أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يحيى علوان - رُحماك يا إبنَ رُشد !














المزيد.....

رُحماك يا إبنَ رُشد !


يحيى علوان

الحوار المتمدن-العدد: 7467 - 2022 / 12 / 19 - 22:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رُحماك، رُحماك!
رُحماكَ يا إبنَ رُشد،
من صليلِ البرد والغربة،
من ضنَكِ المنافي،
من شَفرةِ المجاز، وسهام التورية!
رُحماكَ من لصوصٍ يغسلونَ الحرامَ والفجورَ بالأدعية وسورة الفاتحة..
رُحماكَ من إعلاء الجهلِ وإلغاء العقل !
أَعِذنا من أَلغامِ "المتن المقدس" والدستور .. و"تقيَّة" القوم !
* * *
أَحذرُ كثيراً أنْ يركبَ القلبُ العقلَ ،
ويلغي الحنينُ الفِكرَ ..
ليتني أضرمُ النارَ في ذاكرتي وأنسى الحنين..
................
قرأناكَ ، يا إبنَ رُشد، أيام الجامعة و"ثورتها" في الستينات،
إلى جانب سارتر ، فانون ، كولن ويلسون، دوبريه، جيفارا و لينين .. ،
نعم ، كنا في سَورةِ الغَضَب !
أما تَدري أَنَّ الأوطانَ تُحمِّلُنا عذوقَها بوجعِ الأُم تودِّعُ أبناءها دونَ أمل!
لكن الوطنَ يظلُّ فينا ولو بقيتْ في العِذقِ "حَشْفَة" !
وطنٌ، وإنْ صارَ تابوتاً للأجساد والأحلام ..
لن يتغير موقعه فينا ، مهما فعل الخرابُ به..
* * *
للسرابِ أنْ يخدَعَ عينَ المسافرِ، ويُغالطُ عيني،
وللخريفِ أنْ ينثُرَ الغُبرَةَ ويُبَعثر "أوراقَ" فان غوخ،
ورقٌ أصفر ما تبقى من العمر، يا إبن رُشد!
شَقَقْنا صدرَ الريحِ شمالاً وجنوباً،
نبحثُ عنْ رائحة وطنٍ في دفاترنا القديمة،
لمْ ندرِ أننا مَرَقْنا على "النص"!!
لكن الحُكّامَ إعتبرونا "عُصاةً" لأننا نريدُ أنْ نحيا مثل بقية الخلق!
...............
فتهدَّجت في البنادقِ أصواتُ الهتاف..
لو أنَّ الرصاصَ يَعقِلُ، يا إبنَ رُشد، لأغريته بأشتقاقِ إسم فعل ،
أو نائب مفعولٍ به! بدَلَ أنْ يسبح في دمنا !!
* * *
في ساحة التحريرِ رأيتُ خيولاً صافناتٍ تُشيرُ إليَّ،
ونساءً تاهَتْ أصواتُهن عن الحناجرِ ،
أحسستُ بحرقة الهتاف، فيما كانت يدايَ باردتان..
إذن، الوقتُ يتخمَّر، والساحةُ تغلي!
إِعلامُهم يتلو "صلواتٍ" بذيئة، تَحُثّني على الهرطقة!
فنفسي تعافُ نكراتٍ من أصلٍ بركانيٍّ،
قذَفتْ بهم قيعانُ الصدفة، فَتحَجّروا في القمة:"ما ننطيها"!!
هكذا إذنْ !
حينَ يَصعدُ "السَفَلَةُ"، يهبطُ نجمُ الرعاةِ كما يهبطُ القُندسُ إلى النهر!
لكنني أعرفُ أيضاً أنَّ ما هو قائمٌ لن يبقى ..!
لا بُدَّ يحِلُّ مشهدٌ جديد !!
سيقومُ الشهداءُ من رقدَتِهم، و...
وسنَسفَحُ دَمعَ فَرَحٍ نَسيناه..
..............
كَشَطنا المرايا،
لمْ نكنْ غيرَ سُمّارٍ لهذا الهواء المُعلَّق من كعبيه فوقَ حبلِ الغسيل.
دارت الحروفُ حولَ بعضها، وصارَ الصمتُ واوَ العطفِ،
حتى غدا العقلُ خاتمَ فِضَّةٍ في إصبع اللص والدجّال..
فارَ الدمُ .. تَيَبَّسَ وصارَ خَبَراً للرواةِ ووكالات الأنباء.
الجُرحُ هنا .. والرواةُ هنـــاك!
شيئاً فشيئاً يشِبُّ الرنينُ، وسيعلو "نشيدُ الفَرَح"!
هي زَفَراتٌ/ صرخاتٌ محفورة على الصدر كالندوبِ،
كلما لَمَسْتَها أحسَستَ بذاكرة الفجيعة،
وهولِ المآلات..
* * *
أما زِلتَ في قُرطُبَه ؟!
إصرف النظر عن العودةِ إلى مراكش، أو المجيء إلى هنا ..
فهذه ما عادت بغداد تلك !!
إحذَرْ! سيحرقونَ كتُبَكَ من جديد!
ويُعلِّقونكَ على رافعةٍ ، شَنْقاً !!
..............
وإنْ كنتَ منهمكاً في قراءة ما نكتب ،
فمفرداتنا معلقة من كواحلها في ساحة التحرير،
وليس في كُمِّ المقامرِ بالدين وباللغةِ البِكر..
.. هنا حيث ترقُصُ الضباعُ والذئاب ،
ينامُ النواطير عن اللصوصِ والقَتَلَة والسَفَلَةُ !
لمْ يبقَ غيرَ وميض جمرٍ تحتَ رمادِ تُرّهاتٍ غبية،
..............
أنتَ تعرِفُ أنَّ مرادفات الحزن كثيرة،
قد نحتاجُ إلى كثيرٍ منها الآنَ، كي نتخفَّفَ من ثِقَلِ الخسارة والقهر ..
وحينَ نُفكرُ بالآتي، بعد رحيلِ هؤلاء ، يكفُّ المرء عن التفكيرِ ما إذا
كان الأفضل أنْ يعيش أو يهلَكْ؟!
أَحقاً حينَ يَلوحُ الزلزالُ موارباً تُبدي النصوص ما يُشبه الغَنَج،
مفردةٌ تُطِلُّ،
وأخرى تتمنَّع ؟!
................
تلك هي حروفي/ شهادتي على وطنٍ جميلٍ خرّبوه، فضاعْ!
فأشهد، يا إبن رُشد، أنني لم أدعُ بلير لغزو بلادي،
لمْ أقلْ أنَّ شارونَ أَرحمْ،
ولم أدعُ لزرعِ أنصابٍ في كل مُدننا لـِ"شهداء!" اليانكي المُحرِّرْ!!
................
إشهَدْ أنني لمْ أكنْ منهم..!!
ولم أصمتْ!!



