المدينة العائمة: نظرة عامة كاملة وآثارها المستقبلية

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7466 - 2022 / 12 / 18 - 15:27
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

منذ عام ١٨٨٠ ، ارتفعت مستويات المحيطات العالمية بمتوسط ٢١٢٤ سم . يتناسب ارتفاع مستوى سطح البحر مع ذوبان الأنهار الجليدية الناجم عن تغير المناخ بسبب ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

عندما يفكر الناس في تغير المناخ ، فإنهم يستنتجون في الغالب أنه يمثل مشكلة للأجيال القادمة وأن كل شيء الآن على ما يرام. لكن بعض الأماكن والسكان يشعرون بالفعل بآثارها ، خاصة أولئك الذين يعيشون بالقرب من السواحل.

يشعر الأشخاص المقيمون في المدن الساحلية بالفعل بالحرارة والفيضانات المدمرة وارتفاع منسوب مياه البحر. ومن المقرر أن تزداد المشكلة سوءًا. وفقًا للبحث ، ستواجه ٦٠ ٪ من المجتمعات المطلة على المحيط في السواحل الشرقية والخليجية للولايات المتحدة فيضانات مزمنة بحلول عام ٢١٠٠ بسبب تغير المناخ.

وهناك بالفعل بعض المناطق تواجه تهديدات وجودية ، خاصة الجزر الصغيرة ، وسواحل الأراضي المنخفضة. يكشف الخبراء أن الدول الجزرية الصغيرة مثل توفالو وهاواي وجزيرة مارشال وكيريباتي وجزر المالديف تقع تحت رحمة ارتفاع البحر.

لكن الجزر لن تكون وحدها المتضررة من ارتفاع مستوى سطح البحر ، وستتأثر البنية التحتية للمدن الساحلية التي يقطنها مئات الملايين من الناس. الملايين إن لم يكن المليارات من الناس يعملون أو يعيشون بالقرب من المحيطات.

تشير التقديرات إلى أن ٣٧٪ من سكان العالم يعيشون على بعد ١٠٠ كيلومتر من الساحل. وهناك مدن مثل ميامي وشنغهاي وأوساكا والإسكندرية وريو دي جانيرو هي بعض الأماكن المزدحمة المعرضة لخطر ارتفاع مستويات سطح البحر .

وكانت معظم المحاولات من قبل القادة والمنظمات والمسؤولين لمحاولة معالجة هذا الوضع هي بناء حواجز متحركة أو جزر اصطناعية أو توسيع المناطق الساحلية أو بناء جدار بحري ضخم. لكن هذه الأساليب تتعلق فقط بإلقاء الصخور والخرسانة والرمل والصلب في المحيطات والتي يمكن أن تكون مدمرة.

ومع ذلك ، هناك فكرة أكثر جرأة وهي الاكتفاء الذاتي واحتضان البحر. هذه الفكرة تكمن في جعل المدن تطفو جنبًا إلى جنب مع مستوى المحيط. يُطلق على هذا التطور اسم المدينة العائمة ، وقد تم تحضيره واختراعه للحد من الأضرار الناجمة عن ارتفاع مستويات سطح البحر.

في هذا البحث سنجيب على الأسئلة التالية حتى نفهم التكنولوجيا الجديدة

ما هي المدينة العائمة؟
لماذا نحتاج المدن العائمة؟
أهمية المدينة العائمة
كيف تعمل المدينة العائمة
خصائص المدينة العائمة
أكوابونيك
مزرعة محيطية ثلاثية الأبعاد
ايروبونيك
بيوروك
الزراعة العمودية
معالجة مياه الصرف الصحي
التنقل المشترك
إعادة استخدام النفايات
التكنولوجيا في المدينة العائمة
فوائد المدينة العائمة

مشاريع المدن العائمة
أوشينيكس بوسان (كوريا الجنوبية)
أوكساغون (المملكة العربية السعودية)
مدينة المالديف العائمة (جزر المالديف)

مستقبل المدينة العائمة
الكلمات الأخيرة

ما هي المدينة العائمة؟

المدينة العائمة هي نوع مقترح من الجزر التي تطفو على الماء ، إما في شكل سفينة أو هيكل دائم يمكن استخدامه كمجتمع مستدام خارج الحدود الإقليمية لأي بلد.

المدينة العائمة هي مفهوم يتكون من هيكل كبير يعيش فيه الناس على سطح المحيط. يطلق عليها أحيانا اسم البديل البحري أو المدن المحمولة بحراً وقد تم اقتراحها كوسيلة لحل مشكلات مثل ارتفاع مستويات سطح البحر والاكتظاظ والتلوث.

