محمد زكريا توفيق
الحوار المتمدن-العدد: 7469 - 2022 / 12 / 21 - 13:50
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
عندما عُرضت فكرة شق قناة السويس على محمد علي باشا حاكم مصر ومؤسس الأسرة العلوية، رفضها بشدة. لماذا؟ قال الحاكم الداهية، لأنها ستجعل مصر في مطامع الدول الكبرى.
هذا النداء، هو مجرد رجاء للمسؤولين، قبل وضع قناة السويس في صندوق استثماري، بالتروي والنظر فيما حدث لدولة كولومبيا في أمريكا اللاتينية، بسبب مطامع الدول الكبرى في قناة بنما.
في أوائل 1900s، أرادت الحكومة الأمريكية شق قناة عبر برزخ بنما، تشبه قناة السويس. البرزخ هو أرض ضيقة تصل أمريكا الشمالية بالجنوبية وتفصل البحر الكاريبي عن المحيط الهادئ.
فحت القناة عبر هذا البرزخ، يعني أن السفن الأمريكية يمكنها السفر بسرعة بين الساحل الشرقي والساحل الغربي للولايات المتحدة، بدلا من الاضطرار إلى الإبحار حول أمريكا الجنوبية كلها من أسفل، وهي رحلة طويلة باهظة التكاليف.
المشكلة الرئيسية هنا، هي أن الولايات المتحدة لا تمتلك البرزخ. البرزخ يقع في دولة كولومبيا، وهي إحدى دول أمريكا اللاتينية. في عام 1903، عندما تباطأت الحكومة الكولومبية في السماح لأمريكا ببناء القناة، أرسل الرئيس ثيودور روزفلت سفنا حربية إلى بنما. السفن الحربية ساعدت مجموعة صغيرة من رجال أعمال من بنما، للتمرد على الحكومة الكولومبية.
ثم أعلن المتمردون أن بنما أصبحت الآن دولة مستقلة. وبعد بضعة أيام، أعطوا الأمريكان الحق في حكم شريحة من الأرض، بعرض عشرة أميال ونصف، وبطول دولتهم الجديدة. ثم بدأت أمريكا في بناء قناتها عام 1904. أول باخرة عبرت قناة بنما كانت عام 1914.
معظم أمريكا اللاتينية تعتقد أن تمرد بنما، كان من تخطيط الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت، لكنهم تأكدوا من ذلك، عندما صرح روزفلت علنا: "لقد أخذت بنما".
ألا يمكن في المستقبل، تمرد مجموعة صغيرة من السكان على الحكومة المصرية، يؤدي إلا استقلال قناة السويس عن مصر. الحكماء يقولون، إن التاريخ يعيد نفسه.
#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