|
المقاومة الايرانية الشعبية تستحق كأس العالم فى الشجاعة والحرية
منى نوال حلمى
الحوار المتمدن-العدد: 7466 - 2022 / 12 / 18 - 22:32
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
المقاومة الايرانية الشعبية تستحق كأس العالم فى الشجاعة والايمان بالحرية ----------------------------------------------------------------------------------------- كل يوم ، يجمع العالم آلياته القديمة والجديدة المدربة من أزمنة بعيدة ، السلاح ، والثقافة والفن والاعلام ، ليطلقها فى وجوهنا ، صفعات متتالية ، خبيثة ، مستترة وراء أسماء كثيرة وعديدة ، ليقول لنا : أن الحديث عن الحرية ، أصبح " دقة قديمة " ، انتهت صلاحيتها فى عصر العولمة والتكنولوجيا والحداثة ، وزواج الفلوس بالسلطة والأصوليات الدينية ، واستعادة عصور الحروب ، وأنها أصبحت من الكلمات " المشبوهة " ، سيئة السُمعة والمصير . يتوحد العالم المختلف فى كل الأشياء ، ليرسل الينا رسالة واحدة غير مشفرة ، بكل اللغات واللهجات تعلن أن " الحرية ليست صالحة فى كل زمان ومكان " ، وأنها تناغمت مع سياق تاريخى محدد ، لن يعود . يبشرنا أن زمن " البطولات " ، فات مثل زمن المعجزات . وهو بارع فى صنع البدائل ، فقد استبدل كلمة " الحرية " ، بكلمة " التكيف " ، وكلمة " الثورة " بكلمة " الخلاص الفردى " . يصدر لنا مقولة أصبحت مثل " العلكة " فى الأفواه ، " أنت حر ما لم تضر أو تؤذى ". وتغافل عن أن الحكم بالضرر أو الأذى ، أمر نسبى ، فمنْ الذى يحدد مقدار وكيفية الضرر أو الأذى ؟؟. عالم ذو مهارة فى طبخ الوجبات الدسمة ، فهو يقدم لنا الافطار والغذاء والعشاء ، أطباقا شهية مغرية من " أوهام الحرية " ، تعطينا شعورا باشباع مخادع . والأديان ، لم تذكر فى كتبها المقدسة ، كلمة " الحرية " ، ولم يتكلم الرسل والأنبياء ، عن " الحرية ". فقط الأوامر والنواهى ، والعقاب والعذاب . والميثاق العالمى لحقوق الانسان الصادر فى 10 ديسمبر 1948 ، لماذا لم يُسمى الاعلان العالمى لحريات الانسان ؟؟؟؟. سؤال لا يفارقنى . اجتماعات بأسماء تزغلل العين من بريقها ، ليس لتحقيق " الحرية " . ولكن ولكن لتحسين وتقنين وتبرير وتزويق واخفاء جذور وتحديث " العبودية ". لكن هناك على أرض ايران ، شعب بنسائه ورجاله وشاباته وشبابه ، من كل الأعمار والأطياف والمهن والشرائح والفئات والطبقات ، يضرب حائط المعتقل الكبير المسلح ، وينسف الاشاعات عن " الحرية ". شعب ذو حضارة عظيمة ، فى جميع مجالات الابداع الانسانى ، تركت تأثيرها على حضارات وثقافات عديدة . شعب ايران الذى يخوض ثورة شعبية حقيقية ، على مدى أكثر من ثلاثة شهورعلى التوالى دون توقف ، ضد نظام ولاية الفقيه ، ونظام الملالى الذى حكم ايران بالاسلام الشيعى بقيادة أية الله خومينى ، الذى ساندته ودعمته أمريكا ، ليعود سالما من منفاه فى باريس الى طهران ، ويقفز على الثورة الشعبية ضد ملكية الشاه محمد رضا بهلوى ، ويستولى على الحكم فى 11 فبراير 1979 ، بدعم من التيارات القومية والليبرالية والاشتراكية واليسارية ، على رأسها مجاهدى خلق ، تلك المقاومة الشرسة المنظمة الفدائية الجسورة الدؤوبة ، والتى فقدت مئات الآلاف من الشهيدات والشهداء . ومنذ تولى الخمينى الحكم وأصبح المرشد العام ، وأعلن الجمهورية الاسلامية الشيعية ، بدأ سلسلة لم تتوقف حتى الآن ، من القمع والاغتيالات والتعذيب والتهديد بالاعدام والمطاردة ، لكل منْ ساعدوه ودعموه ، ومنْ يظهر معارضة - ولو سلمية - للنظام . شرارة أطلقتها النساء بخلع وحرق الحجاب خاصة بعد موت مهسا أمينى ، فى 16 سبتمبر 2022 ، ضحية تعذيب شرطة الأخلاق . وامتدت الثورة والانتفاضات والاضرابات والاعتصامات ، والاحتجاجات فى كل ايران ، ويتعرض الكثيرون منهم يوميا الى القتل والاعدام ، والابتزاز . جميل ، أن نرى شعبا ينتفض بلا توقف ، لمدة أكثر من ثلاثة شهور ، ويحقق رغم حجب الانترنت والمطاردة والاعدام وسفك الدماء والحرائق والترويع ، انتصارات متتالية