهم فهم هذه الأفكار ، أعتذر بجد ، أعتقد أن عليهم الاعتناء بقراءتهم والعمل على تثقيف أنفسهم أكثر . .... ملحق 2 الماضي الجديد ، والحاضر ، والمستقبل القديم متلازمة . والأرجح أنها واحد ، مفرد . أو انها تشغل المكان نفسه ( ثلاثتها ) . هذه الفكرة جديدة ، وما تزال في طور الصياغة والاعداد عبر الحوار المفتوح _ الكتابي أو المباشر لا فرق . .... .... بين الفصلين 12 و 13 هوامش وملحقات وملاحظات على ما سبق ... 1 مشكلة العلاقة بين الزمن والحياة ، لا يمكن معرفة أحدها بشكل منفرد . فقط تعودنا على افتراض ثنائي الحياة والزمن ، أنها الحياة . ( نفس الشيء بالنسبة للحاضر ، مع أن كلمة الحاضر تدل على الزمن ، نستخدمها للدلالة على الواقع أيضا . الحاضر يمثل البعد الزمني في الواقع ، والحضور يمثل البعد الحي أو الحياة ، والمحضر يمثل المكان ) . ونعتبر أن الزمن كلمة فقط ، أو مفهوم عقلي مثل الإرادة أو العدالة أو الحرية أو الفكر ، وغيرها . وهذا خطأ مشترك وموروث ، سببه اللغة نفسها . .... تعودنا النظر إلى اللغة كهبة ، ومنجز مثالي ومكتمل تماما . وما يزال الكثيرون يعتبرونها من صنع الآلهة لا البشر . .... اللغة وسيلة للتواصل والتفكير والفهم ، من بين وسائل عديدة يستخدمها الانسان ، وهي خطرة وشديدة الأهمية بدون شك . لكنها مليئة بالثغرات والعيوب ، وتمثل أحد مصادر الخطأ الإنساني المزمنة ، والثابتة . 2 اللغة والشعور والفكر متلازمة أيضا ، لكن من نوع خاص . .... لا تنفصل اللغة عن الكلام . بنفس الطريقة التي يتصل بها الشعور والفكر ، مع أنهما من طبيعتين مختلفتين . اللغة هي الاستخدام الاجتماعي للكلام . الكلام هو الاستخدام الفردي للغة . أحب هذه التعريفات ، مع أنني مثلك تماما ، أفهم وأدرك انها كلام بكلام . 3 موقف القراءة ( والقارئ _ة ) من النظرية الجديدة تحت المجهر ... أتذكر بوضوح ، حين قرأت فكرة اينشتاين " الزمن بعد رابع للمادة " أول مرة . شعرت بصدمة تشبه قراءتي لعبارة سيوران " المياه كلها بلون الغرق " ، أو عبارة روفائيل نقلا عن رياض الصالح الحسين " أنت في وحدتك بلد مزدحم " ، أو عبارة سوزان عليوان " ناديتني باسمي فأحببته " ، أو عبارة سبينوزا " الفرح فضيلة " ، او عبارة باشلار " لا تنسوا أبدا أن السيميائي رجل في الخمسين " . .... القراءة والتلقي بصورة عامة أحد نوعين أو مستويين ، على المستوى العاطفي والشعوري أو على المستوى المنطقي والموضوعي . لا يمكن جمعهما ، كما يتعذر الفصل التام بينهما . والسبب العقل الإنساني نفسه ، مزدوج أو ثنائي بين الشعور والفكر . الشعور مباشر وفوري ، وهو من نوع العلاقة الثنائية : مثير _ استجابة . بينما الفكر على خلاف ذلك ، هو غير مباشر بطبيعته ( هناك _ في الماضي حيث الخبرة والذكريات أو في المستقبل حيث التوقع والتخيل ) ، وهو من نوع العلاقة الثلاثية أو التعددية : مثير _ تفسير وقرار _ استجابة . القراءة الأدبية بطبيعتها عاطفية ومباشرة ، على خلاف القراءة المنطقية والفكرية _ والعلمية خاصة . فهي تتم عبر أدوات المقارنة ، والاستنتاج ، والتفكيك والتركيب وغيرها من الأدوات العقلية المعروفة . للأسف يحدث الخلط بين نوعي القراءة دوما . .... فكرة تتكرر عند الحوارات الشفهية ، أيضا المكتوبة ، حول اعتبار فكرتي الجديدة عن الزمن غير علمية ، لأنها لا تستخدم المعادلات الرياضية . وهذه الفكرة ( الغريبة ) لا تقتصر على الصديقات والأصدقاء ، أو القراء ، الذين لم يكملوا التحصيل العلمي التخصصي في الرياضيات والفيزياء والفلسفة خاصة ، بل من بعض المتخصصين وأساتذة الفلسفة والفيزياء . أتفهم الفكرة ( هذا النوع من النقد ) ، لكنها تقوم على أساس وفرضية خاطئين ، دراسة الزمن ( او الواقع ) بشكل علمي لا تحدث في المختبرات ، لا يمكن أن يحدث ذلك حتى نهاية هذا القرن على الأقل . .... الفكرة التي أعجبت فرويد واينشتاين وستيفن هوكينغ أكثر من الجميع : نضع شريطا سينمائيا ونتفرج عليه ، يمكن بسهولة تقديمه ، أو تأخيره ، أو تكراره حسب الحاجة والرغبة . لكن في الحياة لا يمكن ذلك . المستقبل لا يمكن معرفته ، وهو مجهول بالكامل . والماضي لا يمكن تكراره . الماضي ، أو اليوم الحالي كمثال ، هو ثنائي بطبيعته : حياة وزمن . لا الحياة يمكن أن تعود إلى الأمس ( الحياة تأتي من الأمس والماضي ) . ولا الزمن يمكن أن يعود إلى الغد ( الزمن يأتي من المستقبل والغد ) . هذه الفكرة ( الخبرة ) الكل يعرفها ، لكن يصعب فهمها واستيعابها . لكنها الحقيقة ، أو الظاهرة التي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا شروط . علينا فهمها . علينا المحاولة مرارا وتكرارا ، مثل تعلم المشي والكلام . لا يوجد خيار آخر ، سوى الفكر السحري والوهم . لا الحياة تعود إلى الأمس ، ولا الوقت يعود إلى الغد . بالضبط : لا الحياة تعود إلى مصدرها ( الماضي والأمس ) ، ولا الزمن يعود إلى مصدره ( الغد والمستقبل ) . عليك فهمها ، أو ... يبقى تفكيرك بمستوى تفكير ستيفن هوكينغ ( وفرويد واينشتاين ) حول الزمن والواقع ، وهو تفكير غير علمي . .... 1 _ الماضي موجود بالأثر فقط ، بمختلف مراحله ، حدث سابقا بالفعل ثم تحول إلى ذكرى واثر فقط ، لا يمكن تغييره أو تغيير نتائجه . استعادته ؟ مجرد أحلام يقظة . 2 _ الحاضر يحدث الآن ( هنا ) ، ولحسن الحظ صرنا نعرف كيف ، مع اننا لا نعرف لماذا . اليوم الحالي نتيجة المس والغد بالتزامن . 3 _ المستقبل موجود بالقوة فقط ، المستقبل بمراحله المتعددة ، لم يحدث بعد ، وهو على سبيل الاحتمال فقط . ( ربما تحدث الحرب النووية ، أو يوم القيامة ، أو ما نجهله بالكامل ) . .... الاختلاف الأساسي بيننا ، البعض يجيدون الكذب ، ويفشل الكثيرون . أتحدث عن الأوقات الصعبة ، أسوأ ما حدث في حياتك . دائما نعتقد أن الأسوأ حدث بالفعل ، ثم نفاجأ بالأسوأ لاحقا _ الموت . .... ....
الفصل الأخير _ النظرية الجديدة
الواقع _ والوجود الإنساني ؟! الخطوة الأولى على طريق المعرفة ، تتمثل بالمحاولة المتجددة لمعرفة ما نجهل ، وتحديده .
