|
القيم الجمالية والدلالية في ديوان( مطرق سيطرق باب نومي) لحمزة رستناوي ج1 من2
عصام شرتح
الحوار المتمدن-العدد: 7476 - 2022 / 12 / 28 - 11:57
المحور:
الادب والفن
إن الشعرية ذاك الأفق الجمالي المُتحول ، وهذا يعني أن الشعر كقيمة جمالية هو كتلة متحولات ورؤى وقيم جمالية متغيرة أو متحولة من قيمة إلى قيمة، ومن مثير جمالي استثاري إلى آخر، حسب درجة الفاعلية واللذة في الانتقال بين المشاهد والقيم الشعرية؛ وبما ان الشعرية هي انتقال جمالي بين المثيرات والمحفزات الجمالية، فإن ما يثيرها التشكيلات الفنية الأسرة، والتنقلات الأسلوبية المثيرة من مثير أسلوبي فني بليغ إلى آخر، وعلى هذا الأساس" فإن الشاعر لا يعتمد في بناء قصيدته على انتقاء المفردات، واختيار الأساليب النحوية الملائمة بقدر ما يركز على الناحية الفنية، والإيحاءات الفكرية، ووقع الكلمات موسيقياً (1) وهذا يعني أن تنوع الأساليب الشعرية والقيم الجمالية المتغيرة الذي يثيرها كل أسلوب من الأساليب هو ما يخلق اللذة الجمالية في القصائد الشعرية، ويثير إيقاعها الجمالي. والتساؤل الذي نطرحه على خارطة التداول النقدي: ماهي المثيرات أو القيم الجمالية التي حققتها قصائد مجموعة ( مطر سيطرق باب نومي) على المستوى الإبداعي أو الحراك الجمالي الإبداعي والرؤيوي؟ وهل حققت تلكم القصائد تنوعاتها الأسلوبية ودهشتها الجمالية؟ وما هي المؤثرات الرؤيوية التي أسهمت في خلق مثل هذه التجربة في مسعاها ومكتشفاتها الإبداعية؟. - أولاً- عتبة العنوان: إن عتبة العنوان من المفاتيح النصية المهمة في الكشف عن شعرية القصيدة في توجهاتها الفنية وحراكها الدلالي وإنتاج الدلالات والكشف عن محور ثقل القصيدة إبداعياً، والعنوان" هو آخر ما يُكتب من النص الشعري، بعد أن تزول عن الشاعر حالة المخاض الكتابي، ويفرغ مما يسميه (بايرون) بالحمم البركانية التي تحمي الشاعر من الجنون... لأن الكتابة هي البديل عن الانفجار النفسي بما أنها انفجار لغوي يوازي بل يفوق درجات الانفعال الذاتي، وإذا فرغ الشاعر من كتابة قصيدته راح يبحث عن عنوان لها، هذا العنوان سوف يكون خلاصة دلالية لما يظن الشاعر أنه فحوى قصيدته، أو أنه الهاجس الذي تحوم حوله، فهو –إذاً- يمثل تفسير الشاعر لنصه"(2). وهذا يعني أن عتبة العنوان تكشف عن فحوى القصائد ورؤيتها دلالياً، وتدلل عن وعي الشاعر بالقيمة الفنية المنوطة بالعنوان، فالشاعر حمزة رستناوي – في عتبة ديوانه (مطرٌ سيطرقُ باب نومي) اختار عنواناً إشكالياً يشي بالفكر الجمالي الرؤيوي الذي يبثه إلى القارئ ليكون العلامة الأيقونية في الكشف عن المدلول الاغترابي التفاؤلي الوجودي الذي يناقض الفكر الفلسفي الوجودي العدمي، ليأتي برمز المطر دليلاً علائقياً يبث من خلاله كل مظاهر الإشراق والحياة، وقد استخدم الشاعر لفظة ( مطرٌ) نكرة دلالة على أن هذا المطر سيأتي لابد من ذلك، لكن في حينه ووقته المستقبلي الذي يجهله الشاعر، وأختار لفظة ( باب) للمضاف إليه ( نومي) ليحرك الإسناد الجدلي بأن المطر قادم والفرج قادم لينقذه من ثباته ونومه الوجودي وانقطاعه عن الحياة. إذا إن عتبة العنوان تجعل من البؤر النصية أيقونات إشراقية تبدد الصدى الاغترابي العدمي اليائس لتحرك الأيقونات الاغترابية الباعثة عن الحياة والتفاؤل، وهذا ما نلاحظه في عتبة الكثير من قصائد الديوان كما في العتبات النصية التالية:[ قمر الرَّزيَّة- حفيف العشق- فصولٌ من تاريخ الربابة- ابتعاث- قلب الشاعر قمح ُ- مأوى ضوء المتكلمٍ] فهذه العناوين تشي بإيقاعها الجمالي التفاؤلي ضد عدمية الموت والفناء، إنها أيقونات دالة على الحياة، وليس ذلك فحسب، بل إنها الباعثة على الصمود والتصدي لإعلان أيقونة الحياة، ناهيك عن القصائد التي تعبر بصراحة عن المقاومة والثبات في وجه الألم كما في عناوين القصائد التالية:[ قصيدة المنجنيق- قيس على دروب النخيل- موشور بغداد- قصيدة الجدار] ففي الجدار روح المقاومة والثبات والعزيمة ضد مداليل العدمية والتلاشي والانهيار الوجودي. ولو تأمل القارئ البعد الرؤيوي الجمالي لقصائد( مطرٌ سيطرقُ باب نومي) لتأكد له أن إيقاعها الوجودي الاغترابي يطغى على رؤاها ومتنفسها الإبداعي، لكن اغتراب الشاعر لم يكن اغتراباً تشاؤمياً يائساً أو منكسراً، وإنما كان اغتراباً رؤيوياً فكرياً يدعوه إلى التفرد والتميز بعوالمه الرؤيوية ضد شبح الانهيار والتقزيم والضعف الوجودي، وهذا ما جعل قصائده ليست بث شكوى ضاجة بالقلق والتوتر والمصاحبات النفسية كاليأس والقنوط، وغير ذلك ليجد القارئ في الإبحار في ثناياها عمقاً في الرؤية الفلسفية ونفي الخرافة والمنظورات السائدة التي تحجم فاعلية الرؤيا ليحرك الشاعر ما يعبر أمامه عبر منظور وجودي بيّن ، إذ يقول: " قرطاسُ الزمن المفقودِ يداعبُ أفكاري / وداوةُ الحبر الباسق تزهو / أتفيَّأ تحت بكارتها / وأمارسُ قلقلةَ التاريخ لأعلنَ شاهدةَ الروحِ على المنبرْ/ خذْ نسلكَ والتمسِ العسكرْ/ لا أحدٌ يذكرها! كانت أوبارَ صنوبرْ(3). هنا، يدعو الشاعر بإحساسه الوجودي لأن يمارس حرية التخيّل في رحاب الفكر، لأنه الشاهد الوحيد على نبض الروح ،وإدراك كينونة الذات [ لأعلن شاهدة الروح على المنبر]، وهذا يعني أن الفلك الرؤيوي المتدفق بلحظات الرفض والاحتجاج على البديهيات من منتوج قصائد الرستناوي في تأكيد خلفيتها الوجودية على اختلاف مؤشراتها ضمن الفلك الرؤيوي العام للمنتوج الدلالي للقصائد على اختلاف توجهاتها ومؤشراتها الدلالية. - ثانياً- العتبة النصية للاستهلال: إن العتبة النصية للاستهلال لا تقل قيمة ولا أهمية عن عتبة العنوان الرئيس للديوان، لاسيما إذا كانت هذه العتبة ذات قيمة ودلالة رؤيويه تتعدى حاجز الإهداء التقليدي، لتكشف عن نزعة وجودية تتفرد بها، فالشاعر هنا خرج عما هو مألوف ومعتاد في العتبة النصية أن يقوم الشاعر بإهداء الديوان بلغة إيضاحية إيصالية صريحة، ليعزف الشاعر هنا رؤيته الفلسفية من خلال إسقاط القصائد عن نفسه وإسنادها وجودياً أو فعلاً وجودياً للمربي أو الأب الفاضل الذي تربى على يديه ،ونهل من معارفه، إذ يقول: " يا أبتِ هذي نصوصكَ/ فانظرْ/ ما أنت فاعلٌ بي (4). هنا نلحظ أن عتبة الإهداء تشكل قيمة تناصيه متحايثة لمقولة إسماعيل عليه السلام :[ يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين] فالشاعر اقتنص الرؤية الموازية من قصة إسماعيل والذبح ليعلن إسقاط هذه القصائد على أبيه ، لكن ليس بالذبح الصريح، ليكون هو المُسبب في كينونته الوجودية، وما قول الشاعر [ ما أنت فاعل بي] إلا دليلاً على هول الجريرة التي ارتكبها ؛وهذه الجريرة ما جعلته يدفع ثمنها فحسب، بل يخاف من أثرها وشبحها، وهذا ما يتماشى مع كون قصائد المجموعة تضج بالروح المُتمردة الثائرة على كل ما هو روتيني وعادي ويائس وسطحي في الحياة، لتعلن انتمائها إلى الفكر الجدلي الوجودي الاغترابي ضد سطحية الأشياء وهلاميتها الزائلة. - ثالثا- الابحار في متن قصائد المجموعة إن من يطلع على قصائد ( مطر سيطرق باب نومي) لحمزة رستناوي يجد نفسهُ أمام شاعر رؤيوي جمالي يثير الشعرية من خلال الرؤيا، ويثير الرؤيا من خلال الجسد اللغوي الجمالي المُثير، فالقصيدة – عند الرستناوي- غابة من الرؤى والدلالات الفلسفية الوجودية والرموز التي تتبع فاعلية التجلي والتصوف والوحدانية والتوحّد في ظل اختلاف الرؤى وتعدد متناقضاتها الوجودية بين (الوحدانية/ والتعدد) و( التجلي/ والغياب)، ولهذا يلحظ القارئ أن إيقاع الاغتراب الوجودي الفلسفي المتسائل في قصائده- يفتح باب التساؤلات القلقة عن وجود ينفي حالة العدمية والتلاشي، عن وجود يخلق كينونة الحياة، ويسفك الحيرة والتساؤل القلق من هول المصير، كما في قوله: يا أيها المذبوح / قصدكَ عابقٌ/ ورمادُ قلبك زورقٌ فقد الأملْ / هي لم تكن ذكرى/ لتسفك حيرة التكوين في مهد الأجل(5) إن البؤر الشعرية هنا تخلق إيقاعها الجمالي الخاص [ رماد قلبك زورق فقد الأمل]، فهذه الصورة الاغترابية فتحت باب التأمل الوجودي والسموق الشعري لينتقل الشاعر نقلات أسلوبية انزياحيه تشكيلية تخلق متغيرها الجمالي [ هي لم تكن ذكرى/ لتسفك حيرة التكوين/ في مهد الأجل] وكأن الكتابة الشعرية – عند الرستناوي- إثارة رؤى جمالية وجودية اغترابيه في الفكر والدلالة، وهذا ما يجعل الاتجاه الفني الجمالي الرؤيوي من مفاصلها النصية الحساسة، وغناها بالصور الاغترابية التي تبث التساؤل الوجودي والتأمل فيما وراء الكون من ماهيات ورؤى عميقة. واللافت أن الشعرية- في قصائد المجموعة تفيض بالمتغيرات الجمالية الأسلوبية التي تثير إيقاعها الجمالي المتحرك عبر فواعل الرؤى التشكيلية المُحركة للنص من جذوره الفنية ومفاصله التصويرية الحساسة، كما في قوله: "إنها ناياتُ قومي/ تذرفُ الشجنُ الغريقْ/ من بردة الملتاعِ نحو الموت/ لا تابوتَ يؤويني/ دعوني هائماً / كي أكمل الترديدَ في الوجهِ الطليقْ (6). إن القارئ هنا أمام تشكيلات شاعرية تقف على الصورة الوجودية العميقة ذات المنزع الرؤيوي الخلاق [ تذرف الشجن العميق/ أكمل الترديد في الوجه الطليق] وكأن الشاعر يبث شجنه الاغترابي بإيقاع تشكيلي صادم يحرك الشعرية من جذورها الرؤيوية، وتشكيلاتها الفنية الأسرة. إنّ الشعرية – عند الرستناوي-ليست شعرية مهادنة تعتمد الاثارة التشكيلية فقط، وإنما هي شعرية خلاقة بمتغيراتها الوجودية وقيمها الانزياحية التي تؤكد استعلاءها الجمالي، وحراكها الرؤيوي بالمثيرات النصية ، فغنى الشعرية- في قصائده إذاً من غنى الرؤى والفكر الجمالي الإبداعي الذي يختزنها على شاكلة قوله: "هل كنتُ أحلمُ بالسنابلِ! حرقتي أطلالُ مملكة الحنينِ الشارديّ/ ونهدكِ العملاق شارفَ أن يكوره العماءْ/ كان البريدُ رسالةَ / وحمامتي تركتْ مواجعها / تغني خلف حنجرةِ الحياءْ (7) إن القارئ هنا يلحظ البراعة الأسلوبية في الوقوف على الانزياح الفني الجمالي في تشكيل الصورة المحفزة جمالياً [ حرقتي أطلالُ مملكة الحنين الشاردي] لنقف عند هذه النوسة الجمالية بهذا الإسناد التجاوزي الخلق(حرقتي ــــــــــــــــــــ مملكة الحنين الشاردي)، فهذا الإسناد حرك القشعريرة الجمالية في مباغتة القارئ بهذا الصدى الشاعري في التركيب . لنتابع مع هذه الصورة [ حمامتي تركت مواجعها تغني خلف حنجرة الحياء] هذا التشخيص الشاعري والترسيم الفني في خلق الصور المُلتهبة بأحاسيسها الجمالية ورؤاها التأملية العميقة يتوافق مع شعرية خلاقة بمغرياتها ومؤثراتها الفنية؛ وكأن القارئ أمام جسارة لغوية انزياحيه وموهبة متوهجة رؤيوياً بفكرها الجمالي وحراكها الأسلوبي التجاذبي المثير. واللافت – على المستوى الفني أو الجمالي- في لغة الشعر في ديوان( مطر سيطرق باب نومي)لحمزة رستناوي -أن الشاعر يعتمد مُختلف الأساليب الشعرية الغنية والمتجذرة بالفواعل الفنية والجمالية ، وما تتضمنه من القيم الشعرية المُتحركة برؤاها ومداليلها الشعرية، فهو على سبيل المثال يعتمد فاعلية السرد الشعري كقيمة تعبيرية يبث من خلالها الكثير من الرؤى والأحاسيس والتفسيرات الوجودية العميقة في الحياة، كما في قوله: " عند الجدار المستكين / جلستُ أنسجُ صدقَ مرآتي/ لأولمَ في طقوس البوحِ/ أمواجَ الصحابْ/ بمدادِ إصبعكِ الشفوفِ/ أخاطبُ الأزهارَ/ والأسرارَ/ والكلماتِ/ والسمار/ والأعشاب/ أقرأُ مهرجات السرابْ/ كلُّ القراصنةِ اللصوص/ تناهبوا جسد الكتابْ/ وشرعتُ أنثرُ خضرةَ الوعدِ/ المحلى بالعتب (8) هنا، نلحظ أن جمالية السرد الشعري في الأسطر الشعرية السابقة ظهرت من خلال الرشاقة اللغوية في توظيف السرد كقيمة شعرية جمالية مُفجرة لجمالية القصيدة، لا مجرد نقل رؤى ومشاعر وانفعالات بحس شاعري، وإنما عمدت إلى إدهاشنا بهذه السلاسة والإثارة في خلق الشعرية أو اقتناص الشاعرية في مجريات السرد التوصيفي الذاتي لتحريك الرؤى الشعرية التي تستعلي جمالياً بالسرد إلى مدارك عميقة ومفتوحة الدلالات، لنتوقف عند هذا التشكيل الاستثاري الشاعري [ وشرعتُ أنثرُ خضرةَ الوعدِ المُحلى بالعتبْ] الذي يحيلنا إلى شعرية مُتخمة بالرؤى الفنية ومُغامرة قوية التعبير. واللافت – كذلك في شعرية ديوان(مطر سيطرق باب نومي) أنها تخلق إيقاعها الجمالي المُتحول من خلال ترسيم الصور التي تحرك السرد الوصفي ليجري برشاقة وحنكة جمالية بليغة، كما في قوله: " عودي إلى جمري/ فعودُ ثقابكِ القاني/ عودي/ يثيرُ النبض في جسدِ البداءْ. من قوسكِ المجدولِ/ يرسلُ شيخَ قافلةِ الهبوبِ عنانهُ نحو السماءْ. كي تشرقي سأعود أذكرُ أدمعي/ قد اختلي بسرير غيمكِ / أولجَ المسمارَ/ أطفئ هذا البرقِ في لغةِ الخواء"(9). إن القارئ هنا يلحظ جمالية السرد الذي يغذيه النص الشعري بالتشكيلات الأسلوبية الفنية الصادمة جمالياً [ فعودُ ثقابكِ القاني.. يثير النبض في جسد البداء] وهذا التناغم الأسلوبي الجمالي من مغريات الاستثارة الجمالية التي تثيرها الأنساق الشعرية في تناغمها وحراكها الجمالي الخلاق:[ أطفئ هذا البرق في لغة الخواء]، وهذا الأسلوب الترسيمي الشاعري في رسم الحالة الصوفية بكل توهجها الشعوري وإحساسها المفعم بالحساسية والجمال لدليل على أن قصائد ديوان ( مطر سيطرق باب نومي) قصائد هي رؤيويه بإيقاع رومانسي اغترابي يثير الشجن، ويجعل من الاغتراب الوجودي متنفسها الإبداعي في الانتقال من رؤية اغترابيه إلى رؤية أكثر استثارة ودهشة.
عند تأمّل فواعل البعد الجمالي الاستثاري لحراك الصور والبنى الشعرية لقصائد (مطر سيطرق باب نومي) في زخمها الشعوري سندرك مكامن الاغتراب في محمولها الجمالي وإسنادها الشاعري، والبعد الشعوري الذي تثيره في منتهاها ومتنفسها الأخير، كما في قوله: " نبعُ مرحلتي نزيفٌ / قلبي المشتاقُ يمشي عارياً / كالبردِ يدفنهُ الغريبُ / وباعةٌ يتلقفون الغيمَ في صدري/ وبرقكَ متخمٌ بالهطلِ/ حيثُ الحانةُ الخضراءُ / تستثني مشاعلي الخصيبة / جمرتي كانت دثاركَ / صخرتي مدت أصابعها / لتسأل / كرمةَ الود القديم (10) إن ما يثير اللذة الجمالية في الأنساق الشعرية السابقة هذا الشجن الشعوري الاغترابي الذي يحمل في طياته الحنين واللهفة إلى الكشف عن اغتراب الذات في عالمها الوجودي القلق، وتساؤلاتها الوجودية المحمومة، ورشاقة الوصف، وغناه بالمؤشرات اللغوية ذات الافتنان الشاعري:[ نبعُ مرحلتي نزيف- وباعة يتلقفون الغيم في صدري- صخرتي مدت أصابعها لتسأل كرمة الود القديم ] فما أجمل هذه التشكيلات الاغترابية التي تبث الحنين والشجن، وتجعل لغة الديوان تفيض بأنوثتها الشعرية، لدرجة تجد لغة الشاعر انسيابية هادئة تنم عن غربتها بإحساس شاعري يفيض باللذة والاستثارة الجمالية. - الحواشي: (1) ترمانيني، خلود،2004- الإيقاع اللغوي في الشعر العربي الحديث، أطروحة دكتوراه، جامعة حلب، مخطوطة، ص95. (2) الغذامي، عبد الله،1993- ثقافة الأسئلة، مقالات في النقد والنظرية، دار سعاد الصباح، الكويت، ط2، ص48. (3) رستناوي، حمزة، 2019- مطرٌ سيطرقُ باب نومي، دار موزاييك للدراسات والنشر، استانبول – طبعة أولى- ص5. (4) المصدر نفسه، ص4. (5) المصدر نفسه ، ص30-31. (6) المصدر نفسه،ص21. (7) المصدر نفسه، ص25. (8) المصدر نفسه، ص98-99. (9) المصدر نفسه، ص55. (10) المصدر نفسه، ص26-27
#عصام_شرتح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(تقنيات جمالية) في شعر عزالدين المناصرة
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|