أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد الخميسي - غزة تفطر على مدافع الاحتلال














المزيد.....

غزة تفطر على مدافع الاحتلال


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 1698 - 2006 / 10 / 9 - 11:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


في شهادة لمواطن فلسطيني من غزة يقول : " لم أشتر لأبنائي الجبن والحلاوة والمربى للسحور هذا العام لأني لا أملك ثمنها " . ويقول مواطن آخر هو أبو إيهاب الشاعر أب لخمسة أطفال : " تناولنا السحور اليوم على ضوء شمعة ، وكنا بالكاد نرى ما نأكله ، فالكهرباء مقطوعة عندنا منذ أكثر من شهرين ، وكذلك الماء " . ومنذ عشرة أشهر – مع فوز حماس في الانتخابات في يناير هذا العام – وإسرائيل ومعها المجتمع الدولي بأكمله تضرب حصارا اقتصاديا وعسكريا على غزة ، تضاعف طابعه الإجرامي مع اختطاف جندي إسرائيلي داخل غزة في 12 يونيو . وواقع الأمر أن ما تقوم به إسرائيل في غزة في ظل الصمت الدولي والعربي هو جريمة حرب تقع على مرأى ومسمع من الدول الكبرى التي يؤرقها ضميرها بشأن " دارفور ". والدافع الرئيسي لذلك الحصار هو إجبار " حماس " على الاعتراف بإسرائيل أي الاعتراف بالاحتلال القائم لا أكثر . وقد سبق للفلسطينيين أن قدموا ذلك الاعتراف منذ اثني عشر عاما حين وقعوا اتفاق أوسلو في 13 سبتمبر 1993 ، وتبين على مدى تلك السنوات أن الاتفاقيات السياسية بالنسبة لإسرائيل هي محطات تستريح فيها لمواصلة التوسع والحروب . وقد أدى الحصار الطويل لقطاع غزة والخلافات السياسية بين الفصائل الفلسطينية، إلي اشتباكات داخلية أسفرت للمرة الأولى عن سقوط ذلك العدد الكبير من القتلى والجرحى .
وبطبيعة الحال فإن للخلاف السياسي بين فتح وحماس دوره في تلك الاشتباكات ، إلا أن الدور الأول والرئيسي فيما جرى يظل للحصار البري والبحري والجوي ، الإسرائيلي والمحلي ، والدولي . وفي ظل ذلك الحصار لايحصل مائة وعشرون ألف شخص على رواتبهم ، وتحكم إسرائيل إغلاق المعابر والحدود التي تمر عبرها المواد الغذائية والتموينية إلى غزة، علاوة على قطع التيار الكهربائي ، وإمدادات الوقود والغاز والمياه وتدمير شبكات الطرق الواصلة بين أجزاء قطاع غزة، وعزل القطاع عن الضفة الغربية، مع قصف المدافع الذي لا يهدأ ليل نهار. ونتيجة لكل ذلك ارتفعت معدلات الفقر إلي ما يزيد عن أربعين بالمئة ، وأصبح سكان القطاع ويصل تعدادهم لأكثر من مليون ونصف لايجدون فعليا طعاما ، أو دواء ، كما أن مغادرة القطاع للعلاج في الخارج أو الدراسة أصبحت أمرا مستحيلا . وحولت إسرائيل غزة إلي سجن كبير ، وألقت مفتاحه بعيدا على حد تعبير أحد المعلقين . وخلال ذلك كله تواصل إسرائيل نهب المياه الجوفية من غزة عبر مضخات تسحب الماء إلي داخل إسرائيل ، وأصدرت سلطات الاحتلال أوامرها بمنع الفلسطينيين من التصرف في مواردهم المائية، في الوقت الذي تواصل فيه سرقة الرمال الصفراء التي تستخدم في صناعة الزجاج وغيره ، وسرقة التربة الطينية الصالحة للزراعة من أراضي غزة ! وقطاع غزة الذي يتعرض لكل ذلك الحصار والتجويع والقصف اليومي لا يعدو كونه شريطا ضيقا طوله أربعون كيلومترا وعرضه عشرة كيلومترات فقط ، ومع ذلك كانت غزة تاريخيا ومازالت تعد بوابة آسيا ، ومدخل أفريقيا ، والخط الأمامي للدفاع عن فلسطين والشام ، والموقع المتقدم للدفاع عن العمق المصري .
وقد انتهت إسرائيل مؤخرا من إعداد خطة لاكتساح قطاع غزة ، ويقول المحلل العسكري الإسرائيلي " روني دانييل " بهذا الصدد : " إن الجيش يريد أن يستعيد كرامته التي أهدرت في لبنان ، والرد على كتائب غزة " . ويقول مراسل عسكري للتلفزيون في تل أبيب : " سنخرج من لبنان وندخل إلي غزة " ، ويخلص بتلك العبارة تاريخ ودور إسرائيل في المنطقة التي تخرج من مصر لتدخل إلي سوريا ، وتخرج من سوريا لتدخل لبنان ، وتخرج من لبنان لتدخل غزة ، دون أن تتوقف عن الحرب ، لأن التوقف يعني أنها لم تعد موجودة .
لقد وقع ياسر عرفات واسحق رابين إعلان المبادئ الشهير باتفاق أوسلو في 13 سبتمبر 1993 ، وفيه اعترفت منظمة التحرير بحق إسرائيل في الوجود ، كما اعترفت إسرائيل بالمنظمة ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني . ونص الاتفاق على إقامة سلطة حكم ذاتي ومجلس تشريعي لفترة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات تنتهي بالتوصل لحل دائم . فما الذي حصلنا عليه من الحل السلمي ؟ ما الذي حصل عليه الشعب الفلسطيني ؟
وعلى الذين ينصحون الناس بالحل السلمي أن يقولوا لنا : كيف يمكن بالحلول السلمية وقف القصف والحصار الإسرائيلي ، المحلي ، الدولي ، الإجرامي لمدينة صغيرة مثل غزة ؟ . لقد شاهد الناس كيف أن المقاومة وحدها استطاعت أن تصد العدوان على لبنان وهم يشاهدون كل يوم الآن ، في غزة ، أن الحلول السلمية مجرد محطة تمون فيها إسرائيل دباباتها لمواصلة الحرب .



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوات الديمقراطية الأمريكية والصحافة العراقية
- إسرائيل عدو الثقافة الأول
- نجيب محفوظ لحظة وداع
- حجر وورد .. وجوه لبنانية
- تحرير الانتصار اللبناني من الكذب القادم
- المقاومة اللبنانية وتفكيك الشخصية الصهيونية
- لن نغفر ولن ننسى
- المقاومة اللبنانية وفلاسفة الهزيمة
- الليل طويل والطيارات مش نايمة
- لم يبق في غزة سوى الهواء
- نبيل الهلالي . سحابة العدل
- انطفاء أحمد عبد الله .. قمر على جيل السبعينات
- جينا لندن ترصد أدق الرغبات
- ساندوا الشاعرة الفلسطينية سارة رشاد
- سولجينتسين يواجه الحصار الأمريكي
- شلنات وبرايز
- لا للتمييز ضد البهائيين المصريين .. نعم لحرية الاعتقاد
- البهائية والنزعة السحرية
- ما الذي يريده الشعب المصري ؟
- تبني مطالب الأقباط .. هو الطريق للخروج من الأزمة


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد الخميسي - غزة تفطر على مدافع الاحتلال