لميس طارق
الحوار المتمدن-العدد: 7466 - 2022 / 12 / 18 - 14:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ثلاث سنوات مرت على ابشع جريمة ارتكبتها عصابات احزاب السلطة بحق ثوار انتفاضة تشرين الباسلة .. ففي مثل هذا اليوم هاجمت مجاميع ارهابية من ميليشيات احزاب السلطة وفي جنح الظلام المعتصمين المتجمعين في منطقة جسر السنك حيث استشهد العشرات من الشباب ناهيك عن ما خلفته من جرحى بعضهم تعوق بسبب اصابته البالغة .. ثلاث سنوات مرت والشهداء يصرخون اين حقي تلك الصرخة التي اطلقها في اربعينات القرن الماضي الشاعر المرحوم محمد صالح بحر العلوم .. فما زال الجناة طليقون احرار بلا عقاب برغم كل الوعود التي رددها سياسيون برلمانيون وحكوميون .. والمؤلم اكثر ان وسائل الاعلام عدا صحيفة طريق الشعب تجاهلت الجريمة التي ارتكبت في السادس من كانون اول قبل ثلاث سنوات ، ولم تذكرها حتى ولو بخبر صغير وما يوجع اكثر ان تنسيقيات انتفاضة تشرين وكما يبدو نست شهداء هذه المجزرة فلم تصدر اي بيان بشأنها .واذا كانت سنوات ما بعد الاحتلال في التاسع من نيسان 2003 وما افرزته من منهج حكم محاصصاتي وتسليم مقاليد البلاد والعباد الى احزاب اسلاموية تتاجر بالدين ، نقول اذا كانت تلك السنوات العجاف قد علمتنا ان لاعدالة يوفرها الظالمين ولا حقوق مصانة مع سياسيين كل همهم سرقة اموال الشعب وتدمير الوطن ، فان انظار المواطنين وخاصة عوائل الشهداء كانت وما زالت تتطلع الى الاحزاب الوطنية بشتى عناوينها ومعها شباب انتفاضة تشرين من اجل تصعيد مواقفهم والمطالبة بالكشف عن الجناة المجرمين واحالتهم الى القضاء لينالوا عقابهم العادل ..وهذا وكما نعتقد مطلب وصحيح مشروع بل هو اقل ما يمكن ان نقدمه للشهداء الذين ضحوا بحياتهم وهم يرفعون شعار نريد وطن .ان ذكرى مجزرة جسر السنك تحتاج الى وقفة وطنية ومراجعة شجاعة من قبل الاحزاب الوطنية ومن قبل ثوار تشرين لمواقفها واستنباط وسائل التحرك من اجل التسريع باحداث التغيير الجذري الذي من غيره لن تستعاد الحقوق . في هذا اليوم وفي ذكرى جريمة جسر السنك نقف اجلالا لارواح الشهداء وقلوبنا مع عوائلهم ومع من تعوق جراء هذه الجريمة البشعة .. ونرفع اصواتنا مع صراخ ارواح الشهداء ونقول اين حقي ؟ هذا الحق الذي ندرك عدم نيله من قبل الطبقة السياسية المحاصصاتيه الظالمة ، بل بالتغيير الذي من خلاله يتم انقاذ العراق .
#لميس_طارق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