أعتقد أنني وجدتها _ الحركة الثلاثية للواقع والكون ( الوجود الشامل ) . الحركة الدورانية للمكان بالتلازم مع الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . .... لو أخذنا كلمتين شبه معروفتين جوهانسبرغ وبانكوك على سبيل المثال ... أعرفهما بالاسم فقط ، وأظن أن أغلب القراء مثلي بنفس الطريقة ، والدرجة ، التي كان يعرف بها القديس أوغستين الزمن أو الوقت : ( طبعا أعرف ما هو الزمن ، ...ولكن لو سألني أحد عن تعريف الزمن أو تحديد جوابي أكثر ، سأقول فقط : لا أعرف ، إذا كنت صادقا ) . بسهولة يمكن معرفة المزيد عن المدينتين ، بمساعدة غوغل مثلا . لكن لسوء الحظ ، ذلك غير ممكن بالنسبة للزمن أو الوقت . .... من يجرب أن يضع كلمة زمن أو وقت على غوغل ، ستزداد حيرته مع درجة جهله للزمن ( طبيعته ، وحركته ، واتجاهه ، وسرعته ، وأنواعه ) . نفس المتاهة تدور فيها كلمة " الواقع " ... .... معرفة الزمن لا تكفي وحدها لمعرفة الواقع ، هي شرط لازم وغير كاف . الواقع يتضمن الحركة العكسية بين الحياة والزمن ، بالإضافة إلى الماضي والمستقبل وعلاقتهما المزدوجة أيضا ، والمتعاكسة بين الحياة والزمن . 1 أنواع الزمن الحقيقي أو مراحله ثلاثة ، لا تقبل الزيادة ولا النقصان . الماضي أو الحاضر أو المستقبل . مع أنه لكل من الماضي والمستقبل تقسيمات عديدة ، ممكنة وصحيحة . بينما الحاضر مفرد ، وشبه مجهول . يعرف الحاضر بدلالة أبعاده الثلاثة بالتزامن : الحياة والزمن والمكان ( الحضور والحاضر والمحضر ) . .... الماضي حدث من قبل ، وهذا متفق عليه في مختلف الثقافات واللغات . لكن بعد معرفتنا بأن الزمن يأتي من المستقبل ، وليس من الماضي كالحياة ، تحدث صدمة عقلية للقارئ _ ة . لكن للأسف ، أغلب القراء لا يحتملونها ، وينكصون إلى موقف الانكار . تشبه الفكرة ( الخبرة ) دوران الأرض حول الشمس ، حيث تشكل المغالطة الشعورية مشكلة مزمنة ، موروثة ومشتركة . ... يمكن تصنيف الماضي عبر ثلاث فترات : 1 _ الماضي القديم ، أو الموضوعي . 2 _ الماضي الشخصي ، أو الفردي . 3 _ الماضي الجديد . الصنف الأول ( الماضي القديم ) ، أيضا ثلاثة أقسام : 1 _ قبل نشوء الحياة . 2 _ قبل نشوء الانسان . 3 _ قبل ولادة الفرد . الصنف الثاني ( الماضي الشخصي ، أو الحديث ) . يبدأ من لحظة الولادة إلى الحاضر المباشر ، أو اليوم الحالي . الصنف الثالث والأهم ( الماضي الجديد ) ، يتضمن بقية العمر وهو نسبي بطبيعته . يتحدد الماضي _ بمختلف أصنافه أو مستوياته – بالمجال بين الأزل والحاضر المباشر ( أو اليوم الحالي ) . 2 المستقبل يقابل الماضي ، لكن العلاقة الحقيقية بينهما ما تزال شبه مجهولة بالكامل . ونحن لانعرف العلاقة بينهما سوى بدلالة الحاضر . لكن ، وبشكل منطقي فقط يمكن تحديد المستقبل ، بالمجال بين الحاضر وبين الأبد . .... بدوره المستقبل يقبل التصنيف الثلاثي : 1 _ المستقبل الموضوعي ، ويشمل المجال بين الأبد وبين موت الفرد . 2 _ المستقبل الفردي ( أو القريب ) ، ويتحدد بالمجال بين لحظة الموت وبين الحاضر المباشر . 3 _ المستقبل القديم ، وهو نفسه الماضي الجديد ، أيضا الحاضر الزمني . هذا المجال الخاص ، والمباشر بطبيعته ، يتحدد بحركة التقويم اليومية أو السنوية . .... الحاضر يمثل المجال بين الماضي والمستقبل ، ويتحدد بدلالتهما معا . 3 أصل الانسان مفهوم ميتافيزيقي ، يتعذر التحقق منه بشكل منطقي أو علمي ، ويتعذر الاتفاق بشأنه . بينما أصل الفرد مصطلح حديث ، علمي ، وهو ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . أصل الفرد يمتد بين اللانهايتين الموجبة والسالبة ، أو بين الأبد والأزل ، أو بين الحياة والزمن . .... .... ملحق وخاتمة _ تفسير الواقع ؟
