أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - الكرسي














المزيد.....

الكرسي


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7475 - 2022 / 12 / 27 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تاريخيا أيها الأحبة، أو على الأقل في إستذكار التاريخ الحديث لعالمنا العربي، هلاّ ذكرتم لنا كم هو عدد الزعماء والمسؤولين العرب الذين أحالوا أنفسهم على التقاعد أو أحيلوا على التقاعد بموجب قوانين بلدانهم؟
ألم يرصد التاريخ عمليات الأطاحة بالزعماء إما عبر الانقلابات العسكرية الأكثر حدوثا حيث كان يتم السيطرة على المطار والإذاعة، أو الإغتيال السياسي أو الانقلابات البيضاء داخل الأسرة الحاكمة أو ما إصطلح على تسميته "ثورات الربيع العربي" حتى أننا شهدنا كثيرا من الزعماء وقد تقدم بهم العمر وأصبحوا غير قادرين على الحركة وبال من بال من بينهم في سرواله ومع ذلك بقي "مترتحا" بالسلطة.
وحقيقة الأمر، أيها ألأحبة أنه لا يوجد لديهم أي خيار إلا "الترتحة بالكرسي"، لسبب بسيط جدا، ألا وهو أنهم ظلموا شعبهم وتفرعنوا وطغوا وسوف يكون من المستحيل تداول السلطة سلميا وبأمان وقضاء شيخوخة صالحة حيث سينقض خلفهم عليهم لتجريدهم و"بطانتهم الصالحة" من كل إمتيازاتهم وثروتهم إن لم يكن إرسالهم الى السجون والمعتقلات التي شيدوها بأنفسهم وجميعها تطلق عليها الشعوب العية " قصر النهاية".
ذلك حال رموز السلطة، ولكن ما حال قادة المعارضة والأحزاب؟
ببساطة لا يختلفون كثيرا عن رموز السلطة، وبعد ان أصبحت المعارضة والأحزاب في كثير من البلدان العربية علنية حتى الشيوعية منها بغض النظر عن مسمياتها، تشكل لديها زعامة تاريخية يلتف حولها أيضا " بطانة صالحة" ترتبط مصالحهم بصورة مشتركة بعضهم ببعض ويشكلون القاعدة الحزبية الانتخابية يمسكون العصا من النصف عملا بمقولة " ضربة ع الحافر وضربة ع المسمار" ويشكلون بطريقة أو بأخرى شكلا من النسيج السياسي في هذا البلد أو ذاك، إذ أصبح من المظاهر الحضارية أن يكون هناك في كل بلد ... معارضة ... وأن لا يفوز زعيم البلد بنسبة الـ (99.9%) في الانتخابات أو الاستفتاءات كما كان في السابق. لذلك تحولت المعارضة في معظم البلدان العربية الى متطلب و "ديكور" لتجميل صورة البلد والنظام. هذا ناهيكم عن البعد الشخصي للقائد السياسي، حيث لو لم يستمر في تقلده المنصب القيادي في حزبه، فماذا هو بفاعل وماذا سيعمل وكيف سيصرف على عائلته؟ إذا ليس له ... هو الآخر ... إلا أن " يترتح بقيادة الفصيل المعارض". بالطبع، نحن هنا نتحدث عن ظواهر عامة ليست مطلقة حيث يوجد إستثناءات في هذا البلد أو ذاك رغم محدوديتها.
وماذا عن مؤسسات المجتمع المدني في هذا البلد أو ذاك أو ما يسمى بالمؤسسات غير الحكومية، التي تنادي بالديمقراطية والشفافية وحقوق الانسان وحقوق الفئات المهمشة وغيرها من المصطلحات الرنانة؟ ألا نلمس أن مجالس إداراتها في غالبيتها هي ذاتها على مدار السنوات مع إحداث تغييرات في التركيبة لا تمس في سيطرة أباطرة العمل غير الحكومي على هذه المؤسسات؟ ألا نلمس أن مدراء هذه المؤسسات لا يتغيرون إلا في حالات نادرة . قد يقول البعض أنهم موظفون .. وقد نقبل ذلك شأنهم شأن أي من الموظفين في القطاع العام أو الخاص وينطبق عليهم قانون العمل ... لكن أليس كثير من هذه المؤسسات ما يعرف عنها بانها " مؤسسات الفرد الواحد" كما لو أنها شركة مساهمة خاصة يمارسون شتى ضروب المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة الانسانية داخل مؤسساتهم التي تتغنى بحقوق الانسان؟ لماذا " يترتحون" بالكرسي؟ ببساطة لآنه مصدر رزقهم أكثر من كون المنصب منصة لهم للدفاع الفعلي عن حقوق الانسان وكافة ما يتفرع عنها.
خلاصة القول .... الترتحة بالكرسي لا تقتصر على زعماء البلد، بل تشمل المعارضة ومؤسسات المجتمع المدني ... وذلك كله يشكل مقبرة لطاقات الجيل الجديد المتسلح بالعلم والمعرفة والتكنولوجيا.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فيا فوز المستغفرين.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استمرار الحرب الروسية الاوكرانية .... ذر للرماد في العيون
- مونديال ... فلسطين
- هل انتهى زيلينسكي؟
- صاروخ بولندا
- خيرسون
- لا مناخ في مؤتمر المناخ
- ما الذي تريده الشعوب العربية؟
- ما الذي يحدث في الاراضي الفلسطينية المحتلة؟
- ما الذي يريده الروس؟
- النووي
- هل وصلت الرسالة؟
- نعم قد نموت .. ولكننا ... سنقتلع الموت من أرضنا
- عندما مرّغ الإحتلال وجه عادل بالتراب
- معالي الوزيرة مي بنت محمد ال خليفة
- فرار رئيس سيريلانكا
- -كوكب- اليابان يعود مجددا الى الأرض
- إحداثيات المعركة وقواعد الإشتباك
- مجددا ... سد النهضة الإثيوبي
- حول أزمة حركة التحرر في العالم العربي
- الحرب ... لسه ... في أول السكة


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - الكرسي