مختار سعد شحاته
الحوار المتمدن-العدد: 7453 - 2022 / 12 / 5 - 15:09
المحور:
الادب والفن
بين يديها يجيء المساء أكثر حكمة، يوزع أنصبة الحلوى بالتساوي، كأسنان المُشط، لا فرق بين أبيض وأسمر، الكل سواء على سجادة صلاة العشاء والركعتين قبل الفجر، لا مفاضلة في الدعاء...
على براح ركبتها التي استسلمت للروماتيزم، ونقشت عليها ذكريات الانتصار في زمن الرجولة الخشنة، ينام الجميع، يلعبون على هواتفهم الذكية، وربما يستبدلون الكاندي كراش حديثًا بلعبة الثعبان، مفتوحة الباب لكل مجروح...
تداوي...
يأتيها غريبُ الدارين، طريد المدن الرجيمة، رجل يسكب دمعه على الطرقات، في المواصلات العامة، يحاول أن يصنع بحيرة مياهها غير مالحة، خطط أن يغرق الحزن يومًا فيها، أخذته جنية الكتب بعيدا في عالم مسحور، منحته دمعًا جديدًا عذب الطعم، وقالت ادخره للأيام السعيدة...
تفرش شالها الصوف سحابة تظلل هذا الغريب، وتطبطب على قلبه، وتمنح حلمه الجديدة دعوتها وبعض المعاش، تقول في ابتسام: أنا أحبك يا ولد، أنا أحبك يا رجل، أنا حضنك المفقود، أنا جنة الله المخلوقة لك، هاتِ خدك، لا.. هات ثغرك، هنا سأترك قبلتي على أثرٍ، فإذا مشيتٓ أو مشيتُ، عليك تحريك كفك على أثر قبلتي، لتحيا في بركتي التي لن تغيب...
على باب الدموع، تفتح للغريب ذراعيها، يا عمري أنا غريب، يا قلبي أنا بعيد، يا ولدي أنا هنا، منذورة للرضا عنك، ولن أغيب...
يا أمي التي تربطني بحبلها السري، أرجوك لا تحرريني، دعيني هنا على سجادة صلاتك سجدةً تطول، وحرفٓ النون في مسبحة الفجر، أرجوكِ يا أمُ دعيني أرتاح للمرة الأخيرة، وأن أضم إليك حلمي الجديد...
#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