هناك العديد من التصميمات للمدن العائمة ، لكنها تشترك جميعها في الهدف المشترك المتمثل في إنشاء مجتمعات مستدامة في وسط المحيط. تتضمن معظم تصميمات المدن العائمة منصات تطفو فوق سطح المياه وتحتوي على منازل أو مبان مبنية عليها.

المدينة العائمة دائمة ويمكن أن تكون مجتمعا مستقلا سياسيا يتم بناؤه في المياه الدولية. تم استكشاف هذا المفهوم من قبل العديد من المنظمات والأفراد كوسيلة لتنفيذ مجتمعات مستدامة ميسورة التكلفة.

لماذا نحتاج المدن العائمة؟

من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى ١٠ مليارات بحلول عام ٢٠٥٠. سيؤدي ذلك إلى زيادة التحضر والحاجة إلى المزيد من المساكن مما يعني أنه سيكون هناك المزيد من المشاكل مثل الاكتظاظ والتلوث مما سيزيد من تفاقم تغير المناخ.

ترجع أزمة المناخ التي نواجهها إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب وبالتالي تغيير أنماط الطقس لدينا. خلال القرن الماضي ، كانت الأنشطة البشرية تضخ كميات مفرطة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تفوق قدرة الكوكب على امتصاصه.

الاحتباس الحراري يقود إلى ذوبان الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية في العالم وبالتالي زيادة مستويات المحيطات. تشير التقديرات إلى أن مستوى سطح البحر سيرتفع بحوالي ٢٥٣٠ سم بحلول عام ٢٠٥٠.

تكشف بعض التقديرات أنه بحلول عام ٢٠٥٠ ، ستبتلع مياه البحار المرتفعة أكثر من ٥٧٠ مدينة ساحلية وستؤثر على أكثر من ٨٠٠ مليون شخص في جميع أنحاء العالم مما يؤدي إلى أضرار تزيد عن تريليون دولار أمريكي.

المناطق الحضرية هي موطن لأكثر من ٥٦ ٪ من سكان العالم وتقع معظمهم بالقرب من المناطق الساحلية. من المتوقع أن يعيش ٦٨٪ من سكان العالم في المناطق الحضرية بحلول عام ٢٠٥٠.

تتسبب الفيضانات بالفعل في أضرار بمليارات الدولارات في البنية التحتية وتجبر الملايين من لاجئي المناخ على ترك منازلهم. أصبح إسكان الناس الذين يتزايد عددهم باستمرار تحديا لواضعي السياسات.

ومن ثم ، حيث يتم غرق المناطق الساحلية ولا يوجد مكان للتوسع ، يمكن أن تكون المدينة التي تطفو على الماء هي الحل. وبالتالي ، يمكن أن تساعد المدينة العائمة على الماء في الحد من بعض آثار ارتفاع مستوى سطح البحر.

أهمية المدينة العائمة

المدن العائمة هي هياكل كبيرة سيتم بناؤها على مياه البحر بتقنيات مستدامة يمكن أن تستوعب ما يصل إلى ١٢٠٠٠ شخص ومن المحتمل أن يرتفع إلى ١٠٠.٠٠٠ .

إن فكرة طفو المدن على الماء ليست جديدة ، لكنها اكتسبت زخما في السنوات الأخيرة بسبب تغير المناخ والنمو السريع للتوسع الحضري والاكتظاظ السكاني.

إن مفهوم المدن العائمة بسيط. يتكون هيكل المدينة من عدة منصات مترابطة تطفو على المحيط. كل واحدة من المنصات لها أغراض محددة ومتصلة من خلال الجسور. أصبحت الضواحي العائمة على الماء حقيقة واقعة بسبب التكنولوجيا الحديثة والتقدم الهندسي.

أصبحت المدينة العائمة مهمة لأنها تتمتع بالعديد من الخصائص الجديرة بالملاحظة مقارنة بالمجتمعات البرية. يمكن للمدن المطلة على البحر أن تعمل بشكل مستقل عن أي دولة برية أخرى. و يمكن بناؤها في أي مكان توجد فيه المياه ووفرة الموارد للبناء بها.

توفر هذه الجزر العائمة فرصة فريدة للأشخاص الذين يرغبون في العيش في بلدهم ، لكنهم لا يريدون التعامل مع كل الدراما السياسية التي تأتي معها.

لقد وُصفت بأنها طريقة لحل بعض أكثر مشاكل العالم إلحاحا ، بما في ذلك نقص المياه والفقر والفساد وارتفاع منسوب مياه البحر بسبب تغير المناخ.

