|
دور الشيخ محمد عبده في النقد الأدبي
صبري فوزي أبوحسين
الحوار المتمدن-العدد: 7471 - 2022 / 12 / 23 - 10:43
المحور:
الادب والفن
لا ريب في أنه كان لشيوخ الأزهر الأوائل الأفذاذ الدور الأول والأكبر في رعاية الحياة الأدبية في مصر وتوجيهها، وقد ألف في الدلالة على ذلك كتاب ضخم بعنوان (الأزهر وأثره في النهضة الأدبية الحديثة) للدكتور محمد كامل الفقي، ولنعش هنا في هذه المحاضرة مع شخصية الشيخ المصلح الكبير والمجتهد المنير الأستاذ الإمام محمد عبده (1266 هـ – 1323 هـ / 1849م – 1905م)، الذي وصفه مترجموه وكاتبو سيرته بالمفكر وعالم الدين والفقيه والقاضي والكاتب والمجدد الإسلامي، والذي يعد-بحق- أحد دعاة النهضة والإصلاح في العالم العربي والإسلامي ورمز التجديد في الفقه الإسلامي. وعندما نطالع تلك الكتب التي عُنِيت بحياة الأستاذ الإمام نجده يتلقى تعليمه مثل سائر أبناء عصره عبر الكُتّاب، حيث تلقى دروسه الأولى على يد شيخ القرية، وعندما شبَّ أرسله أبوه إلى “الجامع الأحمدي”- جامع السيد البدوي- بطنطا، لقربه من بلدته؛ ليجوّد القرآن بعد أن حفظه، ويدرس شيئًا من علوم الفقه واللغة العربية. وكان محمد عبده في نحو الخامسة عشرة من عمره، وقد استمر يتردد على “الجامع الأحمدي” قريبًا من العام ونصف العام، إلا أنه لم يستطع أن يتجاوب مع المقررات الدراسية أو نظم الدراسة العقيمة التي كانت تعتمد على المتون والشروح التي تخلو من التقنين البسيط للعلوم، وتفتقد الوضوح في العرض، فقرر أن يترك الدراسة ويتجه إلى الزراعة.. ولكن أباه أصر على تعليمه، فلما وجد من أبيه العزم على ما أراد وعدم التحول عما رسمه له، هرب إلى بلدة قريبة فيها بعض أخوال أبيه!وهناك التقى بالمعلم الأول المؤثر في حياته وشخصيته، وهو الشيخ الصوفي “درويش خضر”- خال أبيه- الذي كان له أكبر الأثر في تغيير مجرى حياته، فقد كان الشيخ درويش متأثرًا بالتعاليم الصافية التي تدعو إلى الرجوع إلى الإسلام الخالص في بساطته الأولى، وتنقيته مما شابه من بدع وخرافات. واستطاع الشيخ “درويش” أن يعيد الثقة إلى محمد عبده، بعد أن شرح له بأسلوب لطيف ما استعصى عليه من تلك المتون المغلقة، فأزال طلاسم وتعقيدات تلك المتون القديمة، وقرّبها إلى عقله بسهولة ويسر. وعاد الشيخ محمد عبده إلى الجامع الأحمدي، وقد أصبح أكثر ثقة بنفسه، وأكثر فهمًا للدروس التي يتلقاها هناك، بل لقد صار “محمد عبده” شيخًا ومعلمًا لزملائه، يشرح لهم ما غمض عليهم قبل موعد شرح الأستاذ. وهكذا تهيأ له أن يسير بخطى ثابتة على طريق العلم والمعرفة بعد أن عادت إليه ثقته بنفسه... وفي سنة 1866م التحق بالجامع الأزهر، واستمر يدرس في “الأزهر” اثني عشر عامًا، حتى نال شهادة العالمية سنة (1294هـ = 1877م)... كما اتصل الشيخ “محمد عبده” بالمعلم الثاني الذي كان له أثر كبير في توجيهه إلى العلوم العصرية، وهو الشيخ “حسن الطويل[١٨٣٤١٨٩٩]” الذي كانت له معرفة بالرياضيات والفلسفة، والعلوم العربية العتيقة، واتصل بعدد من الجرائد، فكان يكتب في “الأهرام” مقالات في الإصلاح الخلقي والاجتماعي، فكتب مقالا في “الكتابة والقلم”، وآخر في “المدبر الإنساني والمدبر العقلي والروحاني”، وثالثا في “العلوم العقلية والدعوة إلى العلوم العصرية”، والذي كانت له مكانة سامقة بين معاصريه، قال عنه محمد رشيد رضا : " الأمام العلامة ، شيخ الشيوخ ، وأستاذ الأستاذين ، وأحد من تفرَّد في مصر بالبراعة في المعقول والمنقول ، وأتقن العلوم العديدة مع الزهد الصحيح والورع وعلو النفس ، والتأدب بآداب الشرع والتمسك بالكمالات " .