|
ماذا يعني إنتصار روسيا في الحرب مع أمريكا في أوكرانيا
عادل كنيهر حافظ
الحوار المتمدن-العدد: 7461 - 2022 / 12 / 13 - 02:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ا ماذا يعني انتصار روسيا على أمريكا في الحرب الدائرة على أراضي أوكرانيا ؟
[1] يترقب العالم باهتمام وقلق شديد الحرب التي اندلعت بسبب سعي امريكا لتوسيع حلف الناتو ليصل الى حدود روسيا الاتحادية ، حيث تخطط الادارة الامريكية أن تضع صواريخها النووية على الحدود التي تفصل اوكرانيا عن الاراضي الروسية ،ذلك منذ الانقلاب على رئيسها المعتدل عام2014 وصرف ملايين الدولارات للمجيء بالممثل الكوميدي اليهودي الاصل فلاديمير زيلينسكي على رأس جمهورية اوكرانيا ، ليهيئ الاوضاع السياسية لدخول اوكرانيا حلف الناتو، بعد أن احاطوه بطيف من الاوليغاركية الموالين للغرب ، وقطعان منفلتة من النازيين الجدد ،وفي مقدمتهم أوباش كتيبة اُزوف التي ترعاهم الدولة وتستخدمهم في الهجمات على الناس والمجمعات الروسية وواحدة من اعمالهم المسيئة هي تهديم وازالة تماثيل فلاديمير البيتش [لينين] قائد ثورة اكتوبر الذي رص وحدة الاوكرانيين والروس بعد ان كانوا يعيشون في محيط يهودي بين حدود بولونيا والمجر وبلاروسيا ، وجعلهم جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفيتي ال15 ونقل اربع تجمعات صناعية كبيرة الى أوكرانيا لقربها من اوروبا ، وعزز كل ما يرصّْن العلاقة التاريخية بين روسيا واوكرانيا ، رغم ان القومية الروسية تكّون قرابة 30%من سكان أوكرانيا ، كما ان زعيم الحزب الشيوعي السوفيتي نكيتا خروتشوف الذي جعل منطقة القرم الروسية ضمن اراضي اوكرانيا، والزعيم الذي تلاه في الحكم للجمهوريات السوفيتية ليونيد بريجنيف ومن ثم تشيرننكو ، كلهم من أوكرانيا قادوا الاتحاد السوفيتي لمدة 32 عام ، بروح اُممية واخلاص للوطن ، حلما كان الاتحاد السوفيتي تقطنه 82 قومية منتشرة في ربوع 15 جمهورية اتحادية ، بيد ان هذه الحقبة الزمنية لا يمكن تبرئتها تماماً في من ظهور نزّْعات وميول قومية في هذه الجمهورية أو تلك ، لاسيما جمهورية أوكرانيا التي يتدين قرابة 40% من مواطنيها بالديانة اليهودية ، حيث تجذرت النزعات القومية المتطرفة ونشأت بأثرها قوى نازية وفصائل سرية مسلحة ومنها عصابة سيبان بانديرا التي قتلت كثير من الشخصيات والوجوه المعروفة من المواطنين الاوكرانيين من القومية الروسية ، وساعدت القوات الهتلرية في حربها ضد الجمهوريات السوفيتية . واليوم تؤكد دولة اسرائيل عنصريتها بأرسال مجاميع المتطرفين الشوفينين اليهود ، للحرب في أوكرانيا الكيان الثاني لليهود ضد الجيش الروسي ، وبالمناسبة ان اشهر قادة اسرائيل الصهاينة هم من اوكرانيا ، أفرام كانسير 1916-2009 ، إسحاق بن زفي 1907-1963 ، ليفي أشكول 1895-1969 ، غولدا مائير 1906-1978 ،موشي شاريت 1909-1965 ، آباحوشي 1898-1969 آحاد هعام 1856- 1927 اسحاق رابين امه اوكرانيه وابوه من بلاروسيا ، المهم ان دولة الصهاينة ذكّرت بموقفها الشاجب والمستنكر للاتحاد السوفيتي ، عندما نشر بعض الصواريخ النووية في جمهورية كوبا عام 1962 رغم ان كوبا في الجهة الثانية من البحر وتبعد 96 كيلومتر عن سواحل امريكا ، لكن الادارة الامريكية جن جنونها ، واخيراً قبلت بمقترح خروتشوف بأن تسحب صواريخا النووية من ايطاليا وتركيا مقابل سحب السلاح النووي من كوبا . [2] تعيش البشرية اليوم في معاناة وضنك العيش وفقدان العدالة الاجتماعية بسبب سيادة نظام رأس المال الذي تقوده ا لولايات المتحدة الامريكية ،وتصيغ كل سياساتها الداخلية والخارجية لخدمة هذا النظام وتلبيةً لحاجاته ومتطلباته ،وهذه السياسة هي ليس تعبير عن مصالح الشعب الامريكي كما يصورها الاعلام [مصالح أمريكا] ، وانما هي في الحقيقة والواقع تعبير محور عن مصالح الاحتكارات وشركاتها العملاقة ،لأن هذه السياسة لا تصوغها مكاتب سياسية أو اعلامية في الادارة الامريكية او مكاتب تابعة للكونجرس وانما الادارة ومجلس النواب هما ادوات تنفيذية عليهم ايجاد السبل والوسائل والطرائق والمسوغات ، لتطبيق ما يصل اليهم من اوامر وتعليمات ، من البيت الرمادي اللون الذي يقع بالقرب من بناية البيت الابيض ، الذي يتربع فيه الموظفون الغامضون مكاتب البنك الفدرالي الامريكي حيث المليارديرات الامريكان الذين يتحكمون بحوالي 320 من أكبر الكار تلات متعددة الشركات والانتاج في العالم ، يحكمهم جميعاً قانون الربح الطردي فقط ولا غير ، ولا يتقيدون بمفاهيم الاخلاق والدين والعدل والحق والمواطنة والسيادة الوطنية والشرف والكرامة والإخاء والايثار، ولا يتعاطفون او يكترثون بما يصيب الشعوب من فقر وعوز ولا يحترمون القانون حلما يتعارض مع مصالحهم الاقتصادية ،بل ويسحقون عليه تحت أقدامهم ، إلا انهم يتنافسون من خلال تطوير منتجاتهم للاستمرار في حصد وزيادة الارباح وفي اثناء المنافسة يطرقون عدة طرق ، ويتوسلون شتى الوسائل من التآمر الى القتل وهذا امرٌ تجبرهم عليه طبيعة حركة رأس المال وهم غير مخّيرين في ذلك ، لأنه من دون الربح يكف رأس المال ان يكون رَأس مال ، كما يقول كارل ماركس ، وفي هذا الاطار وسياقاته تُرسم الخطط والبرامج وتسن القوانين لخدمة النظام الرأسمالي وتدار الدول والمجتمعات وفقاً لمصلحته . ومن هنا فقط يمكن للمرء أن يعي ويفهم ، أن حرب امريكا زعيمة نظام رأس المال ضد روسيا هوَ ناتج طبيعي لسياسة الرأسمالية الهادفة دائماً الى تأمين وزيادة ثروة اصحاب رؤوس الاموال وبكل الوسائل والطرق المشروعة وغير المشروعة ، بغض الطرف عن العواقب الاجتماعية المدمرة . لذلك سيكون انتصار روسيا في الحرب ضد حلف الناتو ، سيكون فتحاً كبيراً في جدار الرأسمالية ، يهيئ الاجواء لتتجاسر الشعوب وحركاتها الثورية على الغول الرأسمالي وكسر هيبته وتقزيمه حتى يقرّ بالواقع ويعترف في حق الشعوب بالعيش الكريم . الأمر الذي يفسح المجال في تسوية الخلافات الدولية بالطرق السلمية بعيداً عن طرق امريكا العسكرية ومؤامراتها في خلق بؤر التوتر والحروب خدمةً لمصالح احتكاراتها العسكرية والمدنية ، كما يجري تنشيط دور الامم المتحدة والهيئات الضابطة للسلم والامن وكل حركة المجتمعات ، وينمي نزعة التضامن الاممي والتأخي بين الشعوب لتقوى إمكانية معالجة الكوارث الطبيعية ، وبقدر ما يتعزز ويتوطد التضامن الاممي يفضي إلى ترصّين السلم الدولي وتقوية نزعة التخلي عن التسلح التدريجي حتى التخلص من كل وسائل القتل وبعد ان تنتهي مظاهر قتل الإنسان لأخيه الأنسان إلى الأبد ، حينذاك تتجلى معاني واهمية انتصار روسيا على امريكا على أرض أوكرانية .
#عادل_كنيهر_حافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يعني إنتصار روسيا على أمريكا في الحرب الدائرة على ارض ا
...
-
العلي علي ابن ابي طالب ع
-
محاولة اغتيال الكاظمي وسيلة لخلط الاوراق رغم انه فعل مدان بك
...
-
هل لحكام العراق إسوة في سيرة الحسين ع
-
لابد من تفويض الانتقاضة من يمثلها من ابناعادعادل ئها
-
نحنُ أمام تغيير دراماتيكي في ألنظام العراقي
-
المخاطر الناجمة عن الأحداث الطبيعية ألمتطرفة .
-
التبني عمل إنساني نبيل عواقبه الاجتماعية غاية في العظمة .
-
التشهير بالحزب الشيوعي العراقي لا يشرف احداً
-
العرب وما يثار حول تأريخ تسميتهم ومنشأ لغتهم
-
سياسة خلق التوتر وإشعال النيران
-
الاستفتاء وما ادراك ما لاستفتاء!
-
هل سقط العراق واصبح مجرد مسرحاً لعرض مسرحية الإرهاب الأمريكي
...
-
من يبني العراق ؟
-
لا للتجييش والتجييش المضاد
-
يجب ان يجري الحديث عن ابو الدواعش
-
ما بين ممثل العمال وممثل الآلهة
-
هل باتت حكومة المحاصصة , قدر العراقيين ؟ !!
-
إنتحابات العراق ازمة تلد اخرى
-
عواقب الانتخابات ومستقبل الدولة العراقية
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|