مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1698 - 2006 / 10 / 9 - 11:16
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
عودنا الحزب الشيوعي العراقي على طرح مسودة برنامجه ونظامه الداخلي بشكل علني لتجري مناقشتهما وتقديم المقترحات والملاحظات ليس على نطاق أعضائه وأصدقائه فحسب بل حتى على الذين يختلفون معه وهذه العملية أكسبته احترام وتقدير من قبل الأكثرية لأنها تدل على روح المسؤولية والشجاعة والتفاعل مع الرأي الآخر لما هو صالح ومفيد للبلاد والشعب وعموم الحركة الثورية في العالم، هذه الطريقة أصبحت قانوناً وكأنه إلزامياً منذ المؤتمر الخامس بسبب التغيرات العميقة والشاملة التي حدثت في الحركة الثورية ومدى الاستفادة منها وتطبيق الماركسية بشكل خلاق على الظروف الخاصة الملموسة لكل بلد بدون التقيد بالالزاميات السابقة وبخاصة التوافق مع السياسة السوفيتية بشكل عقائدي جامد، وفي هذا السياق كتب العديد من السياسيين والمثقفين والمختصين وغيرهم حول البرنامج والنظام الداخلي وقدموا الكثير من الملاحظات والمقترحات البناءة منطلقين من حرصهم الشديد على ديمومة استمرار الحزب وأهميته وتأثيره على الأوضاع السائدة في العراق والمنطقة بالذات مؤكدين الأهمية البالغة لتواجده القوي بما يخدم مصلحة البلاد وعموم الشعب العراقي. أما الذين في قلوبهم مرض والذين يتعطشون ويمنون النفس بالأذية والتدمير منطلقين أيضاً من حرصهم الموروث على الاستمرار في عدائهم القديم الجديد تحت شعارات ومفاهيم واتهامات مختلفة يسارية متطرفة أو يمينية شوفينية عنصرية وطائفية فهؤلاء مازالوا يعتقدون بان الزمن قد يعود القهقرى إلى الوراء ولكن هيهات.
من منطلق الحرص فقد وجت من الضروري أن أقدم ملاحظة متواضعة بخصوص البرنامج والنظام الداخلي ولن أناقش المفردات والأبواب أو أطالب بإضافات أو حذوفات بشكل تفصيلي لكنني أجد وبجملة واحدة: أن التغيرات التي يجب أن تجري عليهما من الضروري أن تخضع للتطورات الجديدة التي حدثت في العراق بعد السقوط والاحتلال والانتخابات والدستور وان تجري معالجة جادة للأوضاع المأساوية ووضع سياسة واضحة وسليمة لإنجاح المشروع الوطني الديمقراطي بدلاً عن المشاريع الأخرى السياسية الدينية والتكفيرية و الطائفية والدكتاتورية والمشروع الأمريكي، باعتبار أن البرامج السابقة وضعت في زمن النظام الشمولي وهي تعالج موضوعات أصبح قسماً منها قديماً لا يصلح لهذه المرحلة ومن الضروري عدم نسيان القوات الأجنبية والقوى الإرهابية المختلفة، كما أن النظام الداخلي وضع لتلك المرحلة وعليه فان بعض بنوده يجب أن تتغير مع مراعاة القواعد التنظيمية السليمة للحزب الثوري، ففي ظروف العلنية الحالية نحتاج إلى التدقيق مع مراعاة الوضع الطبقي والاجتماعي وتحسينهما لصالح الجماهير الشعبية الكادحة وفي مقدمتهم العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين ولا ننسى أبداً بان الاستهداف سيبقى شاخصاً ويتحرك حسب ظروفه وظروف الوضع السياسي وهو ليس تطيراً بقدر الموازنة في فحص هذا الوقع بشكل علمي ووفق منهاجية ماركسية .. وأخيراً أجد أن بقاء اسم الحزب الشيوعي ليس كما يدعي البعض يعيق التحرك وبالعكس فأي تغيير ستترتب عليه تنازلات مبدئية أخرى وهو ما سيلحق اشد الضرر بالحزب وقضياه الطبقية.
الحزب الشيوعي العراقي وقد سبقني الكثير من العلماء والمختصين والمثقفين والسياسيين هو يشكل مساحة واسعة من تاريخ النضال الوطني والطبقي في العراق الحديث وله مواقف وطنية معروفة وطبقية واضحة ولهذا لا يحتاج إلى اسم جديد كي يبرهن انه وطني أو طبقي شعبي أو أي شيء آخر يدل على انه أصبح عاقلاً مؤدباً وقد تخلص من جلبابه الشيوعي.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