|
من أجل لمّ الشمل الجزائري
علجية عيش
(aldjia aiche)
الحوار المتمدن-العدد: 7471 - 2022 / 12 / 23 - 23:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نداء ناشط سياسي إلى الجزائريين الأحرار
ككلّ أمّة تصاب بسنن البلاء فتتعرّض للأخطار بفعل التّقصير في فتراتها الحاسمة المعدودة للنّهوض و الاستقراء بالشّعب ، فتنتقل من درجة الاستعداد إلى مهلكة الاستبداد، فالمسؤولية لا تلقى على العدوّ المجاهر بعداوته أو العدوّ المدسوس في الصّفوف، بقدر ما هي لائطة بالعاملين من أجل الأمّة المؤمنين بوجودها و استمرارها و المتشبّثين بمقوّماتها ، حيث سلكوا مسالك كان من المفروض أن تكون روافد لمشروع يجمعهم ، فتشبّثوا بالفروع التي شغلتهم عن الأصل الذي ينتمون إليه جميعا ، و هم يرون ما يصيب طائفة من إخوانهم و الجزائريون شعب متين الأواصر ، فلم يسلم من إجرام من تمسّك بتلابيب الخيانة أحد.
كانت هذه رسالة الناشط السياسي إبراهيم غربي و هو المكلف بالإعلام على مستوى "الفيس" الحزب المحظور و هو يتحدث عن كيف وقعت الخيانة ، هي خيانة تشبه خيانة أبناء سيدنا يعقوب لأخيهم يوسف الصديق حينما حاولوا التخلص منه فرموه في الجب لتأتي قافلة فتأخذه و تبيعه في سوق العبيد، كانت رسالته رسالة تذكير و لفت انتباه للجميع ، بأن الجزائر ملك لكل الجزائريين و ليست ملك لفئة دون أخرى، يبنيها الجميع ، أراد إبراهيم غربي أن يحسس الجماهير أن الجزائر في حاجة إلى جميع أبنائها للدفاع عن مقوماتها و عقيدتها كانوا و لازالوا متمسّكين بالشّرعية يواجهون الاستبداد المتحوّل إلى خيانة تحوّل من لا مروءة لهم من جنس إلى جنس و من دين إلى دين ، هي رسالة إلى الجزائريين الأحرار يشهدهم فيها على تضحيات الشهداء من الذين ناضلوا و كافحوا من أجل الجزائر و أبناء الجزائر على مرّ الأجيال الذين ناضلوا من أجله التّاريخ و المواقف ، الحاضر و المستقبل و المبادئ التي تكشفها المناسبات التي تفرض على الجميع الانتماء إلى ما راهنوا عليه ، لعل هذه الرسالة تتسلل إلى الوطنيين فيبعثون "الصحوة" من جديد في قلوب الذين رهنوا الجزائر و ضلّوا يزجّون بالشّعب من أزمة إلى أخرى دون أن يلتفتوا للمعارضة ، لا مكان لهم في الجزائر في تاريخها حاضرها و مستقبلها ، فقد رفضهم الشّعب يوم فرض عليهم الاحتكام إلى إرادته ، و هو يرفضهم بفعل ما أوصلوا إليه البلاد و العباد ، و لن يكون لهم وجود في مستقبل الجزائر و الجزائريين .
