أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فريح عيد ابو صعيليك - اللغة العربية أحد أبرز أسلحتنا المعطلة














المزيد.....

اللغة العربية أحد أبرز أسلحتنا المعطلة


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7466 - 2022 / 12 / 18 - 18:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب م.علي أبو صعيليك

لغة إذا وقعت على أكبـادنا كانت لنا بردًا على الأكباد
ستظل رابطـــة تؤلف بيننا فهي الرجاء لناطق بالضاد
(حليم دموس)

في مثل هذا اليوم الثامن عشر من شهر كانون الأول عام 1973 أصبحت اللغة العربية ضمن لغات العمل المعتمدة بقرار رسمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ذلك القرار جاء بعد جهود عربية كبيرة، ونتيجة لذلك يتم الاحتفال بهذا اليوم باعتباره اليوم العالمي للغة العربية.

في المرحلة الزمنية الحالية الممتدة من سقوط آخر دولة خلافة إسلامية في الربع الأول من القرن الماضي ولغاية اليوم، ومع حالة الترهل والتشرذم وزيادة الانقسامات الجغرافية والفكرية التي تعيشها أمتنا العربية بالمقارنة مع تاريخها وكذلك بالتزامن مع نهضة العالم الغربي وسيطرة النظام الرأسمالي على العالم وفرض هيمنته، فإن مجمل هذه الأحداث يحتاج من أمة الضاد طرقا حديثة لنصرة لغتنا مواكبة لما يحدث في الكوكب.


العلوم الطبية والهندسية المؤثرة على حياة البشرية مازالت تمارس أوروبا وأمريكا دور القيادة فيها، ولذلك من الطبيعي أن تكون لغاتهم لا سيما الإنجليزية هي محور اهتمام الباحثين عن العلم والمعرفة، ليس ذلك فحسب، بل إنهم يستخدومنها بكل قوة في استعمارهم لمعظم الشعوب فكرياً وذلك بطرق عديدة، منها العلوم المختلفة وكذلك سطوتهم على وسائل الإعلام.

لذلك، ولغيرها من الأسباب، فإننا سنبقى في حالة الترهل والتبعية ولا يلوح في الأفق ما يؤشر إلى أي تغيير، وهذا يتطلب منا تسخير جهد كبير بجانبيه الرسمي والشعبي وتحديد أهداف من أجل الوصول إلى بداية الطريق الصحيح، فلغتنا العربية سلاح حضاري مازال في غمده ولم نعمل شيئاً من أجل استخدامه بما يناسب.

من الجوانب المضيئة لكأس العالم التي تقام في قطر أنها كشفت لنا حجم الهوة بيننا وبين الشعوب الغربية والكثير من الشعوب الآخرى، حيث كانت وسائل الإعلام الغربية قد برمجتهم جيداً باللغة الإنجليزية ضد العالم العربي والإسلامي وهو ما كشفه العديد من الجماهير والشخصيات الرياضية غير العربية التي جاءت إلى قطر وعاشت التجربة بنفسها، واكتشفت حقيقة الخداع الذي يتعرضون له.

لفتت تصريحات بعض مشاهير عالم كرة القدم الأنظار، منهم على سبيل المثال البرازيليين رونالدو الملقب بـ"الظاهرة" وكذلك النجم السابق "كاكا"،وقد تحدثا بوضوح كيف خدعهما الإعلام الغربي بمعلومات مغلوطة عن العرب والمسلمين وتحدثا جيداً عن تجربتيهما مع الجماهير العربية في قطر.

صحيح أن هؤلاء وغيرهم يحتاجون إلى جهد إعلامي يخاطبهم بلغاتهم لدحض الرواية الغربية ولكن أيضاً من زاوية أخرى فإن غياب فعالية وقيمة اللغة العربية بعيداً عن الوطن العربي يجعل اهتمام تلك الشعوب قليلاً ما لم يكن معدوماً في تعلم اللغة، فمتى يشعر أنه بحاجتها سيتعملها، وهذا الدور الذي نتحدث عنه بأن تصبح اللغة العربية بالنسبة لهذه الشعوب حاجة من خلال أبواب عديدة.

تلك الأبواب، منها ما هو طويل الأمد أو قد لا نمتلك أسبابه حالياً، ولكن هنالك أيضا مداخل يمكن استثمارها، منها مثلاً أسواق العمل سواء من خلال القوى العاملة الأجنبية أو الوفود والمقيمين وكذلك الأنظمة التجارية وهذه غير مستغلة بما يجب لكي تصل حقيقتنا وثقافتنا للشعوب الآخرى بلغتنا العربية بالشكل الصحيح.

