ديار الهرمزي
الحوار المتمدن-العدد: 7460 - 2022 / 12 / 12 - 01:56
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ماذا تعرف عن هذه الحضارة؟
متى أسست حضارة لولوبيون؟
من هم لولوبيون؟
اين كانت هذه الحضارة؟
ما هي لغة لولوبيون؟
عندما نبحث في التاريخ يجب ان نعتمد على المصادر الموثوقة لجمع المعلومات من هذه المصادر يعني الباحث ينقل المعلومات التاريخية اعتمادا على هذه المصادر .
اللولوبيون
(باللغة الأكدية: لو-لو-بي) وجاء اسمهم في النصوص المسمارية بصيغة
(لولوبي- لولو- لولومي- لولوبوم)، وهم مجموعة من القبائل القدیمة التي كانت تسكن في إيران القديمة (قبل وصول الاريين الى المنطقة،) خلال الألف الثالث قبل الميلاد، في منطقة كانت تعرف باسم لولوبوم ، وتقع في المنطقة في جبال زاغروس وفي شهرزور ،
ومنطقة كرمانشاه .
وكان اللوليبيون جيران وأحياناً متحالفين مع مملكة سيموروم.
وقد أشارت الألواح القديمة في بلاد ما بين النهرين إلى هؤلاء الناس الذين يقطنون الجبال باسم «البرابرة».
تظهر لولوبوم في الأزمنة التاريخية كواحدة من أراضي سرجون العظيم التي تم إخضاعها داخل إمبراطوريته الأكدية إلى جانب مقاطعة جوتي ،( گوتی )
المجاورة،
والتي من المحتمل أن تكون من أصل لولوبي.
هزم حفيد سرجون نارام سين لولوبي وملكهم ساتوني،
وأقام نصباً تذكارياً تخليداً لذكرى انتصاره:
«"نارام سين ، الأقوياء ... سيدور وسوتوني ، أمراء لولوبي ، تجمعوا معاً وشنوا الحرب ضدي." » –
نقش الأكادية على نصب نصر نارام سين.
بعد سقوط الإمبراطورية الأكدية أمام الغوتيين ،(الگوتيين)، تمرد اللولوبيون ضد الملك الغوتي إريدوبيزير، وفقًا لنقوش الأخير:
«قام "كا-نسبا" ملك سيموروم بتحريض شعب سيموروم ولولوبي على التمرد.
قام أمنيلي جنرال العدو اللولوبي ... بتحديد أرض التمرد ...
إريدو-بيزير الجبار ملك غوتي ومن أربعة جهات سارعوا لمواجهته في يوم واحد استولى على ممر أوربيليوم في جبل موموم.
علاوة على ذلك ، استولى على نيريشوها.»
في أعقاب الفترة الغوتية، قام شولجي حاكم الإمبراطورية السومرية الحديثة
(سلالة أور الثالثة) بمداهمة لولوبي 9 مرات على الأقل؛
وفي زمن أمار سين، شكل اللولوبيون وحدة في جيش أور،
مما يشير إلى أن المنطقة كانت
آنذاك تحت سيطرة السومريين الجدد.
نقش صخري آخر مشهور يسمى «الأسرى في القطر»
تصور أسر الملك اللوبي أنوبانيني مع الإلهة الآشورية-البابلية عشتار، ويُعتقد أنها تعود إلى عصر سلالة أور الثالثة؛
وعلى الرغم من ذلك، فإن رواية بابلية أسطورية فيما بعد لمآثر سرجون الكبير تذكر أنوبانيني كأحد خصومه.
في الألفية الثانية قبل الميلاد،
يبدو أن مصطلح «لولوبي» أو «لولو» أصبح مصطلحًا
بابلياً - آشورياً عاماً يقصد به «المرتفعات»،
في حين كانت المنطقة الأصلية للولوبين معروفة باسم زاموا.
وبعد ذلك، فإن «أرض لولوبي» تظهر مرة أخرى في أواخر القرن الثاني عشر قبل الميلاد،
عندما ادعى كل من نبوخذ نصر الأول ملك بابل (عام 1120 قبل الميلاد) وتغلث فلاسر الأول ملك آشور (عام 1113 قبل الميلاد) أنها قد خضعت لهما.