ضد نظام الملالى وولاية الفقيه . فقد توقف العمل بشرطة الأخلاق التى قهرت النساء الايرانيات بفرض الحجاب ، ومعاملتهن كالمعاقات فكرا ، وعقلا ، " حريم " منزوعات الحرية ، مملوكات للذكور. وأيضا ، وبعد تقدم " مريم رجوى" الرئيسة المنتخبة فى المنفى ، مع حقوقيين ومحاميين ، بشكوى الى المحكمة الدستورية البلجيكية ، تم ايقاف معاهدة تبادل الأسرى مع نظام الملالى ، باعتباره عضوا غير ملتزم بالحقوق القانونية الدستورية السياسية . بحكم هذا الايقاف ، لن يُعفى الدبلوماسى الارهاب " أسد الله أسدى " من قضاء عقوبته فى بلجيكا . كل يوم ، تزداد الادانات الدولية لنظام الملالى ، ومطالبتها بالافراج عن اعتقال المسجونين المسالمين فى ايران . كل يوم مكاسب جديدة للمقاومة ، يهتفون وهم يدفنون شهداءهم : " قسما بدم الرفاق ، سنبقى صامدين حتى النهاية " .. و " خامنئى السفاح سندفنك تحت التراب " .. و " يا قوم لا تخافوا سيرحلون .. الخنوع محظور " و .. " القطيعة مع الخضوع " . وان انتكست حتى مؤقتا ، سترجع أكثر قوة واصرارا . المقاومة الشعبية الايرانية ، تتحدى فتاوى " لا تجهر بالحرية " ، ومقولة أن " الحرية غير صالحة لكل زمان ومكان " ، اخترعتهما نفوس شربت الذل حتى الثمالة ، والانتشاء . نعم .. هناك بشر متشبثون ، نساء ورجالا وشابات وشباب ، بما يعتبرونه مرادفا للحياة ، بل أثمن وأشرف ما فى الحياة .. " الحرية ". نساء ورجال مازالوا يؤمنون أن " الحرية " ليست كلمة منقوشة على قمصان نرتديها ، ولكنها " موقف " صامد ، و" فعل " ليس مستحيلا ، ولا رذيلا ، يتجدد كل لحظة ، لاتحكمه معايير صلاحية السلع والماكينات . بل معايير صلاحية الانسان ، ومقاييس جودة البشر ، وشروط شرف النساء . نساء ورجال ، شابات وشباب ، يدركون جيدا أن " الحرية " ليست بالضرورة هى " السعادة " ، و " الراحة " . لكنها بالضرورة الشئ الوحيد ، الذى يجعلهم بشرا ، ولا يشبهون الا أنفسهم . وهذا هو بيت القصيد ، " الجين " الموروث من عظمة الجدات والأجداد ، المحدد لكل الأشياء من الألف حتى الياء . لا أملك للمقاومة الشعبية الايرانية ، الا كلماتى الداعمة المبهورة بها ، وقلبا فرحا ، ينبض بأن " الحرية " هى كل شئ . وكل شئ بدونها ، لا شئ . ---------------------------------------------------------------------------
#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نعى كاتبة ... قصة قصيرة
-
- خصخصة - الايمان
-
الفكر - الكهنوتى - وذكرى ال 74 للميثاق العالمى لحقوق الانسان
-
لست متفرغة للعشق .. لِم طاوعت شفتيك قصتان قصيرتان
-
حملة اعلامية قومية لفض الاشتباك بين فض غشاء البكارة ومعنى ال
...
-
الدولة المدنية وصلابة البنية الداخلية
-
كما لم أستسلم لأى رجل ...... قصة قصيرة
-
أسلمة المونديال ... لمصلحة منْ ؟؟
-
الوداع على ورقة بردى .. قصة قصيرة
-
النساء .. لماذا يتجملن ويرتدين الأزياء الفاخرة والمجوهرات وا
...
-
تجدد الحياة سيفرغ كأس - الكوكتيل - المسمومة
-
النبوءة ... قصة قصيرة
-
سيدة مشاعرى ... قصة قصيرة
-
رسالة من امرأة وحيدة .. قصة قصيرة
-
زَفة .... قصة قصيرة
-
جدول الأسبوع .. قصة قصيرة
-
4 نوفمبر عيد الحب الخادع المخدوع
-
تساؤلات ... قصة قصيرة
-
كهنة الثقافة وكهنة الأديان
-
أحلم بعالم ليس فيه فلوس
المزيد.....
-
خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
-
الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
-
م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل
...
-
غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف
...
-
النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ
...
-
أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل
...
-
احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
-
فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر
...
-
نقطة نظام النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|