محمد اسماعيل السراي
الحوار المتمدن-العدد: 7467 - 2022 / 12 / 19 - 22:13
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ان اللغة العربية او ما يعرف بالفصحى، استمرت في الوجود للان، فقط، لأنها لغة دينية ولغة النص المقدس اي القرآن الكريم .
اما اللهجة العامية فهي شكل تطوري ديناميكي للّغة القومية القديمة. ولذلك اللهجة العامية ستكون اسلس في الاستخدام لانها لغة يستخدمها الانسان في اغلب ساعات يومه وربما حتى يحلم من خلالها في نومه، لذلك حاليا وانا اكتب لكم بالفصحى اشعر اني اقوم بترجمة لافكاري العامية لاحولها لمفردات وجمل فصحى وهذه العملية ربما تجعلنا نعاني قليلا لكن لا نشعر بذلك لتعودنا على ازدواجية اللغة كما يذكر ذلك الاستاذ مكي عبدالوهاب في مقال له.١
كما ان العامية اكثر عملية من الفصحى من خلال قدرتها الهائلة على استيعاب المفردات الجديدة والتي لا تستطيع الفصحى استيعابها، لذلك العامية اكثر ثراءً وقوة في التعبير ولهذا نجد الشعر العامي ينفذ سريعا الى المشاعر والعواطف ويترجمها بجدارة بينما الفصيح لا يفعل ذلك، بل هو قد اغرق في محاكاة المثل العليا والعوالم الغارقة في الغموض والتجريد والخيال، ونجح العامي في تجسيد الواقع باقتدار عجيب ببساطة لانه استمد مفرداته وصوره حارة طازجة من مطبخ هموم ومعاناة الطبقات الشعبية والريفية مباشرة – وكما هو معلوم ان هذه الطبقات تشكل الاغلبية في مجتمعاتنا بينما الشعر الفصيح الحالي يخاطب النخبة الضيقة فقط-
وانا صراحة مع جعل اللغة العامية لغة رسمية في الحديث والدرس والتخاطب لكن ايضا مع الاحتفاظ بالفصحى الجميلة كاعتزاز منا بها كلغة ام، وكلغة تراث، وحتى لا نصبح في قطيعة مع ماضينا وتراثنا اذا اهملناها فنهمل بذلك التاريخ والتراث القومي. لذلك ارى ان تتحول اللغة العربية الفصحى الى درس- اي الى منهج- حالها حال اللغات الاجنبية الاخرى فتُدرّس كمادة او منهج وليس ان تُدرّس المواد العلمية الاخرى والمنهج التعليمي جميعا من خلالها، بل من خلال العامية.
....
١مكي عبدالوهاب. اللهجة العامية والفصحى. مقال على موقع فيسبوك.
#محمد_اسماعيل_السراي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