لقد كان رهان التّحرّر و استرجاع السّيادة الوطنية بإرادة الشّعب الذي كان نجما ساطعا في سماء الحرية، و كان أُسًّا و عنوانا لها ، و ليس ذلك لملل أو كلل ، لكن أرادت جهات أن يأفل هذا النجم و ينطفئ ضوءه، فكان عليه أن يذكّر في رسالته بالأصل حتّى يتسنّى للفروع أن تجد مواضعها من الحدث للعمل على العودة إلى القاعدة الأصيلة و الأصل الثّابت من أجل الاستثمار في استقرار حقيقي للبلاد ، كانت هذه كلمات إبراهيم غربي في رسالته نشرها عبر الفضاء الأزرق أراد أن يبث الثّقة و روح التّعاون ، و تزكية المبادئ لا المطامع حتّى تزول تلك المخاوف و المشكّكات التي لا تغني الحقيقة التي لا مهرب منها ، و قد عاد هذا المناضل المثقف إلى الوراء لاسيما و نحن في هذا الشهر الذي شهدت فيه الجزائر حدثا سياسيا كبيرا و هو انتخابات ديسمبر 1991 التي كانت عنوانا من عناوين الشّرعية ، في محاولة منه العودة إلى الشّرعية باعتبارها مطلب ضروري بل ضرورة شرعية و وطنية و سياسة لابدّ من دعمها ، حتّى نسترجع الجزائر مكانتها . وهو يتحدث عن الدولة العميقة و ما يهددها اليوم من مخاطر من الداخل و الخارج يعمق الجرح أكثر و يخلق مساحة من "العدائية" فيتسبب في هلاك الأمّة و يأس فئات عريضة منهم و هو هنا يتحدث عن الشباب الذي أصبح يعانق البحر عبر قوارب الموت من أجل الانتقال إلى الضفة الأخرى ، و لعل قارئ رسالة إبراهيم غربي يقف على أن الجزائر ضيعت من عمرها 25 سنة بسبب العبث السياسي و التّدمير قد بثّت في المجتمع الكثير من الأمراض الخطيرة و الآفات الفتّاكة ، إذ تكمن خطورتها أكثر فأكثر في استمرار الوضع على ما هو عليه و الذي سيؤدّى إلى الأسوأ ما استقرّ هؤلاء العابثون يهلكون الحرث و النّسل ، هي رسالة بل نداء لأصحاب المبادئ و النّضال و النّخب في كلّ المجالات إلى إنهاء دورة الخراب الأخيرة التي تسبق نسف ما بقي من الجزائر ، و التي لا نملك وطنا غيره، ، ولا مأوى سواه، و خص هذا الناشط السياسي التّيارات التي تعمل على هامش الإرادة الشّعبية الغائبة عن السّاحة ، تبدوا من خلال باعة الأوهام و بؤرهم الصّورة الأصلية للحراك الاجتماعي و المشهد السياسي ، إلاّ أنّ الحقيقة تكمن من وراء تلك الآكام البعيدة المهمّشة مختلفة جدّا تأبى أن تبيع شهداءها و نضالها وتاريخها الوطني و دينها و مقوّماتها بدعاية تحرّض على قطعة قدّستها التّضحيات باسم الله و في سبيله ولا تزال و ستبقى ، وقد حاول من جثم على الجزائريين قرنا و اثنتين و ثلاثين سنة من الدّاخل ولم يفلح ، فكيف يفلح و قد غبر وزال وانسلخ كما يزول و ينسلخ الظّلام إذا طلعت شمس الغد .
جاء في نداء إبراهيم غربي مايلي:
أيّها الجزائريون في كلّ مكان ها قد مضى ربع قرن و يمضي الجيل الأوّل من أجيال الاستقلال فمنهم الشّهيد و المقعد و السّجين و المبعد و المكره في فضاء الجزائر الذي ملأته الأقدام و الأيادي السّوداء ظلما و كسادا ، و تكاد تلك الأيّام أن تذهب بمأساتها في أبنائكم الذين لم يعودوا في طوعكم ولا ملك أحلامكم، أيّها الجزائريون التّوّاقون لغد أفضل ، لكرامتكم لمستقبلكم و مستقبل أبنائكم، فالحلّ عندكم جميعا ما اجتمعتم و تحاورتم، و ألقيتم تلك الأوهام عند أصحابها ، لن نطلب منكم مالا ندعوا إليه أنفسنا ، و إنّنا لندعوكم إلى التّضحية بالخلافات و العداوات و المشاكل التي تحملونها عن السّلطة البائسة فأنتم في غنى عن ذلك ، و هي لا تحتاجكم إلاّ كما يحتاج صاحب المتاع إلى حمّال يحمل عنه دون ثمن، إنّ التّخلّص من هذه الفوضى و تلافي الأسوأ يكمن في تحمّل النّخب الجزائرية الحرّة و الجادة في العمل من أجل الجزائر مسؤولية تخليصها من الوصايات السياسية و الثّقافية و الاقتصادية ومن الأغلال الاجتماعية ، لا تزال الجبهة الإسلامية للإنقاذ تدعو كافة المناضلين و الذين يحملون معهم نفس الهمّ في كلّ مكان و مستوى إلى التّصالح و المصالحة على أسس صحيحة مبنية على الحقيقة المغيّبة عبر فترات تاريخية يصرّ أعداء الشّعب على إخفائها و التي مكّنتهم من التّلاعب و المناورة و مراوغة الجزائريين في كلّ المراحل السابقة والعدالة التي لا تنبثق إلاّ من إرادة الشّعب لتخدم مصالحه ، كما لا تزال جبهة جميع الجزائريين مصرّة على عقد مؤتمر جامع يؤسّس لمرحلة انتقالية قوامها انتخابات رئاسية حرّة تعيد الجزائر إلى طريق الشّرعية و العمل على استكمالها ببناء مؤسّسات الدّولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السّيادة في إطار وحدة الشّمال الإفريقي و في إطار المبادئ الإسلامية التي نادى بها أحرار الجزائر المخلصين في نداء الفاتح من نوفمبر 1954 .