#يحيى_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُتناثِرٌ و وموصول (2)
- المارد العظيم !
- صَخَبٌ وصَمت ..
- - الوقت الضائع -!
- لا خيــار بين السيء والأسوأ !
- قصاصات من المستشفى (3)
- حذار من لُغتهم !!
- مُتناثرٌ موصولٌ
- هل نحن في - مرحلة تحرُّر وطني -؟!
- ما العمل؟ مع الريح ضد التيار .. أم العكس ؟!!
- المُجرَّد والمَلموس
- مُنوّعات
- دمعة .. صَرخَةُ أَخرَسٍ من أجلِ وطن !
- إذا كانت الثقافةُ نِعمَة ، فأنَّ الجهالة نِقمَة !
- أَما عادَ في الناسِ مَنْ يَعقِلُ هذا الأَدرَصْ ؟!
- إعلان
- لَوْ (2)
- خواطر مُبعثرة
- ومضاتٌ شَقِيَّة 3
- ومضاتٌ شَقِيَّة 2


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف موقع حيوي في إيل ...
- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء
- صورة جديدة لسيف الإسلام معمر القذافي تثير ضجة في ليبيا
- إسرائيل: المحكمة العليا تلزم الحكومة بتجنيد طلبة المدارس الي ...
- في -ضربة- لنتنياهو وائتلافه.. المحكمة العليا الإسرائيلية تأم ...
- ما هو تردد قناة طيور الجنة على النايل سات ؟ والعرب سات وأهم ...
- موسم الهروب من الشمال.. المسلمون المتعلمون يفرِّون من فرنسا ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يحيى علوان - رُحماك يا إبنَ رُشد !