كما سجل ملوك الآشوريين الجدد في القرون التالية عن حملات وغزوات في منطقة لولوبوم، زاموا، قام بها الملوك الآشوريين.
وكانت من أهم تلك الحملات التي قام بها آشور ناصربال الثاني لقمع تمرد قام به زعماء لولوبي - زاموا في عام 881 قبل الميلاد، الذين قاموا في ذلك الوقت ببناء جدار في الممر البازي (بين كركوك والسليمانية)
في محاولة فاشلة لإبعاد الآشوريين عنهم.
هذا بالإضافة إلى ما ذكرته بعض النصوص التاريخية بأن اللولوبيين كان لديهم 19 مدينة محاطة بالسور في أراضيهم، بالإضافة إلى عدد كبير من الخيول والماشية والمعادن والمنسوجات والنبيذ، والتي غنمها آشور ناصربال. استمر ذكر الزعماء المحليين أو حكام منطقة زاموا حتى نهاية عهد آسرحدون (سنة 669 قبل الميلاد).
تم تصوير اللولوبيين كمحاربين جبليين غالباً ما تُظهرهم بصدور عارية ويرتدون جلود الحيوانات. لديهم لحى قصيرة وشعرهم طويل بضفيرة كثيفة ورثة،
كالذي يمكن أن نراه في تمثال النصر الخاص بنارام سين
يمكن رؤية العديد من النقوش اللولوبية في منطقة سربل ذهاب لتي تبعد عن مدينة خانقين ما يقارب ساعةفي داخل ايران، وأفضل ما تم الحفاظ عليه منها هو صخرة انوبانيني.
يظهرون جميعاِ حاكماِ يدوس العدو، ويظهر معظمهم أيضاً إلهاً يواجه الحاكم.
نقش آخر على بعد حوالي 200 متر، بأسلوب مشابه لنقش أنوبانيني، لكن هذه المرة مع حاكم بدون لحية.
وغير معلومة أو مؤكدة شخصية الحاكم لغاية الآن.
مدن لولوبية
لولوبونا
حدد دوغلاس فراين عام (1990) مدينتهم لولوبونا أو لولوبان بأنها بلدة حلبجة العراقية الحديثة.
ولا توجد أي مصادر أو سند تاريخي لوجود هذه المدينة المزعومة.
زاموا
كانت زاموا مملكة في إيران القديمة، تشابه مملكة لولوبي السابقة، امتدت من بحيرة أورميا إلى الروافد العليا لنهر ديالى ( نهر الوند ونهر حلوان أو سيروان )، من خانقين إلى حلبجة في العراق العراق.
وكان موقعها يتمحور في سهل شهرزور.
كانت أميكا وأراشتوا مملكتان تقعان على جنوب زاموا.
وكان زعيمهم القبلي (ناسيكو) يحمل اسماً أكادياً «نور أدد» هو زعيم زاموا الذي أطلق مقاومة فاشلة ضد الهيمنة الآشورية.
كانت المناطق الشمالية لزاموا (نحو بحيرة أورميا) معروفة باسم زاموا الداخلية (مازاموا).
وكان نكديرا واحداً من أهم حكامها.
وتشمل منطقة زاموا الآشورية أراض واسعة تضم عددا من المدن تمتد من الشاطيء الجنوبي الغربي لبحيرة أورميا ومن جبل سفين حتى اطراف همدان وحسنلو في عمق زاكروس إيران. وبضمنها ابرز المدن والحصون الآشورية فيها والمعبر الذي أطلق عليه الآشوريون معبر كيروري فضلا عن بارسوا الآشورية التي اعطت اسمها لفارس والفرس في قلب جبل بيرة مكرون.
وفي الواقع فأن المنطقة المحيطة بشهرة زور تعد مجمعا للحصون والقصبات الآشورية المستخدمة كمراكز تجميع للأتاوات أو كحصون تستخدم قواعد إغارة في عمق زاكروس وأورارتا أو للتصدي للأقوام الغازية من غير ألمانيين في حسنلوا ممن تربطهم علاقات طيبة مع آشورعلى مدى الإمبراطوريات الآشورية القديمة والوسيطة والحديثة.
و زاموا منطقة بكر نسبيا في تاريخ الأركيولوجيا ربما بأستناء جرمو في جمجمال وكهف شنايدر الذي عثر فيه على بقايا النياندرتال.
