أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قصي الشياح - فن العواء














المزيد.....


فن العواء


قصي الشياح

الحوار المتمدن-العدد: 7453 - 2022 / 12 / 5 - 21:09
المحور: كتابات ساخرة
    


لبنان..البقاع..ساحة شتورا وما قبلها وما بعدها هي إكواريوم لشخص مجهول لا نعرفه وقد ظللت أراه ماشياً في تلك المنطقة منذ 23 سنة على الأقل، شخص بشرته أصبحت ممزوجة بكل ما يحيطه إلا أن صارت كالقهوة وتفلها، يشحط نفسه ماشياً في الأرض وسقفه السماء ولا أدري إن كان الذي في رجله قد ورثه عن سندباد أو أن هذا الحذاء هو الذي يجبره على الشحط.
أخر مرة رأيته فيها كانت لحظة جميلة جداً. فقد كان يشحوّط نفسه وبجانبه كلب أسود كأن المكان والزمان عن قصد أرادا أن يصبحوا أصدقاء .
سوف تمر أيام صعبة كثيراً عليك كما يمر على هذا الرجل المتشرد وعلى صديقه الكلب،وسوف تعاني.
لكن هم نصيبهم من المعاناة أقل منك مع أنهم أسوأ منك في الحالة، فهم اذا عانى أحدهم من أمر ما سيعوي للأخر ولا داعي لأن يقول أحدهم عن ماذا , الشعور الكلابي هو فقط المهم. والأثنين سيفهمون على بعض قدر الألم وزمن الألم وتناحته أما نحن إذا عانى أحدهم سيأتي الأخر بطريقته البرستيجية العميقة ليقول له بفهمك.
طبعاً المُعاني سيقول لنفسه أنا لا أفهم نفسي فكيف لهذا المعتوه أن يفهمني وسيعوي بكل ما أوتيَّ من قوة وسينظر له الأخر بإزدراء فيقول له في سره حتى عوائي بهذه الطريقة المؤلمة لم تفهمه أيها الأحمق وسيذهب بطريقه.
بالطبع يوماً ما ستأتي الكائنات الفضائية إلينا متخلية عن لباقتها في التخفي وستتعرى أمامنا كي تسبح في محيطاتنا وماذا نحن سنفعل ؟ إلى أن تنظم الدول نفسها بطريقتها الدبلوماسية، لن تفهم الكائنات الفضائية علينا شيئاً وسيظنون أننا صالحون لوجبة شواء في يوم أحد مريخي .
ماذا سينقذنا غير العواء ؟ كما أنني سأزيد من الشعر بيتاٌ هنا وأستشهد بفيروز عندما غنت ما الأسامي كلام شو خص الكلام عينينا هني أسامينا ..
لن يهتم الكائن الفضائي بكيم كاردشيان بقدر ما سيهتم لشوائها ولن يهتم بجبران باسيل بقدر ما ان يضع رأسه على عتبة مركبته الفضائية وسيهز رأسه جبران لألاف السنين كالدمية . لكن العواء سينقذنا سيفهم الكائن الفضائي ما اذا كنا سعداء أو حزانى أما الكلام فسيجده ظاهرة صوتية لا حول لها ولا قوة، ( منذ متى الدبلوماسية تصنع مبادرات او افعال او حلول ؟ ) .
أما العواء فسيفعل ، سيوطد المجرة جمعاء ولكي تحارب الكائنات الفضائية روتينها الحضاري العابر للضوء سوف تعوي معنا تحت القمر وستفرح وستجرب البيرة خاصتنا من قنينة الهينكن وصولاً للألمازا وسنعوي .
سبق وأن مشيت مع كلب مسافة ٥ كيلو متر وقد كان أمراً ممتعاً فلا أحد منا يعلم عن الأخر شيئاً كنا صامتين لا نعوي ولا من يحزنون ربما لأن القمر لم يكن ظاهراً وقد شردت وقتها وتخيلت لو أن الكلاب جميعهم عالقين في زحمة سير ماذا كانو سيفعلون؟ غير العواء ؟ قد نظن أن العواء شيء هش ولكنه فعال لا بل إنه أنقى حركة صوتية تستطيع أن تهز هيرتز المنظومة.
العواء يا صديقي إذا كان عابراً للمجرات فلماذا لا يسقط دولة ؟. وإذا كنت لا تستطيع أن تتغزل بحبيبتك او فتاة أحلامك إذ تمنعك صدماتك النفسية بأن تفعل ذلك فلماذا لا تعوي ؟ .
عوي يا صديقي عوي من كل قلبك.
ربما هذا ما كان يريدك أن تفعل .
وهي ستفهم شعورك ومن المؤكد أنها ستضحك إيجاباٌ أو سلباً ستفهمك لأن الكلام يا عزيزي لا يصنع اللحظات بل الشعور .



#قصي_الشياح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتحار أسلوب
- عن بنوكيو المصاب بمتلازمة ستوكهولم سيندروم
- في الوجود
- هل شخصية أمين عام حزب الله شخصية مؤثرة ؟
- لو باتمان في بيروت
- حزب الله كمنتحل صفة
- وباء الشخصية النرجسية حزبي أيضاً
- الإكتئاب من سلم التطور
- بيروت الكائن الحي
- إنسان نيتشه لبيروت
- ثورة أوديب بعد الرابع من آب
- البتكوين يد من سبارتاكوس أم قيصر ؟


المزيد.....




- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قصي الشياح - فن العواء