يحيى السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 1697 - 2006 / 10 / 8 - 04:13
المحور:
الادب والفن
أربعةً كُنّا مُصابينَ بِداءٍ
أَعْجَزَ الطبيبَ والعَطّارَ في مدينةٍ
جميعُ أهليها يُعانونَ من التَعاسَهْ
وَمَرَّتِ الأيامُ
حتى حَلَّ في البلدةِ شيخٌ طاعنٌ
مِهْنَتُهُ الفِراسَهْ
زُرْناهُ نَسْتَفْهمُ عن أَمراضِنا
بادَرَني بقولِهِ: من أَيِّ شئٍ تشتكي؟
قلتُ: من الضَبابِ في بَصيرتي
ومن شعورٍ غامضٍ أَفْقَدَني الوقارَ والكِياسَهْ
فتارةً أشعرُ أنَّ بلدتي مئذنةٌ
تَرِشُّنا بالنورِ والأريجِ
حتى تستحيلَ جَنَّةً أرضيةً
وتارةً أشعرُ أَنَّ بلدتي إذاعةٌ
تنهى عن المعروفِ أو تأمرُ بالمُنْكرِ
حتى تستحيلَ حانةً لنخبةٍ
ومخدعاً لساسهْ
فلم أَعُدْ أُمَيِّزُ العهرَ من القداسَهْ
أشارَ للثاني : وأنتَ ؟ أيَّ شئٍ تشتكي؟
أجابَهُ : من عَدَمِ النسيانِ
من علائمِ انتكاسَهْ
بَدَتْ على وجهِ غَدي
فَعُمْدَةُ البلدةِ – قبل أنْ يكونَ عُمْدَةً –
كان بشوشاً وتقيّاً
يبدأُ الحديثَ بالذِكْرِ
ولا يرفعُ حينما يسيرُ راسَهْ
لكنه من بعدما صَيَّرَ منه " الغرباءُ " عُمْدَةً
صارَ جهوماً …… كاسِراً
مثلَ كلابِ الصَّيْدِ والحراسَهْ !
والتَفَتَ الشيخُ إلى ثالثِنِا
( وكان لا زال على مقاعدِ الدراسَهْ )
وأنتَ مم تشتكي ؟
أجابه : أشعر حين أفتحُ الكتابَ
أَنَّ مَدفعاً يطلع من بين السطورِ
فاتحاً شدقيهِ لي
فأستحيل أرنباً يبحث في الصفِ عن الكِناسِ
تغدو لغتي تمتمةً
ودفتري كناسَهْ !
وأشتكي من صَدَأٍ
طالَ مَرايا الفكرِ في عالمِنا
فلستُ أدري مَنْ بِنا البائعُ والمُباعُ
في " عولمة " النخاسَهْ
. . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
وقالت الرابعةُ " العانِسُ "
أشكو هاجِسَ الأرملةِ الثكلى
فهلْ من بلسمٍ يوقفُ زحفَ العمرِ
ريثما يمرُّ عابراً شواطئَ البلدةِ حوتُ الحربِ
أو توقِفُ دَوّرانَها طاحونةُ السياسه؟
فأَطْرَقَ الشيخُ مَليِّاً
ثم قال جازماً
أمراضُكًمْ جميعُها مصدرُها
" جرثومةُ الكرسيِّ " في " مستنقعِ الرئاسهْ " !
#يحيى_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