لقد سمح لهم التقدم التكنولوجي بأن يصبحوا أكثر جدوى من أي وقت مضى. تشبه هذه الهياكل العائمة ضواحي البحر لأنها تضم المساكن ومراكز التسوق والمستشفيات والمدارس والمرافق والفنادق والمنتجعات ، بل إنها تنتج طعامها الخاص.

يمكن أيضا استيعاب المدن العائمة على الماء للأنشطة الترفيهية مثل حمامات السباحة أو جولات القوارب وحتى كمناطق جذب سياحي بحد ذاتها. المدن العائمة ، التي تمت مناقشتها منذ عقود ، يمكن أن تصبح حقيقة واقعة قريبا.

تعمل منظمة غير ربحية تسمى معهد البديل البحري على تصميم وبناء مدينة عائمة في بولينيزيا الفرنسية حيث يتم تمويل المشروع من قبل بيتر ثيل ، المستثمر الملياردير وصاحب رأس المال و المغامر الذي ناقش بأن المدن العائمة ستساعد في حل بعض أكبر مشاكل العالم.

يُزعم الرجل أن مدن المحيط هذه قادرة على الصمود أمام الكوارث الطبيعية وتؤوي سكانا يضعون الاستدامة في الاعتبار ويكونون مكتفين ذاتيا. ستكون هذه المجتمعات صديقة للبيئة أكثر من المناطق الحضرية التقليدية.

المدن العائمة عبارة عن منصات مترابطة حيث يعيش الناس بالقرب من أماكن عملهم ويمكنهم الوصول إلى الضروريات الأساسية داخل محيط قريب مما يقلل من النقل والانبعاثات.

علاوة على ذلك ، لا تؤثر المدن الموجودة على المحيط على الحياة البحرية لأنها تطفو على سطح المحيطات مقارنة بالجزر الاصطناعية حيث يجب استخراج الرمال والصخور من مكان واحد ثم نقلها وصبها في الموقع.

يؤدي نقل الرمال والصخور للجزر الاصطناعية إلى زيادة الانبعاثات والتكلفة بالإضافة إلى تدمير النظام البيئي الطبيعي حيث يتم استخراج المواد وإتلاف النظام البيئي البحري بأكمله حيث يتم سكبها.

من ناحية أخرى ، فإن المدن العائمة كبيرة وغير متحركة ، مما يعني أنها لن تزعج الدورات الطبيعية للمحيطات. سيسمح هذا للحياة البحرية بالازدهار حول المنصة العائمة.

بالإضافة إلى ذلك ، ستخلق موائل جديدة للحياة البحرية ، مما سيحسن الصحة العامة للمحيطات. ستعتمد المدن العائمة على المياه أيضا على مصادر متجددة مثل الألواح الشمسية أو توربينات الرياح بدلاً من الوقود الأحفوري مثل الفحم أو النفط. يعتقد مخططو المدن أن المدن العائمة يمكن أن تخفف من أزمة الإسكان.

كيف تعمل المدينة العائمة

تعد المدن العائمة طريقة جديدة للعيش بعد أن أصبحت أكثر شيوعا. إنها توفر بديلا للعيش في المناطق الحضرية التقليدية وتتكون من العديد من المنصات العائمة المترابطة التي يمكن تحريكها جنبا إلى جنب مع المد والجزر.

المدينة العائمة عبارة عن منصة تتكون من قيسونات خرسانية. هذه القيسونات هي في الأساس غرف فارغة كبيرة مانعة لتسرب الماء. يسمح طفو هذه الغرف للهيكل بالطفو على الماء.

سيتم ربط هذه القيسونات بقاع البحر مع منصات خاصة و يمكن أن ترتفع وتنخفض مع اختلاف مستويات سطح البحر. يمكن للهيكل أن يتكيف مع زيادة مياه البحر إما عن طريق وجود كابلات بحرية قابلة للسحب أو مراسي دولفين أو سلاسل بحرية.

يضمن هذا الربط بقاء الهيكل دائما في نفس المكان. تسمح هذه الخصاصية أيضا للبنية العائمة أن يكون لها إحداثيات و عنوان دقيق لتلقي الرسائل والطرود.

تهدف المدينة العائمة إلى أن تكون مكتفية ذاتيا بالكامل مع سكانها. تشجع البنية التحتية العائمة المواطنين على جمع ومعالجة مياه الصرف الصحي الناتجة عن الاستحمام وغسل اليدين.

