أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - اوقفوا عجلة موتكم يا اهل العراق















المزيد.....

اوقفوا عجلة موتكم يا اهل العراق


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1697 - 2006 / 10 / 8 - 07:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يا ابناء العراق... استيقضوا ..انهضوا .. اصرخو بوجه من يخدعكم .. يضللكم .. يزرع اسباب الحقد والفتنة في قلوبكم ’ ثم يهشكم ويدفعكم لقتال بعضكم ’ ليجعل من نزيفكم مكاسباً عرقية وطائفية يدفع ثمنها وطنكم تراباً وانساناً ويترككم لا غالباً ولا مغلوباً’ وفاجعة الخسارة نصيبكم .
استعيدوا بصيرتكم .. استرجعوا رشدكم .. اوقضوا وعيكم ..ازيلوا غمامة التضليل والخداع والغش عن عيونكم .. التفتوا لبعضكم .. تصافحوا.. تشاوروا .. تسامحوا ..تصالحوا ..وامسحوا الحزن عن ارواح ضحاياكم والأسى عن قلوب مهجريكم ... امتنعوا عن دفع ضريبة الدلالين بدينكم ومعتقداتكم ’ ومنتحلي الوساطة بينكم وبين ربكم ’ اخلعوا عنكم ذاك الذي يساوم عليكم ويعيد بيعكم .. نظفوا بيتكم من اوحال وقذارات الدخلاء والوكلاء والدجالين .. كونوا كما كنتم .. كونوا طوائفاً واحذروا ان تكونوا طائفين .. كونوا قوميات ولا تكونوا عنصريين .. كونوا كل الأطياف وكل الألوان التي اشرق بها وجه العراق جميلاً . .. كونوا علياً وعمراً ..عبد القادر وعبد الزهره .. كاكه حمه ومحيسن وعيسى وميخائيل وخميسي .. كونوا ادياناً ومذاهباً وقوميات .. اكثريات واقليات .. كونوا كل الأشياء التي اكتمل بها العراق تاريخاً وحضارة ووعياً وانجازات واجداداً واحفاداً وارتدوا هوية الوطن ثوباً يستر كيانكم ويحفظه ويصونه .. اجتمعوا موحدين في خيمة العراق وحول سفرة خيراته .. ارفعوا بوجه الآخرين نقاء وسلامة حاضركم ومستقبلكم .. طهروا علاقاتكم من اوساخ واوبئة المختلسين والسماسرة والمأجورين .. ازيحوا عن طريق نهضتكم مصائد المحتلين والطامعين وعوائق صراع الأضداد وتصفية الحسابات على صدر وطنكم .
يا اهل العراق : عضوا على اصبعكم ندماً .. وعبوا صدوركم بمباديء التسامح وقبول الآخر والحفاظ على سلامته ... تنفسوا الرياح الصحية للثقة والمودة والتسامح ’ وتمسكوا بعروة اهدافكم في وطن تجمعكم فيه مباديء الحريات الديموقراطية ونظام التعددية والفدرالية والوحدة في فضاءات الأمن والأستقرار والأزدهار ومرجعية الأرادة الحرة .
احترسوا من النوايا الشريرة للعبة ذبح العراق وتقسيمه جمهوريات وامارات ومحميات وفدراليات سيئة التوقيت .. حجموا دور المسيئين واطردوا من صفوفكم ذاك الذي يدعي تمثيلكم ويحاول تمزيقكم واضعافكم واستغفالكم وتحديد جغرافية نفوذ مليشياته بأجساد ضحاياكم ودماء بناتكم وابنائكم .. انهم الوجه الآخر للملثمين ’ قساة لا ذمة لهم ولا رحمة في قلوبهم ’ انهم كاسدين معطوبي الضمائر والوجدان’ فلا تتركوا مكاناً لهم داخل خيمــة الوطن .
يا اهل العراق : حكومتكم المنتخبة الرشيدة فقدت رشدها ومصداقيتها .. وممثليكم في المجلس الوطني المنتخب ايضاً نطقت قنادرهم وصفقت امدستهم وخنقت عمائمهم ما تبقى من نفس المعترضين ’ واغتصبت الديموقراطية اليتيمة في مجلس المنتصرين على الوعي .. احزاب العملية السياسية كسرت مليشياتها القياسي من ارقام الأنفلات والهمجية .. انهم جميعاً الوجه الآخر لأسباب موتكم .
كثيراً من الأوطان تعرضت لحالات الأحتلال ’ لكن المحتلون وجدوا انفسهم وجهاً لوجه امام شعوب موحدة خلف قيادات سياسية واجتماعية وفكرية لا تساوم على قضايا ومصالح شعوبها واوطانها ’ فأضطروا على استيعاب الحقيقة والتعاطي مع الواقع ’ كون الناس وقياداتهم لا يقبلون مصادرة حريتهم والأساءة الى كرامتهم واستلاب سيادتهم وتهديد مستقبلهم ’ وانهم جديرين بوطنهم حراً مستقلاً’ واجبرَ المحتلين على احترام الأردادة المحلية وصاروا حذرين منذ البداية في الموازنة بين مصالحهم والمصالح الوطنية لأهل البلد المحتل ’ واقتنعوا ايضاً على ان الصداقة واحترام المصالح المتبادلة وزراعة الأنطباع الأفضل في ذاكرة الناس والخروج سلمياً دون ان يتركوا جروحاً بليغة على صفحات العلاقات القادمة هو الطريق الذي من غير المسموح التفكير بغيره .
