|
القبيسيات
إياد الغفري
الحوار المتمدن-العدد: 7475 - 2022 / 12 / 27 - 22:32
المحور:
كتابات ساخرة
انتقلت إلى جوار ربها المربية الفاضلة منيرة القبيسي عن عمر تجاوز ثمانين ذاك الذي لا أبا لك يسأم.
في أحد مسلسلات البي بي سي الكوميدية قال أحدهم أن رجال الدين يعيشون طويلاً، ربما لأن رب العزة ليس حريصاً على لقائهم بسرعة، وهنا نتساءل محقين ما معنى أن يكون وسطي عمر الداعية تسعة عقود يقضيها في تفسير الدين والدعوة إليه مع العلم أن صاحب الفكرة بالأساس مات في الثلاثين من عمره أو الستين؟
من حكمة رب العالمين أنه يترك الشيوخ، القساوسة، البطاركة والباباوات حتى يصير واحدهم يتكلم فلا يفهمه حتى رب العزة نفسه، وما فتاوى الباز ولا خطابات الباباوات من كراسيهم المتحركة وسط لعابهم الذي يسيل على أطراف أشداقهم إلا إثبات إضافي لمن كان في قلبه ذرة شك.
*** أحد أهم الوظائف في مجتمعات التخلف هي الدعوة لله وادعاء امتلاك الحقيقة. شو بتشتغل يا معلم؟ والله داعية إسلامي، داعية للرب يسوع، ناشط حراك ثوري أو إنفلونسر وذاك أضعف الإيمان.
بداية يجب التأكيد أن كل من يعمل في هذه المهن هو من الكفار والملحدين وجزائهم جهنم وبئس المصير، وحسبما قال عبد الله بن أبي قماش الأرنوبي في مخطوطته التي ما زلنا في طور تحقيقها "منازل الهوام والحمير في جهنم وبئس المصير": *** *** *** ***
"... واعلم يا رعاك الله أن الكلب لا يدخل الجحيم، حيث أن الله يعيده تراباً يوم القيامة، ويقال بأن الملائكة تبول في هذا التراب فيصير صلصالاً فينفخ فيه سيدنا إبليس لينقلب باحثاً، مفكراً أو خبيراً استراتيجياً، فإن كان المتبول من زبانية الجحيم فإن القادر على كل شيء ينفخ فيه الروح ليصبح سياسياً، مفكراً أو مساعداً في المخابرات، وإن كان البائل من ملائكة الجنة فإن الصلصال يصبح داعية ورجل دين، أما إن كان البائل على جنابة، فإن الصلصال يتحول ليكون مفتياً أو بابا من بابوات الكنيسة بكافة توجهاتها، ولا يصبح صحافياً مستقلاً وصاحب منصة إلا من بال في صلصاله ملاك أعور سكير وهو على جنابة أزلية. أما تراب الأتان فإن بالت عليه جنية حائض فإن المولى يضرط على الصلصال ضرطة واحدة فيصبح روائية سورية شهيرة، وإن كانت الجنية براء فإن الصلصال يتحول لشاعرة أو صانعة محتوى والله أعلم. ويتم خلط تراب بقية الحيوانات ببعضه وتبصق عليه الشياطين وتستمني الملائكة فتكون قيادات الأحزاب، رؤساء الجمهوريات وأصحاب العزة والمعالي حسبما وصلنا من أخبار الأولين." *** *** *** ***
يا سادتي إن كان رب الجلال قد خلق الكون بكلمة كن فكان، أو حسب إخوتنا في الوطن خلال أسبوع استراح بعده، فلم يعذب صاحب العزة نفسه بخلق الدعاة وتشكيل الجماعات، إن هي إلا كلمة أمنوا فتؤمن كافة المخلوقات التي كانت بكلمة كن وكفى الله الدعاة شر الدعوة. وإن كان هؤلاء العكاريت المتواجدين على سطح الكوكب هم نسل خيرة البشر ممن اصطفاهم نوح عليه السلام، فالحمد لله أن السيئين قد ماتوا لأن الحال كان سيكون أضرط لو أن نوحاً لم يتركهم لمصيرهم وقرر إنقاذهم من الغرق بدافع إنسانية زائفة. تصور يا رعاك الله، رب العرش جالس على عرشه ينظر لكفر الهوموسابيانات فيقرر إرسال الطوفان ويرسل سيدنا أوبتنابشتيم "لاحقاً نوح" عليه السلام ليبني سفينة يضع عليها خيرة عباده وليغرق المولى بعدها أبناء الكلب الكفرة، ثم يجد أن من اصطفاهم لينجِّيهم من الطوفان قد تناسلوا فصار فيهم عكاريت من كافة الأصناف جعلت المولى يترحم على من خذلهم نوح من قبل، فيرسل موسى، عيسى ويختم الموضوع بمسك الختام حبيبي رسول الله الصادق الأمين. لكن لا حياة لمن تنادي.