تشجع مفاهيم المدينة العائمة أيضًا أنظمة الزراعة المجتمعية حيث يقوم بعض الناس بزراعة منتجاتهم ، وزراعة المأكولات البحرية مثل المحار وبلح البحر في الحدائق تحت الماء حيث يمكن إعادة توزيع الفائض على المجتمع بينما سيقدم الآخرون خبراتهم للمجتمع مثل المهندسين والسباكة والكهربائيين ، وأكثر من ذلك بكثير.

تهدف هذه التركيبات التي تحاول إنشاء مجتمع يعيش فيه الجميع في وئام وتعاون. علاوة على ذلك ، سيتجول الناس في المدينة عبر الجسور بين المنصات باستخدام الدراجات الكهربائية المشتركة أو عن طريق المشي وركوب الدراجات.

يدور مفهوم المدينة العائمة حول تقليل تأثير النشاط البشري. الميزة الأكثر إثارة للاهتمام في هذا المفهوم هي البنية التحتية المسماة الصخر البيولوجي . الصخر البيولوجي عبارة عن قضبان معدنية بها كهرباء تعمل عليها.

الصخر البيولوجي هو نوع جديد من مواد البناء مصنوعة من التراب والماء والهواء. مواد البناء قوية وخفيفة الوزن وصديقة للبيئة. يعتبر الصخر البيولوجي أيضًا مادة بناء مستدامة لأنه يمكن إعادة استخدامها وإعادة تدويرها.

يمكن دمج المعادن الموجودة في الماء وإنشاء حجر جيري يمثل ركيزة لنمو الشعاب المرجانية وإعادة تطويرها وتجديدها. و تسمح الكهرباء بامتصاص العناصر الغذائية وبالتالي يمكن أن ينمو المرجان أسرع بخمس مرات.

علاوة على ذلك ، يمكن لنظام المكونات الإضافية والتوصيل المرن للمدن العائمة أن يتيح طرقا جديدة لتخطيط المدن حيث يمكن إضافة وحدات جديدة وفقا للطلب.

ومن ثم ، فإن النظام العائم الذي يمكنه التكيف مع الأمواج والمد والجزر وحتى العواصف والأعاصير يبدو أنه حل جيد للتخفيف من خطر غرق المدن الساحلية التي نواجهها اليوم.

خصائص المدينة العائمة

المدينة العائمة على الماء هي نوع جديد من المستوطنات التي يتم تطويرها كطريقة جديدة للعيش والعمل. إنها مبنية على سلسلة من المنصات العائمة المترابطة. هناك عدة خصائص تجعل هذه التسوية ممكنة وهي:

أكوابونيك

أكوابونيك هو جزء مهم من مفهوم المدينة العائمة. يوفر إمدادات غذائية مستدامة ، ويزيل الهدر ، ويقلل من التأثير البيئي.

أكوابونيك الحيوانات والنباتات المائية لإنتاج الغذاء ، وتستخدم فضلات الأسماك والنباتات لتخصيب النبات. هذا يخلق نظاما مستداما ذاتيا وصديقا للبيئة.

مزرعة محيطية ثلاثية الأبعاد

المزارع المحيطية ثلاثية الأبعاد هي أنظمة تزرع المحاصيل في المياه المالحة باستخدام تيارات المد والجزر لتوفير تدفق ثابت من العناصر الغذائية والمياه.

غالبا ما تكون هذه المزارع قادرة على إنتاج المحاصيل بتكلفة أقل بكثير من الزراعة القائمة على الأرض ، ويمكن وضعها في مناطق يصعب أو يستحيل الوصول إليها ، مثل المدن العائمة في الخارج.

ايروبونيك

الزراعة الهوائية هي شكل من أشكال الزراعة التي تستخدم الهواء لزراعة النباتات ونموها. يتم تعليق النباتات في رذاذ من الماء البارد والهواء ، مما يمدها بالعناصر الغذائية والرطوبة التي تحتاجها لتزدهر.

الزراعة الهوائية جزء مهم من المدينة العائمة. يساعد على إعادة تدوير المياه وتوليد الأكسجين وإنتاج الغذاء وتوفير موطن للنباتات.

كما أنه يساعد على تقليل كمية النفايات التي ينتجها المجتمع. الزراعة الهوائية هي طريقة فعالة ومستدامة لإنتاج الغذاء.

الصخر البيولوجي

إن الصخر البيولوجي في بنية تحتية عائمة بهدف إنشاء مدينة مستدامة ومستقلة يمكن نقلها و تكييفها مع الظروف المتغيرة.

الصخر البيولوجي طريقة جديدة لإنشاء بنية تحتية مستدامة وصديقة للبيئة. يعتمد على مبدأ أنه يمكن استخدام درجات الحرارة الباردة والضغط لإنشاء مباني وأعمال ترابية قوية ومتينة.

