أنْ يُودِّعَنَا الأصدِقَاء
وداعاً أبديّاً
خنجرٌ في الصميم!
أنْ يفترقَ الإنسانُ عن أحبّائِهِ
افتراقاً أبديّاً
جرحٌ غائرٌ في أعماقِ الجبين!
أنْ يلفَّ التُّرابُ صديقاً
في مُقْتَبلِ العمرِ
احتراقٌ متواصلٌ
لأجنحةِ البقيّة الباقية
مِنَ الأصدقاء!
إذا كان بيني وبينكَ يا صديقي
متراً واحداً لا غير
وهذا المترُ
هو كومةٌ مِنَ التراب
كومةٌ من الأنين
كومةٌ مِنَ البكاءِ المستديم ..
آهٍ .. كم هو مُرٌّ وحارقٌ
وجعُ الفراق!
نحنُ البشرُ
قَلَّمَا نَتَعَلَّمُ مِنَ الموتِ ..
غالباً ما يعيشُ الإنسان
في وهمِ كبير ..
لا يعرف أنَّه
معلَّقٌ بأذنيهِ
في شباكِ الحياة!
شِباكٌ مَتينة
تقودُ الإنسان
إلى نقطَةِ الإنطفاء!
آهٍ ..
هَلْ ثَمَّةَ مفرٌّ من الانطفاء؟
هل يسألُ الإنسانُ ذاتَهُ
عِنْ زمهريرِ الشتاءات
الَّتي ستلفُّهُ
بعدَ الانطفاء؟
هل يسألُ الإنسان
عن أوجاعِ الرُّوحِ
أمْ أنَّ الرَّوحَ
ستتوغَّلُ في أحضانِ السَّماء
وتغفو هناكَ
فوقَ خاصرةِ المساءِ الحنون!
تَنْتَابُني تساؤلات
ومفارقَات
لا تخطرُ على بال..
وكلّها
تبعثُ في نفسي صراخاً
إلى حدِّ البُكاء!
ستوكهولم: تشرين الثاني 1994
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]