عتاب لرب العالمين: يا سيدنا، لا تؤاخذني على ما أطبع على كيبوردي هذا، ولا عما أنشر على صفحة فيسبوكك السمحاء، فأنت يا خالق الأكوان مسؤول بشكل مباشر عن هذا، أولم تخلق سيدنا بيل غيتس ليصنع لي حاسبي، وزوكيربيرغ كرم الله وجهه لينشر صحفي هذه؟ يا حنان يا منان، إن كانت البشرية خلال مليوني عام لم تلفت نظرك إلا في الآلاف الثلاثة الماضية لترسل لها ثلاثة من خيرة رسلك، كليمك لأبناء عمنا، ابنك لاحقاً للضالين وحبيبك خاتم المرسلين لنا نحن خير أمة أَخْرَجْت، هذا شأنك وجزء من حكمتك يا عليم، لكن يا معلم بعد أن أنعمت علينا بفضل عظيم من علمك ووسائط تواصلك الاجتماعية، ألا ترى أن سبعة آلاف منصر يوتيوبي، وعشرين ألف داعية إسلامي يمكن أن يعتبر من بعض ضعاف النفوس مبالغة و"أوفركيل" بعد أن كنت ترسل لنا فيما سبق نجاراً أو راعٍ أمي ليهدي الخليقة بلا استثناء، وإن كنت قد أنزلت الكتاب بلسان عربي فصيح وكرمتنا بلغة أهل الجنة أفلم تجد اسماً لداعية مونديالك الأخير إلا "ذاكر نايك"، رحماك يا الله أتسمح بنايك ويتنمر عبيدك على أعلام قوس قزح؟ السحريات، الطباعيات، القبيسيات، العمشات، اللبوانيات، وغيرهم من أتباع دعاتك الذين لا تكل ولا تمل من تصنيعهم قد نفخوا طيزنا يا رب العالمين، رحماك ارحمنا.
***
بسبب صلة قربى ربطتني بآنسة برتبة لواء من ملاك منيرة القبيسي سنحت لي الفرصة للاطلاع على بعض خفايا التنظيم الذي لم تفقه في السرية تنظيمات رديفة ومنافسة من أمثال: الماسونية، فرسان مالطة، الائتلاف المعارض، الحزب الشيوعي المكتب السياسي، الكوزانوسترا، القيادة القطرية، حزب الإخوان المسلمين، حزب الأخوات البوذيات وتنظيمات عصابية أخرى قد تكون المافيا الإيطالية أكثرها إنسانية.
القريبة كانت من أطيب خلق الله، لكنها وهبت نفسها للتنظيم وكانت من قياداته ومن المقربات من الحجة، حينها أثارت قدرة التنظيم دهشتي حيث أنهن تمكن من العمل السري في ظل أعتى الأجهزة الأمنية، لكن ولكون عملهن كان مقتصراً على النشاط الدعوي، فقد تم السماح به لتوافقه مع سياسة النظام في نشر الفكر الديني لكنه لم يكن بعيداً عن رقابة الأجهزة الأمنية.
تمكنت آنسات الحاجة منيرة من اختراق وتجنيد المئات في المجتمع الدمشقي، من نساء وبنات المتنفذين مالياً وسياسياً وذلك باستخدام وسائط كانت في بدائيتها ترتبط بممارسات صوفية تنتمي لطرق أقرب إلى النقشبندية وتعتمد الولاء المطلق الذي تتطلبه كافة تنظيمات العمل السري الإجرامية.
لم يتمكن حزب سياسي من الحصول على ولاء مطلق من كوادره كما تمكن تنظيم القبيسيات، بل حتى إن تنظيمات كالطليعة المقاتلة كانت مخترقة من رجالات الأمن الذين وقفوا عاجزين تجاه نسوة تسلحن بإيمان عميق، إيشارب تتفاوت درجة ازرقاقه حسب منصب الآنسة وحاجبين اتصلا أو كادا كنتيجة لمنع النمص والتنامص.
اليوم ظهر الخلاف الثوري النظامي في الترحم على منيرة من عدمه، فبينما كان مفتي المعارضة أول المترحمين، نعتها وزارة الأوقاف السورية بحياء بينما انقسمت قطعان النظام ومعارضات السوشال بين مترحم وحائر. ملحوظة ما نقصده بمعارضات السوشال هنا هو معارضات وسائط التواصل كالفيسبوك وأصحاب منصات اليوتيوب من صناع المحتوى وصفيفة الحكي، ولا نقصد بالسوشال بعد كلمة معارضات أن نسبة 78.9% منهم تعيش على معونات السوشال الاجتماعية لا سمح الله.
*** على الويكيبيديا نجد عن الحاجة القبيسي سطراً واحداً منيرة القبيسي، ولدت في دمشق، سوريا عام 1933، هي مؤسسة جماعة القبيسيات النسائية الإسلامية في سوريا. وتم تحديد البارحة كيوم الوفاة، بينما يصل طول صفحة الويكيبيديا للتعريف بأي من شخصيات الائتلاف على اختلاف تفاهتها لمئات الأضعاف. هذه السرية التي أحاطت بتنظيم القبيسيات ملفتة للنظر، حتى أنه يندر وجود صورة للفقيدة لدى العامة، أحد الأصدقاء نشر صورة لميا خليفة على أحد وسائط التواصل بدل صورة الفقيدة، ولم أتمكن من فهم المفارقة إلا بعد دقائق مطولة تفحصت فيها حاجبي الفاضلة خليفة وأغاظني أنها كانت من النامصات، حتى تأكدت لاحقاً من سياق النص من أنها ليست الحاجة المغفور لها، وتذكرت أنني كنت مهتماً بما نمصته في مواضع أخرى يتعذر ذكرها في الوقت الحالي.
الرحمة لمن نمص واستنمص، رزق وارتزق والعار كل العار لمن كذب على نفسه قبل أن يكذب على الآخرين.
إياد الغفري – ألمانيا
27 كانون الأول 2022
#إياد_الغفري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التصوير الضوئي
-
لله يا محسنين
-
نظرية المؤامرة الحلقة 667
-
الثأر والكبير
-
بالنووي يا بوتين
-
النيك 18+
-
فاضت روح نبيل فياض
-
مخطوطات صنعاء
-
الألقاب
-
الانتخابات
-
المسبار
-
سب وأهان
-
الضروع العربية
-
الإكسسوارات
-
تداول السلطة
-
الدعاء
-
جينات الشهوة
-
القضاء والحساب
-
محاكمات كوبلنز
-
هواية الثورة
المزيد.....
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
-
3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|