من هنا فأن معظم معلوماتنا عنها ترد من النصوص المسمارية ووثائق المراسلات الملكية وبقايا المنحوتات الجدارية التي تؤرخ لأيغال المنطقة عميقا في التاريخ الحضاري لبلاد مابين النهرين.
تل كنارة
تم تنفيذ ست حملات تنقيب أثرية في (تل كناره) جنوب محافظة السليمانية العراقية، للفترة مابين عام 2012 وعام 2018.
حيث اكتشف فريق من علماء الآثار الفرنسيين بقايا مدينة قديمة مفقودة في تلك القرية النائية.
هذه المدينة كانت موقعاً ستراتيجياً مهماً لكونها إحدى بوابات الامبراطورية الاكدية.
يرجع تاريخ تل كناره إلى الفترة الأخيرة من الألفية الثالثة ما قبل الميلاد،
ولربما كانت المدينة بمثابة عاصمة اللولوبيين، والتي لايُعرف لها إسماً حتى الآن.
ومن المحتمل أن المدينة التي عثر عليها الفريق الفرنسي تعود إلى القبائل الجبلية لما قبل تأسيس الحضارة في إيران،
إذ لا يوجد سوى القليل من المعلومات المدوّنة في الأدب القديم عن هذه المجموعات أو القبائل الجبلية..
وكانت نتائج الحملات الست التي حصلت عليها كالتالي:
العثور على أُسس حجرية كبيرة لبناء متراص، ويعتقد أنه كان جزء من سور المدينة الغامضة (تل كناره)، والذي يرجع تاريخه إلى حوالي 2200 قبل الميلاد.
عثر على عدد من الألواح الطينية التي تحتوي على رموز مسمارية صغيرة،
وكان كل لوح يحتفظ بشكله المستطيل، إذ يبلغ طوله حوالي 4 إنج (10 سم)،
ولكن لم تشر إلى مقدار عُرض الألواح ولا إلى عددها.
ويُستدل من تلك الألواح المكتوبة على أن اللولوبيين كانوا قد عرفوا الكتابة من خلال الحضارات المتقدمة الأخرى في بلاد ما بين النهرين القديمة.
في تصريح البروفيسور فيليب كلانسييه المختص في المسماريات إلى المركز الوطني الفرنسي CNRS، بقوله:
(إن الكتبة الذين ابتكروا تلك الألواح، لديهم فهم واستيعاب كبيرين للكتابة الأكدية والسومرية، وأنهم قد تمكنوا من التعرّف جيداً على جيرانهم في بلاد ما بين النهرين).
أن تلك المعارف المعاصرة، مكّنت اللولوبيين من تنمية الزراعة بشكل كبير في المدينة،
وذلك من خلال العثور على بقايا نظام للرّي بهدف المساعدة في نمو المحاصيل الزراعية.
ويظهر من خلال آثار المدينة المفقودة، أن اللولوبيين كانوا قد استخدموا وحدات قياس غير معروفة إطلاقاً تختلف بطبيعتها عن تلك التي كانت تتداولها مناطق الهلال الخصيب وفق نصوص الكتابات المنقوشة على الالواح المذكورة.
من خلال التنقيبات التي نفذّت في موقع كنارة، يعتقد العلماء بأن سكان المدينة القدماء كانت لهم روابط وعلاقات اقتصادية وسياسية مع المناطق الشمالية والشرقية البعيدة كقفقاسيا و وسط اسيا،
حيث من جهة الشمال باتجاه الأناضول وما وراءها إلى منطقة القوقاز، وإلى الشرق حيث الشعوب الآرية في إيران.
تشير مجموعة لُقى متنوعة من القطع الأثرية إلى الأشياء المنحوتة من حجر السبج (حجر بركاني)، والعقيق، والبازلت، إلى حقيقة وجود روابط تجارية للمدينة مع المناطق البعيدة، ويفترض أن تكون المدينة مزدهرة إلى حد ما، عندما استخدمت الأحجار النادرة مثل حجر السبج لإنتاج أدواتهم الخاصة.