1 كيف لم ينتبه قراء _ وقارئات رياض الصالح الحسين الكثر ، أيضا قراء أنسي الحاج الأكثر كما أتوقع ، إلى موقفهما من الواقع والزمن _ الجديد المختلف ، والمغاير كليا _ للموقف التقليدي والسائد في الثقافتين العربية والعالمية على السواء ؟ لأكن صريحا ، مع أن الاعتراف محرج لي ، لا أتذكر قراءتي ( قراءاتي ) لقصيدة رياض التي تعتبر أن سهم الزمن يعاكس فرضية نيوتن . والتي تمثل الموقف الثقافي العالمي الحالي ، بما فيه موقف العلم والفلسفة . .... يسهل فهم ذلك وتفسيره ، بعد تقسيم الموقف المعرفي الجديد إلى ثلاثة خطوات بدل الاثنتين فقط . اكتشف أنسي ورياض ، وعدد غير معروف ، من الفلاسفة والشعراء والمثقفين في العالم وفي العربية كما تبين ذلك بالأدلة أن اتجاه حركة الزمن بعكس الموقف السائد . لكنهما ، لم يكملا الفكرة إلى آخرها . .... أتذكر وبوضوح شديد جدا ، أكثر من القبلة الأولى ، لحظة فهمي الجديد لحركة مرور الزمن ( من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ) . كنت أظن أنني الأول ، والوحيد ، الذي اكتشف ذلك . غرور نرجسي بلا شك ، واعتذر عنه . .... حتى الخمسين ، كنت أعتقد أنني شخص محدود الذكاء . ( متوسط ) . يشوب معرفتي الحالية ، الأقرب إلى الموضوعية ، بعض شطحات الغرور المعيبة والمخجلة بالفعل . ( أتخيل أحيانا أنني بدرجة ذكاء أعلى من أينشتاين ) .... لنتذكر أن جنون العظمة ، حالة متقدمة من عقدة النقص لا أكثر ولا أقل . 2 اكتشاف الجدلية العكسية بين الزمن والحياة ، نتيجة الحوار المفتوح منذ سنوات ، ويمثل الحظ الطيب أكثر من تسعين بالمئة منه ، والباقي للثقافة والمثابرة التي تحصلت عليها بعد الخمسين . .... بعد فهم العلاقة الصفرية بين الزمن والحياة : الزمن + الحياة = الصفر . أو س + ع = الصفر . يتكشف الواقع ، بدرجة غير مسبوقة من الوضوح والانسجام . .... الحركة مزدوجة ، ليست خطية أو أحادية فقط . هذا هو مفتاح اللغز المزدوج ، لغز الزمن _ ولغز الواقع بالتزامن . 3 ( لا أنت ولا أنا ... لا أحد يعرف حدود جهله ) . .... .... خاتمة النظرية الجديدة
" لماذا لا تكتب ما يفهم ؟ لماذا لا تفهم ما يكتب ! "
1 هذا النص بصورة خاصة ، يتطلب من القارئ _ة ، الانتقال إلى موقف القراءة الإيجابية _التفاعلية والمنفتحة على الجديد والمجهول بالفعل . بعبارة ثانية ، مستوى القراءة السلبية وبكل اشكالها ، تمنع القارئ _ة من تقبل الجديد ، وخاصة في موضوع غامض بطبيعته ومربك مثل الزمن ، حيث يتلازم الجهل مع الرهبة والخوف . مثال تطبيقي : الزمن ثلاثة أنواع ( مراحل ) متعاقبة ، يتعذر الإضافة عليها أو اختزلها . وهذه الفكرة مصدر سوء فهم دائم . مثلا ، لا يوجد نوع رابع ( حقيقي ) من الزمن ، مستقل وخارج تقسيمات الماضي أو الحاضر أو المستقبل . وهذا خطأ شائع في الثقافة العالمية ، خاصة في النقد الأدبي والفلسفة . ومثاله البارز غاستون باشلار : ( للزمن أبعاد ، للزمن كثافة ) . بالمقابل ، لا يمكن أن يوجد شكل أحادي أو ثنائي من الزمن ( بدون البعد الثالث ، الذي قد يكون أحد الثلاثة : الماضي أو الحاضر أو المستقبل ) . وهذا خطأ وقع فيه الثلاثة الكبار في الفيزياء ، نيوتن حين أهمل الحاضر واعتبره عديم القيمة والأهمية معا ، واينشتاين حين أهمل الماضي والمستقبل عبر تركيزه المفرط على الحضور فقط ، ويشاركهما ستيفن هوكينغ أيضا في الاعتقاد الخطأ ، في أن سهم الزمن ينطلق من الماضي إلى المستقبل ( بينما العكس هو الصحيح ، المستقبل مصدر الزمن ) . 