ما حدث في العراق امراً آخراً, يختلف تماماً ..انه كارثة بكل ما للكارثة من معنى .. وجد الأحتلال شعباً منهكاً متعباً مغيباً مسلوب الأرادة ’ مصاباً بأعراض الطائفية والعنصرية ملوثاً بطاعون العقائد البعثية ’ بحاجة وقبل كل شي الى فترة نقاهــة وطنية يسترجع خلالها امنه واستقراره وحرية قراره كي يعيد اصلاح واعمار ذاته ووطنه .
الأمر اختلف تماماً في الحالة العراقية ’ القيادات السياسية هجين بعضها مجهول الأهداف والعواطف والنوايا’ وبعضها تشكل خطاءً في احضان من لا يضمر للعراق خيراً’ وبعضها لو نظرنا الى صفحات تاريخها لوجدناها تحمل بقع من اوحال العنف والهمجية والمساومة والخذلان واسباب مسلسل المعاناة والأنتكاسات والهزائم .. انهم وقبل ان يبرزوا وجوهاً صداءةً اجتمعوا في كواليس المحتل واتفقوا على شروطه ومسبقاً تنازلوا له ثم جاءوا معه ’ وعلى الطاولة المشتركة لمجلس الحكم الموقت وحول وليمة المندوب السامي بول بريمر .. تحاورا توافقوا تحاصصوا وتقاسموا العراق حياً .. قطعوه .. مزقوا هويته .. بعثروا حروفه .. وعرضوا اجزاءه خردة في اسواق الأرتزاق والعمالة والتبعية ’ دلالين سماسرة مرتزقة اكتفوا بحصتهم من فضلات المصير العراقي وسلموه خرقاً يعيد المحتل فصالها واعادة خياطتها على مقاس اطماعة ومخططاته ومصالحه .
تلك هي مآساتكم وحقيقة معاناتكم واسباب موتكم يا اهل العراق .
فالمصائب التي تستبيح بغداد ’ لا تتوقف عند حدود اربيل .. والحريق الذي يأتي على البصرة ستكون كركوك والرمادي محطته القادمة .. والطاعون اذا ما انتصر في الناصرية سيبداء معركة الفناء في السليمانية .. ولا يمكن لتكريت ان تعيش على حساب موت العمارة وخانقين على حساب موت الفلوجة .. انه العراق قدرنا جميعاً .. بيتنا جميعاً .. واذا ما احترق ’ سنبقى عراة من الكرامة والسيادة ’ منزوعي الحاضر والمستقبل .. فرجة يضحك من حالنا ويسخر منا القريب والبعيد ’ ويشمت بنا الجارين القومي والطائفي ... وحدكم يا اهل العراق وجميعكم ستخسرون وتذلون وتهانون وتخرجون غسيلاًعن دائرة التاريخ .. واذا ما مزقتم هويتكم وفقدتم وطنكم لا ينفع الندم حينها ولا يشفي جرحاً اذا ما اسيقضتم متأخرين .
افتحوا ابواب الأمل والسلامة ’ واخرجوا من دائرة تاريخ موتكم واتركوا عزرائيلي الأرض مغلفين فيها بأكفان فضائح دنياهم ’ فأنتم الأحق بالحياة الكريمة .
07 / 10 / 2006



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزروع انا بديرتي ...
- سأبصق في وجهي فقط ... ؟؟؟
- الأستاذ حمّزه الجواهري : فدراليات .. ولكن ؟
- ام الكوارث : معقدة جداُ ..
- دعوة لمن لا يستحقون وطنهم
- البديل الوطني الديموقراطي.. ما العمل.. ؟
- التيار الوطني الديموقراطي .. صعوبات جدية
- الجالية العراقية في المانيا : مبادرات ودلالات
- ماجد فيلي ... يعاتب الوطن عشقاً
- اليسار العراقي: رقع جديدة في ثوب عتيق
- العراق : بيضة في قبضة الأحتلال
- البعث ظاهرة عراقية ...من الذات يجب اجتثاثها .
- الجرح اللبناني ... والموت العراقي .
- نتبرع لكم ... وتتبرعون الينا . !!! .
- العراق ... لبنان .. واشكالية الموقف
- ايها الوطن الجميل : محنتنا عراقية
- مهازل اختنقت بها رئة الوطن
- اللعب على حبلي الوطن والأقاليم !!!
- 14/تموز: نهضة القيم الوطنية وكبوتها
- حكومات بالمراسلة !!! .


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - اوقفوا عجلة موتكم يا اهل العراق