ويتضح من أن المدينة تنتمي إلى مجتمع متطوّر من خلال العثور على عظام تعود إلى حيوانات مختلفة بما في ذلك الأسود والدبببة،
إذ كانت الحيوانات من هذا النوع تُعد ثمينة في ذلك الوقت،
وان بقاياها الموجودة حول المدينة، دليلاً على عروض المصارعة الفخمة التي قد نشطت في المدينة،
وقيام حملات الصيد الملكية، بالعثور على بقايا عظام الماعز والأغنام وغيرها من الماشية،
بالإضافة إلى نظام الزراعة المتقدم
الهوامش
↑ أ ب ت Osborne, James F. (2014). Approaching Monumentality in Archaeology (بالإنجليزية). SUNY Press. p. 123. ISBN 9781438453255. Archived from the original on 2019-12-17.
↑ أ ب Hamblin، William J. (2006). Warfare in the Ancient Near East to 1600 BC. Routledge. ص. 115–116. مؤرشف من الأصل في 10 أكتوبر 2017.
^ Babylonian & Oriental Record (بالإنجليزية). 1895. p. 27. Archived from the original on 2019-12-17.
^ "Louvre Museum Official Website". cartelen.louvre.fr. مؤرشف من الأصل في 27 مارس 2019.
↑ أ ب "The hair of the Lullubi is long and worn in a thick braid. They wear animal skins, while the Akkadian soldiers wear the proper attire for battle, helmets and military tunics." in Bahrani, Zainab (2008). Rituals of War: The Body and Violence in Mesopotamia (بالإنجليزية). Zone Books. p. 109. ISBN 9781890951849. Archived from the original on 2019-12-17.
^ Bury, John Bagnell Cook, Stanley Arthur Adcock, Frank Ezra (1975). The Cambridge Ancient History: The Egyptian and Hittite empires to c. 1000 B.C (بالإنجليزية). University Press. p. 505. Archived from the original on 2019-12-17.
^ "The Languages of the Ancient Near East (in A Companion to the Ancient Near East, 2nd ed., 2007)". مؤرشف من الأصل في 08 أغسطس 2019.
^ Tischler 1977–2001: vol. 5/6: 70–71. On the Lullubeans in general, see Klengel 1987–1990 Eidem 1992: 50–4.
^ Osborne, James F. (2014). Approaching Monumentality in Archaeology (بالإنجليزية). SUNY Press. pp. 123–124. ISBN 9781438453255. Archived from the original on 2019-12-17.
^ Vanden Berghe، Louis. Relief Sculptures de Iran Ancien. ص. 19–21. مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 2019.
^ صوت العراق - المدينة التاريخية الغامضة في السليمانية - بقلم: عضيد جواد الخميسي 30/4/2019 نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
مصادر:-
Sar-e Pol-e Zahab
Lullubi
Qashqai, Hamidreza, Chronicle of early Iran history, Tehran, Avegan press, 2011 (in Persian: گاهنمای سپیده دم تاریخ در ایران)
Cameron, George, "History of Early Iran", Chicago, 1936 (repr., Chicago, 1969 tr. E.-J. Levin, L’histoire de l’Iran antique, Paris, 1937 tr. H. Anusheh, ایران در سپیده دم تاریخ، Tehran, 1993)
D’yakonov, I. M., "Istoriya Midii ot drevenĭshikh vremen do kontsa IV beka de e.E" (The history of Media from ancient times to the end of the 4th century BCE), Moscow and Leningrad, 1956 tr. Karim Kešāvarz as Tāriḵe Mād, Tehran, 1966.
The Cambridge History of Iran
Hinz, W., "The Lost World of Elam", London, 1972 (tr. F. Firuznia, دنیای گمشده ایلام، Tehran, 1992)
The Cambridge Ancient History
Majidzadeh, Yusef, "History and civilization of Elam", Tehran, Iran University Press, 1991.
Majidzadeh, Yusef, "History and civilization of Mesopotamia", Tehran, Iran University Press, 1997, vol.1.
Legrain, Leon, "Historical Fragments", Philadelphia, The University of Pennsylvania Museum Publications of the Babylonian Section, vol. XIII, 1922.
Vallat, Francois. Elam: The History of Elam. Encyclopaedia Iranica, vol. VIII pp. 301-313. London/New York, 1998.
بحث وتقديم:- ديارالهرمزي
#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