محمد مرزوق
الحوار المتمدن-العدد: 7464 - 2022 / 12 / 16 - 17:48
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لا يزال الشعب السوداني يكن الحقد والكراهية لقائد قوات الدعم السريع حميدتي وذلك للمجازر الرهيبة التي قامت بها قواته في السودان وبأمر منه، فلا تزال أسر الشهداء تتذكر كل عام أحباءهم الذين فقدوهم بسبب حميدتي، وهاهو اليوم يريد أن يصبح جزءا من الحكومة الجديدة ويتصدر المشهد في الساحة السياسية السودانية بعد العديد من المناورات الخبيثة التي قام بها في الأشهر القليلة الماضية.
حيث قام أولا بمدح الوثيقة الدستورية التي فرضتها دول أجنبية على السودان رغم أنها تنص على تذويب قوات الدعم السريع في الجيش السوداني، ثم بدأ بإجراء مشاورات ومفاوضات مع أحزاب المجلس المركزي لقحت وكذا مع الآلية الثلاثية والتي انتهت باتفاق جميع الأطراف بما فيها حميدتي حول صياغة إتفاق إطاري يضمن مصالح الجهات المشاركة في توقيعه على غرار حميدتي، ولكن ما لا يعلمه حميدتي هو أن القرار سيكون بيد الشعب السوداني والذي بالتأكيد لن يوافق على وجود مجرم حرب قتل أبناءهم واغتصب نساءهم وبناتهم وأحرق قراهم وبيوتهم ومحاصيلهم وشرد العديد منهم.
فحميدتي هو المسؤول عن مجزرة سبتمبر/ أيلول 2013 التي راح ضحيتها أكثر من 200 متظاهر خرجوا آنذاك للتعبير عن سخطهم وغضبهم حول زيادة أسعار الوقود، وكذلك حميدتي هو من قام بالإتجار بقضايا تهريب المهاجرين الغير شرعيين من أبناء الشعب السوداني ودفعهم للسلطات الليبية أين تم تعذيبهم واستعبادهم وابتزاز عائلاتهم مقابل إطلاق سراح أبناءهم.
كما قامت قوات الأخير بقتل الآلاف من سكان إقليم دارفور من المدنيين واغتصاب العشرات من نساءهم وبناتهم أمام أعين آباءهن، وكذا إحراق المئات من القرى وتشريد أهلها وتهجيرهم، وكل هذا أثناء عمليات مكافحة التمرد في دارفور سنتي 2014 و 2015 والسماة بالصيف الحاسم.
ولعل من بين المجازر التي ستبقى في ذهن كل سوداني حر هي مجزرة فض الإعتصام والتي سموها بليلة الغدر التي حدثت في 03 يونيو 2019، حين قامت قوات حميدتي بقتل المعتصمين وإلقاء جثثهم في النيل بعد ربطها بالصّخر، لتصل حصيلة المذبحة إلى أكثر من 110 ضحايا.
إن مثل هذه الجرائم قد أدرجتها المحكمة الجنائية الدولية ضمن ما يسمى بجرائم الحرب وتوجد قوانين عديدة تنص على معاقبة المشاركين في هذه الجرائم ومحاكمتهم كمجرمي حرب، لذا فالشعب السوداني يجب أن يطالب بتحقيق العدالة بتقديم حميدتي لمحكمة الجنايات الدولية لينال العقاب الذي يستحق على كل الجرائم والإنتهاكات التي قام بها في السودان.
#محمد_مرزوق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