سجى مشعل
الحوار المتمدن-العدد: 7475 - 2022 / 12 / 27 - 10:53
المحور:
الادب والفن
(نحن لا نكتب عن أنفسنا وحسب، بل عن كلّ ما يدغدغ عاطفتنا بجنون ولهفة وفضول!)
صادف يوم أمس أن ألتقي بإحدى صديقاتي في "قدسنا الأبيّة"؛ لتدعوني مصادفة لحضور حفل موسيقيّ قائم بالمناوبة بين "الكلارينت والعود"، ولنجلس في المقعد الرّابع من المدرّج، وأمامنا فتاة يافعة ترتدي خاتم خطوبة في يدها اليمنى، تجلس ساهمة وعيناها تموران يمنة ويسرة، حتّى بدأ العزف، كانت ترتعش وتنتفض أمام الكلارينت، ومع اجتماع الكلارينت بالعود عزفًا واحدًا بصوت واحد انهمرت دموعها سخيّةً على وجنتيها، في ذات اللّحظة الّتي كانت تراسل فيها شابًّا في محادثة التقطتها عيناي ولم تتركاها البتّة، ليستفزّ عاطفتي الموقفُ فأكتب ما كتبت...!
في هذا المساء
لمحتُ امرأة ثكلى
تمزج الضّحك بالدّمع
فتنهمر على وجنتيها
دمعة سخيّة
تناجي بُعدَه وثقلَ الأيّام
امرأة أثقلَ كاهلَها
وجعُ الأحداقِ ونظراتُ الأنام
امرأةً تقضُّ مضاجعَها
وليس بيديها
إنّما يُرجأ الأمرُ
لحنينه المُبتسرِ
وكانت تظنّ
إذ تظنّ
بأنّ حشاها إذا ما حضر
سيصير من الفراشة أرقُّ
وإذا تواجد قربها
فتلك لوائح العشقِ
وإذا دنا سزغرد حنايا قلبها
وترفرف فيه الثّنايا لكن بِرِفقٍ
لكنْ وعلى غرار العادة
وكلّما تنهمر دمعة على الوسادة
اختارت أن تنأى
وأن تذهبَ إلى البعيد
ليسألَها
كيف مرّ الصّباح بهذا الجنون؟
وكيف طوى المساء حُلّة عينيها دونه؟
وكيف طواهما البعاد
وهان عليه الطّريق
فأقصاها؟!
وهي الّتي لم تستعذب ملوحة دموعه
وهو يفقد كلّ ملذّاته...!
وحينما خارَت قواه
ولمَّهُ الفضولُ
قال لها بصوت خفيض: أأنتِ بخير؟
ولمّا طلبَتْ إرجاءَ الحديث
فتح منافذ روحه
ولم يأتِ ثانيةً
ولم يسألْ مُواجهةً!
لكنّها لم تستسلم
فطرقَت النّوافذَ
والأبوابَ
وقرعَت الأجراسَ
لكنّه صمَّ نفسَهُ
_ومع أنّه فهم_ لكنّه نأَى!
#سجى_مشعل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