#علجية_عيش (هاشتاغ)
aldjia_aiche#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مؤرخ سُنِّيٌّ يدعو إلى الحوار و التعايش مع الشيعة و يؤكد: -ا
...
-
جرائم الدّولة... متى ينتهي مسلسل الإعتقالات في الجزائر؟
-
الصراع بين الأصوليين والحداثيين وراء فشل الإصلاحات في العالم
...
-
هل سيعيد مؤتمر الأفلان FLN الـ: 11 السيناريوهات القديمة؟
-
مقارنة بين إشكالية الحداثة عند الأديب والمفكر نبيل عودة ومفك
...
-
الحرب الروسية الأوكرانية تعيد إلى السطح حقيقة الغولاغ السوفي
...
-
نبيل عودة يدعو إلى ترجمة أعمال محمد أركون وتقريب فكره من الق
...
-
إيران تريد إعادة ديمغرافية الأحواز العربية و جعلها مملكة فار
...
-
الأحزاب السياسية في الجزائر تسابق الزمن في الإنتخابات المحلي
...
-
الصحافة في الجزائر بين النقد و النقد الذاتي
-
مظاهرات 17 أكتوبر 1961 سبقتها مظاهرات 14 جويلية 1953
-
كيف يمكن إبعاد المجتمع المدني عن المجتمع السياسي؟
-
مسؤولية المثقف في غرس -الثقافة المدينية- في المجتمع المدني
-
إبعاد الجيش عن السياسة مطلب شعبي في تونس
-
هكذا ألصقت تهمة الشيوعية بالرئيس الجزائري هواري بومدين
-
جانب من حياة المصابين بفيروس كورونا خارج المستشفيات ( الجزائ
...
-
الممارسات اللاشرعية في العقار الفلاحي وراء تدهور الأمن الغذا
...
-
قانون الضريبة في الجزائر أداة في يد السلطة السياسية لتحقيق أ
...
-
الصحّافة في الجزائر إلى أين؟
-
ريغوبيرتا مينتشو : القرن الـ:21 لن يكون قرن الدّيانات
المزيد.....
-
الجيش الأمريكي يعلن استهداف -أحد كبار قيادات- تنظيم تابع لـ-
...
-
مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تعيين دوغ بورغوم وزيرا للداخلية
-
مباحثات إيرانية قطرية حول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة ولبنان
...
-
ترامب يعلق على تقارير سحب القوات الأمريكية من سوريا
-
روبيو: ترامب مقتنع بضرورة حل الصراع في أوكرانيا بالوسائل الد
...
-
واشنطن: استمرار الصراع يدمر أوكرانيا ويفاقم خسائرها في الأرا
...
-
المغرب.. تفاصيل دقيقة حول الآليات والمواد والمساحيق التي تم
...
-
الولايات المتحدة تخطط لفرض رسوم جمركية على الصين بسبب -شحنات
...
-
روبيو: عرض ترامب شراء غرينلاند -ليس مزحة-
-
العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة المتحطمة في واشنطن وإر
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|