يقوم الصخر البيولوجي بتثبيت البنية التحتية العائمة بأمان في قاع المحيط. من خلال تطبيق تيار بين قضيب فولاذي يجعل معادن مياه البحر تترسب ، وتشكل طبقة من الحجر الجيري حول الشريط بخصائص مماثلة لتلك الخاصة بالخرسانة.

هذه المادة متينة وترتبط نفسها بأساس المحيط الصخري ، مما يجعل نقطة إرساء ثابتة للغاية للبنية التحتية العائمة. علاوة على ذلك ، فهي تعمل كشعاب مرجانية صناعية توفر الغذاء والمأوى للحياة البحرية.

الزراعة العمودية

الزراعة العمودية هي عملية زراعة النباتات في بيئة خاضعة للرقابة ، عادةً على رف مكدس عموديا. له العديد من الفوائد المحتملة ، بما في ذلك القدرة على زراعة المحاصيل بشكل أكثر كفاءة واستدامة ، وإمكانية تقليل كمية الموارد (المياه والأسمدة) المستهلكة لزراعة النباتات.

الزراعة العمودية هي تقنية لديها القدرة على تحسين الأمن الغذائي وتقليل التأثير البيئي. لديها القدرة على إنشاء أنظمة بيئية مكتفية ذاتيا في المدن العائمة ، والتي يمكن أن توفر مصدرًا مستدامًا للغذاء وتقليل الحاجة إلى الأرض.

معالجة مياه الصرف الصحي

تعد المدن العائمة نوعا جديدا من التنمية الحضرية التي تحوم فوق المنصات في الماء لتوفير شكل جديد من أشكال المعيشة المستدامة. توفر معالجة المياه العادمة في منصات التحليق هذه فوائد بيئية كبيرة مثل الحد من إطلاق المغذيات والملوثات في المحيط.

أزمة المياه في العالم . يمكن للمجتمعات العائمة إعادة تدوير مياه الصرف الصحي واستخدام المياه المعالجة لأغراض مختلفة ، بما في ذلك الاستخدام المنزلي والري وحتى توليد الكهرباء.

التنقل المشترك

التنقل جزء أساسي من المدينة العائمة. إنه يمكّن الناس من التنقل بسرعة وسهولة ، ويساعد على ربط أجزاء مختلفة من الضاحية.

يمكن أن يساعد التنقل المشترك أيضا في تسهيل وصول الأشخاص إلى وجهاتهم. يمكن أن يساعد التنقل المشترك في ربط أجزاء مختلفة من المدينة واستخدام كل وسيلة نقل إلى أقصى حد.

إعادة استخدام النفايات

في عالم تزداد فيه ندرة الموارد ، من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تكون مبدعًا عندما يتعلق الأمر بإعادة التدوير. من خلال إعادة استخدام النفايات في مدينة عائمة ، لا يمكن أن يساعد فقط في تقليل التأثير البيئي ولكن أيضا في إنشاء مدينة أكثر استدامة وابتكارًا بشكل عام.

التكنولوجيا في المدينة العائمة

تعد التكنولوجيا جزءا أساسيا من الحياة وستحتاج المدن العائمة إلى أنظمة متقدمة للحفاظ على البنية التحتية وتشغيلها. أما التكنولوجيا التي تحافظ على مدن المحيط هذه عائمة هي:

الألواح الشمسية

تعد الألواح الشمسية جزءا مهما جدا من الضاحية العائمة. الطاقة الشمسية هي الخيار الأكثر ملاءمة للبيئة لتشغيل الضواحي المحيطية بسبب انبعاثاتها الضئيلة. تعتبر الطاقة الشمسية أيضا موثوقة وفعالة ، ويمكن للمجتمع العائم الاعتماد عليها لتوليد ما يصل إلى ١٠٠ ٪ من احتياجات الطاقة في المدينة.

يمكن تركيب الألواح الشمسية بسهولة على أسطح المنازل ، وجوانب المنصات العائمة ، وتسمح لها بالتحليق فوق سطح الماء ، ويمكن للمدينة استخدام الطاقة لتشغيل الأضواء والأجهزة.

توربينات الرياح العمودية

يتم تشغيل مدينة المستقبل العائمة بواسطة توربينات الرياح العمودية. يتم تثبيت هذه التوربينات على منصات متحركة ويمكن استخدامها لتوليد الكهرباء أو توفير الطاقة الميكانيكية.

تتمتع توربينات الرياح العمودية بالعديد من المزايا مقارنة بتوربينات الرياح التقليدية. إنها أكثر كفاءة ويمكن وضعها في المناطق التي يصعب أو يستحيل الوصول إليها لتوربينات الرياح التقليدية. لديهم أيضًا ملف تعريف أقل ، مما يجعلهم أقل وضوحا وأقل عرضة للتدخل في الملاحة أو الأنشطة الأخرى في المنطقة.

طاقة المد والجزر

طاقة المد والجزر لتشغيل أنظمة المدينة وتوفير الطاقة للمواطنين. يستخدم مهندسو المدينة المد والجزر لتشغيل البنية التحتية. المد والجزر هو مصدر مذهل للطاقة المتجددة.

يمكن أن يوفر طاقة كافية لتشغيل مدينة عائمة ، كما أنه صديق للبيئة أيضًا. بالإضافة إلى ذلك ، لا تنتج طاقة المد والجزر أي انبعاثات ضارة.

تحلية المياه

تحلية المياه هي عملية إزالة الملح من مياه البحر. إنها عملية مهمة لإمداد المياه في المدن العائمة. تحلية المياه طريقة نظيفة وفعالة لإنتاج مياه صالحة للشرب من المحيط.

فوائد المدينة العائمة

تتمتع المدن العائمة بمجموعة متنوعة من الفوائد التي تجعلها خيارا مرغوبا فيه للتنمية الحضرية. تشمل هذه الفوائد:

التكيف مع الكوارث

المدن العائمة هي طريقة جديدة ومبتكرة للمعيشة تقدم العديد من المزايا مقارنة بالحياة التقليدية في المدينة. إنها مقاومة للكوارث ، ويمكن تشغيلها بواسطة مصادر الطاقة المتجددة ، وهي مكتفية ذاتيا.

المدينة العائمة هي ضاحية متحركة أو ثابتة تحوم فوق الماء. وهي مصممة لتكون مستدامة ومرنة في مواجهة الكوارث الطبيعية. المدينة ليست ثابتة على الأرض ويمكن أن تتحرك وحداتها أو تطفو مع تدفق المياه.

يمكن إبعاد هذه المدن عن الكوارث الطبيعية قبل أن تضربها ، مما يجعلها أكثر أمانا من الأنواع الأخرى من المباني التي لا تستطيع الحركة.

حل تغير المناخ

يمكن أن تكون المدن العائمة هي الحل لأزمة المناخ لأنها يمكن أن توفر طريقة معيشة أكثر استدامة من الأساليب الحالية ، ويمكن أن تساعد في تقليل كمية انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة.

سيعتمد هذا المجتمع البحري بدرجة أقل على الموارد المحدودة مثل النفط والغاز التي يتم استخدامها لنقل البضائع عبر مسافات طويلة. هذا يعني أنه سيكون هناك انبعاثات كربونية أقل ينتجها السكان مما سيساعد في مكافحة تغير المناخ.

حل أزمة السكن

المدن العائمة هي الحل لأزمة الإسكان. إنها مجتمعات مؤقتة مكتفية ذاتيا تحوم فوق المحيط. تم تصميمها لتكون مستدامة ، مع الحد الأدنى من التأثير البيئي.

استخدم مصادر متجددة

بينما يواصل العالم تصارعه مع قضية تغير المناخ ، يتطلع الكثيرون إلى إيجاد طرق للتخفيف من آثاره. ستولد المدن العائمة طاقتها الخاصة من مصادر متجددة من أجل الاعتماد على الذات.

لا تخضع الضواحي العائمة لنفس القيود المفروضة على المجتمعات الأرضية ولا تتأثر بالمناظر الطبيعية الجغرافية. هذا يعني أنهم يستطيعون باستخدام النهج الصحيح توليد الطاقة من الرياح والشمس والبحر.

لا يحتاج إلى بنية تحتية كبيرة

ليست هناك حاجة إلى بنى تحتية كبيرة مثل الطرق والجسور الكبيرة ومواقف السيارات. سيكون مجتمعًا صغيرًا حيث يمكن الوصول إلى كل الضروريات الأساسية سيرًا على الأقدام. يمكن للمدينة أيضا الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية للعمل.

تأثير بيئي منخفض

المدينة العائمة لها تأثير بيئي منخفض لأنها لا تستخدم الأرض. سوف يطفو على سطح مائي كبير ، مثل المحيط. هذا من شأنه أن يقلل من كمية التلوث التي يتم إنشاؤها.

الأشخاص الذين يعيشون في هذه المباني المتجمعة هم أكثر وعياً بالبيئة. يستخدمون الموارد وينتجونها ويعيدون توظيفها بذكاء. تنتج المدينة العائمة المطلة على المحيط طعامها الخاص وكهرباءها وتعيد استخدام النفايات.

