سيرة ذاتية تنبض بالحياة رغم محاصرتها بالموت

روند بيثون

الحوار المتمدن-العدد: 7455 - 2022 / 12 / 7 - 23:47
المحور: الادب والفن
    

سيرة ذاتية تنبض بالحياة رغم محاصرتها بالموت
صدر للكاتب و الاعلامي القدير جورج منصور قبل فترة قصيرة، كتاب بعنوان ( ايفين حفر في الذاكرة ) ، الذي اهداني مشكورا نسخة منه قبل الاحتفاء به و الاعلان عنه بشكل واسع ، كوني مهتم بالشأن الثقافي و كعربون صداقة بيننا ، رغم وعكتي الصحية انذاك ، باشرت بقرائته فور استلامي نسخة منه عبر البريد ، الذي شدني اليه منذ قرائتي لاولى صفحاته ، و واكبت بشغف على قراءته صفحة تلو الصحفة بلا انقطاع ، لأنه كتب باسلوب سلس ومتماسك و بلغة رشيقة و رصينة. كتاب يتصدى فيه الكاتب لسيرته الذاتية و مسيرة حياته و اهم محطاتها بواقعية ومصداقية وشفافية ، سيرة وثّق فيها الاحداث و الوقائع ، واصفا اياها بدقة متناهية مما جعلها تتجسد وتستحضر أمام القاريء وكأنها تحدث اليوم وهو يشاهدها في مشهد تلفزيزني حاضر للعيان مفعم بالاحساس و العفوية. مذكرات و سيرة كتبها باسلوب ادبي ابداعي ، إذ ترتقي فصولا منها احيانا الى معايير الرواية ، وفصول اخرى تميل الى أدب السجون المرعب ، مذكرات تأخذ القاريء في رحلة حياتية مفعمة بالانسانية والألم والمعرفة ، رحلة تبدأ من تعريفه بعائلته ، ابتداء بحياة والده المتواضع الصبور على حجم المعاناة و العذابات التي تعرض لها ، و وفاء الكاتب لطلب والده بتوثيقها يوما ما ، وقد فعلها باروع صورة ، ومن خلالها وثق الكثير من الاحداث و المعالم في بلدته عنكاوا ، اي الكاتب لم يكتفي بسرد تقليدي ليومياته ، بل تجاوزها بتزويد القاريء ، بكم ثري من المعلومات التاريخية و الجغرافية و الفكرية ، مما جعل معظم فصول كتابه مثل كائن حي يفرح .. يحزن .. يخاف .. يكتئب ..الخ ، و يتفاعل معه القاريء في كل ذلك و كانه اصبح جزء من الحدث.
الكتاب جسد طموحات و عذابات واحداث عاشها الكاتب والتي فيها لكثير من الخوف الى حد الرعب و الغبن و الاصرار و الانتصار لإرادة الحياة ، احداث باكورتها مغادرة الوطن و بلدته عنكاوا ، لتتسع رقعتها و جغرافيتها لاحقا لتشمل موسكو ، طهران ، دمشق ، كندا ، ثم العودة للوطن.
يبقى الكتاب باحداثه المفجعة و وقائعه المؤلمة التي عاشها الكاتب مثل كابوس أسود، إدانة صارخة للانظمة الاستبدادية و الدكتاتورية ، التي لا تجيد من الحياة الا قمع الشعوب و صناعة الحروب ، حقا انه كتاب يستحق القراءة لثرائه و واقعية محتواه ، الذي كُتب بلغة سلسة جزلى، وبأسلوب فيه الكثير من التوثيق و التشويق لكثافة ودقة احداثه.

#روند_بيثون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات