الضرسان بيلبقله

عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 7474 - 2022 / 12 / 26 - 11:32
المحور: الادب والفن
    

نحن ومجتمع الميم *

الضرسان بيلبقله/3

اليوم قبل ما ادخل السوبر ماركت انتبهت إلى انهم غيروا شعارهم...جمدت في ارضي كما يقال ،تلفت يمينا ثم يسارا خوفا من أن يشاهدني أحد ادخل المكان.. تشاهدت وقرأت الفاتحة والمعوذتين..دخلت بقدمي اليمين وصرخت بأعلى صوتي :" ما بعرف اذا شالو السوبرماركت يا قوم وحطوا مكانه شي تاني ؟.. اللهم أبعد عنا القوم الجاهلين". لكني توقفت فجأة فقدشاهدت مجموعة الملتحين الذين احاطوا بي يوم الوقفة لاني ارتديت ملابس المهرج فظنوا انها الوان قوس قزح ومجتمع الميم،وجهزوا لي حبل المشنقة المتدلي أمام المركز الإسلامي .رايتهم يدخلون المكان اقتربت من زعيمهم الذي طالبهم بأن يكون شنقي عبرة لكل الشواذ وبادرته:"السلام عليكم ،هل تسمح لي بسؤال؟ اومأ برأسه بعد أن نظر لي بإحتقار ما معناه "بق هالبحصة وحل عن قفانا"استجمعت شجاعتي وقلت:"الى اين انت ذاهب؟" قال :"هل انت أبله؟ بالطبع إلى السوبرماركت".هنا تجرأت أكثر وقلت:"يا شيخ هذا ليس سوبر ماركت . ".ارتفعت حواجبه حتى لامست السماء وصرخ بي :" ما هذا اذا؟.ابتسمت ابتسامة النصر وقلت:"لا ادري لكن لتتامل الشعار المرفوع على الباب". تراجعت قليلا ليراه بوضوح ..كان اسم السوبرماركت مطبوعا على الوان قوس قزح .وهنا استعددت لتوجيه الضربة القاضية له وأكملت:" هل سمعت بقرار أدارة السوبرماركت بتخصيص 10% من ارباحهم لدعم مجتمع الميم، بعد ان دأب الكثير من السوبرماركيتات هنا و لسنوات طويلة على تخصيص مثلها لدعم دولة الإحتلال؟ توقعت ان يتراجع خطوة و يتوجه إلى محل البقالة التركي الذي لا يبعد أكثر من خمسين مترا من السوبر ماركت ،لكنه نظر لي وقال:"لهم دينهم ولي ديني،هم احرار في اموالهم". هنا طفح الكيل معي وصرخت في وجهه:"لكنك كنت قد أعددت مشنقتي قبل بضعة أيام لمجرد اني لبست لبس المهرج،والآن أصبحت حكيم زمانك؟".بكل صفاقة قال:"انت مسلم وعربي ويجب إقامة الحد عليك لنشرك قيم الرذيلة والشواذ ،اما هم فلا طاقة لنا بهم،ونحن هنا احرار في شراء ما نريد ومن المكان الذي نريده فنحن اهل الفتوى والحل والربط،اما انت فعليك الطاعة والسمع لأولي الأمر وهم نحن ،إن لم تفهم ،سيلقنك الشباب الدرس على باب العمارة التي تسكنها في منطقة نفوذنا. . تذكرت مشهد الحبل الملون المتدلي على باب العمارة ..تراجعت سريعا وقلت الضرسان بيلبقله كله إلا التأرجح مشنوقا على مدخل العمارة.

* نصوص من مجموعة جديدة قيد الإنجاز

#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات