أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - الحرامي, كذلك, - مفتح باللبن -* !















المزيد.....


الحرامي, كذلك, - مفتح باللبن -* !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 7472 - 2022 / 12 / 24 - 04:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت في مقالٍ سابق لي " توثيق فوتوغرافي للحرامي " قد توقعت أسباب مواجهة المطلق السراح بجريمة ما سميت " سرقة القرن 2.5 مليار يتيمة " نور زهير, زوم الكاميرات بأريحية تامة, بدون أدنى مشاعر الحرج او الندم بل كانت " بوزاته " تحدي مطلق !
تساءلت في المقال هل هو تحدي وقح للعراقيين المسروقين او هي نظرة تهديد لمن يقفون وراءه, ويفكرون التضحية به ككبش فداء لينعموا بما جاد به من أموال ونفوذ وتمكين. أو هي ربما ثقة تامة بإفلاته من السجن سالماً غانماً, بشكل من الأشكال..
تبين لاحقاً أنه كان قد هدد وأنذر, من سجنه الفاره, ولاة الأمور : " أطلع قبل 1 / 12 لو أگـلب الطبگ عالطابگـ "*. هذا نقلاً عن خطيب جامع ومن على منبره.
https://www.youtube.com/watch?v=1Cq5498JgmQ&ab_channel=%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B8%D9%87
وكان له ما أراد, وأخلي سبيله بكفالة مالية ( ربما من نفس المال المسروق ) يوم 25 / 11 تشرين الثاني 2022.

اليوم قرأت خبراً, أنه أنهى فترة كفالته القانونية المتفق عليها مع القضاء, فهل يا ترى جرى استدعاؤه, مرة أخرى, أمام الجهات القضائية المسؤولة ؟

يعود فضل الكشف عن عملية سرقة صندوق الأمانات الضريبية. حقيقة, لمصطفى الكاظمي رئيس الوزراء السابق الذي قدم أوليات عملية الفساد إلى القضاء قبل أشهر من خروجه من موقع المسؤولية.. وما تبع القبض على شبكة سارقي أموال الضرائب بعد تسنم رئيس الوزراء الجديد محمد شياع السوداني, ما هو الا تحصيل حاصل.

يُحتمل أن يكون لرئيس الوزراء السابق الكاظمي, دوراً في دحرجة الأمر للحكومة الجديدة وقدّم لهم هذه الهدية الإشكالية, في إطار التغالب السياسي المحتدم ؟ أراد بها أحراج الجهات التي تقف وراء نور زهير وسرقة الودائع, بعد أن " غسل إيده " وتيقن بعدم وجود أي أمل لتمديد فترة حكمه.

ويُحتمل أيضاً, أن الصراعات بين أجنحة الإطار التنسيقي الشيعي على المراكز والغنائم, دفعت طرف منها إلى كشف المستور والتضحية بفاسد من الدرجة الأدنى لإحراج غرمائه الآخرين, ووضعهم أمام محكمة الرأي العام النابذة لهم أصلاً, وجني المحصول منفرداً, لكنه تفاجأ بفداحة العاقبة التي ستطال الجميع, فعملوا على تدارك الأمر ب " صفقة القرن " كما أطلق عليها البعض, بإرجاعه لجزء من البوگة.. القابضون على السلطة هم بالنهاية أصحاب النهايات السائبة في كل قضايا الفساد والسرقات ولجانها التحقيقية السابقة والواردة, وبالخصوص المتعلقة بقوت المواطن وسلامة البلاد وحريتها, فكيف بهم لا يبذلون الجهد الجهيد لتسويف وتمييع فضيحة سرقة طالت خدّامهم الذين يديرون شبكات فسادهم, والتي قد تصل نيرانها إلى أقدامهم وتكشفهم عراة امام الرأي العام…

لابد أن أعترف للسارق نور زهير بحدة الذكاء وحتى العبقرية أو على الأقل " مفتح باللبن ", ولم يكن ساذجاً ! لأنه يبدو قد إتخذ كل الاحتياطات اللازمة من احتمالات غدره وخيانته من الأطراف التي يخدمها, بمواجهتهم مرة بهيئته الواثقة في الصور ثم بتهديده الحاسم القاطع : حديث قلب " الطبگ عالطابگـ " وكشف الحقائق والشخصيات السياسية التي تتعامل معه, فيما لو أبقوه في السجن…
وأسقط كل احتمالات مساعدته في انتحار ذاتي في زنزانته كما حدث للمسؤول الكوري في ميناء الفاو, أو تدبير ذبحة قلبية او جلطة دماغية تودي بحياته.. فربما لم يُبق أسراره حبيسة قلبه, بل سربها إلى أشخاص موثوقين آخرين أو دونّها على أوراق محفوظة في مكان آمن ما, وهو بتهديده قد أوصل هذه الإشارات إلى ذوي الشأن, لوأد خططهم ومؤامراتهم..

من الملاحظ أن إجراءات التحقيق معه أنجزت بسرعة البرق وبدون أي محاولات ضغط أو تعذيب أو فرض اعترافات, عكس ما نالوه شباب انتفاضة تشرين الوطنيين النزيهين من معاملة مهينة وتعذيب وحشي… فهو حقيقة, لا يحتاج لذلك, ليس لأن هناك من أوصى به, بل استعداده الذاتي للبوح بما لديه من معلومات, برحابة صدر. و أكاد أكون واثقاً أنه مستعد لفضح كل ما لديه من معلومات إلى الإعلام, فيما لو تعرض لأدنى حالات الامتهان, ولهذا استنفرت كل قوى السلطة جهودها لتلافي المحظور لضمان سكوته.

