أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - أسس الديانة العراقية القديمة ح 7














المزيد.....

أسس الديانة العراقية القديمة ح 7


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7458 - 2022 / 12 / 10 - 23:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هذه الفكرة الشبه متكاملة بأعتقادي عن العالم الأخروي أو أرض العودة تمثل مع قدمها وأصالتها الرؤية المنطقية التي يجب أن ننظر لها بواقعية، فبعد سبعة ألاف سنه من تبلورها أو ظهورها كمعتقد نجد أن المنطق العلمي والعقلي الواقعي يعزز من حضورها |لأسباب كثيرة، منها على سبيل المثال أن الكائن الحي وبعد أن تنتهي دورة حياته الطبيعية يعود للوعاء الأول القديم الذي جعل منه، يعود للأرض بشكل مواد أولية تتحلل وتنفذ مع مكونات التربية لتدور في دورة ثانية وثالثة وربما لا نهائية طالما أن الوجود لا يتوقف، البعض يتحجج بأن الله قال أنه قادر أن يعيد الموتى ووصل الجزم إلى درجة تسوية البنان، الحقيقة أن القدرة الإلهية لا نشك فيها عندما ننظر لها وفق قوانين العلم الإلهي والمنطق الإلهي.
العلم النظري والعملي بأصوله هو جزء من المنطق الإلهي ولا يمكن أن يكون إلا جزء منه، هنا لا يمكن أن يكون علم الله متناقض أو متعارض بعضه مع البعض، الله خالق نعم لا جدال في هذا الأمر، والامر في الخلق معروف "ليبلوكم أيكم أحسن عملا"، لا يريد الله منا أن نكون أكثر من عمال جيدين ننفع وجودنا وأنفسنا وأن نعمر الأرض، إذا ما قيمة أو أثر أن يحاسب الإنسان على عمل مضى وأنتهى ورتب أثاره ونتائجه قبلا وفي عالم أخر لا ينفع فيه الحساب وفق القاعدة السابقة ولا يؤثر بموازين العمل الصالح، نعم يمكن أستخدام الوعد والوعيد للحث على الإصلاح والعمل الصالح، أما تنفيذيا لا يمكن أن يكون نهاية البشر جنة ونار لا قيمة لهما في صنع الواقع الذي خلقه الله ليكون البيئة التي يجب أن يبدع ويعمل فيها الإنسان ليكون عنصر نافع.
إذا كانت عقيدتهم في الحياة تتلخص في أن الإنسان بغض النظر عن مكانته الأجتماعية ومنزلته وديانته فأنه سيكون بخير ما دام يعمل صالحًا، فقد استحق رضى الإله عنه لأنه أطاع الواجب فقط وعاش ممتعًا بالسعادة، أما إذا أذنب - بقصد أو دون قصد - فإن الإله حاميه سيتخلى عنه فتتلقفه مخلوقات الشر ويتردّى في عالم الرذيلة ليلقى الجزاء المحتوم هنا في أرض العودة والتي تعني في مجملها البعيد إمكانية العودة عن الفعل خيرا كان أو شر لنقيضه، لأن ذلك ممكن وطبيعي وليس فقط العودة من عالم لعالم، وعندما يأتي الموت تنفصل الروح عن الجسم الأنفصال الأخير الذي لا تلاقي بعده أبدا وأنتهاء قدرة الإنسان على العودة مرة أخرى، وتنتقل شخصياه بكل ما فيها من قدرة وقوة وفعل وإرادة إلى طور جديد من الوجود، إذ تنحدر بعد وضع الجسم في القبر إلى عالم الأرواح وهو العالم السفلي "عالم اللا عودة أو أرض اللا عودة" 1 وتعيش هناك إلى الأبد حيث لا قيامة ولا جنة ولا نار.
إذا على عكس الديانات اللاحقة التي تأثرت بشكل مباشر بالقيم الأخلاقية التربوية التي تشجع الخشية من الله كطريق للإصلاح، كانت الديانة العراقية القديمة واضحة وصريحة ومباشرة، وتطرح أفكارها بكل جدية، لم تستخدم الدافع النفسي بقدر ما طرحت الموضوع على جدياته ووضعت العقل البشري في صورة الواقع، هذا الأسلوب لا يمكن تطبيقه اليوم ولا في عصر الديانات الإبراهيمية لأن الإنسان طبيعيا محبول على حب الأكتشاف والفضولية والبحث عن المشاكل، الأسلوب المباشر والواضح لا يثير أهتمامه كما لا يثير لديه المخاوف التي تدفعه للبحث عن حلول غير مطروحة بجدية أمامه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. كان شعب بلاد ما بين النهرين القديمة يؤمنون بالآخرة التي يعتبرونها أرضاً تحت عالمنا. وكانت هذه الأرض المعروفه بأرالو و قانزير واركالو، وتعني الأخيرة "آخر أرض سفلية"، حيث يذهب جميع الناس إليها بعد الموت، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي أو الأعمال التي يؤدونها خلال الحياة. لم يكن شعب بلاد ما بين النهرين يعتبر العالم السفلي ثواباً أو عقاباً على عكس جحيم المسيحية. ومع ذلك فإن وضع الموتى لم يكن يعتبر كوضعهم سابقاً في الحياة بتمتعهم على وجه الأرض فهم كانوا يعتبرون مجرد أشباح ضعيفة وعاجزة. فأسطورة هبوط عشتار إلى العالم السفلي تروي أن "الغبار هو طعامهم والطين هو قوتهم، فهم لا يرون الضوء حيث يسكنون في الظلام." قصص مثل الأسطورة البابلية تروي أنه يجب أن يموت جميع البشر بسبب أخطائهم الفادحة، وأن الحياة الأبدية الحقيقية هي صفة للآلهة وحدها. ديانة الرافدين القديمة _ WWW.marefa.com



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 6
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 5
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 4
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 3
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 2
- أسس الديانة العراقية القديمة ح1
- الدين بين طورين ح 4
- الدين بين طورين ح 3
- مقامات الهوش في وسط الحوش ح2
- الدين بين طورين ح 2
- الدين بين طورين ح 1
- مقامات الهوش في وسط الحوش
- أهلا بصباحك ... سيدنا المطر
- الأكراد ومشكلة الهوية وإشكالية الأحتواء.
- غزل وردة
- فلسفة مكافحة الفساد في دولة حقيقية.
- في سنين النضال الجديدة
- الصراع الديني ونتائجه في سقوط منطق الإرث المقدس
- كتاب من الله
- المدنية بين العنوان وواقع النظم


المزيد.....




- الخارجية الروسية تستدعي السفيرة الأمريكية في موسكو وتكشف الس ...
- ??مباشر: صحة غزة تعلن ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي إ ...
- بعد موت رئيسي.. الإيرانيون يتجهون إلى صناديق الاقتراع لاختيا ...
- منطقة الساحل بعد الانقلابات - بين الإحباط والصحوة
- موسكو تحمل واشنطن مسؤولية هجوم دموي بالقرم وتتوعد بـ-عواقب- ...
- Hello world!
- موسكو: ضلوع واشنطن في اعتداء سيفاستوبول واضح ولن نترك هذه ال ...
- مشهد مروع لسقوط مساعدات إنسانية فوق خيمة للنازحين وتسويتها ب ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإرهابي في داغستان إلى 20 وإصابة ...
- -فتح- تحمّل -حماس- مسؤولية -إفشال- جميع الحوارات السابقة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - أسس الديانة العراقية القديمة ح 7