ولا نعلم حقيقة ما تم التوصل إليه في القمة التي جمعت الرئيس الصيني ببعض القادة العرب مؤخراً، ومع الأخذ بعين الاعتبار حجم التجارة الصينية في الأسواق العربية، فهذا مدخل غير مستثمر كما يجب في نشر اللغة العربية.

لم أستهدف في هذه السطور المحدودة الكتابة من المنظور التاريخي للغة العربية، وهي التي حظيت بأكبر تكريم عندما اختارها الله تعالى لتكون لغة القرآن الكريم {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} سورة يوسف، ولكن مما لا يجب أن تغيب الإشارة إليه في هذه المناسبة من وهبوا حياتهم من أجل اللغة العربية واستحقوا وصفهم بحراس اللغة العربية وما أكثرهم، وكذلك يستحق حارس مرمى المنتخب المغربي ياسين بونو الإشادة على موقفة بالتمسك بالحديث الصحفي باللغة العربية خصوصاً أن موقفة جاء في تظاهرة عالمية أوصلت صدى رسالته بعيداً.

رغم كل الظروف المحيطة لم ولن تقهر اللغة العربية، وهي التي ساهمت مؤخراً بإحياء قوميتنا من خلال وحدة الجماهير العربية في تشجيعها للمنتخبات العربية في قطر، ولكن لابد من العمل على جعل الشعوب الأخرى تحتاج لتعلمها، فاللغة العربية سلاح حضاري قوي غير مستخدم!

كاتب أردني



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتستمر المغرب في صناعة أسباب الفرح لأمة في أشد الحاجة للفرح
- ليست مجرد فرحة بانتصار رياضي، بل هي صفعات للمحتل الصهيوني
- على ماذا راهنت الصهيونية في تواجد صحافتها في قطر وسط الشعوب ...
- الصهيونية قائمة على التّطرّف، فلماذا نفضل يسارهم على يمينهم؟
- نظرية لافروف حول احتلال فلسطين ليست مجرد أقوال ساخرة
- سياسة الاغتيالات التي يمارسها الكيان الصهيوني تؤكد حقيقته ال ...
- لماذا ننتظر الحرب على أحر من الجمر!‎‎
- التجربة السريلانكية.. دروس وعبر قبل أن تتكرر عربياً
- خرج بينيت بجرائمه من المشهد وبقيت فلسطين رمزاً للحرية
- الجريمة لا دين لها ولا جنس ولا هوية...‎‎
- القتل والتهجير والاستيطان هو المنهج الصهيوني الثابت برغم تغي ...
- تأثيرات مسيرة الأعلام على الكيان الصهيوني
- رائحة تراب فلسطين التي عجز الصهاينة عن استنشاقها.
- تفاعُل الأردنيين مع مقتل شيرين أبوعاقلة شاهد على وحدة المصير
- لماذا لا تتوقف الفضائيات العربية عن استضافة المتحدثين بلسان ...
- ماذا لو كانت شيرين أبو عاقلة صحفية في أوكرانيا وقتلت برصاصة ...
- شهر رمضان المبارك أوفى بوعده، وجيل التحرير جعله وبالاً على ا ...
- وانتصرت إرادة المرابطين الفلسطينيين في ليلة القدر، فماذا عن ...
- المرابطون في الأقصى يتصدون لإعتداءات الإحتلال، فماذا عن نصرت ...
- يحترمون حقوق الحيوان وينتهكون حقوق المسلمين! هل أحرق متطرفو ...


المزيد.....




- 4 أضعاف حجم القطط الاعتيادي.. قط ضخم يحب تناول الطعام يصبح ن ...
- تعيين رئيس الحكومة الهولندية المنتهية ولايته مارك روته أمينا ...
- استطلاع يكشف رأي الإسرائيليين بحكم المحكمة العليا بتعديلات ا ...
- محكمة أمريكية تطلق سراح أسانج مؤسس موقع ويكيليكس بعد إقراره ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على مسؤول تهريب الأسلحة لـ-حماس ...
- كاميرون للمخادعين فوفان وليكسوس: أوكرانيا لن تدعى إلى حلف -ا ...
- الخارجية الروسية: حجب وسائل الإعلام الأوروبية هو رد فعل مماث ...
- مكتب زيلينسكي يرفض خطة مستشاري ترامب للسلام
- هل يعيد ترامب رسم الخريطة السياسية في الولايات المتحدة؟
- فنلندا تعلن تدريب العسكريين الأوكرانيين على أراضيها وخارجها ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فريح عيد ابو صعيليك - اللغة العربية أحد أبرز أسلحتنا المعطلة