حسن الشامي
الحوار المتمدن-العدد: 7468 - 2022 / 12 / 20 - 04:32
المحور:
الادب والفن
عياد الطنطاوي العالم المصري الذي أدخل اللغة العربية إلى روسيا
يعد العالم المصري ابن قرية نجريج بمحافظة الغربية، محمد عياد الطنطاوي، هو أول عالم عربي أدخل اللغة العربية إلى روسيا الاتحادية، مشيرًا إلى أنه توجد مدرسة باسمه في القرية وقد سافر كأول عالم عربي لروسيا ليعلم ويفيد وينقل الحضارة العربية وعلوم القرآن الكريم إلى روسيا، ومنها لشتى أنحاء العالم، وترك 200 مخطوطة، منها ما ألفها بنفسه ومنها ما نقلها من أمهات الكتب، أهدت السفارة الروسية لعمدة القرية نسخة منها كي يستفيد منها الباحثون بقريته ومحافظته.
والشيخ الطنطاوي والد محمد عياد الطنطاوي، ولد بقرية محلة مرحوم القريبة من قرية نجريج، وكانت عادة السيدات في القرى أن تلد في بيت والدتها، فولد الشيخ محمد عياد الطنطاوي في قرية نجريج مسقط رأس والدته، وكان والده يعمل تاجرًا متجولًا حتى توسعت تجارته وأصبحت لها وكالات تجارية بربوع مصر، وانتقل إلى طنطا، مما ساعد الشيخ الطنطاوي على حفظ القرآن الكريم والعلوم المختلفة بالجامع الأحمدي بطنطا وأكملها بجامعة الأزهر.
وكان الشيخ محمد عياد الطنطاوي يدرس الأدب بطريقة حديثة في وقت كانت دراسته محرمة، وجذب إليه المستشرقين واشترط عليهم أن يعلمهم اللغة العربية ويعلمونه لغات بلادهم، فأتقن عدة لغات أجنبية وعاش خمسين عامًا، وأصيب في آخر أيامه بالشلل الرعّاش ولم يستسلم لذلك، واستمر في عمله العلمي حتى أنجز 200 مخطوطة، ودفن بروسيا في مقبرة إسلامية، وخلدت روسيا ذكراه ووضعت له تمثالًا بجامعة سان بطرسبرج.
ويوجد ثلاثة تماثيل للشيخ الطنطاوي صممها الدكتور أسامة السروي، أستاذ الفنون بجامعة حلوان، والمستشار الثقافي لمصر بروسيا الأسبق، التمثال الأول وضع بجامعة سان بطرسبرج عام 2013، والثاني بمكتبة القاهرة الكبرى، والثالث بقرية نجريج مسقط رأس الشيخ محمد عياد الطنطاوي.
ويعد الشيخ محمد عياد الطنطاوي من رواد حركة التنوير وصديق الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي، وهو أحد أساتذة الأزهر الشريف الذي سافر إلى بطرسبرج في عصر محمد على، بناءً على رغبة القيصر الروسي نفسه الذي حرص على وفادة أستاذ عربي متمكن إلى روسيا ليعلم الروس اللغة العربية، وسافر عام 1840 وقضى بها 25 عامًا ووصل لدرجة أستاذ لكرسي اللغة العربية بجامعة بطرسبرج.
وقد تعلم على يديه مئات المستشرقين الروس، ومعظم الدبلوماسيين الروس هم تلامذة الشيخ الطنطاوي، ويوجد للشيخ محمد عياد الطنطاوي 150 مخطوطة بجامعة ليننجراد ومخطوطات بخط يده بمعهد الدراسات الشرقية بموسكو ومخطوطات لرسائله لعلماء وأدباء أوروبا محفوظة بجامعة هلسببكوفورس، وقد تميزت أعماله بتحليل اللغة الفصحى والعامية إلى جانب منهجه التعليمي في تناول المادة بشكل يجعلها ميسرة.
#حسن_الشامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