وقال : " أحد أفراد علماء الأزهر في هذا العصر في استقلال الفكر وسعة الاطلاع والجرأة على مخالفة الجماهير في الرأي " .وقال جمال الدين الأفغاني : " ليس في علماء الأزهر كالشيخ الشربيني والشيخ الطويل " .درَّس في الأزهر ودار العلوم .وقد تتلمذ عليه الشيخ محمد عبده ، والشيخ أحمد أبو خطوة ، ومحمد المهدي ، وعبد الوهاب النجار ، ومحمد الخضري ، وحسن منصور ، والعلامة المحقق أحمد تيمور ، ومحمد بخيت وغيرهم . ثم كان لقاء الشيخ الإمام بالمعلم الثالث و هو الشيخ جمال الدين الأفغاني(1838-1897م)؛ عندما جاء إلى مصر لأول مرة أوائل سنة 1870م - أواخر سنة 1286 هـ، ولم يكن يقصد الإقامة بها طويلا ؛ لأنه إنما جاء ووجهته الحجاز - أي جاء إلى مصر ليسافر منها إلى بلاد الحجاز-، فلما سمع الناس بقدومه، اتجهت إليه أنظار النابهين من أهل العلم، وحينما وصل إلى مصر زار الأزهر الشريف، واتصل به كثير من الطلبة، فآنسوا فيه روحاً تفيض معرفة وحكمة، فأقبلوا عليه يتلقون بعض العلوم الرياضية، والفلسفية، والكلامية، وقرأ لهم شرح «الأظهار» في البيت الذي نزل به بخان الخليلي، وأقام بمصر أربعين يوماً، ثم تحول عزمه عن الحجاز، وسافر إلى الأستانة.وقد تتلمذ الشيخ محمد عبده على يديه سنة ١٨٧١م ، ذلكم الذي ظهرت على يده بيئة ثقافية نيرة آنذاك، استضاءت بأنوار العلم والعرفان، وارتوت من ينابيع الأدب والحكمة، وتحررت عقولها من قيود الجمود والأوهام، وبفضله خطا فن الكتابة والخطابة في مصر خطوات واسعة، ولم تقتصر حلقات دروسه ومجالسه على طلبة العلم، بل كان يؤمها كثير من العلماء والموظفين والأعيان وغيرهم، وهو في كل أحاديثه «لا يسأم» كما يقول عنه محمد عبده، من الكلام فيما ينير العقل، أو يطهر العقيدة أو يذهب بالنفس إلى معالي الأمور، أو يستلفت الفكر إلى النظر في الشؤون العامة مما يمس مصلحة البلاد وسكانها، وكان طلبة العلم ينتقلون بمايكتبونه من تلك المعارف إلى بلادهم أيام البطالة، والزائرون يذهبون بما ينالونه إلى أحيائهم، فاستيقظت مشاعر وتنبهت عقول، وخف حجاب الغفلة في أطراف متعددة من البلاد خصوصاً في القاهرة. وقال محمد عبده في موطن آخر يصف تطور الكتابة على يد الأفغاني: «كان أرباب القلم في الديار المصرية القادرون على الإجادة في المواضيع المختلفة منحصرين في عدد قليل، وما كنا نعرف منهم إلا عبد الله باشا فكري وخيري باشا، ومحمد باشا سيد أحمد على ضعف فيه، ومصطفى باشا وهبي على اختصاص فيه، ومن عدا هؤلاء فإما ساجعون في المراسلات الخاصة، وإما مصنفون في بعض الفنون العربية أو الفقهية وما شاكلها، ومن عشر سنوات ترى كتبة في القطر المصري، لايشق غبارهم ولايوطأ مضمارهم، وأغلبهم أحداث في السن، شيوخ في الصناعة، وما منهم إلا من أخذ عنه، أو عن أحد تلاميذه، أو قلد المتصلين به»، ومن ثم لازم الشيخ محمد عبده حلقات درس الشيخ الأفغاني وتوطّدت الصلة بينهما وأصبحا صديقين عندما انتقل إلى باريس، وكان تلميذه محمد عبده منفياً في بيروت عقب إخماد الثورة، فاستدعاه إلى باريس، فوافاه إليها، وهناك أصدر جريدة (العروة الوثقى)، وقد سميت باسم الجمعية التي أنشأتها، وهي جمعية تألفت لدعوة الأمم الإسلامية إلى الاتحاد والتضامن والأخذ بأسباب الحياة