وهذا يعني أن ما جرى من إخراجه من مسرحيات بطولية بالإعلان عن اعتقال شبكة فاسدين, أُريد منها تسويق نجاح باهر لحكومة محمد شياع السوداني في ظهوره التلفزيوني مع أكداس الأموال المسترجعة وأحبطها نور زهير نفسه ذلك بتهديداته, فلا يمكن الدوس على ذيله, كما يقال ويبقى ساكتاً, ومن ثمة جاء قرار إخلاء سبيله !

ويُحسب لنور زهير إنه أول عراقي استطاع إذلال طغمة الفساد واخضعها لإرادته, وهو من إفرازاتها.

الخطاب الإعلامي الجديد للمتحدثين باسم الأحزاب الإسلامية لخداع الجماهير " المفتحة باللبن " أخذ يدعي بأن ليس هناك أحزاب فاسدة بل أفراد فاسدين في هذه الأحزاب.
نتساءل إذاً : لمن تتبع " المكاتب الاقتصادية التابعة للأحزاب " وماذا كانت تفعل طوال كل هذه السنين ؟ هل ذهبت ملياراتها لعموم العراقيين أم للأطراف السياسية المتحاصصة على تقسيم الكعكة فقط ؟ ومن أين لكم كل هذا الثراء الاسطوري المفاجيء ؟ أليس ذلك دليل على فساد أحزابكم, بقادتها, بتركيبتها التنظيمية, بأذرعها المسلحة, بشيوخ تدليسها وقنواتها الفضائية…
وأحد دلائل فسادها, انها لا تجرؤ الكشف عن مصادر تمويلها ومن أين لها قصور قادتها ومقرات أحزابها وتمويل ميليشياتها وكذلك الصرف الباذخ على قنواتها الفضائية.. ؟ بالتأكيد هذه الأموال مسروقة من ثروات العراقيين ولقمة عيشهم..
العلة ليست فقط في سارقي المال, افراداً وكيانات, بل بالنظام الذي هيأ لهم الظروف المناسبة لارتكاب جرائمهم, وهو نظام المحاصصة النهبوي وتوزيع الكعكة الذي يتمسكون به بمخالبهم وأنيابهم, لأن مصيرهم من مصيره !
إنهم يستثمرون في قصر ذاكرة بعض المواطنين واستغباء البعض وشراء ذمم آخرين, لتسويق أحزابهم واظهارها بمظهر ورع تقي نظيف, وهو إدعاء أصبح يُضحك العراقيين.

* " أگـلب الطبگ عالطابگـ !" - تهديد يعني أكشف المستور.
* " مفتح باللبن " - يعني لا يفوته شيء, يدل على النباهة والفراسة. أي يرى الأشياء الخفية حتى بالبياض الناصع.
الاستعمال الشائع هو " العراقي مفتح باللبن ".



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساكو وفانزيتي - جريمة قتل قضائية بدوافع سياسية
- التعويل على حكومة السوداني كمن يطلب من الحنظل عسلاً !
- توثيق فوتوغرافي للحرامي !
- انبطاح من أجل تأمين المستقبل !
- - السياسة الخارجية النسوية - ومأزق الألمانية آنالينا بيربوك
- التجسيد المحاصصي لمفهوم - العقد الاجتماعي -
- مباحثات... محادثات وما من مخرجات !
- باستقالة من تبقى من الأعضاء يتحقق حل البرلمان !
- أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي... وأسمعت كلماتي من به صمم !
- بيوتر إيكونوفيتش*: قبل أن نكرههم
- - إذا أعيت مكافأةُ الجميلِ -*, مظفر النواب
- إنسداد سياسي… تسليك ملتبس !
- برلمانيون ليسوا كغيرهم !
- أوكرانيا - اللاعبون على أوتار الحرب وتقاليد التنصل !
- - مَكر التاريخ -
- مظلومية العراقيين… من لها ؟
- مشهد كاريكاتوري للفجيعة !
- مكيافيلي والعرافة البلغارية فانغا, معاً بلسان واحد !
- المالثوسية*- معادلة الديموغرافيا والحرب, عراقياً !
- رئيس وزراء - حوك -* وليس - قح - !


المزيد.....




- ضربات -تركية- على نفق أسلحة لقوات سوريا الديمقراطية.. ما حقي ...
- مصدر مصري لـCNN: السلطة الفلسطينية تستعيد إدارة معبر رفح.. و ...
- 12 سؤالا للحفاظ على صحة دماغك طوال الحياة
- سوريا: مقتل 15 في انفجار سيارة مفخخة في منبج
- مقتل مؤسس كتيبة المتطوعين في جمهورية دونيتسك بانفجار في مبنى ...
- البحرين.. عبد العاطي يؤكد التزام مصر بأمن الخليج
- طريقة رصد المناطق المحمومة في العالم
- سقوط سيارات من فوق جسر في تركيا
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- إيران ترسل 4 سفن حربية إلى الإمارات لمناورات مشتركة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - الحرامي, كذلك, - مفتح باللبن -* !