المرونة

المدن العائمة مرنة. يسمح تصميم هذه المدن لها بالطفو على الماء وتحمل حتى أقسى الظروف الجوية. وهذا يجعلها مثالية للمناطق المعرضة للكوارث الطبيعية ، مثل المناطق الساحلية أو الجزر.

تم تصميم هذه المدن المحيطية أيضا مع وضع الاستدامة بعين الاعتبار. وتستخدم الحد الأدنى من الموارد ويمكنهم توليد الطاقة الخاصة بها. هذا يعني أنها لا تعتمد على مصادر خارجية للبقاء ، مما يجعلها مرنة بشكل خاص.

الاقتصاد الدائري

المدينة العائمة هي مشروع يعزز الاقتصاد الدائري. المدينة العائمة بيئة حضرية مكتفية ذاتيا تعمل بالطاقة المتجددة. يتكون هذا المجتمع البحري من وحدات مترابطة يمكن نقلها وإعادة تكوينها حسب الحاجة.

تم تصميم هذه المباني القابلة للطفو لتكون صديقة للبيئة ومستدامة اقتصاديا. النهج الدائري هو نظام يهدف إلى تقليل النفايات وتعزيز إعادة استخدام وإعادة تدوير الموارد ، من أجل تحسين الاستدامة البيئية.

في الاقتصاد الدائري ، يتم استخدام الموارد ومعالجتها حتى تنتهي الحاجة إليها ، ثم يتم إعادة تدويرها أو تحويلها إلى سماد لإنشاء موارد جديدة.

حل أزمة الأراضي

يمكن أن تكون مدينة على المياه هي الحل لأزمة الأراضي. سيتم بناء الضاحية على سلسلة من المنصات العائمة في المحيط وسيتم تصميمها لتكون مكتفية ذاتيا وتوفر معيشة مستدامة لعدد متزايد من السكان.

يمكن بناء المدن العائمة على الماء وتوفير حياة مستدامة لعدد متزايد من السكان. فكرة الضواحي العائمة ليست جديدة ، لكنها اكتسبت شعبية أكبر مؤخرا كبديل لأزمة الأراضي التي نواجهها بسبب الزيادة السكانية وتغير المناخ والإسكان.

لا حاجة لإنشاء أرض اصطناعية

المدن العائمة عبارة عن وحدات عائمة مترابطة معا لإنشاء مجتمع. نظرًا لأنه يطفو على الماء ، فلا داعي لإنشاء جزيرة اصطناعية لبناء المجتمع.

يعتبر بناء جزيرة اصطناعية عملية مدمرة للغاية حيث يجب استخراج الصخور والرمال من الأراضي وتصب في البحر مما لا يؤدي فقط إلى إتلاف الأراضي ولكن أيضا تدمير النظم البيئية البحرية.

يتم استحضار واستخراج حوالي ٥٠ مليار طن من الرمل والحصى كل عام لتلبية الطلب على البناء. هذه هي أكبر صناعة استخراجية على هذا الكوكب وواحدة من أكثر الصناعات فوضوية و هي الأكثر تدميرا.

لا تؤثر على الشعاب المرجانية

المدينة العائمة في المحيط لا تؤثر على الشعاب المرجانية بسبب هيكل المنصة. الهيكل ليس سطحا صلبا ولن يكون له اتصال يذكر بقاع المحيط. كما أنها مصنوعة من مواد غير سامة للحياة البحرية.

من المقرر أن يكون لمفهوم المدينة العائمة نظام بيئي خاص بها وستكون مكتفية ذاتيا من حيث إنتاج الطاقة والغذاء. ستكون هذه طريقة ممتازة لتقليل تأثير المدن على البيئة.
مشاريع المدن العائمة

هناك العديد من مشاريع المدن العائمة حول العالم ولكن أهمها:

أوشنيكس بوسان (كوريا الجنوبية)

تهدف كوريا الجنوبية إلى إنشاء مدينة عائمة لمدنها الساحلية في مواجهة تغير المناخ ونقص الأراضي. يتكون المشروع المسمى أوشنيكس بوسان من ثلاث منصات مترابطة ستؤوي مجتمعًا يصل إلى ١٢٠٠٠ شخص في منطقة تبلغ مساحتها ١٥.٥ فدانًا.

أوكساغون (المملكة العربية السعودية)

أصبحت المملكة العربية السعودية دولة إبداعية للغاية بمشروعها الطموح للغاية المسمى نيوم . إحدى السمات الرئيسية لهذا المشروع هي مدينة عائمة مؤلفة من ثمانية جوانب تسمى أوكساغون . سيتمركز أوكساغون حول محور لوجستي بميناء متكامل .