والنهضة، ومجاهدة الاستعمار، وتحرير مصر والسودان من الاحتلال، وكانت تضم جماعة من أقطاب العالم الإسلامي وكبرائه وهي التي عهدت إلى الأفغاني بإصدار الجريدة لتكون لسان حالها.. ولا ريب في أنه كان لهذا الثالوث أكبر الأثر في الإمام محمد عبده» حتى صار واحدًا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة؛ فقد أسهم بعلمه ووعيه واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية. وقد تأثر به العديد من رواد النهضة مثل عبد الحميد بن باديس ومحمد رشيد رضا وعبد الرحمن الكواكبي، والشيخ محمد الطاهر ابن عاشور...وغيرهم.. ونقف هنا في هذه المحاضرة مع جهود الشيخ الإمام (محمد عبده) الإصلاحية والنهضوية في الحياة الأدبية والنقدية في عصره، والتي أشار إليها مؤرخو الأدب العربي إشارات موجزة مقتضبة! والتي يمكننا إيجاز هذه الجهود العملية والنقدية الفاعلة للشيخ في الآتي: 1-تطوير أسلوب الكتابة الصحفية: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ للشيخ محمد عبده أثر عظيم في تطوير النثر العربي، سواء في أسلوبه هو أو أسلوب معاصريه؛ فقد جعل من نثره مثلًا يحتذى به في النهضة بالنثر الفني في عصره، عبر إبداعه الخاص؛ منذ ابتدأ يكتب في الصحف، وهو طالب في الأزهر، حيث أرسل مقالته الأولى إلى جريدة "الأهرام" [في العدد الخامس الصادر في 2 سبتمبر سنة 1876م] حتى انتقل إلى جوار ربه، ويقرر دارسو نثره أنه أخذ يقوم أسلوبه الذي يكتب به، فعمل على تخليصه من قيود التكلف وأثقال الزينة البديعية المرذولة الموروثة، والتي دخلت كتابته بفعل الكتب التراثية المتأخرة التي تعلمها في بداية طلبه العلم بالأزهر، فخرج بقلمه من هذه المضايق الخانقة إلى رحاب أدبية مسترسلة فسيحة، ولم يقتصر على الكتابات التقليدية في مجالها الشخصي الضيق، وإنما جعل من كتابته أداةَ إصلاحِ ديني، وتنوير سياسي، وكتب في الموضوعات التي تنفع وتبني . أما عن جهده في تطوير كتابات معاصريه فقد تمكَّنَ من ذلك حينما تقلد “رياض باشا” رئاسة النظار، فاتجه إلى إصلاح لغة “الوقائع المصرية”، واختار الشيخ محمد عبده ليقوم بهذه المهمة، فضم الشيخ “محمد عبده” إليه “سعد زغلول”، و”إبراهيم الهلباوي”، والشيخ “محمد خليل”، وغيرهم من كبار الكتاب في عصره، وأنشأ في الوقائع قسمًا غير رسمي إلى جانب الأخبار الرسمية، فكانت تحرر فيه مقالات إصلاحية أدبية واجتماعية، وكان الشيخ “محمد عبده” هو محررها الأول. وظل الشيخ “محمد عبده” في هذا العمل نحو سنة ونصف السنة، استطاع خلالها أن يجعل “الوقائع” منبرًا للدعوة إلى الإصلاح. كما أسندت إليه مهمة مراقبة الكتابة في الجرائد وتحريرها؛ فقد مكن له منصبه في "الوقائع المصرية" من الإشراف على الجرائد والمجلات، ومراجعة ما يحرره كتبة الدواوين في شئون الحكومة، ومن عجب أن نقرأ في سيرته أنه أنذر صاحب إحدى الجرائد بالتعطيل إن لم تغير أحد كتابها، أو تحمله على تحسين أسلوبه، وقد التَفَّ حوله فريق من طليعة كتاب مصر والشرق، وأفسح لهم في "الوقائع المصرية" يدبجون المقالات الاجتماعية والأدبية والسياسية بإرشاده، وكان يرى أن اللغة العربية هي أساس الدين، وأن حياة المسلمين بدون حياة لغتهم من المحال، ولا ريب في أن شيخًا بهذه الرؤية العميقة والحيوية لعلاقة اللغة بالدين سيكون فالعلا ومؤثرًا وناهضًا باللغة نصوصًا ومبدعين. 