2 حركة الواقع أم حركة الحياة أم حركة الزمن ؟ كلنا نعرف الأمس المحدد خلال 24 ساعة السابقة ، بالإضافة إلى الماضي الشخصي ( من لحظة الولادة إلى الآن ) . .... ما هو الأمس ، وكيف يتشكل بالفعل ؟ يستهلك العالم كله إلى اليوم ، بما فيهم أنت وأنا ، فرضية نيوتن حول سهم الزمن : من الماضي إلى المستقبل . رغم التشكيك بوجود الزمن نفسه ، أيضا في اتجاه حركته ، ما يزال الموقف الثقافي العالمي يقوم على تلك الفرضية ( الخاطئة ) . 3 تذكير مكرر بقصيدة رياض الصالح الحسين : الغد يتحول إلى اليوم واليوم يصير الأمس وأنا بلهفة أنتظر الغد الجديد . السؤال الأول حول رياض نفسه ، وموقفه الغريب من الزمن ! أرغب بمناقشة هذا السؤال بشكل تفصيلي ، عبر نص خاص . لكن السؤال الفضيحة حول القراءة لذلك النص ، هل من المعقول أن أحدا لم يلفته ذلك الموقف ، الجديد كليا لا على الثقافة العربية بل العالمية أيضا ؟! .... هل من المعقول أنني وحدي الذي يرى ! كل انسان ، كرر ذلك التساؤل الاستنكاري مرات بينه وبين نفسه . 4 هل الكائن الحي ، هو من يغادر الأمس وينتقل إلى يوم جديد ، أم العكس كما لاحظ رياض خاصة وبطريقة غامضة وغير مفهومة إلى اليوم ؟ أعتقد أن الحركة التعاقبية للزمن هي السبب ، وهي مصدر التغير الذي نشعر به جميعا ، لكننا نتجاهله لسوء الحظ . .... الحركة الجدلية ، العكسية ، بين حركتي الحياة والزمن مصدر غموض الواقع ، والحركة التي ندركها ولا نفهمها . بطريقة بعيدة وغير مباشرة ، يمكن تشبيه الأمر بالحركة المزدوجة بين عربتين في اتجاهين متعاكسين ، وبسرعة متساوية . يبقى الفارق أننا نشعر بالحركة في المثال ، بينما في الواقع لا نشعر بالحركة لأسباب مجهولة ، وربما تكون العادة والتقليد أحدها . 5 يمكن التأكد بسهولة من حركتين ، هما غالبا حركة واحدة : حركة اقتراب المستقبل من الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ، وعكسها حركة ابتعاد الماضي عن الحاضر بنفس السرعة . والمشكلة الأساسية في جهلنا للحاضر ، مع أننا تقدم أكثر من خطوة . .... يتحدد الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ، بين الأبد ( اقصى المستقبل ) وبين اللحظة الحالية التي تفصل بشكل موضوعي بين الماضي والمستقبل . مثال على ذلك هذا اليوم خميس 14 / 10 2021 ، هو الآن الفاصل الموضوعي بين الماضي والمستقبل ، بالتزامن يمثل الحاضر المباشر . بعد أقل من 24 ساعة سوف يصير في الماضي ، وجزءا من الماضي ، إلى الأبد . 6 الماضي الجديد أو المستقبل القديم أو الحاضر الزمني مترادفات على الأغلب ، أو تسميات لفترة انتقالية ما تزال غير واضحة ، وغير مفهومة سوى بشكل تقريبي وغامض . وهي تتمثل باليوم الحالي . .... اليوم الحالي مزدوج بطبيعته ، نصفه الحي يأتي من الماضي والأمس ، ونصفه الزمني ( المقابل ) يأتي من المستقبل والغد . وكل يوم آخر يشبه بقية الأيام القادمة ، باستثناء أيام الماضي _ فهي قد حدثت وانتهى الأمر _ وتمثل الوجود بالأثر فقط . بعبارة ثانية ، الزمن ، واليوم بجانبه الزمني خاصة ، يحدث عبر ثلاث حالات متعاقبة : المستقبل أو الغد كمرحلة أولى ، فاليوم الحالي أو الحاضر المباشر مرحلة ثانية ، والماضي ويوم أمس في المرحلة الثالثة والأخيرة . وعلى العكس تماما حركة الحياة ، واليوم بجانبه الحي ، يحدث أيضا عبر ثلاثة حالات متعاقبة ومعاكسة للزمن : الماضي والأمس كمرحلة أولى ، فاليوم الحالي أو الحضور المباشر مرحلة ثانية ، والمستقبل ويوم الغد في المرحلة الثالثة والأخيرة . .... .... خلاصة ، مؤخرة ، النظرية الجديدة بتكثيف شديد