مدينة المالديف العائمة (جزر المالديف)

جزر المالديف هي دولة جزرية تواجه تهديدًا وجوديًا بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر. الجزيرة لديها خطة طموحة لإنشاء مدينة عائمة. المشروع المسمى مدينة المالديف العائمة هو تعاون بين حكومة جزر المالديف والمطورين داتش دوكلاند الهولندية

الهدف هو إنشاء ضاحية تعمل بكامل طاقتها تضم منازل ومراكز تجارية ومدارس. ستضم المدينة ما يزيد قليلاً عن ٢٠٠٠٠ شخص بمجرد افتتاحها بأسعار تبدأ من ١٥٠.٠٠٠ دولار أمريكي لشقة استوديو ، في حين أن المنازل العائلية الأكبر تصل إلى ٢٥٠.٠٠٠ دولار أمريكي.

مستقبل المدينة العائمة

قد يجتمع الجيل القادم من المدن المستقبلية أخيرًا. المدن العائمة هي مفهوم كانت الشركات تحوم حوله منذ عقود. تكمن الفكرة في الحصول على أفضل أجزاء من حياة الجزيرة ، مثل الجمال الطبيعي وأسلوب الحياة المريح ، ولكن في مكان لا توجد فيه مطالبات إقليمية ولا قيود على من يمكنه العيش هناك.

تقوم معهد البديل البحري بتطوير جزر عائمة تقع قبالة ساحل بولينيزيا الفرنسية. وتهدف الخطة إلى أن تكون هذه المجتمعات مكتفية ذاتيا مع حكومتها وقوانينها الخاصة ، مما يعني أنها ستكون قادرة على تجربة أنظمة سياسية مختلفة دون التأثير على أي شخص آخر.

وقد أعرب عدد من الشركات بالفعل عن اهتمامها بشراء أو تأجير مساحات في هذه المواقع . يريد المعهد إنشاء مدينة تطفو على الماء حيث يمكن للناس تجربة أشكال جديدة من القواعد الحكومية والاجتماعية.

يريد معهد البديل البحري إنشاء "مستوطنات دائمة على المحيط" التي ستكون بمثابة مناطق الحكم الذاتي. تستند هذه الفكرة إلى الاعتقاد بأنه من الممكن إنشاء منطقة حكم ذاتي في المياه الدولية ، خالية من قوانين وأنظمة أي دولة قومية فردية.

يمكن أن تصبح مفاهيم المدينة العائمة خيارا شائعا لأولئك الذين يبحثون عن طريقة معيشة أكثر استدامة. لقد تم تصميمها لتكون مكتفية ذاتيا ، مما يعني أنها يمكن أن تولد طاقتها و إمداداتها الغذائية.

كثر الحديث في وسائل الإعلام مؤخرا عن مستقبل المدن. يعتقد بعض الناس أن المناطق الحضرية ستختفي في النهاية وسيحل محلها شكل معيش أكثر استدامة وصديقًا للبيئة.

يعتقد البعض الآخر أن المدن ستستمر في النمو وستصبح أكثر تعقيدا وازدحاما. مهما كان ما يخبئه المستقبل للمدن ، هناك شيء واحد مؤكد ، أنها ستستمر في لعب دور مهم في حياتنا. وكما نرى مع تزايد الإقبال على مفاهيم المدن العائمة.

الكلمات الأخيرة

ترتفع مستويات سطح البحر أكثر من أي وقت مضى ويعيش أكثر من نصف سكان العالم في المناطق الساحلية. إنه وضع له عواقب وخيمة على المجتمعات والاقتصادات والحكومات.

الحل هو إنشاء نوع جديد من المدن يمكن للناس فيها التنقل والعيش في جزيرة اصطناعية داخل ميناء جديد. المدن العائمة هي أحد الحلول لارتفاع مستوى سطح البحر.

بمساعدة التكنولوجيا الحديثة ، نحن الآن قادرون على بناء مدينة على المياه قوية مثل أي مبنى على الأرض. المدينة العائمة الراسية في قاع البحر قادرة على الارتفاع والسقوط مع المد.

بفضل قدرتها على الارتفاع والانخفاض ، من الممكن أن تتحمل حتى ارتفاع مستوى سطح البحر الناجم عن الاحتباس الحراري. و مع استمرارنا في استكشاف وتطوير تقنيات جديدة ، يبدو أنه من المنطقي أن تصبح المدن العائمة ليوم واحد حقيقة واقعة.

العنوان الأصلي
Floating City: A Complete Overview and Its Future Implication
by Futurside EditorNov 1, 2022Community

 

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات