( تيامت )*

كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7467 - 2022 / 12 / 19 - 22:13
المحور: الادب والفن
    

(تيامت)* يا آلهة المياه المالحة , سكبتي المرضَ في قلبي بكأسكِ المشؤوم , أصبحتُ عليلاً لا سبيلَ لشفائي سوى (أبسو)* إله المياه العذبة , أينَ الأله (آسو)* يواسيني في محنتي ؟!! , حتى (إنليل)* تخلّى عنّي غاضباً , أنزلَ عقابهُ العظيم على روحي الضعيفة , سكنَ قلبي (أساج)* , (ننورتا)* يا ابن (إنليل)* أسقني مِنْ أكوابِ الشفاء , مُرّْ (كولا)* تلمسُ جسدي وتعيدُ ليَ الحياة , (مردوخ)* يا ابنَ (إيا)* أيُّها المعبّر هلّا بتعويذةٍ طاهرة مِنْ تعاويذكَ المقدّسة تُحيي هذا الجسدَ الميّت ؟! , يا(عشتار)* أطيلي عمريَ الفاني , هلّا ترفعينَ ليَ الأدعية , هلّا تُكثرينَ مِنَ التعاويذ لأخرجَ مِنَ العالمِ الأسفل ؟! , تكاثرت مِنْ حولي الشياطين , دعي (إرشكيكال)* تُشفيني مِنْ حمّى العشق , استنجدي بأبنها (ننازو)* سيّد الحكماء يدعو أفاعيهِ تمصّ سمومَ (تيامت)* مِنْ جسدي , ليطردها بعيداً عنّي ويهشُّ عليها بعصاه , لولاها لما دخلت عفاريت العالم الأسفل في روحي تعذّبها , أهكذا يكون غضبَ (نركال)* ويسلّطُ جنودهُ تنهشني؟!,آآآآآآآهٍ,ايّ ذنبٍ ارتكبتهُ لتحدثَ فجوة تخرجُ منها الشياطين تهاجمني وبقسوةٍ تعبثُ بي؟! .

*تيامت : آلهة المياه المالحة وهي مصدر الشرور والأمراض .
*إبسو : إله المياه العذبة , وهو مصدر الشفاء .
*آسو: الطبيب المواسي .
*إنليل : إله الغضب تصدر عنه الأوامر لمرض الأنسان .
*أساج : شيطان المرض .
*ننورتا : ابن الإله ( إنليل ) , إله العاصفة , وهو يوصف بالطبيب .
*كولا : زوجة (أساج) , وهي من ربّات الشفاء .
*مردوخ : ابن إله (إيا) وسيطاً بين ربّ الطبّ الأعلى وبين الناس .
*إيا : ربَ الطبّ الأعلى .
*عشتار : تساعد في إطالة عمر الأنسان .
*إرشكيكال : من آلهة الشفاء .
*ننازو : ابن الإله إرشكيكال وهو سيّد الحكماء .
*نركال : وهو الإله الكبير الذي يقود الشياطين الكبار والصغار في العالم الأسفل ,وهو يرمز الى الموت والشرّ .
هكذا اعتقد العراقيون القدماء بانهم يعيشون في عالم وسط يعلوه عالم الالهة ويشغله عالم الشياطين , ولكن هذه العوالم الثلاثة ( الآلهة , الشر , الشياطين ) مفتوحة بعضها على بعض . هذه القصيدة مستوحاة من الأساطير السومريّة القديمة في تاريخ العراق القديم .

#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات