بهاء الدين الصالحي
الحوار المتمدن-العدد: 7477 - 2022 / 12 / 29 - 21:54
المحور:
الادب والفن
د نجوي عانوس
نموذج للمثقف العضوي
الإيمان بقضية علمية وتوثيقها بالأدلة والبراهين هو أقصي تجليات المثقف العضوي القادر علي طرح إطار مرجعي ورؤية خاص للتاريخ وهو مرحلة متطورة عن مفهوم المثقف الملتزم والفارق بينهما كبير فالملتزم يتحرك في إطار مرجعية تم صقلها بحيث أصبحت مظلة يصعب الحياد عن آفاق فعلها الإنساني الاجتماعي ، بينما المثقف العضوي قادر علي التنوع والتجارب وفق مصلحة طبقته والمواءمة بين الشكل والمضمون وهو اكثر مصداقية مع حركة التاريخ .
هنا تأتي القيم العلمية للدكتورة نجوي عانوس حيث تعدت مفهوم التخصص الدقيق في الأدب العربي للتأريخ لحركة المسرح العربي ولكن من باب الرصد الأكاديمي ،حيث عانت نقص المصادر التاريخية التي توصل لقضيتها المؤمنة بها وهي الإيمان بفكرة التعددية ونقاء التعامل مع الاخر وكذلك رفض تديين حركة التاريخ وكذلك نبذ الانتقائية .
وذلك من خلال يقينها بفكرة ريادة يعقوب صنوع للمسرح المصري وذلك كونه اول من قدم مسرحا منضبطا يحمل قضايا فكرية ومنتقدا للواقع وكذلك قدرته علي الدفاع عن فكرته وكونه تخطي فكرة انه مشخصاتي لمناضل يحارب بسلاح الكلمة الممسرحة، وكذلك ادراكه لواقع وضرورة الاستقلال حيث لا تتضاد الوطنية مع الدين وذلك وفق التعددية التي تسري في عقول المصريين منذ ألاف السنين ولعل سجل كتاباته حال حياته في باريس واقامته للاستبداد مما يجعله جدير بالريادة الثقافية حتي وأن أراد متسلفي مصر الذين استأثروا بجزء من الحاضر بحكم كونهم جزء من المشروع الرأسمالي
إلغاء وتأميم التاريخ لصالحهم فإن صلابة مثقف عضوي مثل نجوي عانوس نجحت في الصمود برحلتها الي تركيا لتحضير مجلة وادي النيل التي أصدرها عبدالله ابو السعود ١٨٦٠كدليل علي ريادة يعقوب صنوع من واقع متابعات المراسل الفني لها لإبداعات صنوع ، خاصة وأن نسخ وادي النيل قد اختفت من دار الكتب المصرية بفعل فاعل أراد تزييف التاريخ كما تفعل الحكومات بشراء كل نسخ الكتب الغير مرضي عنها .
كمثقف ينتمي لمصر المتعددة بيهودها ومسحييها ومسلميها تنافح من أجل تقديم صورة اجتماعية لمصر بداية تكوين مشروعها الحديث في بدايات القرن العشرين ونهايات القرن التاسع عشر ،وذلك لتطلع صرخة في البرية ، مصر المتعددة هي الحق ،اما مصر المتسلفنة هي الضياع .
#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