الواقع المباشر ، أو الاسم التقليدي للآن والراهن الحالي ( الحاضر ) ثلاثي البعد بطبيعته : حاضر وحضور ومحضر ( زمن وحياة ومكان ) . الحاضر ( الوقت ) والحضور ( الحياة ) نقيضان ، لا متعاكسان فقط . الاختيار الصعب أمام الانسان بكل يوم وكل لحظة ، يتمثل بالموازنة ، والتفضيل بين الحاضر والحضور ، واهمال أحدهما . الحاضر يتصل مباشرة بالماضي ، ويشكلان متلازمة . والحضور بالمقابل يتصل بالمستقبل ، ويشكلان متلازمة مناقضة . اتجاهان متناقضان لا يمكن الجمع بينهما مثل وجهي العملة الواحدة . 1 على خلاف خبرة الحواس المباشرة ، النقيضان يتضمن كلاهما الآخر _ مطابقة عكسية . يوجد فرق نوعي بين العكس وبين النقيض . النقيض يكافئ الأصل تماما ، ويقتصر الفرق على الاتجاه والاشارة . بينما العكس حالة آنية ( مؤقتة ) لا تعكس من الأصل سوى لحظة مقلوبة . علاقات النقيض ، والتناقض ، تتمثل بالبداية والنهاية أو الحياة والزمن أو الأنوثة والذكورة ، أو الرشوة والهدية ، وغيرها . علاقات العكس تتمثل بالصورة اللحظية ، والمؤقتة بطبيعتها . مثالها النموذجي مقطع فيديو صوت وصورة ، يتضمن العكس والنقيض ، بينما العكس هو لحظة التصوير الثابتة فقط . ( الأصل ليس له عكس ، فقط الصورة لها عكس ) . في ذهني فكرة مزمنة ومؤرقة تقوم على المقارنة بين نظام الأعداد الصحيحة السلبية والموجبة ، مع نظام الأعداد التخيلية أو العقدية . خاصة الفكرة الجديدة أيضا ( الأمس يتضمن الماضي كله ، والعكس غير صحيح ، بعبارة ثانية يوم أمس 24 السابقة اكبر من الماضي كله ويتضمنه بالضرورة بينما العكس غير صحيح ) . هذه الفكرة جديدة _ مع فكرة العكس والنقيض _ لم أفكر فيها بعد بالشكل اللازم والكافي عبر الحوار المفتوح خاصة ، وسوف أعود إليها لاحقا مع امثلة جديدة لتأكيدها ، أو للاعتراف بخطأها ( مع الاعتذار طبعا ) والعودة إلى اعتبار العكس والنقيض واحد لا اثنين . .... علاقة الماضي والمستقبل تذكر بعلاقة الحياة والزمن ، لكنها مجهولة بشكل شبه كامل ، فهي خارج علاقات التشابه أو الاختلاف . وأعتقد أنها تحتاج ، وتستحق ، المزيد من الاهتمام الثقافي على مستوى المؤسسات والمجتمع لا على المستوى الفردي فقط . .... الحاضر بؤرة المشكلة المزمنة _ القديمة والجديدة _ المتجددة : معرفة الواقع والزمن والحياة بالتزامن . يمكن تمييز ثلاثة مستويات للواقع المباشر ( أشكال ، أو مراحل ) : 1 _ الحاضر ( الزمن ) : يتجه من المستقبل إلى الماضي ، عبر الآن . ( وبشكل مباشر من الآن إلى الماضي ) . 2 _ الحضور ( الحياة ) : يتجه من الماضي إلى المستقبل ، عبر الآن . ( وبشكل مباشر من الآن إلى المستقبل ) . 3 _ المحضر ( المكان ) : أعتقد أن حركته اهتزازية أو دورانية . علاقة طبقية وتراكم ، مثالها الجيولوجيا . ..... 2 ساعة الحياة وساعة الزمن ( أو العمر أو الحاضر المستمر كله ) ؟ لنتأمل قليلا الحقيقة المزدوجة ، والمحيرة : لحظة الولادة يكون العمر يساوي الصفر ، وبقية العمر كاملة . ( العمر بدلالة الحياة ) وعلى النقيض لحظة الموت : تكون بقية العمر تساوي الصفر ، والعمر كاملا . يوجد تفسير منطقي وحيد لهذه المفارقة ( تتضمن النقيض والعكس بالتزامن ) : الوقت والحياة نقيضان ، ويشبهان خطين متوازيين ومتعاكسين . نحن نلاحظ بشكل مباشر خط الحياة ، وخط الزمن ( او الوقت ) نعرفه بشكل غير مباشر فقط ، لكن بشكل يقيني ويقبل الملاحظة ( غير المباشرة ) مع الاختبار والتعميم بلا استثناء . لأهميتها الفائقة ، سوف أعيد مناقشة هذه الفكرة بصيغ متنوعة ، وبشكل متكرر . .... ملحق المفارقة بين الزمن والمكان المكان ثلاثي البعد كما نعرف جميعا ، بسهولة وعبر الحواس المباشرة . الزمن ثلاثي الطور ، أو المراحل ، ماض وحاضر ومستقبل . لا يمكن الإضافة إليها أو زيادتها ، ولا يمكن اختزالها إلى واحد أو اثنين . بعبارة ثانية ، لا يمكن دمج الأزمنة الثلاثة ، ولا يمكن فصلها بالمقابل . وهذه المشكلة الأساسية في فهم الزمن ، ودراسته بشكل منطقي وتجريبي . الأزمنة الثلاثة توجد بشكل متتابع ، وخطي . والاختلاف حول الاتجاه فقط : سهم الزمن ( التقليدي ) من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . لكن النظرية الجديدة تبين بالأدلة ، المنطقية والتجريبية أيضا ، أن اتجاه سهم الزمن بالعكس تماما : ينطلق من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . وسهم الحياة على النقيض : ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . المشترك بين الموقفين هو الحاضر ، يمثل مرحلة ثانية وثانوية بطبيعته . أعتقد أن النظرية الجديدة ، بمساعدة الكتاب السابق " النظرية الرابعة " ، تقدم البرهان المتكامل على الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، أو العلاقة بينهما بالإضافة إلى تقديم تصور جديد للواقع . ..... بصراحة وقعت في ورطة ولا أعرف كيف أنهيها ، ولا كيف أخرج منها . ماذا لوكنت في الموقف الخطأ ، كقارئ _ة أيضا ؟ .....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفحة جديدة في الثقافة العالمية 2
-
صفحة جديدة في الثقافة العالمية
-
الزمن بين العلم والفلسفة
-
المعرفة _ نظرة من الداخل
-
المشكلة بين الكاتب والقار ئ_ة
-
النسبية والحقائق الموضوعية
-
النسبية بين برتراند رسل واينشتاين بترجمة زكي نجيب محمود
-
النسبية
-
الكذب الفلسفي
-
ملخص النظرية الجديدة
-
هوامش وملاحظات _ النظرية الجديدة
-
كيف تحدث الأشياء في الزمن ؟ ...تكملة وخلاصة
-
كيف تحدث الأشياء في الزمن ؟ ...تكملة
-
كيف تحدث الأشياء في الزمن ؟
-
ملحق وهوامش النظرية الجديدة
-
تحية إلى أحمد جان عثمان
-
هوامش وملاحظات جديدة
-
مقترح حل جديد للعلاقة بين الماضي والمستقبل
-
على هامش النظرية الجديدة ...
-
مشكلة هناك ، بدلالة النظرية الجديدة
المزيد.....
-
كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش
...
-
الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال
...
-
توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
-
الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
-
تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا
-
منتقدا الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه.. ترامب يطلق العنان لمبادر
...
-
أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته
...
-
الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
-
إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا
...
-
إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|