ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )
الحوار المتمدن-العدد: 7474 - 2022 / 12 / 26 - 00:52
المحور:
كتابات ساخرة
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ �﴾ .
أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ �﴾.
جَمَّعَ الموظفين وراء مكتبه الفاخر و بيده جدول والقلم الناشف في فمه كالسيجارة, يكزه بأسنانه قائلاً بنبرة حزينة :
- يا رفاق ، زميلكم مريض , هاتفني أهله قبل قليل , وبحكم عملنا و أخلاقنا , علينا التعاون والمساندة و مساعدته قدر المستطاع , أقدر ظروفكم الاقتصادية ولهذا لن أطلب منكم مساعدة مالية مثلما كنا نفعل قبل الحرب بأيام المهندس , بل بتعويضنا العمل عنه ،حتى يتعافى ويخرج من محنته ، ومن ناحيتي لن أرفع غيابه , بارك الله بكم يا رفاق ، علينا أن نكون يداً واحدة ، لعلمكم زملائي الكرام، يجمعنا العمل لساعات نقضيها أكثر من ساعات الببت مع أسرنا، نحن أخوة وأسرة واحدة , انصرفوا إلى عملكم وليلتزم كل منا بموعد المناوبة عن زميلنا..
كان أحدهم ممتعضاً من حديثه ، وقال في سره :
- سوَّد الله وجهك أكثر مما هو أسود ,لقد قطعت رزقنا من المرضى و الأشخاص الذين بحاجة إلى المناوبة عنهم...كان هذا الشخص يناوب عن البعض لقاء مبلغ ويستفاد من حالاتهم الاضطرارية.
أثناء رأس الشهر , استلم رئيس الدائرة كالعادة رواتب الموظفين وجمعهم للتوزيع ، استرق النظر للورقة التي كانت أمامه على الطاولة , عد النقود ثم وضع رزمة مالية تقدر بعدد أيام المناوبات التي ناوبها الزملاء عوضاً عن زميلهم المريض دسها في جيبه, وسلم باقي الراتب بعد أن وضعها في ظرف إلى عامل النظافة وقال :
- خذها إلى زميلنا المريض , مؤكد بأنه بحاجة للأدوية والالتزامات وسلم عليه بالنيابة عنا ,
#ماهين_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