2-إحياء الكتب الأدبية التراثية المبدعة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كان الشيخ محمد عبده السبب الأول في اطلاع الطلاب على كتب التراث العربي الأدبية الفاعلة ذات الأسلوب الأدبي المتأنق؛ ففي مقامه ببيروت أخذ في شرح كتاب (نهج البلاغة)؛ ليسهل على الناس قراءته والإفادة منه، كما شرح مقامات بديع الزمان الهمذاني ونشرها؛ حتى تكون زادًا يتغذَّى به طلاب الأدب، ومن ينشدون قوة الأسلوب وسلامة التعبير. ولما عاد إلى مصر كانت دروسه في البلاغة تختلف عن تلك الكتب التي أفسدتها عجمة مؤلفيها، واختار من كتب البلاغة دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني، وكان السبب في نشرهما لينتفع الناس بهما وقد نشرتهما مؤسسة المنار. ولم يكتف الشيخ بهذا الدور التعليمي الفردي بل أنشأ جمعية لإحياء الكتب العربية، نشرت "المخصص" لابن سيده، وفي نشره تيسير على طلاب اللغة؛ لأنه من معجمات المعاني، فقد يكون بذهنك المعنى، ولكن يعوزك اللفظ المعبر عنه فتلتمسه في "المخصص" وفي أمثاله من المعجمات، وقام بتصحيح "المخصص" العالم اللغوي الشهير الشيخ محمد محمود الشنقطي، وقد حماه الشيخ محمد عبده، وشجعه على الإقامة بمصر، ولولاه ما بقي.... كما شرع في طبع "الموطأ" للإمام مالك بعد أن جاء بنسخ خطية له من تونس وفاس وغيرهما. كما عهد إلى الأستاذ سيد بن علي المرصفي(ت1931م) في تدريس الكتب الأدبية التراثية بالجامع الأزهر، أمثال: "الكامل" للمبرد، و"ديوان الحماسة" لأبي تمام، وكانت هذه الدروس غريبة عن الأزهر، ولا عهد له بها، وقد تتلمذ على هذا الشيخ المرصفي عدد كبير من أدباء مصر البارزين في النصف الثاني من القرن العشرين، أمثال: شيخ العروبة ومحقق كثير من كتب التراث الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، وعميد الدب العربي طه حسين، والأديب الضلعة عبد العزيز البشري، وورائد الإحياء في النثر الحديث الأديب القصاص مصطفى لطفي المنفلوطي، وعقاب العربية وصقر التراث العلامة الشيخ محمود شاكر، ومحقق كتب الجاحظ الأستاذ حسن السندوبي، والناقد الأدبي الكبير الأستاذ أحمد أمين، والأديب الفذ الأستاذ أحمد حسن الزيات.. وغيرهم ، فهم أثر من آثار توجيهه وإرشاده. وبهذه الوسائل استطاع محمد عبده أن يقدم للنثر العربي خدمة جليلة، ويوجه الكُتَّاب إلى العناية بما يكتبون، غير مقيدين بذلك السجع السخيف، ومنصرفين إلى المعاني وتفتيقها، ودراسة الموضوع دراسة جيدة تفيد القارئ وتجدي على الأمة. ولعلنا ندرك قيمة هذه الجهود حينما نتدبر قائمة تلاميذ الشيخ فنجد منها شاعر النيل والشاعر الإحيائي الكبير حافظ إبراهيم(1872-1932م)، الذي كان يعرض كل قصيدة على الشيخ محمد عبده قبل نشرها، ويدخل تعليقات الشيخ عليها!يقول الأستاذ عمر العبسو: كان حافظ يوم بدأ يتردد على محاضرات الإمام ضابطاً بالجيش ، وكان حريصاً على متابعة هذه المحاضرات حتى صار وجهاً لدى الإمام ، فأدناه منه ، ثم دعاه إلى داره في ( عين شمس ) ، فاتخذت علاقتهما بذلك طابعاً خاصاً . وكان يحلو لحافظ أن يلقب نفسه ( فتى الإمام ) مقتبساً هذا اللقب لنفسه من قوله تعالى في سورة الكهف ( وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقباً ) . فهو يشبه نفسه من الإمام بيوشع بن نون الذي رافق موسى عليه السلام يهتدي بهديه ويستنير بعلمه . ونراه يكرر هذا اللقب مؤكداً تواضعه ومعبراً عما يحس من فضل الرجل عليه . فإذا لم يكن من الإمام كيوشع من موسى ، كان منه كموسى من الخضر عليهما السلام :
وَكُنتُ كَما كانَ اِبنُ عِمرانَ ناشِئاً وَكانَ كَمَن في سورَةِ الكَهفِ يوصَفُ
كَأَنَّ فُؤادي إِبرَةٌ قَد تَمَغطَسَت بِحُبِّكَ أَنّى حُرِّفَت عَنكَ تَعطِفُ ومن الشيوخ الأجلاءالذين تتلمذوا على يد الشيخ محمد عبده شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي(1881-1945م)، الذي اتصل بالشيخ الإمام محمد عبده، فانتفع بمحاضراته العامة في التفسير والتوحيد والبلاغة، وتفتحت على يديه مواهبه العقلية، وازداد اتصالا به، وتأثر بمنهجه السلوكي، ودعوته الإصلاحية ومواقفه الوطنية، ودراساته العلمية، وظل وثيق الصلة به، سائرًا على نهجه في التجديد والإصلاح، ومن طلاب الشيخ أيضًا شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق(1885-1947م) الذي ألف كتابًا في سيرته، ونشره في سنة 1365 هـ / 1946م، وقام بجمع مقالاته ودراساته عن أستاذه، وركز فيه على الجانب الإصلاحي والفلسفي من حياة الإمام، كما قام بترجمة «رسالة التوحيد" إلى الفرنسية بالاشتراك مع برنارد ميشيل، ومن أكابر الأدباء الذين اتصلوا بالشيخ محمد عبده وتأثروا به الأساتذة: سعد زغلول، وقاسم أمين، ومحمد لطفي جمعة، وطه حسين.... وهكذا وقفنا مع قامة أزهرية إصلاحية كان لها كبير الأثر في النهضة الدبية والنقدية في مطلع العصر الحديث عند العرب!
#صبري_فوزي_أبوحسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وَصِيَّة المَأمُون لِأَخِيهِ المُعْتَصِم فِی مِرآةِ ال
...
-
البعد الإنساني في أدب بهاء طاهر(1935-2022م)
-
نحو مفهوم تجنيسي لفن الرواية
-
القصة الشاعرة مصطلحا ومفهوما
-
إستاطيقا الهادفية في السرد النسوي الإسلامي: مقاربة في رواية(
...
-
سيميائيات في ديوان (الغيم والدخان) للشاعر الأكاديمي محمد حلم
...
-
وظيفة الشعر الوطنية: علاء جانب أنموذجا
-
الإنسان المائي: قراءة في سيرة الدكتور عصمت رضوان الذاتية
-
سيميائية العاطفة في ديوان أشجان الناي للشاعر محمد دياب غراوي
-
السُّمُوُّ الحضاري في مدح الشعراء المسيحيين للصادق الأمين
-
محمود مفلح: الشاعر العروبي المخضرم
-
من علاقتي بأستاذي الدكتور عبدالحليم عويس
-
السمعي والبصري في القصة الشاعرة: قراءة أولى في إبداع المؤسس:
...
-
المؤتمر العلمي الدولي الثاني لمدرسة شباب النقد الأدبي(عبدالو
...
-
توثيق لامية العرب للشنفرى
-
الخضرمة الفنية في ديوان (بعيدا تضيء العناقيد) للشاعر الفلسطي
...
-
وسطية المبنى والمعنى في ديوان (عيون القلب) للدكتور جابر البر
...
-
خريطة الإبداع الأدبي العربي في العصر الحديث
-
المسيح عليه السلام في الشعر
-
السيرة الذاتية الشعرية
المزيد.....
-
منها لوحة -شيطانية- للملك تشارلز.. إليك أعمال ومواقف هزّت عا
...
-
لافروف: 25 دولة تعرب عن اهتمامها بالمشاركة في مسابقة -إنترفي
...
-
فنان مصري: نتنياهو ينوي غزو مصر
-
بالصور| بيت المدى يقيم جلسة باسم المخرج الراحل -قيس الزبيدي-
...
-
نصوص في الذاكرة.. الرواية المقامة -حديث عيسى بن هشام-
-
-بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
-
سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي
...
-
لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
-
مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م
...
-
رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|